وزير التعليم افتتح المعرض المصاحب

مؤتمر الصم يبحث تطوير أساليب تعليم ذوي الإعاقة السمعية



الدوحة - قنا


انطلقت صباح أمس أعمال المؤتمر العلمي للصم الذي ينظمه مجمع التربية السمعية بحضور سعادة السيد سعد بن إبراهيم آل محمود وزير التعليم والتعليم العالي، وذلك لطرح أفكار ورؤى تربوية معاصرة وتبني أساليب تعليمية حديثة تساهم في تطوير تعليم الطلبة ذوي الإعاقة السمعية والقائمين على تعليمهم.

ويهدف المؤتمر، الذي يستمر خمسة أيام، إلى تحقيق رؤية ورسالة المجلس الأعلى للتعليم بتبني معايير وسياسات مبنية على خطط تعليمية ذات أهداف تراعي خصائص وسمات واحتياجات الطلبة ذوي الإعاقة السمعية، وتكوين الثقافة المهنية الهادفة والمبنية على مجموعة من المجالات العلمية والمعايير الوطنية الخاصة بتعليم الطلبة ذوي الإعاقة السمعية، والاهتمام بتطوير وإعداد المعلمين والمربين في مختلف الجوانب الأكاديمية والتربوية والمعرفية والمهارية والعلمية، بما يؤدي إلى تجويد وتحسين العملية التعليمية المقدمة للطلبة الصم.

وقالت السيدة شما مطر آل ضابط الدوسري مديرة مجمع التربية السمعية إن تنظيم هذا المؤتمر، الذي يعد الأول من نوعه على المستوى التعليمي لذوي الإعاقة السمعية، يأتي انطلاقا من اهتمام دولة قطر بقطاع التعليم باعتباره حقا أساسيا لكل مواطن، وحرصت على توفيره وتيسيره للجميع دون تمييز.. مشيرة إلى تطور الخدمات التي قدمتها الدولة ولا تزال تقدمها لتحسين المستوى التعليمي في قطر من خلال مبادرة التعليم لمرحلة جديدة.

وأضافت الدوسري في كلمة لها في افتتاح المؤتمر أن الاهتمام بقضية تعليم الطلبة ذوي الإعاقة السمعية، والسعي الدائم إلى تحسين وتطوير الأداء يمثل أحد أهم الأولويات في المرحلة القادمة، ويتضح ذلك جليا من خلال هذا المؤتمر الذي لقي صدىً طيباً وعظيماً من جميع الجهات والمؤسسات الداخلية والخارجية.

كما أعربت عن أملها في أن تكون الدوحة عاصمة للمؤتمرات تؤسس فكرا ومنهاجا وطرقا تقدم كل التسهيلات المتاحة والممكنة لكل طالب وكل فئة حسب الحاجة والقدرة والظروف التي تناسبه وتعمل على تطوره وتقدمه ليكون يدا تبني مستقبلا عظيما لهذه الأمة.

من ناحيتها أعربت سعادة الشيخة حصة بنت خليفة آل ثاني المقرر الخاص السابق المعني بالإعاقة لدى الأمم المتحدة في كلمتها عن الشكر لسعادة السيد سعد بن إبراهيم آل محمود وزير التعليم والتعليم العالي الأمين العام للمجلس الأعلى للتعليم للجهود الكبيرة التي تبذل للارتقاء بالمنظومة التربوية والتعليمية في البلاد.

ورأت أن عملية تدريس الصم يجب أن تستند على الواقع.. مشيرة إلى أن ذلك موجود في جلسات المؤتمر التي تشخص هذا الجانب.

وشددت الشيخة حصة بنت خليفة آل ثاني على ضرورة تقديم الخدمات وسن التشريعات على المستوى المحلي والإقليمي والدولي.. منوهة بانضمام قطر إلى منظمة حقوق ذوي الإعاقة من أجل العمل على رفع مستوى التعليم وتطوير المناهج للصم.. وقالت «إن لغة الإشارة تحتاج إلى عمل كبير وبرامج وتواصل من أجل العمل على تطوير وتوحيد هذه اللغة».

كما شددت على ضرورة التنسيق والتعاون في الداخل والخارج إقليميا ودوليا بين منظمات المجتمع المدني ومنظمات الإعاقة والمؤسسات الحكومية.

ودعت إلى زيادة عدد مترجمي لغة الإشارة، من خلال إيجاد مؤسسات ترعى هذا الجانب لتوفير مدربين مؤهلين.. كما دعت أيضا إلى رفع الوعي، والتعاون بين المؤسسات في الداخل والخارج.
من جانبه أوضح الدكتور خالد عبد الهادي رئيس وحدة السمعيات بمؤسسة حمد الطبية أن دولة قطر ممثلة في مؤسسة حمد الطبية شرعت في تقليص نسبة الإعاقة السمعية من خلال إنشاء البرنامج الوطني للكشف المبكر عن ضعف السمع عام 2003 والذي يهدف إلى الكشف والمعالجة المبكرة للحيلولة دون الإعاقة السمعية، وإنشاء البرنامج القطري لزراعة القوقعة.

وأشار عبد الهادي إلى أنه تم فحص 100 ألف مولود، وتشخيص 1594 حالة ضعف سمع تمت المعالجة الفورية لها، وتمت زراعة قوقعة لأكثر من 55 حالة، وتم وضع برنامج تأهيلي لكي يجتاز به المصاب بضعف السمع مصاعب السمع والكلام على أساس برنامج معد حسب المعايير العالمية.. مشيرا إلى أنه ومنذ عام 2003 قلّت نسبة الإعاقة السمعية المؤكدة.

من جهتها، قالت السيدة هيا جهام الكواري مديرة مكتب المدارس المستقلة بالمجلس الأعلى للتعليم إن القيادة التعليمية في قطر تولي جودة التعليم أهمية قصوى.

وأضافت أنه انطلاقا من التوصيات التعليمية على رعاية الأصم وذوي الإعاقة السمعية باعتبارها جزءاً من المجتمع كان لا بد من تأمين حقهم في التعليم، مشيرة إلى أنه تم تطوير الخدمات التعليمية المقدمة في مدرسة التربية السمعية، وذلك بانضمامها إلى أفواج المدارس المستقلة لهذا العام وتطبيقها لجميع السياسات واللوائح المنظمة للمدارس المستقلة مع الحفاظ على خصوصيتها.

وفي ختام الحفل قام وزير التعليم والتعليم العالي سعادة السيد سعد بن إبراهيم آل محمود بافتتاح معرض الصم للخط العربي والفنون البصرية الذي يتضمن أعمالا للطلبة والموظفين الصم وإنجازات المربين والموظفين في مجمع التربية السمعية، بهدف ضمان استمرار عطاء الصم العلمي والفني وتنمية مهاراتهم الإبداعية من خلال الأنشطة الهادفة والموجهة المنهجية واللامنهجية، إضافة إلى إعطاء فئة الصم بعداً تاريخياً واجتماعياً واقتصادياً وتأثيراً إيجابياً على كافة الأصعدة في المجتمع المحلي والخارجي وتحقيق الاستفادة من الخبرات المكتسبة، وتهيئة العوامل والأجواء المناسبة وتوفير الدعم المعنوي والمادي للطلبة الصم بالقدر الذي يساهم، ويساعد في عرض منتجاتهم ونشاطاتهم وطرح أعمال الصم على المجتمع لتبني إبداعاتهم ورعايتها من قبل الأفراد والمؤسسات في الدولة.




http://www.alarab.com.qa/details.XXXXXXX.=1226&secId=16