قلة عدد مترجمي لغة الإشارة أبرز معوقات تدريس الصم


رندا خطاب


افتتح سعادة السيد سعد بن إبراهيم آل محمود وزير التعليم والتعليم العالي أمس أعمال المؤتمر العلمي للصم تحت شعار «أساس قوي لمستقبل آمن» والذي تستمر فعالياته حتى الثامن والعشرين من الشهر الجاري والذي ينظمه مجمع التربية السمعية، بهدف تحقيق رؤية ورسالة المجلس الأعلى للتعليم بتبني معايير وسياسات مبنية على خطط تعليمية ذات أهداف تراعي خصائص وسمات الطلبة ذوي الإعاقة السمعية، وتكوين الثقافة المهنية نحو ممارسة مهنية هادفة ومخططة.

كما يهدف المؤتمر إلى زيادة الاهتمام بخدمات التدخل المبكر للأطفال ذوي الإعاقة السمعية للحيلولة دون تفاقم الآثار المترتبة على فقدان السمع، إلى جانب تعريف المجتمع بفئة ذوي الإعاقة السمعية وخصائصهم وتوجيه الاهتمام نحو قضاياهم ومشكلاتهم، بالإضافة الى تعزيز الشراكة وتبادل الخبرات العلمية مع مؤسسات المجتمع المدني والجامعات المحلية والعربية وأولياء الأمور والمجتمع المحلي بما يعزز تحقيق الأهداف التعليمية للطلبة الصم.

وبهذه المناسبة أكدت سعادة الشيخة حصة بنت خليفة آل ثاني المقرر الخاص السابق المعني بالإعاقة لدى الأمم المتحدة في كلمتها ضرورة أن يستند تدريس الصم على الواقع وهذا ما يحاول المؤتمر تطبيقه في الجلسات التي يتضمنها، وقالت إن لغة الإشارة تحتاج إلى عمل كبير وبرامج وتواصل من أجل العمل على تطوير وتوحيد هذه اللغة، منوهة إلى قلة عدد مترجمي لغة الإشارة، ودعت سعادتها إلى ضرورة وجود مؤسسات ترعى هذا الجانب لتوفير مدربي لغة إشارة.

وتحدثت سعادة الشيخة حصة عن بدء مسيرة تعليم الصم في دولة قطر والتي كانت في مدارس الأمل حيث وجود التربية الخاصة، ثم بدأ التطور فأصبح هناك التطور الطبي في مستوى التأهيل وكذا التطور في استخدام السماعات وقد أخذ التطور طريقه خلال الخمس عشرة سنة الماضية، مشيرة إلى انه قد تم خلال هذه الفترة الإطلاع على التطور في العالم، فأخذت المؤسسات الوطنية والتعليمية بتقديم الجديد في هذا المجال.

وأشارت سعادتها إلى ضرورة تقديم الخدمات والتشريعات على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، منوهة إلى انضمام قطر إلى منظمة حقوق ذوي الإعاقة من أجل العمل على رفع مستوى التعليم وتطوير المناهج، مؤكدة ان أن الكثير من المؤتمرات تتعاون مع دولة قطر وتحتاج إلى توثيق العلاقات بالتواصل من أجل العمل على رفع مستوى التعليم لذوي الاحتياجات واحترام حقوقهم وخصوصيتهم، فقد أقر الاتحاد العالمي أن هناك خصوصية وثقافة لكل فئة علينا احترامها.

وقالت سعادتها إن الثقافة المجتمعية آخذة في التغيير نحو دمج هذه الفئة في المجتمع الأمر الذي يعتبر واضحا للجميع وأصبح الكل يرون هذه الفئة في أنشطة الحياة المختلفة.

وقدمت سعادة الشيخة حصة بنت خليفة آل ثاني مجموعة من التوصيات أهمها، ضرورة ربط العمل مع الرؤية حيث تنبثق الأعمال من هذه الرؤية، مع أهمية زيادة رفع الوعي وتقوية لغة الإشارة والتعاون بين المؤسسات في الداخل والخارج.

وأشارت سعادتها إلى أن معظم جلسات المؤتمر مهمة ومثمرة جدًا، متمنية أن ترصد أهم الأولويات والتحديات، ودعت إلى تصميم برامج للعمل والمتابعة.

على نفس الصعيد أكدت الأستاذة صباح الهيدوس مديرة هيئة التعليم بمناسبة افتتاح المؤتمر العلمي للصم، حرص المجلس الأعلى للتعليم على توفير فرص تعليمية متساوية للطلاب الصم وضعاف السمع تمكنهم من الحصول على نفس الخبرات التي تقدم لأقرانهم، مضيفة إن مدرسة التربية السمعية المستقلة تهدف من خلال إتاحة الفرص التعليمية للطلاب الصم وضعاف السمع مع توفير بيئة داعمة تتيح لجميع الطلبة الحصول على خبرات تعليمية مثيرة محفزة، وذات نوعية متميزة شاملة ومتوازنة تراعي الفروق الفردية بينهم، بحيث توفر لهم فرصا متنوعة للوصول لأقصى قدراتهم الأكاديمية والاجتماعية من جهة ولتعدهم للقيام بأدوارهم كمواطنين فاعلين.

وأشارت الهيدوس إلى ضرورة الاهتمام بتطوير وإعداد المعلمين والمربين في مختلف الجوانب الأكاديمية والتربوية والمعرفية والمهارية والعلمية بما يؤدي إلى تجويد وتحسين العملية التعليمية المقدمة للطلبة الصم.

وأشادت الهيدوس بجهود مدرسة التربية السمعية المستقلة ومجلس أمناء المدرسة والتي يمثل كل قطاعات الدولة ذات الصلة الذي يرتكز على مبدأ تعزيز الشراكة وتبادل الخبرات العلمية مع مؤسسات المجتمع المدني والجامعات وأولياء الأمور بما يعزز ويساعد على تحقيق الأهداف التعليمية للطلبة الصم.

وأضافت قائلة «إن هيئة التعليم تحرص على تنفيذ السياسات التي تدعم حق المعاق في الحصول على فرص تعليمية نوعية متميزة شاملة ومتوازنة تراعي الفروق الفردية بينهم، بحيث توفر لهم فرصاً متنوعة للوصول لأقصى قدراتهم الأكاديمية والاجتماعية ولتعدهم للقيام بأدوارهم كمواطنين فاعلين.

وأشارت الهيدوس أن مبدأ «الاستحقاق» الذي تنص عليه الاتفاقيات الدولية يضمن حق جميع الطلبة في الحصول على خبرات التعليمية نفسها كأقرانهم الآخرين والمشاركة في كل الأنشطة المدرسية والوصول إلى أقصى قدراتهم وإمكاناتهم، كما يسعى «الدمج الشامل في التعليم» إلى مضاعفة مستوى مشاركة جميع المتعلمين في الحياة المدرسية، وكذلك جعل الخبرات التعليمية ذات صلة بحياتهم ومفيدة لهم.

وأكدت مديرة هيئة التعليم أن انضمام مدرسة التربية السمعية لمنظومة المدارس المستقلة هذا العام يدعمها حتى تنال حقها من التطوير المنشود من حيث الإعداد والتأهيل للأطفال زارعي القوقعة وضعاف السمع والصم لدمج من يمكن منهم بالمدارس والمساواة في جميع الحقوق والواجبات، وكذلك لوضع الخطط والبرامج والمناهج الملائمة للطلاب الصم وضعاف السمع المدمجين بالمدارس.

من جانبها ثمنت السيدة هيا جهام الكواري مديرة مكتب المدارس المستقلة بهيئة التعليم الجهود المبذولة لدمج الطلاب ذوي الإعاقة بالمجتمع وتهيئة أفضل السبل للحصول على مستوى تعليمي يماثل ما يحصل عليه زملاؤهم في المدارس الأخرى.

وأضافت الكواري في كلمة ألقتها في افتتاح المؤتمر أن انضمام مدرسة التربية السمعية للمدارس المستقلة يأتي في إطار حرص قيادات التعليم على رعاية الأصم وذوي الإعاقات السمعية باعتبارهما جزءا مهما من المجتمع ولابد من توفير وتأمين حقهم الطبيعي في التعليم، مشيدة بحرص وزير التعليم والتعليم العالي بتشكيل مجلس أمناء للمدرسة السمعية من ممثلين من المجلس الأعلى للتعليم والمؤسسات ذات العلاقة بهذه الفئة من الطلاب.

وبصفتها رئيساً لأمناء المدرسة حصرت هيا الكواري عدداً من النتائج التي حققتها المدرسة ومن ضمنها السعي لاستقطاب أعضاء الهيئة التدريسية المؤهلة علمياً وتربويًا وتوفير الوسائل والتقنيات الحديثة والعمل على توحيد لغة الإشارة العلمية وتكوين البرلمان الطلابي وارتفاع مؤشرات نتائج التحصيل الأكاديمي للطلبة.

هذا وقد ألقت السيدة شماء الدوسري مديرة مجمع التربية السمعية كلمة قالت فيها ان رسالة ورؤية المجمع ومهمته الأولى مستمدة من رؤية القيادة الرشيدة لدولتنا الحبيبة قطر، ومن هنا جاءت رؤية المؤتمر وهي طرح أفكار ورؤى تربوية معاصرة وتبني أساليب تعليمية حديثة تساهم في تطوير تعليم الطلبة ذوي الإعاقة السمعية والقائمين على تعليمهم، مشيرة إلى إن تنظيم هذا المؤتمر والذي عد الأول من نوعه على المستوى التعليمي يأتي انطلاقــًا من اهتمام دولتِنا بقطاع التعليم، معتبرة التعلمَ حقـًا لكلِّ مواطن وحرصت على توفيره وتيسيره للجميع دون تمييز، ليس ذلك فحسب، بل وقد أدى تطور الخدمات التي قدمتها الدولة ولا تزال تقدمها إلى تطوير المستوى التعليمي في قطر.

