ملحمة أمة
قُدر له أن يولد دون أب
فولد محروما من كلمة أبي وما أقساها
ذهب إلى البادية مع حليمة الأفقر منه مالا
فكان بركة ونورا لها ولمن حولها
ست سنوات فقط قال فيها أمي وما أحلاها
ثم أصبح محروما من أحلى كلمتين
أبي وأمي
مسكين من حرم من واحدة أو الاثنتين
بعدها كفله عمه الذي أحبه مثل أبيه وأكثر
وقربه منه أكثر من علي وإخوانه
ولكنه حرم منه بعد عامين فقط
ما أصعب تلك النشأة
انتقل إلى أبيه الأكبر
جده سيد قومه حينا من الدهر
شعر فيها بالأمن والأمان
والسلامة والإسلام
والمنعة والقوة والحماية الأممية
رعى الغنم وتاجر في المال
فذاع صيته بين أقرانه
واشتهر بالصدق والأمانة
وتلك والله علامة
على النبل والشهامة
ولذوي النهى إشارة وعلامة
على القدوة والزعامة
25 أصبح عمره
فرزق الأم والزوجة والحبيبة
إنها أمي وأمك السيدة خديجة
سيدة قومها الحسيبة النسيبة
ووهبه الله الذرية الصالحة
وأبقى له الإناث وحرمه الذكور
ليكون قدوة لغيرة على مر العصور
وعاش كغيره من البشر
سوى أن سيد البشر
وصل الأربعين
فكان النذير المبين
وبعدها ذاق العذاب الأليم
من العم والقريب والبعيد
حتى أصبح له عصبة
هي خير من ألف أمة
وطرد من بلده الأمين
فخرج بعد إذن رب العالمين
وبدأ في بناء العهد والدين
وكانت بدر وبعدها أحد الحزين
نصر وهزيمة وفقد الأكرمين
ومن بعد الهزيمة النصر المبين
وذاع الصيت في العالمين
وغدا مسمع المشرقيين والمغربيين
وانتشر الدين في العالمين
رغم أنف بعض العالمين
الجن قبل الإنس قبل هذا الدين
الذي هو رحمة وهداية للعالمين
وأسس أعظم أمة في ثلاث وعشرين
وتلك عبقرية بشرية بشهادة الكارهين

كل آمن برب العالمين

ومنهم من أبى وظل مع الكافرين
فقال لهم
لكم دينكم ولي دين
حتى يحكم بيننا رب العالمين
في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون
وموعدنا هناك مع الأكرمين
محمد وصحبه الأمين
هذا محمد الكريم
خير الرسل أجمعين
فضله بعد رب العالمين
على الأولين والآخرين
ونحن له من المدينين
وعليه صباح مساء نحن من المصلين
ومتبعين لقوله وفعله في العسر واللين

حتى نلقاه يوم الدين
صلوا عليه أيها الأكرمين
إنه محمد الأمين
خير الأولين والآخرين

بجوارح
سيد مصطفى
تابع لرسوله الكريم
يرجو رحمة ربه وشفاعته يوم الدين
12 ربيع الأول 1432 من هجرة الأمين