هلا حبووووبه تفضلي بحث ...

بحث عن السرقات الادبية


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالميين والصلاة والسلام على الهادي الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين ومن سار على نهجه إلى يوم الدين والحمدلله الذي علم الإنسان ما لا يعلم وجعل العربية لغة البيان والإعجاز . وبعد
موضوع السرقات الأدبية من أهم الموضوعات التي أولها نقاد الأدب اهتماما كثيراً وقد عالجها النقد العربي قديمه وحديثه إذ كان من أهم الأهداف في تلك الدراسات هي الوقوف على أصالة العمل الأدبي وصحة نسبتها إلى أصحابها ومقدار ماجاء فيها من أفكار إبداعية جديدة موضحين المبتدع من المتبع وإظهار جوانب الإتفاق والإختلاف ومن خلال الوقوف على المعاني والأفكار والألفاظ والاسلوب بين شاعر وآخر .والواقع أن الوقوف على نواحي الإبداع والإتباع يحتاج الى فطنة وذكاء,وسعة معرفة بالأدب وفنونه ,وإطلاع واسع على التراث الأدبي على مر عصوره الأدبية وحفظ طاقة كبيرة للمشهورين والمغمورين من الأدباء, حتى يتسنى للمرء الحكم على العمل الأدبي بأصالته أو عدمه , وقد تبدل مصطلح (السرقة الأدبية ) الى مصطلح (التناص ) في العصر الحديث , وتغيرت الأحكام التي تجعل من النص مبتدعا أو محتذيا ,
وتتناول السرقات كقصة ومشكلة أدبية نقدية يعتمد بدرجة كبيرة على التطبيق العملي فهي ليست علم منطقي يستند إلى نظريات قائمة على قواعد وأحكام وهذا يعطي البحث في قضية السرقات أهمية كبيرة ,
إذ أن الدراسة التطبيقية هي دراسة مجدية إذ أنها دراسة موضوعية تتجلى فيها الأفكار من خلال الوقوف بين الأعمال الأدبية واستخلاص ما حوت عليه من فنون الجمال وماتكون فيها من ابتكار واحتذاء وفي مثل هذا المنهج يختفي الى حد كبير الأثر الذاتي في الأحكام الأدبية ذلك الأثر الذي ينقص من قيمة تلك الأحكام , فمن الضروري أن يكون الحكم مبني على أساس موضوعي يقنع الدارس أو القارئ بصدق ما ذهب إليه الناقد وقد أوردت في هذا البحث الصغير بعض من الدراسات القديمة والحديثة وإن كان أغلب ما قدمت يعود لدراسات قديمة أفتتحتها بتاريخ السرقات الأدبية في العصور الأدبية المتعددة يحتوي كل عصر على شواهد حكم عليها النقاد في ذلك العصر بأنها سرقات أدبية والغرض من إيراد هذه الشواهد المتعددة في كل مبحث من الفصل الأول هو الوقوف على ماهية السرقات الأدبية وعلى كيفية تلك الأحكام ومتى وكيف تطلق ؟,وإعطاء صورة واضحة عن تاريخها حتى يتسنى للقارئ فهم الداسات التي دارت حول السرقات وهذا ماناقشته في الفصل الثاني مقسمة تلك الدراسات الى بلاغية وأدبيه وطبقات وتراجم ,كذلك اتبعتها بمبحث يبين مواقف النقاد تجاه السرقات الأدبية ,وفي الفصل الثالث تطرقت إلى انواع السرقات الأدبية عند أربعة من العلماء هم : ابن الرشيق , الحاتمي ,ابن الأثير , والقزويني ,مستندة في ذلك على تقسيم أحد أدباء العصر د عبد الحليم ريوقي من خلال بحوثة في مجلة دراسات أدبية الصادرة عن مركز البصيرة في الجزائر , هذا بجانب الرجوع إلى المراجع القديمة والحديثة إلا أن المرجع الأساسي لي كان كتاب مشكلة السرقات الأدبية في النقد العربي للدكتور مصطفى هدارة .
ومايجب أن يدركه القاريء أن من الصعب الحكم على عمل أدبي بالسرقة قديما أو حديثا وأن هناك الكثير من المغالاه في درسات القدماء وفي اتهاماتهم لعمالقة الشعر كالمتنبي وابي تمام وابي نواس والبحتري وغيرهم .
وتجد ردود العلماء على تلك الاتهامات كالامدي و القاضي الجرجاني وعبد القاهر الجرجاني
وقد اتضحت الصورة الجليه على يد شيخ البلاغيين عبد القاهر الجرجاني عندما جعل الصياغة هي الأساس في العمل الأدبي ولامزية للفظ أو معنى حتى يجد مكانه المناسب في النظم وأرى ماتوصل اليه الجرجاني في القرن الخامس هو ما نجده في نظرية التناص في عصرنا الحاضر ,

وأرجو أن اكون وفقت في عرض ما أريد عرضه وأن تغفروا ماكان فيها من خطأ وعدم إفصاح

والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ..