دليل لتوظيف ذوي الإعاقة في مؤسسات الدولة
النعيمي: توظيف ذوي الإعاقة حق يضمن لهم الاندماج في المجتمع
حمد الطبية تدشن مشروعا لإعادة تأهيل ذوي الإعاقة..بداية العام المقبل
كتبت - إيناس شري
نظم مركز التكنولوجيا المساعدة في قطر "مدى" مؤتمرا تحت عنوان "التكنولوجيا وإيجاد فرص عمل لذوي الإعاقة "، وذلك ضمن سلسلة من الندوات يعقدها المركز بهدف تسليط الضوء على أهمية استخدام التكنولوجيا المساعدة بما يضمن إيجاد فرص عمل واعدة لذوي الإعاقة.
وفي كلمة له بمناسبة افتتاح المؤتمر، قال السيد فالح النعيمي، المدير التنفيذي لـ"مدى"،إن المؤتمر يعد فرصة لمناقشه قضية توظيف ذوي الإعاقة، وتقديم النصح والإرشاد للمؤسسات والجهات التي ترغب في توظيف هذه الفئة، موضحا أن "مدى" يسعى لإبراز القدرات الحقيقية للأشخاص ذوي الإعاقة من خلال توفير بيئات تفاعلية تتضمن أحدث تقنيات التكنولوجيا المساعدة لهم، حيث يضم العديد من الأجهزة الرقمية التي تم تكييفها وتهيئتها لتناسب مختلف أنواع الإعاقات، بحيث يمكن لذوي الإعاقة والمختصين استخدامها واختبارها أثناء وجودهم بالمركز، ولاسيما أنّ المختصين والخبراء في المركز يقومون بشرح طرق وأهداف استخدام تلك التقنيات التي تتفاوت قدراتها بحسب الإعاقة، مثل أجهزة التحكم بالعين، والتي تمكن الفرد من استخدام جهاز الكمبيوتر فقط بمجرد تحريك بؤبؤ العين وأجهزة الهاتف المحمول المصممة لاستخدام الأشخاص ذوي الإعاقة، بالإضافة إلى عدد كبير من البرامج الناطقة والتقنيات التي تساعد تلك الفئة على التواصل والتخاطب بغض النظر عن نوعية أو درجة الإعاقة.
وشدد النعيمي على ضرورة توظيف ذوي الإعاقة، كحق من حقوقهم، بما يضمن لهم الاندماج في المجتمع كأشخاص منتجين وفاعلين.
أما الدكتورة وفاء اليزيدي، مدير إدارة التأهيل بالوكالة بمستشفى حمد، فتطرقت خلال مداخلتها إلى دور إعادة التأهيل في تعزيز فرص العمل، مؤكدة أن مناقشة موضوع توظيف ذوي الإعاقة بكل جوانبه أمر في غاية الأهمية، وذلك أن الإحصائيات تشير إلى وجود 600 مليون شخص من ذوي الإعاقة في العالم، منهم 370 مليون في آسيا أكثر من نصفهم في سن العمل وبحاجة إلى إيجاد فرص مناسبة لهم، الأمر الذي يدعو إلى تضافر جهود المؤسسات المعنية بذوي الإعاقة لتدريبهم وتأهيلهم وتحضير البيئة المناسبة وإيجاد التكنولوجيات المساعدة.
واستعرضت د.وفاء أهم العوائق التي تواجه توظيف ذوي الإعاقة في قطر، ومنها ندرة القوانين الخاصة بتوظيف هذه الفئة، لافتة إلى أن قطر وقعت الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة وصادقت عليها، ولكن هناك حاجة لإيجاد قوانين تتناسب مع الاتفاقية الدولية وتتفاعل مع توظيف هذه الفئة، لأن الموضوع لا يتعلق فقط بإيجاد فرصة عمل لذوي الإعاقة، ولكن أيضا بإيجاد آلية للتوظيف وإقامة برامج للتأهيل وعدم تركهم في الوظيفة وحدهم من دون تدريب.
