-
مشرف ملتقى الطلبة
122
الليل سجي فاحتوتنا غرفة وهبتنا الظلمة راحة عابرة وفرحا حميما، وترامي إلينا من الطريق ضجة، فهرعت إلي خصاص النافذة فرأيت قوما يحدقون بشخص مألوف الهيئة وينهالون عليه باللعنات واللكمات، وهو مستسلم لم يقاوم حتي شعرت بالكلمات تخرق جسدي.
123
هذا ميدان الأوبرا وفيه أسير متجها نحو مقهي الحرية، فأدهشني أن أجدها خالية من روادها اللهم إلا شخص منكب علي قراءة أوراق مبسوطة بين يديه، وسرعان ما تبين لي أنه أستاذي الشيخ مصطفي عبدالرازق، فانشرح صدري واندفعت نحوه مشتاقا إلي لقاء حميم غير أنه التفت إلي متجهما فهبط قلبي، وأشار الأستاذ نحو الأوراق وقال لي: آسف إنه قرأ اسمي بين شهود الإثبات، فلم أدر ماذا أقول ولا كيف أعتذر؟
124
كثيرا ما اجتمعنا بمكان بقع بين الحقول من ناحية والطريق العام من ناحية أخري، وحتي قال لي صاحبي إن هذا الموقع لا يضمن السلامة في كل الأحوال، ومن لحظتها سكن القلق في صدري حتي استيقظت ذات صباح علي ضجة وصياح، فقمت إلي النافذة فرأيت جموعا لا يحصرها حصر وجماهير لم أميز فيها سوي الغضب الأحمر.
125
توجهت إلي مسكني فوجدته يمور بالحركة ولا شيء من الأثاث في موضعه، وثمة غلمان وبنات لا أعرفهم يلعبون هنا وهناك دون أن يحسوا بحضوري فانقبض صدري، ودلفت إلي الشرفة المطلة علي حديقة قريبة مني، وفيها شجرة ضخمة تمتليء أغصانها بالعصافير المزقزقة، وكانت الزقزقة وحركة العصافير قد أنستني كل شيء غير صوت العصافير وهي تغرد.
126
ذهبنا لتهنئة الوزير الجديد بوصفنا أصدقاء قدامي فرحب بنا، ووجدنا أحباء آخرين فرجعنا معهم إلي عهد الصبا، وفي الصباح التالي أذاع الراديو البيان الأول لحركة الجيش، وعندما ذهبنا إلي السكرتارية للترحيب قال لنا لا تسهبوا في الترحيب قبل أن تعرفوا القادم.
127
في حديقة هذه الفيلا نجتمع مساء للسهر والسمر في حرية شاملة، ولكن صاحب الحديقة تغير فجأة فاستبد بكل شيء، فهو يختار موضع الجلسة وموضوع الحديث والأكل والشرب، وحسبناها دعابة ولكنه استمر وتمادي فضقنا به ذرعا غير أننا اخفينا مشاعرنا إكراما للموقف. إلا واحد لم يستطع إخفاء مشاعره، وذات مساء انفجر غضبه المكتوم وجن جنونه فصرخ، وأخرج من جيبه مسدسا صوبه نحونا بيد مرتجفة فتفرقنا في الحديقة تطاردنا لعناته وشتائمه.
128
هذا محل لبيع التحف يتألق نورا وبهجة، وتجلس في خدمة ضيوفه شابة آية في الجمال، وطفت به حتي صادفني مطعم صغير فتناولت ساندوتشا ودخنت سيجارة والتفت لرؤية الشابة الجميلة، لكني وجدت مكانها امرأة طاعنة في السن فانقبض صدري وأرسلت ناظري باحثا عن الجميلة، فمضيت في حيرة بمرآة فوقها مشهد به صورة عجوز يتوكأ علي عصا غليظة قد أعياه المشي والقلب والذاكرة.
129
مازلت في صباحي مستوصيا بالصبر والعزم والاستمرار حتي بلغت مرتفعا أوحي إلي بأخذ شيء من الراحة، وهنا لمحت صبيا يكافح للصعود، فرق له قلبي ومددت له يدي، ولكنه جذبني بقوة لم تجرني في جناحه، فهربت أتدحرج ولا أملك لنفسي شيئا.
130
صحوت من نومي علي أصوات تناديني غير عابئة بوقار الليل، وسرعان ما عرفت منها أصوات صديقات الزمان الأول، وكن يذكرنني بالميعاد الذي لم أنجزه فتلفحت بالروب وهرولت إلي الخارج، ولكني وجدت الشارع خاليا والصمت سائدا.
