الشيخة حصة: تطور إيجابي في الخدمات الخليجية لذوي الإعاقة


كتب ناصر محمود


أكدت سعادة الشيخة حصة بنت خليفة آل ثاني المقرر الخاص المعني بالإعاقة التابع للأمم المتحدة سابقا والرئيس الفخري للمركز الثقافي الاجتماعي القطري للصم أن هناك تقدما واضحا وملموسا بالخدمات والتشريعات التي يقدمها المجتمع الخليجي العربي لفئة الصم، وخصوصاً دولة قطر.. مشيرة إلى أن هناك تطورا إيجابيا حدث خلال 15 سنة الماضية في مستوى الخدمات المقدمة لهذه الفئة.

ولفتت سعادتها إلى أن موضوع تمكين الصم الكبار بالغ الأهمية.. مشيرة إلى صعوبة تحقيق التمكين خصوصاً أنه سيتعامل مع فئة كبار السن من ذوي الإعاقة والتي تم الالتفات إليها مؤخراً في الوطن العربي.

جاء ذلك في الملتقى الخليجي الثاني لمؤسسات الصم الخليجية الذي بدأت فعالياته صباح أمس تحت عنوان «تمكين الصم الكبار مسؤولية مشتركة» والذي ينظمه المركز الثقافي الاجتماعي للصم بالتعاون مع اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان.

وقالت: إن الفترة الماضية لاحظ الجميع زيادة مستوى الوعي في المجتمعات، خصوصاً من الأشخاص ذوي الإعاقة الذين سعوا إلى وجود هذا المركز بما يقدمه من خدمات جليلة لهذه الفئة.. مؤكدة ضرورة المضي نحو تحقيق التمكين من خلال السياسات المناسبة ومراجعة التشريعات والخطط والبرامج لتحقيق لرفع وعي المجتمع وفئة ذوي الإعاقة.

وشددت على ضرورة العمل بجهد وتعاون وتنسيق بين المؤسسات المختلفة سواء التي تهتم بفئة ذوي الإعاقة أو المؤسسات الأخرى في الدولة لخلق نوع من الترابط الذي يهدف إلى إنجاح موضوع التمكين.. مؤكدة أهمية أن تكون الأسرة هي الداعم الأساسي لنجاح عملية التمكين بالإضافة إلى أن يتم التعامل مع ذوي الإعاقة من خلال الاختصاصيين والمشرفين المؤهلين لذلك.


منبر حر


من جانبه؛ أكد سعادة السيد مبارك بن ناصر آل خليفة الأمين العام لوزارة الثقافة والفنون والتراث أن الملتقى يعد مناسبة طيبة ومنبراً حراً لتبادل الرأي والمشورة دعماً لفئة الصم بما يعود عليهم وعلى بلدانهم بالنفع.. مشيراً إلى أن الإنسان هو غاية التنمية ومبتغاها ووسيلتها لذلك اهتمت الدولة بإنشاء المؤسسات والهيئات الاجتماعية والتربوية والثقافية لخدمة جميع قطاعات المجتمع.

وأشار سعادته في الكلمة التي ألقاها بالنيابة عن سعادة الدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري وزير الثقافة والفنون والتراث إلى الدور المهم للمركز القطري الثقافي الاجتماعي للصم والذي يقوم على خدمة الأصم القطري والخليجي والعربي..لافتاً إلى أنه يجسد التعاون القائم بين المركز والمؤسسات الاجتماعية والإنسانية والتربوية لتقديم هذه الخدمات.

وقال الأمين العام: لقد راهنت دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية منذ استقلالها على إعداد الإنسان، فاهتمت بإنشاء المؤسسات والهيئات الاجتماعية والتربوية والثقافية والرياضية لخدمة جميع قطاعات المجتمع، حيث خطت الدولة خطوات رائدة لتعزيز العمل من حيث إنشاء ودعم المراكز المتخصصة التي تخدم قطاع ذوي الاحتياجات الخاصة باعتبارها مراكز إشعاع وتنمية للمجتمع، وذلك من خلال (تطويع) برامجها من أجل الإنسان القطري الواعي لمتطلبات التنمية التي تنشدها الدولة.

وأضاف: إن استضافة المركز القطري الثقافي الاجتماعي للصم هذا الملتقى بالتعاون مع اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان يأتي تأكيداً لدوره المتعاظم والرائد الذي يقوم به لخدمة الأصم القطري والخليجي والعربي، كما يأتي تجسيداً للتعاون القائم والمستمر بين المركز واللجان والمؤسسات الاجتماعية والإنسانية والتربوية لتقديم هذه الخدمات.