وأضافت: إن من العوائق كذلك التي تواجه عملية توظيف ذوي الإعاقة السلوك الخطأ لهذه الفئة نفسها إذ يفقد بعضهم الأمل ويستسلم ويعتمد على التعويض بدل العمل، ما يحولهم إلى فئة غير منتجة وغير عاملة، مبينة أن هناك سلوكا خطأ أيضا من أسر ذوي الإعاقة الذين يبالغون في حماية هؤلاء الأشخاص فيتجنبون تعريض أطفالهم لصدمات من المجتمع عبر العزل.
وفي إطار العوائق ذكرت د.وفاء عدم إمكانية وصول ذوي الإعاقة بشكل متساوٍ مع غيرهم من الأشخاص إلى فرص التعليم والعمل بالإضافة إلى غياب النصح والإرشاد الذي يجب أن يقدم لهذه الفئة وعدم ضمان حقهم في الوصول إلى مباني العمل والدراسة من الناحية الهندسية وغياب أو نقص تجهيز المباني بشكل يسمح لذوي الإعاقة بالتحرك بشكل سهل وآمن.
وتابعت: عندما نتكلم عن تأهيل ذوي الإعاقة، يتم التفريق بين ذوي الإعاقة الذين يخرجون من المدارس إلى سوق العمل، وبين من تحولوا إلى ذوي إعاقة بسبب حوادث معينة، فالفئة الأولى بحاجة إلى تأهيل أما الثانية فبحاجة إلى إعادة تأهيل، وهي التي تحصل على الاهتمام الكبير في مؤسسة حمد.
ولفتت د. وفاء إلى أن 25 % من ذوي الإعاقة الذين تستقبلهم مؤسسة حمد بهدف التأهيل هم من إصابات حوادث السير و25% إصابات عمل و50% جراء المرض، كاشفة عن مشروع جديد سيكون تحت وصاية مؤسسة حمد يتخصص في إعادة تأهيل الأشخاص الذين تعرضوا لحوادث نقلتهم إلى فئة ذوي الإعاقة، مضيفة أن هذا المشروع الذي سيدشن رسميا بداية العام المقبل هو بدعم مباشر من الدكتورة حنان الكواري.
وأضافت إن دور فريق العمل في هذا المشروع سيكون تأهيليا بشكل أساسي، وأنه سيكون بحاجة إلى التعاون مع شركات عالمية كعنصر مساعد، مبينة أن هناك اتفاقية وقعت مع مركز"مدى" كداعم في التكنولوجيا المساعدة.
وقالت: "إننا في هذا القسم سنحتاج لمختلف القطاعات الموجودة في المجتمع التي ستساعدنا في توظيف هؤلاء الأشخاص وستساعدنا في توفير البيئة المناسبة لهذه الفئة، فعندما نتكلم عن دور التأهيل نتكلم عن الإرشاد وعندما يأتي المريض يجب علينا أن نعرفه على المهارات والوظائف المتاحة والأهداف من العمل".
أما السيدة سميرة القاسمي، المدير العام لمركز الشفلح للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة فتطرقت إلى التحديات التي تواجه المرأة من ذوي الإعاقة في سوق العمل، قائلة أن المرأة ذات الإعاقة تواجه العديد من التحديات في مجال التوظيف وأن هناك حاجة ماسة إلى تسليط الضوء على قدراتها وإمكانياتها باعتبارها جزءا من المجتمع، مضيفة أنه من الضروري أن يقوم أصحاب القرار بتمهيد الطريق لها وإزالة الحواجز الطبيعية أو البشرية مما يؤمن لها الاستقلالية التامة.
