إلى صديقة لم ألتق بها ..
إلى صديقة المستقبل البعيد، إلى قرة العين، إلى رفيقة الدرب ..،
أكتب لك من هنا، هنا حيث أنا، حيث ابتدأت ولا زلت، أبحث كل يومٍ عن رعشة هواءٍ ندية أطيب بها خاطري الضائع، أعيش فصول أيامي وسنواتي في اختزال، عيناي الشاردتان تقودانني إلى دروب الضياع، عقلي الشارد يختزل عمراً عشته بذكرى، أحتمي بها من الزمان والمكان والإنسان ..
تتسارع قدماي الشاردتان سقوطا نحو السقوط، لكنني أحمل ذكراي كشمعة تنير لي الدروب، أستقوي بدفئها وحنانها على وعرة وبرودة الطريق .. بالرغم من ضيق المتنفس وحرارة المكان، أمشي الهوينى فالهوينى، أرقب ما لم ولن أرقبه .. أنتظر ما لم ولن ينتظرني، كلما ابتعدت اقتربت أكثر .. وكلما اقتربت ابتعدت أكثر ..
تغاضيت عني، انتزعت مني رشفات كنَّ هنَّ مبعث أنسي، أحببتُ غَدِي فقط لكِ، لكنني يا صديقتي في كل غدٍ .. أتذكر أنني أحيا بلا غدِ ،،،
إني متعب حتى الجنون، حتى العياء تعب مني
أسألك والليل أظلم ما يكون كيف أنت؟
فكيف أنت ؟
هنا في الأعماق أشواق أشتم بها أريج عطرك
هنا آهات بقلبي وعلى شفاهي الشعر يسأل كيف أنت؟
فكيف أنت ؟
أرى مرابعنا مطاراحنا ملئت بلهو العاشقين السنابل
وأنا هنا وحدي قابع لا احد معي سوى صمتي
فكيف أنت ؟
أهفوا، فأغفوا، فأحلم بذكرانا سويا توارت خلف النجوم
يمضي الحلم العقيم مع الريح مسرعا آخذا أنسي
فكيف أنت ؟
أفتح عيني فإذا الصباح المظلم وهدأت الكون المزعجة
أبحث عنك فلا أجد سوى قلمي يسأل كيف أنت ؟
فكيف أنت ؟
فهلّا أخبرتني .. كيف أنت ؟
..
تمـــــ[ 04.20.11 ]ـــــت