مـوازيـن الإيمان وكيف تعرف أنك
مؤمن
إن المترقي في منازل السائرين إلى الله
ينبغي عليه أن يتفحص إيمانه وصلته بربه ، ويحاسب نفسه ، هل هوفي صعود أم في نزول ؟
وهناك بعض العلامات التي ينبغي علينا أن نزن بها إيماننا .. منها
:

1- أنك لو أحسست بمرارة المعصية ، وحلاوة الطاعة فأنت مؤمن
، وذلك الإحساس يتفاوت بحسب قوة إيمان العبد وضعفه قال صلى الله عليه وسلم : [ إذا
أسرتك حسنتك و أساءتك سيئتك فأنت مؤمن ] رواه أحمد
.

2- أن يكون الله ربه في السر والعلانية ، يعني لا يجرأ على
الله عز وجل في السر .

3- أن يحسن الصلاة في السر كما يحسنها في العلانية ..

4- أنه إن كان يخاف النفاق فهو مؤمن و إلا فلا . قال الحسن
البصري رحمه الله : ما خافه إلا مؤمن ولا أمنه إلا منافق
.

5- إن كان الله عز وجل منحه فقها في الدين ، وَحُسْنَ سمت
فليبشر بالخير . عن أبي هريرة رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم : [ خصلتان لا
يجتمعان في منافق ، حسن سمت ، ولا فقه في الدين ] – أخرجه الترمذي - السمت : السيرة
، والمراد به السكينة والوقار .

6- تدبر وتفكر في شِعب الإيمان : من ( الصلاة المكتوبة ، و
الإيمان بالأركان الستة ، وتعظيم النبي ومحبته صلى الله عليه وسلم ، والصبر بجميع
أنواعه ، والشكر ، و التواضع ، و الرحمة ، والتوكل ، وتلاوة القرآن ، وذكر الله ،
وإكرام الضيف ، وصلة الرحم ، وبر الوالدين ، و أداء الحقوق ، وأداء الأمانة ، و حسن
المعاملة ، و الخـلق الحسن ، ورد السلام ، و الحياء ، والصدق ، وإماطة الأذى عن
الطريق ، وتشميت العاطس ، و اجتناب اللغو..... ) . وهي كثيرة فهل هي موجودة فيك
،كلها أو بعضها ؟

7- تفكر وتدبر في صفات المنافق : من ( الكذب ، وإخلاف الوعد
، والخيانة ، و قلة ذكر الله ، والرياء ، والكسل ، ونحوها ... ) .. فبهذه الأمور
تعرف نفسك هل هي مؤمنة أم لا
.

· قال الإمام الأوزاعي رحمه الله
: إن
المنافق يقول كثيراً ، ويعمل قليلاً ، وان المؤمن يقول قليلا ويعمل كثيراً
.

· فتش عن حياة قلبك : قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه
: اطلب قلبك في ثلاثة مواطن :

- عند سماع القرآن
.

- وفي مجالس الذكر .
-
وفي
أوقات الخلوة .

فإن لم تجده في هذه المواطن فسل الله أن
يمن عليك بقلب فانه لا قلب لك ..

هل أنت من الخائفين
حقاً قال تعالى : { فلا تخافوهم وخافونِ إن كنتم مؤمنين }
.

قال النبي صلى الله عليه وسلم : [.... لو
تعلمون ما أعلم ، لضحكتم قليلا ، ولبكيتم كثيراً ، ولما تلذذتم بالنساء على الفرش ،
ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله تعالى ] . رواه
الترمذي

· قال شيخ الإسلام رحمه الله : الخوف المحمود ما حجزك عن
محارم الله .

فهو خوف يبعث على طاعة الله تعالى ، ويلين
القلوب ، ويمنع الذنوب ، ويحدث الخشوع ، فإذا كانت رقته كرقة النساء عند الموعظة ،
ثم لا يتغير ولا يتبدل حاله وأعماله وأخلاقه ، فهذا خوف عارض ليس له كبير فائدة
.

· علامات الخوف الصادق
:

1- أن يخاف على قلبه ، فيخرج منه الشرك والحسد والبغضاء
والعداوة للمسلمين .

2- ويتبين في لسانه ، فيمنع لسانه من الكذب والغيبة وفضول
الكلام والقذف و السب والشتم .

3- ويخاف في أمر بطنه ، فلا يدخل في بطنه إلا طيبا حلالا
.

4- ويراقب بصره ، فلا ينظر إلى الحرام
.

5- ويحرص على يده ، فلا يمد ها إلى الحرام
.

6- ويتحرز في مايخص قدمه، فلا يمشي بها إلى معصية الله
.

· قال يحيى بن معاذ الرازي رحمه الله
:
كيف
يفرح المؤمن في دار الدنيا إن عمل سيئة خاف أن يؤخذ بها ، وإن عمل حسنة خاف أن لا
تُقبل منه ، وهو إما مسيء وإما محسن .

· الخوف عند عمل الحسنة : قال العلماء
: من عمل حسنة يحتاج إلى الخوف من ثلاثة أشياء ، فما ظنك بمن عمل سيئة
:

1- الخوف من عدم القبول ، لأن الله تعالى يقول : { إنما
يتقبل الله من المتقين } .

2- الخوف من الرياء ، قال تعالى : { وما أمروا إلا ليعبدوا
الله مخلصين له الدين } .

3- الخوف من الخذلان في الطاعة ، لأنه لا يدري هل يوفق لها
أم لا ، لقوله تعالى : { وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت و إليه أنيب
}

.

· مِن ماذا يجب أن يخاف المؤمن
:

- عليه ان يخاف من أن يلتفت وينصرف قلبه إلى غير الله (
حبا وخوفا وتعظيما ورجاءً ... ) .

- وأن يخاف من الميل عن
الإستقامة.

- وينبغي كذالك الخوف من سوء الخاتمة عند الموت
.

- والخوف من الاشتغال عن الله بغير الله
.

- والخوف من تعجيل العقوبة في الدنيا والافتضاح قبل الموت
.

- والخوف من ضعف القوة عن الوفاء بتمام حقوق الله تعالى
.

- والخوف من الحسنات التي لا تقبل
.

- والخوف من البطر بكثرة نعم الله ، والاغترار بزخارف
الدنيا .

- والخوف من أن يخالط الأعمال شيئ من الرياء وهو لا يشعر
.

- والخوف من النفاق بجميع أنواعه و صوره
.

- والخوف من اختلاف الظاهر مع الباطن والسر مع العلانبية
.

- والخوف من عدم التوفيق إلى طاعة الله ومرضاته
.

- والخوف من السقوط من عين الله
.

- والخوف من عذاب القبر وأهوال يوم القيامة
.

- والخوف من الوقوف بين يدي الله للحساب عن كل صغيرة
وكبيرة .

أسأل الله العظيم أن يجعلنا من المؤمنين
القانتين المقبولين عند الله تعالى