131
لقاؤنا في هذا الركن من الغابة وحياتنا طرب مستلهم من المواويل، وسماؤنا سحب من دخان رقيق عاطر، ونحن كأننا نائمون أو غافلون، وذات يوم اقتحم هدوءنا غناء غريب مجنون الإيقاع شديد الصخب فذهلنا ورأي بعضنا إسكاته ولو بالقوة علي حين آثر البعض التأمل والحكمة، وعلي أي حال فقد استيقظ النائمون وتخفر الغافلون.
132
هي وأنا ماضيان كالعادة إلي ملهي، وفي الطريق استأذن دقيقة ريثما يشتري سجائره ولما رجع لم يجدها فعلم علي ظنه إنه سبقته إلي الملهي المتفق عليه فذهب إليه ولكنه لم يجدها، فراح ينتقل من ملهي إلي ملهي باحثا عنها، وحتي هذه اللحظة لم يكف عن البحث.
133
جائزة مقدارها مائة جنيه لم أعرف قبلها من النقود إلا راتبي الصغير، فأملت أن تكون الخطوة الأولي في طريق الثراء. فم من زميل بدأ من الصفر ثم أصبح من كبار الأغنياء، وسألت أحدهم عن الوسيلة فضحك وقال لا تسل عن الوسيلة فلايجهلها أحد، ولكن سل عن الشخص والزمن.
134
جمعتنا المواعيد في الطريق الزراعية، فجعلنا ننشد الأشعار ونغني ما طاب لنا من الألحان حتيسرقنا الوقت، فغاب قرص الشمس ونحن لا ندري، فتذكرنا أنه عند هبوط الظلام يترامي إلينا عواء الذئاب من جهات كثيرة..
135
اشتقت لرؤية أهلي فانتقلت من فوري إلي البيت القديم، وهالني بأن أجده غارقا في الظلام كأنهم استأنسوا بالظلمة، فناديتهم معاتبا رجلا رجلا وامرأة امرأة، ولكن لم يجبني أحد.. رجعت أكرر النداء حتي دمعت عيناي..
136
رقد جثمان أختي علي الفراش، وقفت أمامه ومعي حبيبتي خاشعين، علي حين تربعت علي الفراش صبية جميلة تغني غناء شجيا، وجري الزمن فأصبح الجثمان الراقد علي الفراش، وهو جثمان حبيبتي، ووقفت أنا وأختي أمام الفراش خاشعين، واصلت الصبية في موضعها تغني غناءها الشجي.
137
يالها من حديقة لا أول لها ولا آخر يقطر من سمائها الصفاء وتتواري أرضها تحت الشجر، وجلسنا في ظل شجرة لنأكل ونشرب، وإذا بصوت يخبرنا بأن المغنيات والراقصات آتيات آتيات، وصوت آخر يحذرنا من الاستماع الي الأمثال والحكم التي تذم بصلب الدهر وتحدي الأيام، وقال إن حسبكم هذه الأشجار المثقلة ثمارها بالهناء والسرور.
138
شارع طويل عريق وأنا أسير فيه علي مهل غافلا عما حولي، وأذ بيد تربت علي كتفي، فالتفت أمامي فرأيت امرأة آية في الجمال والرشاقة ودهشت فابتسمت فابتسمت فأسرعت نحو بيت أنيق أخضر، فاستقر رأيي علي أن أتبعها، ولكنني التفت حولي لحظة ليطمئن قلبي، وفي هذه اللحظة تدفق جنود الأمن حتي سدوا الطريق سدا وتعذر عليٌض التقدم، ولكن عينيَّ لم تتحولا قط عن البيت الأنيق الأخضر.
139
هذا معرض اشتهر بصوره الفنية التي تتغير شكلا ومضمونا كلما اقترب منها المشاهد، وأول ما طالعني صورة غابة آية في الجلال ولما اقتربت خطوة تلاشت الغابة وحلت محلها صورة امرأة عارية متعددة المحاسن، وعند الخطوة التالية غابت المرأة وظهرت محلها صورة معركة حامية الوطيس اشتعلت فيها كافة أنواع الأسلحة من الأحجار وحتي الالكترونات.
