دورة حياة النباتات الزهرية
Life cycle of Flowaring plants
بقلم الدكتور نظمي خليل أبو العطا
تتميز النباتات الزهرية بالعديد من المميزات النباتية فهي نباتات بذرية (Seed plants) تنتج البذور (Seeds)، وهي نباتات زهرية تنتج الأزهار (Flowers)، وهي كاسية البذور (Angiosperms) أي أن بويضاتها مغطاة بنسيج يحجبها عن الوسط الخارجي , وأن المشيج المذكر (Male gamet) وهو حبة اللقاح (Pollen grain) لا يسقط مباشرة على المشيج المؤنث (Female gomet) أي البويضة (Egg) بل يسقط على تركيب معين ثم تنبث حبة اللقاح لتعطي أنبوبة لقاح (Pollen tube) تصل الأنبوبة المذكرة في حبة اللقاح إلى الأنبوبة المؤنثة في المبيض (ovary). كما تتميز النباتات الزهرية بالتخصيب الثنائي (Binary fertilization) وفيه يتم تخصيب الخلية البيضبة (Egg cell) بإحدى أنوية حبوب اللقاح وهي النواة الذكرية (Malenuculus)، وفي الوقت نفسه يتم اتحاد نواة أخرى من حبة اللقاح بنواة الأندوسيرم (Indosperm nucleus) في المبيض.
ـ وتتميز النباتات الزهرية كما قلنا بوجود الزهرة (Flower)، والزهرة عبارة عن ساق (Stem) تقاربت عقدها (Nodes) وسلامياتها (Internodes) وتحورت أوراقها لتعطي التراكيب والأوراق الزهرية المكونة للزهرة مثل السبلات (Sepals) والبتلات (Petals) والكرابل (Carbels) المشتملة على المبيض (ovary) والقلم (Style) والمتاع (Stigma) وأعضاء التذكير (Stemen) المكونة من الخيط (Filament) والمتك (Anther) وقد تكون الأزهار مفردة , أو تتجمع في مجموعة أزهار تسمى بالنورة (Inflorecence) كسنابل القمح.
الشكل التالي يبين أقسام الزهرة
وهي تنتج الثمار ومنها الحبوب (Groins) وبداخل الثمار توجد البذور (Seeds) وقد فرق الله سبحانه وتعالى بين الحبوب والبذور بقوله: )إن الله فالق الحب والنوى (الأنعام (59)فالنواة هي البذرة، وخصص الحبوب بالذكر عندما قال: )مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مئة حبة (البقرة ( 261).
ـ وهناك النباتات الزهرية المؤنثة , والنباتات الزهرية المذكرة، وهناك النباتات الحاملة لأعضاء التذكير والتأنيث مثل الذرة (Zea mays) وهناك الأزهار المذكرة والأزهار المؤنثة والأزهار الخناث (Herma frodite Flowers) التي تحمل أعضاء التذكير وأعضاء التأنيث.
ـ وتبدأ دورة حياة النبات الزهري بإنبات البذور والحبوب الناضجة في وجود الماء[1] والتي تنبت لتعطي البادرات (Seedling) المكونة من الجذير (Radical) والرويشة (Plumule).
ـ تنبت البادرات لتعطي النبات الزهري الجرثومي (2n) الذي يحمل الأزهار حاملة للمشيج المذكر (Male gamet) وهو حبة اللقاح (Pollen grain) والمشيج المؤنث(Female gametes) الممثل بالبويضة (Egg).
ـ تسقط حبة اللقاح بعد انتقالها بالهواء أو الحيوان أو الإنسان أو الماء أو التلقيح الذاتي إلى الميسم (
Stigma) وبذلك تتم عملية التلقيح (Pollination).
ـ وإذا تم انتقال حبوب اللقاح من متك الزهرة إلى ميسم نفس الزهرة أو أي زهرة على نفس النبات سمي بالتلقيح الذاتي (Pollination Silf).
ـ أما إذا انتقلت حبوب اللقاح من متك زهرة إلى ميسم زهرة أخرى على نبات آخر سمي ذلك بالتلقيح الخلطي (Pollination Cross).
ـ تنبت حبة اللقاح على الميسم ويخرج منها أنبوبة اللقاح (pollen tube) وتنتقل أنبوبة من حبة اللقاح إلى أنبوبة اللقاح التي تخترق أنسجة القلم لتصل إلى البويضة والأنوية الاندوسيرمية لتتم عملية التخصيب.
ـ ولا تنبت حبة اللقاح وتدخل أنبوبتها إلى أنسجة الميسم (Stigma tissues)أو القلم (Style) إلا إذا كان هناك توافقاً وراثياً كيميائياً حيوياً بين أنسجة حبة اللقاح وأنسجة الزهرة المؤنثة , فملايين حبوب اللقاح تسقط على آلاف المياسم ولكن لا يتم التخصيب إلا بين النباتات المتوافقة وراثياً , وبذلك تحفظ الأجناس والأنواع من الخلط العشوائي، وتحتفظ النباتات بخصائصها الحيوية , وهذا من بديع صنع الله، ومن دلائل قدرته وتقديره وعلمه وحكمته.
ـ بعد الإخصاب يبدأ تكوين الثمار والبذور والحبوب التي تحمل في داخلها جميع الصفات الوراثية اللازمة لحياة النبات والحافظة لخصائصه العامة والخاصة , وقد جاءت هذه الصفات من خلط صفات النبات المذكر وصفات النبات المؤنث في عملية الانقسام الاختزالي (Miosis) والاقتران (Synapsis) والخلط بين الكروموسومات بالتلقيح والإخصاب، وكل هذه العمليات المعقدة والمقدرة والمحسوبة تتم في النبات البسيط في الصحراء القاحلة بعيداً عن معاهد العلم والعلماء ومراكز البحوث والجامعات ومع ذلك فكل شيء بحساب عجيب مقدر.
ـ فمن قدر هذا؟!
- ومن خلق هذا ؟!!
( قال ربنا الذي أعطى كل شئ خلقه ثم هدى ) ( طه : 50 )
الصدفة العمياء، والطفرة المعيبة، والانتخاب الطبيعي العاجز كما يدعي الدارونيون ؟! أم الواحد الأحد الخالق القادر المقدر الذي خلق الخلق بقدرته وعظمته وقدر كل شيء فيه بعظمته القادر على كل شيء صاحب الخلق والأمر سبحانه القائل: )ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين([الأعراف : 54].