الملتقى الخليجي للإعاقة ينتقد التمييز ضد المعاقين حقوق المعاقين منقوصة عربيا وخليجيا.. ويعانون التهميش
شيماء أشكناني
شدد مسؤولون دوليون في شؤون ذوي الاحتياجات الخاصة على ضرورة تحديث قوانين ذوي الاحتياجات الخاصة وتوفير المزيد من الوظائف لهم وفق قدراتهم ومؤهلاتهم، والعمل على تطوير تعليمهم.
جاء ذلك خلال ورش عمل وجلسات الملتقى الخليجي العلمي الحادي عشر لتوظيف المعاقين، الذي افتتحت أعماله أمس تحت رعاية رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ ناصر المحمد بمشاركة جهات دولية ومحلية معنية بمجالات المعاقين..
وفي اليوم الأول من الملتقى قدمت شريفة عبدالله المالكي من جمعية الصداقة للمكفوفين في مملكة البحرين ورقة عمل تسلط الضوء فيها على واقع المكفوفين في مجال التوظيف في مملكة البحرين، مستعرضة دور جمعية الصداقة للمكفوفين في توظيف المكفوفين، كما استعرضت الورقة العقبات التي تحول دون توظيف المكفوف في مجالات متعددة، هو قادر على شغلها، لكن نظرة المجتمع الدونية له هي التي تجعل من مجالات العمل محدودة تقتصر على وظائف معينة حصرت في الكفيف، كما لفتت الورقة إلى دور وسائل الإعلام في تحسين صورة الكفيف.
وانتهت ورقة العمل إلى أنه يجب أن تتكاتف جهود جهات عدة بدءًا من أسرة الكفيف والكفيف نفسه ووزارة التربية ووزارة التنمية الاجتماعية ووزارة الإعلام والجمعيات المعنية بشؤون المكفوفين، كما يجب تحقيق التكامل في العمل لتحسين واقع المكفوفين بين جمعيات المكفوفين في دول مجلس التعاون في مجال التوظيف ولا يقتصر الأمر على جهود فردية أو جهود جمعيات أهلية.
وبعد ذلك قال د. عبدالرقيب أحمد إبراهيم البحيري من جمهورية مصر العربية: إذا كانت هناك قيمة يتفق عليها كل الناس، فإن هذه القيمة هي قيمة العمل.
فالأشخاص الذين يعملون يتم تقديرهم. والأشخاص الذين يمتلكون وظيفة يكون لديهم شعور جيد نحو أنفسهم ويتخذون خطوة نحو الاستقلال.
واضاف: في عالمنا العربي كان الأفراد الذين يعانون حالات الإعاقة الذهنية غالباً ما يتم استبعادهم من العمل، إما لأن أصحاب الأعمال لا يعتقدون أنهم يستطيعون العمل، واما لأن الفرد ليس لديه التدريب المتاح للحصول على أو الاحتفاظ بوظيفته، مما يؤدي إلى زيادة مستويات البطالة لديهم مقارنة بالأسوياء. إن العناية بالمعاقين ذهنياً واجب تفرضه القيم الدينية والأخلاقية والإنسانية، وذلك لأن في تأهيلهم ورعايتهم قيمة اقتصادية كبيرة.
عقبات التوظيف
كذلك، تحدث وكيل كلية التربية للتطوير عضو هيئة التدريس بقسم التربية الخاصة جامعة الملك عبدالعزيز في المملكة العربية السعودية د.نايف بن عابد الزارع: يعتبر تشغيل الأفراد ذوي الإعاقة بشكل عام وذوي اضطراب التوحد بشكل خاص من الأهداف التي تسمو إليها أسرهم بالدرجة الأولى، ومن الأهداف التي تضعها برامج ومراكز التربية الخاصة كأولوية لها، وحيث إن موضوع التشغيل من المواضيع التي تواجه العديد من العقبات التي تعيق تقدم مثل هذه التوجهات المعاصرة، والتي نصت عليها قوانين وأنظمة العمل والعمال، والقوانين وأنظمة رعاية المعاقين على الصعيدين العربي والعالمي، فان العلم والمعرفة أشارا إلى أن تشغيل الأفراد ذوي الإعاقة يسهم في النمو الاقتصادي للدول.
والمطلع على واقع تشغيل الأفراد ذوي الإعاقة في الوطن العربي، ليجد أن الأفراد ذوي اضطراب التوحد فئة من الفئات التي لا تتم الاستفادة منها بتشغيلها في القطاعات المختلفة، بل ويتعدى الأمر ذلك إلى كون بعض المؤسسات الحكومية والخاصة لا توظف أساساً أشخاصا ذوي إعاقة.