وأضافت الدوسري قائلة: «لقد حرصنا منذ بداية الإعداد والاستعداد للمؤتمر العلمي للصم أن نوجه اهتمامنا نحو قطاع التعليم عامة وأن يشارك فيه مختلف المؤسسات المحلية والخارجية إلى جانب أولياءِ الأمور والمجتمع المحلي، وأسفرت جهودنا بفضل من الله تعالى عن استقطاب نخبة من المشاركين البارزين من الأكاديميين والمتخصصين في مجالات مختلفة كالأطباءِ وأعضاء هيئة التدريس في الجامعات والأخصائيين والخبراء في مجال الإعاقِة السمعية.

وتابعت: «لاشكّ أن الاهتمام بقضية تعليم الطلبة ذوي الإعاقة السمعية يمثل أهم أولوياتِنا في المرحلة القادمة لذا ارتأينا أنْ يكون المؤتمر في مجمع التربية السمعية لإلقاء الضوء على تعليم هذه الفئة؛ لتلمسوا معنا إنجازات ما تعلموه وما صنعوه، من خلالِ هذا المؤتمر وكذلك من خلال معرض الصم للخط العربي والفنون البصرية علمًا ينبض استثمارًا.

وأضافت قائلة: «إننا معكم اليوم نطمح ونشدّ على أياديكم ليس فقط للخروج بتوصياتٍ واقتراحات بناءة تدعم تعليم ذوي الإعاقة السمعية بل بتشكيل لجنة تنفيذية لمتابعة تنفيذ التوصيات التي سيخرجُ بها المؤتمر ومدى إسهامِها وأثرها الإيجابي في العملية التعليميةِ المقدمة لهذه الفئة، فالأممُ أثبتت عبر العصور أنّ هناك عباقرة تحدوا الإعاقة وخرجوا إلى النور بإضاءات أنارتْ طريق المبصرين، ونحن قادرون إنْ شاء الله على أنْ نسير على نهجهم ونضع بصمة جديدة في مسيرة التعليمِ لذوي الإعاقة السمعيةِ تثري المنظومة التعليمية.

وفي الختام تقدمت الدوسري بخالص الشكر والتقدير لكل من مد يد العون لدعم أعمال المؤتمر العلمي للصم على رأسهم سعادة وزير التعليم والتعليم العالي، كما قدمت شكرها وتقديرها أيضا للكادر الإداري والتدريسي لعطائهم وإخلاصهم المميز، ولتلك الأيادي التي عملت كخلية نحل لتنسيقِ وتصميم وتنظيم معرض الصم للخط العربي والفنون البصريةِ (علمـًا ينبض استثمارًا) بعزيمة نادرة وطاقة كبيرة وصبر لا حدود له لإيمانهن برؤية ورسالة المجمع لتحقيقِ الامتياز والإبداع والريادة لبناءِ هذا الصرح التربوي.

وفي ختام الحفل قام وزير التعليم والتعليم العالي سعادة السيد سعد بن إبراهيم آل محمود بتكريم سعادة الشيخة حصة بنت خليفة آل ثاني المقرر الخاص السابق المعني بالإعاقة لدى الأمم المتحدة، والأستاذ ربيعة الكعبي نائب رئيس مجلس إدارة الجمعية القطرية لتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة، وعدد من المهتمين والمعنيين بمجال الإعاقة في دولة قطر.

كما قام سعادة وزير التعليم والتعليم العالي بافتتاح معرض الصم للخط العربي والفنون البصرية الذي يتضمن أعمالا للطلبة والموظفين الصم وانجازات المربيين والموظفين في مجمع التربية السمعية، بهدف ضمان استمرار عطاء الصم العلمي والفني وتنمية مهاراتهم الإبداعية من خلال الأنشطة الهادفة والموجهة المنهجية واللامنهجية، إضافة إلى إعطاء فئة الصم بعداً تاريخياً واجتماعياً واقتصادياً وتأثيراً إيجابياً على جميع الأصعدة في المجتمع المحلي والخارجي وتحقيق الاستفادة من الخبرات المكتسبة، وتهيئة العوامل والأجواء المناسبة وتوفير الدعم المعنوي والمادي للطلبة الصم بالقدر الذي يساهم ويساعد في عرض منتجاتهم ونشاطاتهم وطرح أعمال الصم على المجتمع لتبني إبداعاتهم ورعايتها من قبل الأفراد والمؤسسات في الدولة.

ويضم المعرض عدة أقسام تشمل مجموعة متنوعة من المهارات الإبداعية وهي قسم الخط العربي والتصوير الضوئي والنقش على الصخر والزجاج والحرف اليدوية الى جانب اللوحات الفنية والانجازات الأكاديمية.

ويسعى مجمع التربية السمعية إلى إعداد مواطن قادر على تطوير قدراته لتوفير مستوى متميز من النمو الذاتي والعلمي والتربوي بجودة التعليم وتميز الأداء، باختيار أساليب تعليمية واضحة وملائمة للأهداف التربوية وفقاً لقدرات واحتياجات الطلبة بما يساعدهم في الوصول إلى المستوى التعليمي المطلوب الذي يساهم في إعداد قادة للمستقبل في قطر.



http://www.al-watan.com/viewnews.asp...enews14&pge=15