المقدمـــــــــة :

نحمد الله ، ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ به من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا وأشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمد عبده ورسوله ، حمل الرسالة ، وأدى الأمانة ،ونصح الأمة ، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين ...

وبعد : فقد سخر رب العالمين لكتابه المبين ، خاتمة الكتب السماوية سبل حفظه ، والاعتناء به ، ونشره وتفسيره ، ونقله وتعليمه والغوص على أسراره ، والعمل بأحكامه ، والتخلق بآدابه مما لم يعهد التاريخ لغيره مثل هذه العناية والرعاية .

وقد نمت في خدمة القرآن الكريم علوم كثيرة ، واتسعت دوحة علوم القرآن في ظلاله ، فلم تدع شاردة وواردة لها صلة بخدمته أو ببيان بعض ما يتعلق به الا أحاطت بها ... من وحيه وكيفية نزوله ، وحفظه وحفاظه ، وجمعه وتدوينه ، وشكله وعجامه ، ورسم كلمه ، وترتيب آياته وسوره ، ومعرفة مكيه من مدنيه ، وأسباب نزوله .

وقد كثرت المصنفات في علوم القرآن قديما وحديثا وتفاوتت مناهجها وحجومها ، وتنوعت أبحاثها ، وكثرت مسائلها وتعددت الأقوال فيها حتى بدت كالرياض النضرة ، يجوب فيها نزيلها ، فيحتار بين زهورها وورودها ، وجمال ألوانها ..

ومن أحد أجمل هذه الرياض وجوه اعجاز القرآن الكريم ومنها :
(( الاعجاز البياني في القرآن الكريم )) فكان هذا الاعجاز مثل باقات منسقة من ورود وأزاهير ينعم المسلمين برائحتها العطرة
ويعد أيضا كالبحر نقف عند مكنوناته ونغوص على درره ، ونتخير من كنوزه .......




الموضـــــــوع :

يقصد بالاعجاز البياني : الاعجاز اللغوي (في لغة القرآن الكريم ) في كل آية من آياته ..
فيستخدم القرآن أساليب كثيرة في غاية الفصاحة والبلاغة تساعد على فهم معاني ألفاظ القرآن الكريم وتمتع قارئ القرآن لشدة جمال هذه الألفاظ
ومن الأساليب التي أستخدمها القرآن الكريم :

الفصـل الأول :

( التشبيـــــــــه )

التشبيه هو : مشاركة أمر لأمر في المعنى وقد حفلت آيات القرآن الكريم بالتشبيهات الرائعة المصورة للمعاني أصدق تصوير وأبلغ وأروع وقد تنوعت التشبيهات في القرآن فمنها ما كان المفردة : وهي ما كان التشبيه فيه حاصلا باعتباره صورة بصورة أو معنى بمعنى من غير زيادة كقوله تعالى في صفة السماء يوم القيامة (( فكانت وردة كالدهان )) ومنها المركبة : وهي التي ينتزع فيها وجه الشبه من أمور مجموع بعضها الى بعض كقوله تعالى ((انما مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض )) وقد يشبه القرآن الكريم شيئا من الطبيعة بآخر منها كقوله تعالى (( والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم )) وقد يكون المشبه من الطبيعة والمشبه به ليس منها كقوله تعالى في مخاطبة اليهود (( ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة )) وكما أن القرآن يشبه المحسوسات بالمحسوسات كما فيقوله تعالى (( طلعها كأنه رؤوس الشياطين )) فان الطلع معروف ومعهود ، ولكن رؤوس الشياطين ليست كذلك ، وانما لها صورة متخيلةتتباين بتباين البيئات والجماعات ....
وقد يعكس الأمر فيشبه الغيبي بالمحسوس كما في قوله تعالى ((وجنة عرضها السماوات والأرض)) فقد شبه الجنة التي هي من المغيبات ، في بسطتها وسعتها بالسماوات والأرض لمل لها من فخامة حسية ، تشوق النفوس الى الجنة ، وتحملها على الايمان والعمل الصالح . وليست هذه التشبيهات وغيرها مما ورد في كتاب الله ، بمعزل عن تحقيق الاغراض والمقاصد القرآنية ، بل انها وثيقة الصلة بها ....
الفصـل الثاني