وعن تجربة دولة الامارات العربية المتحدة في تشغيل الاشخاص ذوي الاعاقة، قال د. يوسف شراب: مما لا شك فيه أن بناء وتنمية القدرات البشرية هي إحدى قضايا العصر الملحة في ظل التحولات المعرفية والمعلوماتية الحادثة عالميا، ومما لا شك فيه أيضا أن بناء وتنمية القدرات البشرية يجب أن يشملا كل فئات المجتمع، وهنا يكون دور التمكين الاجتماعي لذوي الاحتياجات الخاصة، لبناء قدرات تلك الفئة اجتماعيا وتعليميا واقتصاديا في مواجهة التحديات والانتقال من الاحساس بالعجز والقصور الى الإحساس بالفخر والقدرة لابدال نظرة التعاطف والشفقة من المحيطين الى رؤية تعاون وتقدير.
وإذا كانت الإعاقة تعرف بأنها التداعيات والآثار الاجتماعية المترتبة على معاناة الفرد من إصابة أو تلف عضوي أو عقلي، فالارادة تعني القدرة على تخطي تلك الصعاب والتغلب على هذه المعاناة.
كما اوضح شراب ان عملية إدماج وتفعيل دور ذوي الاحتياجات الخاصة داخل مجتمعهم المحلي، حيث تكمن مشكلة المعاق في الظروف والسياقات الاجتماعية المختلفة والمهيأة للإعاقة، التي تضع قيودا وعقبات غير مبررة ولا تستند إلى رؤى علمية أمام مشاركة المعاق في فعاليات الحياة الاجتماعية، ويشير العديد من الأبحاث إلى أن مشكلات المعاق الحياتية والتوافقية لا ترجع إلى الإصابة أو الإعاقة في ذاتها.
مفاهيم خاطئة تعرقل تشغيل المعاقين
توصلت دراسة حول توظيف المعاقين الى نتائج تؤكد وجود مفاهيم خاطئة تؤثر على توظيف مجموعة كبيرة من الأفراد ذوي الإعاقة، ومن المهم لهؤلاء الأفراد أن ينخرطوا في استكشاف وتخطيط وظيفي دقيق لتقليل هذه العوائق المحتملة وتفادي دورة البطالة التي تعرقل حياة كثير من الأفراد الصم وضعاف السمع.
ودعا الخبراء إلى تشجيع المعاقين وتعليمهم في الفصول النظامية مع توفير الخدمات المساندة وتعزيز التواصل الشفهي، وإعادة النظر في أهداف المرحلة الثانوية وتفعيل البرامج الانتقالية.
توظيف ذوي الإعاقة السمعية
قال د. علي عبدرب النبي حنفي أستاذ التربية الخاصة بكلية التربية - جامعة الملك سعود إن الدراسة تهدف إلى إلقاء الضوء على المفاهيم الخطأ التي تعد عقبات في سبيل تحقيق تكافؤ فرص التوظيف لذوي الإعاقة، والتحديات التي تواجههم، والنضج المهني لذوي الإعاقة السمعية، وانتقالهم من المدرسة إلى العمل.
وسلط الضوء على دور مقدمي الخدمة وذوي الإعاقة السمعية في تحديد خدمات الانتقال من المدرسة إلى العمل، والاستراتيجيات الفعالة للانتقال الفعال من المدرسة إلى العمل بشكل يضمن الجودة في مجال التوظيف والنضج المهني لذوي الإعاقة السمعية.
التوسّع في تعليم المعاقين
شدد الخبراء على ضرورة التوسع في تعليم المعاقين وتشجيعهم على مواصلة الدراسة الجامعية لتنمية مهاراتهم فضلا عن مساعدة ذوي الإعاقة السمعية في عملية النمو المهني والانتقال من المدرسة إلى العمل.
شكر وإشادة
إلى كل القائمين على الملتقى الخليجي العلمي الحادي عشر على الترتيب، الأكثر من رائع، خصوصاً أعضاء الجمعية الكويتية لأولياء أمور المعاقين، فقد تم الترتيب لهذا الملتقى بصورة مشرفة تزيد وساما من اوسمة الفخر إلى دولة الكويت في عطائها لخدمة أبنائها من ذوي الاعاقة.
بطالة الشباب من ذوي الإعاقة
قالت هناء الصانع عضو مجلس ادارة الجمعية الكويتية لاولياء امور المعاقين ان سبب مشاركتنا في الملتقى هو ان للجمعية الكويتية لأولياء أمور المعاقين دورا بارزا في تثقيف وتوعية أفراد المجتمع بكل فئاته، وبخاصة أولياء أمور المعاقين بأهمية العمل للمعاق، ولا تغفل الجمعية الكويتية لأولياء أمور المعاقين عن أن تكون لها بصمة واضحة في هذا الملتقى، وكذلك توضح بعض المعوقات التي نواجهها في إيجاد فرص عمل للمعاقين.
وأضافت ان الذي يميز هذا الملتقى عن سابقه هو أنه يضع يده على الجرح الذي يعانيه الأهالي بغالبيتهم والذين لديهم إعاقات ذهنية وسنهم فوق 21 سنة وليس لديهم مكان يحتويهم بعد تخرجهم في مدارسهم. وتسليطه الضوء على فئة مظلومة لا تستطيع إيجاد عمل بسهولة وحتى إن وجدت تكون هامشية.
http://www.alqabas.com.kw/Article.as...&date=06042011