إعداد ذوي الإعاقة


وأوضح الدكتور محمد سيف الكواري عضو في اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان أن موضوع الأشخاص ذوي الإعاقة يرتكز على عدة اعتبارات أولها الرعاية التي تسعى أجهزة الدولة إلى توفيرها لذوي الإعاقة وأن المؤشرات الصادرة عن الجهات الرسمية تشير إلى التزايد المضطرد في أعداد ذوي الإعاقة لاسيما بعد انتشار ظواهر العنف والإرهاب فضلا عن الإهمال الطبي والإفراط في استعمال المواد الكيميائية في الزراعة وفي الصناعات المختلفة بحيث ينتج عنها بعض التشوهات المؤدية للإعاقة.

وأشار إلى أن اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في إطار ممارستها للاختصاصات المنوطة بها تحمل لواء نشر ثقافة حقوق الإنسان وتولي اللجنة أهمية خاصة لكفالة وتعزيز جميع حقوق الأصم.. موضحاً أن ذلك يأتي من قناعة اللجنة بالأدوار الفاعلة التي يمكن للشخص الأصم أداؤها في المجتمع إذا ما توفرت له العوامل المساعدة وفي هذا السياق ينبغي التكاتف بين الدولة والمجتمع المدني والأسرة بشأن كفالة وتعزيز حقوق هذه الفئة.

وأكد الكواري أن قطر تولي اهتمامها إلى كفالة وتعزيز وحماية حقوق الإنسان المواطن والمقيم بحيث تشمل جميع فئات المجتمع.. مشيراً إلى أن الجنة الوطنية لحقوق الإنسان تحمل لواء نشر ثقافة حقوق الإنسان وتولي أهمية خاصة لكفالة وتعزيز جميع حقوق الأصم.

ولفت إلى أن قضية الأشخاص ذوي الإعاقة من أهم القضايا لدى الدول والمنظمات الدولية المعاصرة؛ إذ إن مستوى الرعاية والتأهيل المقدم لهم يمثل أحد المعايير الأساسية التي تقاس عليها حضارة كل مجتمع من المجتمعات ومدى تطوره. وأوضح أن موضوع الأشخاص ذوي الإعاقة يرتكز على عدة اعتبارات أولها الرعاية التي تسعى أجهزة الدولة إلى توفيرها لهذه الفئة في الآونة الأخيرة، خصوصاً بعدما تم ملاحظة اتجاه أغلب الدول نحو تحديث تشريعاتها في هذا الإطار بما يتوافق والمواثيق الخاصة بحقوق الإنسان والمستجدات التي طرات على الساحة العالمية.


النظرة للأصم


أما السيد علي عبيد السناري رئيس مجلس إدارة المركز القطري للصم فأكد أن الملتقى يرمي إلى تحقيق أهدافه المنشودة لذوي الإعاقة السمعية لاسيما أن هناك فئة كبيرة من الناس الذين ينظرون إلى الأصم على أنه إنسان غير قادر على العطاء أو الإبداع وحتى بعض أولياء الأمور يرون ذلك.. مشددا على أهمية تواصل وإدماج الأصم مع المجتمع من خلال لغة الإشارة لأنه شخص يستطيع أن يكون فعالا من خلال التعليم والدعم المناسبين والتشجيع.

وذكر أن هذه الملتقيات تسهم في تحقيق التفاعل وتبادل الخبرات واستعراض للتجارب، مبينا أن الأصم يجب ألا يكون حبيس بيته بل عليه الاندماج والخروج والتفاعل مع المجتمع؛ فهو جزء منه. وتقدم السناري بالشكر إلى وزارة الثقافة والفنون والتراث على دعمها اللا محدود للمركز خلال الفترة الماضية، كما تقدم بالشكر إلى سعادة الشيخة حصة بنت حمد آل ثاني رئيس المجلس الأعلى لشؤون الأسرة والرئيس الفخري للمركز ودورها الكبير ومساهمتها في التحضير لهذا الملتقى وخروجه بالمظهر الذي يليق باسم دولة قطر.

وناقش الملتقى أمس واقع الصم الكبار «آمال وتحديات»، مستعرضين الخبرات والخدمات المقدمة لفئة الصم الكبار وكيفية إدماجهم مع المجتمع ودور وسائل الإعلام والتكنولوجيا الحديثة ووسائط الاتصال الخاصة بالصم في عملية تمكين الصم الكبار.

ويعتبر هذا الملتقى هو الثاني من نوعه على مستوى منطقه الخليج، وتأتي اللجنة كشريك وداعم أساس للمرة الثانية مع المركز لتحقيق هذا التجمع الهادف للإخوة من ذوي الإعاقة السمعية، وبهذه المناسبة يتقدم البنعلي وباسم أعضاء مجلس الإدارة - وعلى رأسهم السيد علي السناري رئيس مجلس الإدارة ونائب رئيس اللجنة العليا- بالشكر الجزيل للسيدة مريم العطية الأمين العام باللجنة ورئيس اللجنة العليا الخاصة بالملتقى على الدعم اللامحدود للمركز.

http://www.al-watan.com/viewnews.asp...atenews5&pge=6