140
هذه امرأة ثرية المحاسن ما إن رأيتها حتي غازلتها، وإذا بزوجها ينقض علي ويأبي أن يتركني إلا في القسم، ولكن تداخل رجل من حينا اشتهر بين خاصة معارفه بالدعوة الي الحرية المطلقة، ففررت بعد أن لقنني درسا لا ينسي ويتجسد لي كلما قابلت امرأة، حتي رأيت نفسي وجها لوجه مع المرأة الجميلة فهممت بالجري، ولكنها أقبلت علي باسمة وتأبطت ذراعي وهي تهمس بأن زوجها اعتنق أخيرا دعوة الحرية المطلقة.
141
هذا حينا القديم الجميل، وهذا أنا أجول في أركانه حاملا في قلبي ذكرياته، ثم خطر لي أن أقيم في البيت القديم حتي تخف أزمة المساكن، ولكن تبين لي من أول يوم أنه لم يعد صالحا للحياة الحديثة.
142
هذه القطعة من الأرض الفضاء هي ميراثي الوحيد، وقد أطلق عليها اسم الخرابةلطول ما عانت من إهمالها، وما أن رزقت بعض المال حتي فكرت جادا في تعميرها، ولكني لم أقدم لكثرة ما عرفت من حوادث النصب وفساد الذمم، حتي سألت جاري الحكيم: ألايوجد في الدنيا شخص خير؟ فأجابني بأنه موجود، ولكن يتطلب العثور عليه عزما وشجاعة وبحثا لايتوقف.
143
سمعت صوتا غير مألوف فمرقت بسرعة إلي فناء العمارة فرأيت رجلا غريبا أثار في نفسي الريب، فناديت البواب ولقت نظرة إلي الرجل الغريب، فأخبرني بهدوء أنه موظف ويؤدي واجبه الرسمي وهو أخذ الزائد من الأفراد من المساكن المكتظة وينقلهإلي مسكن يتسع له، فاعترضت قائلا إنه يأخذ فردا من أسرة ويخلف حزنا وينقله علي رغمه إلي مكان لايرحب به، فقال البواب بأن هذا هو القانون ونحن لا نملك حياله إلا الإذعان والتسليم.
144
نظرت في ظمات الماضي فرأيت وجه حبيبتي يتألق نورا بعد أن دام غيابها خمسين سنة، فسألتها عن الرسالة التي أرسالتها لها منذ أسبوع، فقالت إنها وجدتها مفعمة بالحب ولكنها لاحظت أن الخط الذي كتبت به ينم عن إصابة كاتبه بداء الخوف من الحياة وبخاصة من الحب والزواج، ولما كنت مصابا بنفس الداء فقد عدلت عن الذهاب إليك وفكرت في النجاة فلذت بالفرار.
145
هذا مهرجان عظيم جمع العديد من رموز الأمم، وناداني رئيس المهرجان وسلمني كرة وهو يقول إنها هدية المهرجان لك وهي من الذهب الخالص، وأنهالت عليَّ التهاني، ولما رجعت أعلنت نيتي علي التبرع بنفس الهداية لأعمال الخير فجاءوا بمنشار وأخذوا يقسمونها، ولما وصل المنشار إلي باطن الكرة دوي المكان بانفجار مزلزل وتطايرت شظايا الضحايا من الإنسان والحيوان والنبات والجماد.
146
انتصر العدو واشترط لوقف القتال أن يتسلم تمثال النهضة الذهبي المحفوظ في الخزانة التاريخية، وذهبت مع فريق لنحضر مفتاح الخزانة المحفوظ بالصندوق الأمين، ولما كشفنا غطاء الصندوق تبديلنا ثعبان مخيف ينذر بالموت كل من يدنو منه، فتفرقنا وأنا أداري فرحتي وأدعو للثعبان بالسلامة والتوفيق في حفظ المفتاح.
الحلم 177
ثالوث التقدم
أقيم سرادق كبير للاحتفال بالحزب الجديد وظهر فى المنصة الزعيم مصطفى النحاس واستقبل بالهتاف والقى خطاباِ يشرح فيه مبادئ الحزب وفى مقدمتها الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والوحدة الوطنية ولما رجعنا الى المكان الذى نجتمع فيه كل مساء قلت لهم اننى لما رأيتهم يحتفلون ذكرتهم بفرحتهم يوم حريق القاهرة واقالة وزارة النحاس فقال لى أحدهم ان تلك الفرحة هى خطيئتهم الكبرى وأنهم كفروا عنها فى اجتماع اليوم.