وفي حين شددت القاسمي على ضرورة بناء قدرات ذوي الإعاقة بشكل عام وتدريبهم وتأهيلهم واستثمار التكنولوجيا المساندة بحيث تكون من إحدى الوسائل التي تدعمهم في هذا المجال، استعرضت كذلك جهود مركز الشفلح في توظيف ذوي الإعاقة وتدريبهم وتأهيلهم من أجل الالتحاق بسوق العمل وذلك من خلال برنامج "الخدمات المجتمعية" الذي أطلقه الشفلح لمساعدة خريجيه على الانتقال من البيئة المدرسية إلى البيئة الوظيفية في المجتمع، وتوفير الاستشارة والدعم لأعضاء المجتمع المساندين للدمج الكلي للأشخاص ذوي الإعاقة، مشيرة إلى وجود تعاون مثمر مع مركز "مدى" من أجل ربط ذوي الإعاقة بالتكنولوجيا المساندة، وتوفير الدعم الشامل لهذه الفئة.
واعتبرت القاسمي أن توظيف ذوي الإعاقة من أهم القضايا التي تساهم في تعزيز دور ذوي الإعاقة من خلال التأكيد على حقهم بأن يكونوا فاعلين في المجتمع، موضحة أن مركز الشفلح قام بتوظيف 12 شخصا من ذوي الإعاقة، منهم 3 فتيات وذلك في مختلف مؤسسات الدولة وفي وظائف غير تقليدية، وان إحدى الفتيات تعمل حاليا في مركز الشفلح للطب الجيني ما يؤكد وجود إمكانيات وقدرات هائلة لدى هذه الفئة، لافتة إلى أن هناك اتفاقيه سيتم إبرامها قريبا مع الخطوط الجوية القطرية من أجل توظيف فئة ذوي الإعاقة.
من جانبه أكد الدكتور سيف الحجري، المشرف العام على معهد النور للمكفوفين، أنّ "التوظيف" يعتبر الحلقة الأهم في تاريخ الإنسان وأيضا في تطلعاته وطموحاته، وأنه التحدي الذي يواجه الكثير من دول العالم اليوم، لافتاً إلى أنّ فئة ذوي الإعاقة من أكثر الفئات التي تواجه تحديا في هذا المجال، لافتا إلى ضرورة نشر الوعي المجتمعي بحقوق هذه الفئة وإلى طرح العديد من البرامج التي تؤهل ذوي الإعاقة مهنيا، بالإضافة إلى توعية الأفراد العاملين في المؤسسات بكيفية التعامل مع هذه الفئة.
وأوضح د. الحجري أن قطر من الدول التي تولي اهتماما كبيرا لعملية توظيف ذوي الإعاقة خاصة بعدما تم التوقيع على الاتفاقية الدولية للأشخاص ذوي الإعاقة وحقوق الإنسان لافتا إلى أنه دعما لعملية توظيف ذوي الإعاقة قام معهد النور للمكفوفين بتشكيل لجنة تطوعية بإشراف السيد خالد الشعيبي لتوظيف ذوي الإعاقة في مؤسسات الدولة، موضحا انه قد تم توظيف أكثر من (70) شخصا من ذوي الإعاقة حتى اليوم وأن هناك ترحيبا كبيرا من قبل مؤسسات وجهات الدولة في توظيف ذوي الإعاقة.
واعتبر د. الحجري أن توظيف ذوي الإعاقة يعتبر واجبا وطنيا ودينيا وأخلاقيا وأنه يجب على كافة مؤسسات الدولة إعطاء الفرصة لهذه الفئة من أجل إثبات جدارتها.
وقد قام مركز "مدى" خلال المؤتمر بتدشين الدليل التوظيفي لذوي الإعاقة، وهو دليل خاص يصدره المركز ليستفيد منه جميع أصحاب الأعمال الراغبين في تهيئة بيئة العمل بشكل يتناسب مع احتياجات ذوي الإعاقة.
http://www.raya.com/site/topics/arti...0&parent_id=19