( الاستعـــــــــارة )

الاستعارة هي : أن تستعير للشئ ما يليق به ، وتضع الكلمة مستعارة له من موضع آخر. وقد وصفت بأنها من سنن العرب وتعد من أشرف القواعد المجازية وأرسخها عرفا فيه والواقع أن استعارات القرآن رائعة وفريدة وأروعها تلك التي اختصت بالطبيعة
كقوله تعالى ((والصبح اذا تنفس )) فقد استعار التنفس لانبلاح ضوء الصبح وانتشاره في الآفاق وقوله ((وآية لهم الليل نسلخمنه النهار)) استعير السلخ هنا لانفصال النهار عن الليل وقوله ((وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آيةالنهار مبصرة )) التعبير القرآني الاستعاري في الآيات الكريمة السالفة الذكر ، أبلغ من التعبير الحقيقي ، لو عبر به عن هذه المعاني ، فقيل مثلا : والصبح اذا انتشر ضوؤه ، أو قيل : وآية لهم الليل نخرج منه النهار ، لأن الخيال الذي يحدثه التعبير يؤثر في النفوس ، ويحرك الاحساسات ، وبالتالي يؤدي الى تحقيق الغرض الديني بيسر وقوة ومن أروع الاستعارات القرآنية قوله تعالى عند الحديث عن الطوفان (وفجرنا الأرض عيونا) لأنه غاية في البلاغة والبداعة و كلمة فجرنا زادت المعنى قوة وجمالا .....



الفصل الثالث :

( الايجاز والاطناب )

الايجاز هو: تأدية المقصود من الكلام بأقل من عبارة متعارف عليها يقسم البلاغيون الايجاز الى : ايجاز حذف ، وايجاز قصر ومن أمثلة ايجاز الحذف ((هو يريكم البرق خوفا وطمعا)) ففي ابهام الخوف والطمع من المعنى ما لا يتوفر فيما لو ذكر المخوف منه والمطموع فيه ومن روائع الايجاز قوله تعالى في صفة الأرض ((أخرج منها ماءها ومرعاها )) فقد أغنى لفظ الماء والمراعى عن أشياء كثيرة في الطبيعة وقول تعالى ((ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض )) فقد عبر ببركات السماء والارض عن أنواع من النعم السماوية والارضية متعددة ومتنوعة ...
اما ايجاز الحذف أو الاختزال فيكون باختطاف حرف من آخر آية كريمة كما في قوله تعالى ((والليل اذا يسر)) فقد حذفت الياء من آخر لفظ (يسري) وفائدة هذا النوع احداث التناسق الموسيقي بين الآية باتحاد فواصلها في الوزن ويتضح هذا موافقتها للفواصل التي تقدمتها وهي (الفجر) و(عشر) و(الوتر) أو تلتها وهي لفظ (حجر)

اما الاطناب فهو ملحوظ في آيات كثيرة تصف الطبيعة ، وقد يأتي على وجه التفصيل كما في قوله تعالى ((ان خلق السماوات والارض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الارض بعد موتها وبث فيها من كل دابة و تصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون )) فهذه الآيات فصلت نعم الله الدالة على قدرته ووحدانيته تفصيلا ، وأطنبت في تبيانها وتجليتها بالأنظار ، بصورة شاملة مترامية فقد اشتملت على عجائب الصنع وأحكام التدبير وتناولت عناصر الطبيعة وما اشتملت عليها من منافع ثم تناولت ما بين السماء والأرض كنزول الغيث وتقليب الرياح واختلاف الليل والنهار وما فيهم من خير ونعمة .....




