المقدمة :-
تعد مشكلة الاغتراب ظاهرة بارزة ومتميزة في العصر الحديث، ذلك لأنه عصر يعكس أزمات سياسية واجتماعية وفكرية وأخلاقية، ولذلك فقد غلبت عليه جوانب اللاعقلانية والنزعات اللايقينية، ومن جهة أخرى شهد هذا العصر شعور الإنسان بقدراته وإنجازاته الهائلة التي سببت له القلق على مصيره والخوف من سرعة التغيير على مختلف الأصعدة والمستويات، لذا فإن الأدب في هذا الواقع لا يثير فينا الاستقرار وإنما القلق والتساؤل، لأنه أدب لا ينتمي إلى عالم مسترخ، وإنما ينتمي إلى عالم الشك والقلق، ومن هنا جاءت مشكلة الاغتراب في التجربة الأدبية...
الش
تعريف الاغتراب
الغربة .. أو الإغتراب عن الوطن وهو إقتلاع المرء من جذوره وتحولّه إلى بيئة أخرى، بعيدة أو قريبة.

والإغتراب .. إما إغتراباًقسرياً ... أو إختيارياً، بعيداً عن مكان ولادته، وملعب طفولته .. وذكرياته .. وتفاصيل الحياة اليومية الجغرافية، والإجتماعية، والعاطفية وو... إنها عملية، وتجربة، وإمتحان صعب وقاس ينتج عنه أبعاد مباشرة وغير مباشرة، بما له من إنعكاسات وتأثيرات عميقة على الروح والجسد والفكر.

فالإنسان كتلة من لحم
و دم .. مشاعر وأحساسيس وعواطف يتأثر سلباً وإيجابياً بمجريات حياته.