يظهر الزعيم مصطفى النحاس خليفة الوفدى العظيم، والليبرالى الكبير فى سرادق الوطن الذى يتوسطه تعانق الهلال مع الصليب، ومصر للمصريين، وأن الدين لله والوطن للجميع، ويعلن فى احتفاله عن مبادئ التقدم، وآليات التنوير، التى تربى عليها نجيب محفوظ، ورسخت فى وعيه، واخلص لها فى أعماله، وظل ابناً باراً لتلك التعاليم فلم يغيره الزمن، أو تقلبات السياسة يلخص الزعيم الوفدى والخليفة الليبرالى مبادئ الوفد الأصيلة التى أنارت سماء مصر وحررت الوعى ورسمت طريقاً لوطن يدرك فيه المواطن مواطنته، ويعرف مقدار وضعيته السياسية والتاريخية، فالجماهير الأحرار تنصت للزعيم الحر الذى يشرح لجماهيره المبادئ الثلاثة للوعى السياسى وأنه اركان الوطنية، والمواطنة، المواطن لا تتحقق الا بتلك المبادئ الديمقراطية، العدالة الاجتماعية، والوحدة الوطنية، فلا وطن للحريات او تداول سلطة، او تعددية سياسية.
ـ الديمقراطية مفهوم اصيل فى وعى النحاس كذلك فى وعى محفوظ الذى جاوز التسعين لكنه مازال يحلم، ويكتب، ويؤكد أن الديمقراطية ركن اصيل من اركان التنوير، واساس ليبرالى عريق لتحرر الوعى، وتقدم مصر، محفوظ ابن ثورة 19 وابن ذلك التراث العريق من النضال من اجل مواطن حر،لا يكون الا بتحقق العدالة الاجتماعية فلا ديكتاتورية فى توزيع الثروات، ولا ديمقراطية بدون ان يكون هناك عدل اجتماعى ولا ازالة للفتن مثل ما للعدل الاجتماعى فقانون الحياة يقتضى الصراع بغير ظلم، ويأتى الركن الثالث والاقنوم الذى يقوم عليه الركنان الديمقراطية والعدالة الاجتماعية فبهما يتحقق التنافس الحر حيث المساواة، والتسامح والمحبة هى آليات المجتمع الديمقراطى فلا تمييز او محاباة هكذا يحلم نجيب محفوظ، وهكذا تكون المبادئ لأى حزب جديد هى مبادئ الوفد الراسخة فى ضميره، والتى يكررها، ويؤكد ع ليها ويحلم بها، ويكتب عنها، من اجل مستقبل حر لوطن حر، وحين يعود يذكرهم الحالم نجيب محفوظ بخطيئتهم الكبرى حين اقالوا صاحب تلك المبادئ، يوم ان احترقت القاهرة بنيران الفاشية فكانت تمهيداً لما هو آت، ونبوءة عن القادم، الذى احرق الاخضر واليابس، وردم مبادئ النحاس، وتخلى عن مكاسب جماهير ثورة ،19 فكان الحريق، وكان الاقصاء للنحاس اقصاء لحرية الوطن، يذكرنا نجيب محفوظ، بأن الخطيئة الكبرى التى يجب ان تكفر عنها الجماهير هى العودة الى حارتنا الاصيلة، حارة ثورة 19 ومبادئ النحاس وان الذات السياسية التى هللت للحريق، فوجئت بالاقالة كانت كمن باع روحه، ولم يسترد ذاته، وكان ذلك التهليل كما سلم يهوذا المخلص، فوجب ان نعلن ندمنا، ونكفر عن خطيئتنا بالعودة الى السرادق الكبير والاستماع الى خطاب النحاس ومبادئ التنوير وفى مقدمتها الديمقراطية، والعدالة الاجتماعية والوحدة الوطنية ذلك عودة الوعى الحقيقي، والاجتماع الجدير بالاحتفال
الحلم 189
وزارة النحاس المحفوظية
رأيتنى وزيراً فى وزارة يرأسها مصطفى النحاس وجعلت أفكر فى مشروع انشاء مدارس اولية وابتدائية وثانوية بلا مصروفات ولا رسوم للمتفوقين والمتفوقات من أبناء الفلاحين والعمال على أن نتابعهم بالرعاية فى الجامعة والبعثات، وعرضت الموضوع على الزعيم، فرحب به واضاف اليه تعديلاً أن تخصص تلك المدارس للمتفوقين والمتفوقات من أبناء الأمة كلها، وطلب منى أن أقدم المشروع فى مجلس الوزراء القادم ووعد بتأييده.