الفصل الرابع :

(السجع)

السجع هو موالاة الكلام على وزن واحد والواقع اننا لا نجد في القرآن سجعا بالمعنى المتعارف عليه في السجع فاللفظ القرآني لا يقع على وزن واحد مع ما سبقه ،ولكن يتفق واياه في آخر حرف من حروفها لم يقصد من هذا الاتفاق مجرد التنسيق الموسيقي بل انه يأتي مكملا للمعنى ومعززا له مثل قوله تعالى (( الرحمن علم القرآن خلقالانسان علمه البيان الشمس والقمر بحسبان والنجم والشجريسجدان)) لفظ الرحمن دل على الرحمة الكثيرة البالغة ثم فصلت بعدها الآء الله ونعمه المصورة وجاءت مرتبة ترتيبا بديعا فذكر أولا من هذه النعم أعظمها وهو انزال القرآن الكريم وتعليمه ثم ذكر بعد ذلك خلق الانسان الذي هو من النعم الالهية أيضا ثم ما يتميز به الانسان عن سائر الحيوان من الافصاح والبيان ثم انتقل الحديث بعد هذا كله الى ما هو خارج عن النفس وأضخم من الحس الى الشمس والقمر المسخرين بحسبان معلوم وتقدير محكم . ثم الى الارض وما فيها من شجر قائم وآخر لا ساق له ولذلك فأن نعتهما بأنهما يسجدان متناسق جد التناسق مع قوله في جريان الشمس والقمر بحسبان لان في كليهما دلالة على القهر والتذليل الذي تفرد فيه الله في مخلوقاته فجاءت الكلمات في الآية موهمة بالسجع ولم يقصد بها مجرد التحسين والأيقاع الموسيقي وانما جئ بها اتماما للمعنى وتكميلا له...


الفصل الخامس:

(التصــوير)

التصوير وسيلة من وسائل القرآن الفعالة في تحقيق مقاصده وأغراضه، وفي اظهار المعاني وتقريبها، فقد تظهر فيه المعاني الذهنية أو المجردة في صور حسية رائعة ، وتجري مجرى الأمثال كقوله تعالى في تصوير ذهاب أعمال الكافرين والمنافقين هباء .
(( مثل الذين كفروا بربهم أعمالهم كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف لا يقدرون مما كسبوا على شئ ذلك هو الظلالالبعيد)) فالقرآن في هذه الآية يعرض صورا من الطبيعة متحركة أو صامتة بعضها في السماء وبعضها في الارض وبعضها في الجو فمن مثل ذلك قوله تعالى في أثبات البعث والنشور (( الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها ثم استوى على العرش وسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمى يدبر الأمر يفصل الآيات لعلكم بلقاء ربكم توقنون وهو الذي مد الأرض وجعل فيها رواسي وأنهار ومن كل الثمرات جعل فيها زوجين اثنين يغشي الليل النهار أن في ذلك لآيات لقوم يعقلون))




الفصل السادس:

(التشخيص)

يتمثل التشخيص في خلع الحياة على المحسوسات الجامدة ، والظواهر الطبيعية الصامتة ، حتى أنها لتخاطب مخاطبة الذي يعقل ويفهم ، وتخلع عليها صفات المخلوقات النابضة بالحياة . فمن مثله تشخيص الارض والسماء ، في ذلك النداء الالهي الموجه اليهما في طوفان نوح عليه السلام في قوله تعالى (( وقيل يا ارض ابلعي ماءك ويا سماء اقلعي وغيض الماء وقضي الأمر واستوت على الجودى وقيل بعدا للقومالظالمين )) قوله تعالى ابلعي ماءك واقلعي من الدلالة على الاقتدار العظيم وأن السموات و الارض وهذه الأجرام العظام منقادة لله سبحانه وتعالى يفعل فيها ما يشاء وأن الارض والسماء كأنهم عقلاء مميزون فقد عرفوا عظمته وجلالته و ثوابه وعقابه وقدرته وهم تحت طاعته ممتثلون لأوامره فالتشخيص اذا يحقق غرضا ديني يهدف اليه القرآن وهو وسيلة من وسائل القرآن في التعبير والتصوير ....



الفصل السابع :

( التجسيم)
التجسيم وسيلة أخرى من وسائل القرآن في التصوير ، فالليل يغشى النهار بظلمته وحلكته ، فيكون أشبه شئ بالمحسوس حين يغطي محسوسا مثله فالقرآن يقول ((والذين كسبوا السيئات جزاء سيئة بمثلها وترهقهم ذلة مالهم من الله من عاصم كأنما اغشيت وجوههم قطعا من الليل مظلما أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون )) تبين هذه الآية وجوه الكافرين يوم الحساب ، كأنما قطع من الليل المظلم ، فالليل في هذه الصورة محسوس ، وقد جعل قطعا قطعا ......




الفصل الثامن :

(التخييل )
للتخيل أهمية في تحقيق الأغراض القرآنية ، فالقرآن مثلا يخيل لقدرة الله وتمكنه وعظمته النافذة في الكون بتعبير أخآذ يقول فيه ((وما قدروا الله حق قدره والارض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه ))
قد جعل الله الكيفية التي وصفت بها الأرض والسماوات في الآية السالفة الذكر ، ومن قبيل التخيل لقدرة الله تعالى ، ولم يجعل القبضة ولا اليمين الواردتين في الآية الكريمة هما الدليل على ذلكوهذا النوع من التصوير الذي هو( التخيل ) لا يمكن انكاره أو تجاهله ، ذلك أن أي دين من الأديان لابد أن يهدف الى تقريب الحقائق الغيبية ، والمعاني الأبدية ، فيعمد الى ما يشاهده الناس من محسوسات ويجعلها وسيلة لذلك وبهذا يمكننا القول بأن التخيل من أساليب القرآن التصويرية ، وأنه من أساليبه في تقريب المعاني والحقائق الغيبية


الفصل التاسع :

( التناسق )

التناسق ظاهرة أسلوبية عند وصف الطبيعة في القرآن الكريم ، وله مظاهر كثيرة فمن مثل:

(1)التناسق الموسيقي:
وهو بين اللفظ والمعنى المراد تصويره، وذلك بأن يكون اللفظ بجرسه دال على المعنى ، مصورا له، فالقرآن يصف ظهور الصبح وانفلاقه بعد ظلمة الليل وحلكه ، فيختار لذلك لفظ (تنفس) التي توحي بجرسها بهذا الضوء المنتشر في الآفاق المتسبب عن ظهور النهار وسطوعه وذلك بقوله ((والصبح اذا تنفس))
ومن مثل ذلك أيضا ما ورد في سورة الضحى من قوله تعالى ((والضحى والليل اذا سجا ما ودعك ربك وماقلى ) فان لفظ (سجا) بجرسه العذب الرقيق ، يتناسب مع هذه النعمة التي جعلها الله في الليل حين يغطي النهار بطمأنينته وسكونه ، وصورها بأبلغ تصوير

(2)التقابل :
التقابل هو مظهر من مظاهر التناسق فقد تكون الصورتان المتقابلتان أحدهما في السماء والاخرى في الارض كالذي نجده في قوله تعالى ((الشمس والقمربحسبان والنجم والشجر يسجدان )) فهنا تقابل بين أربعة عناصر طبيعية ، اثنان منها سماوية وهما الشمس والقمر والآخران أرضيان وهما النجم والشجر ولذلك كان عطف العنصرين الأرضيين على العنصرين السماويين مناسبا لما بينهما من تقابل وقد يكون التقابل بين صورتين أرضيتين ، كالتقابل بين الشجرة الطيبة والشجرة الخبيثة ، وذلك في قوله تعالى ((ألم ترى كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتى أكلها كل حين باذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون. ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الارض ما لهلا من قرار))

(3) التناظر :

التناظر هو مظهر آخر من مظاهر التناسق في ألفاظ القرآن . فالقرآن مثلا يعرض مشهدين من مشاهد الحياة دالين على قدرة الله ورحمته ويتجلى التناظر في قوله تعالى : ((واذا مسكم الضر في البحر ضل من تدعون الا اياه )) يتبين في هذه الآية قدرة الله على الاغراق والتغييب في البحر .....

(4) التناسق المعنوي :
ويلحظ في القرآن تناسق معنوي بين الفواصل وما قبلها فالفاصلة القرآنية تحل في موضعها المناسب ، بحيث لا تغني أخرى عنها ، ولا تليق به غيرها . ولو حاول أحد أن يرفع فاصلة مكانها أخرى ، لاختل المعنى واضطرب النظم وليست الفواصل في القرآن تأتي للضرورة انما تأتي اتماما وتقوية للمعنى






(5)التناسق بين أجزاء الصورة :

جاءت الصور في القرآن متناسقة الأجزاء والأبعاد ، ففي أحد المشاهد يعرض القرآن من الأشجار الضلال ، ومن الجبال الأكنان ، ومن الأنعام اللباس كما في قوله تعالى(( والله جعل لكم مما خلق ضلالا وجعل لكم من الجبال أكنانا وجعل لكم سرابيل تقيكم الحر وسرابيل تقيكم بأسكم كذلك يتم نعمته عليكم لعلكم تسلمون)) وفي مشهد آخر جعل القرآن السماء والارض اطارا مؤلفة من الابل والجبال بحيث بدا المنظر متناسق الابعاد والأجزاء
كما في قوله تعالى (( أفلا ينظرون الى الابل كيف خلقت والى السماء كيف رفعت والى الجبال كيف نصبت والى الارض كيف سطحت ))

(6) التناسق الزمني :

وهو أن تكون مدة عرض الصورة متناسبة والغرض الذي سيقت من أجله ، والمعنى الذي تصوره . فمن الصور ما يعرض بطيئا في تراخ كأنه أعد لتتملاه العيون ببطء ، كالزرع الذي يمثل محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه ويدل على رقي الاسلام وذلك في قوله :
((ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الانجيل كزرع أخرج شطأة تغليبا لهما على غيرهما ، ثم أردفها ذكر كل الثمرات ))

(7) استعمال اللفظ الواحد في معاني متعددة والعكس :

قد يقع اللفظ الواحد على معان كثيرة تعرف من سياق الكلام فلفظ السماء كما في قوله تعالى في صفة الشجرة الطيبة (( أصلها ثابت وفرعها في السماء )) وتعني العلو وارتفاع الشأن وقد يعكس الأمر فنرى القرآن يستعمل ألفاظ متباينة ، تلتقي في معنى واحد كاستعماله (خلق) و(جعل) و(فطر) و(أبدع) ومشتقاتها للدلالة على الايجاد والتكوين على غير مثال واحتذاء.........







الخاتمـــــــــــة :

تعددت أنواع وأشكال الاعجاز البياني في القرآن الكريم فقد احتوى على عدة ألفاظ تحمل تشبيهات واستعارات وايجاز واطناب وسجع وتصوير وتشخيص وتجسيم وتخييل وتناسق غيره الكثير من ألوان الجمال والابداع في القرآن الكريم التي توضح لنا المعاني بصورة أجمل وأوضح وتبين لنا قدرة الخالق عز وجل ليجعل كل من يقرأ القرآن يتلذذ بسماع كلماته المنظمة المرتبة المتناسقة وتكون سبيل لحبه للاسلام والرغبة في التقرب لله عز وجل ...

















المراجـــــــع:





كتاب : البيان في القرآن الكريم
للدكتور كاصد ياسر الزيدي
المركز العربي للطباعة والنشر 1980 – توزيع الدار الوطنية بغداد- العراق


كتاب :البيان في اقسام القرآن
لابن قيم الجوزية ( الامام شمس الدين محمد بن أبي بكر بن أيوب الزرعي الدمشقي )
مكتبة المتنبي القاهرة- مصر 1402 هـ -1982م


كتاب :البيان في علوم القرآن
للكاتب: الدكتور سليمان بن صالح القرعاوي
اعداد: الاستاذ محمد علي الحسن
الطبعة الثالثة 1418هـ
دار المعالم الثقافية بالاحساء – المملكة العربية السعودية