لأن الحالم وزير فى وزارة وفدية، أتت بدستور ،23 وحررت وعى المصريين، وأنارت دنياهم السياسية بمصابيح التنوير وناضلت من اجل استقلال الذات المصرية، لانها وكيلة وفود الشعب، والوفد نائب عن الأمة، والأمة هى مصدر السلطات ، والنحاس هو امين الأمة، والحارس لتراث، ومكاسب ثورة ،19 وخليفة الزعيم الليبرالى سعد زغلول، وحين تكون وزيراً فى وزارته فلا تفكر الا فى البناء، ولا تطمح الا بالتقدم ومن كان هذا هدفه، وتربة الوفد جذوره، ووعى ثورة 19 عقليته، وذهنيته، فالطريق لذلك لا يكون الا بتكوين عقل يؤمن بالمعرفة، ويعرف اليات العلم، ويترك وسائل التعليم، فيفكر وزير النحاس فى عقل الأمة، وكيفية إخراج انسان جيد ، وقاهرة جديدة والطريق بالتعليم، فيعرض على النحاس انشاء وزارة تعتنى بالتعليم فتقيم مدارس واماكن للمعرفة والتعليم، والتنوير لمختلف المراحل، ولجميع مستويات العقول ولان الثورة بنت الشعب ومن الشعب والى الشعب، فأماكن المعرفة،، والتقدم، والتنوير، والتعليم لا تكون الا لأبناء الشعب من الفلاحين والعمال فهم حائط الوفد، وأعمدته الرئىسية ووقود الثورة والراوى والحالم يبصر مشروع المستقبل، ويدرك رأس المال الحقيقى باستثماره فى المعرفة والتنوير هكذا كانت الثورة، وكذلك تكون فبغير التعليم والمعرفة لا يكون الهروب من التخلف.
وحين يعرض المشروع على الزعيم مصطفى النحاس امين الأمة، التاريخ، والواقع السياسى البصير بالآتى، والمخلص لرفعة الأمة، وازدهارها، الواعى بأن المعرفة وسيلة الرخاء ولانه ابن الشعب، ووفد الشعب فإنه يضيف تعديلاً يناسب رؤية الزعيم فلا تخصيص ولكن التعديل شمل ابناء الأمة كلها،ووعد بتأييده، هكذا من يكون وزيراً فى وزارة النحاس، وهكذا يكون الزعيم حيث يرى برؤية شاملة، ويبصر المساواة فى المواطنة، وكذلك يبصر ان التعديل الحقيقى للدستور القادم لا يكون الا بالغاء ذلك البند الذى انقضى تاريخه وضاعت وضعيته ولا يناسب المقام، فالزعيم يدرك ان الوطن للجميع فلا تمييز، ويوسع من المفهوم الشعبى للحالم والراوى والوزير ولا وعى الحالم يرشدنا الى تأييد تعديل الزعيم مصطفى النحاس، فالأمة، لكل الأمة، والمواطنة لكل مواطن، والمساواة لكل أبناء الشعب فالأمة مصدر السلطات والوطن للجميع.
حلم 204:
«رأيتني مديرا لشؤون السينما وجاءتني الفنانة «ف» تطلب إعفاءها من العمل مع الممثل «أ»، فانزعجت وقلت لها إن هذا سيغير الخطة كلها، ولكنها أصرت على موقفها، ثم جاءني الممثل «أ» وطلب مني الضغط عليها فاعتذرت. وراحت هي تقول للوسط الفني إني أضغط عليها لتعمل مع الممثل «أ» صديقي على رغم إرادتي، وراح يقول إنني سهلت لها التحرر من العمل لغرض في نفسي، فلعنت اليوم الذي توليت فيه هذا المنصب».
حلم رقم 205:
«رأيتني أشاهد دورية من الجنود الأجانب فضربتها بحجر وصعدت الى السطح وعبرت الى سطح الجيران وهبطت السلم لأهرب من باب البيت فوجدته مسدودا بجنود شاهرين السلاح».
حلم رقم 206 :
" رأيتني اعد المائدة والمدعوون في الحجرة المجاورة تأتيني اصواتهم اصوات امي واخوتي . صحوت فاقدا" الصبر فهرعت الى الحجرة المجاورة لأدعوهم فوجدتها خالية تماما وغارقة في الصمت واصابني الفزع دقيقة ثم استيقظت ذاكرتي فتذكرت انهم جميعا رحلوا الى جوار ربهم وانني شيعت جنازتهم واحدا بعد الاخر "
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى