-
مشرف ملتقى الطلبة
الخدمة الى خدمتى واحالتى الى المعاش واخيراً وجدت الطمأنينة فى موضع لا يتطلع اليه طماع ولا ينظر اليه ذوو الطموح
حلم 37
المحمل يتمايل فوق الجمل المزين بالالوان والورود. امامه رجل يغرس فى فيه عاموداً ذا رأس تدلى منه شراشيب ورأس الجمل فى مستوى أول طابق من بيت اطل انا من نافذته وتلاقت عينى مع عين الجمل فقرأت فيها ابتسامة وغمزة وحلت لى البركة فطرت من موقعى وراء النافذة ودرت حول رأس الجمل بجلبابى وشعرى المنفوش وكبر الناس وهللوا وذهلوا لوقوع المعجزة وتماديت أنا فارتفعت فى الجو وتراجعت نحو سطح بيتى وهبطت وبعد مرور المحمل تجمع الناس امام البيت يريدون مشاهدة الانسان الطائر واذا بهم يتحولون فجأة من الاعجاب الى الخوف والحذر وقالوا ان روحاً شريرة حلت بالشخص الطائر وان طيرانه حول رأس الجمل نذير شؤم للناس جميعاً وأنه يجب ان يبرأ من الشيطان ذلك بجلده حتى يتطهر تماماً فاذا رفض الدواء عرض نفسه للعقاب المناسب وهو القتل، وركب الرعب الشاب واسرته واستنجدت الاسرة بالشرطة واشترط المأمور ان يرى المعجزة وهى تحدث امام عينيه وذهب الى البيت ورأى المعجزة وبهر بها حقاً ولكنه وجد نفسه بين رأيين الأسرة تقول انها كرامات الاولياء والناس تؤكد انه عبث من الشيطان ونذير شر. واخيراً قرر المأمور ان يضع الشاب فى السجن حتى ينسى الموضوع برمته
حلم 50
كنت اتطلع الى امراة فاتنة تسير فى الطريق فاقترب منى بجرأة وهمس فى أذنى إنها تحت أمرى إذا أمرت كان براق العينين منقرا ولكن لم أصده واتفقنا على مبلغ واصر أن يأخذ نصفه مقدما فأعطيته النصف وضرب لى موعدا لكن عند اللقاء كان بمفرده واعتذر بتوعك المرأة وكان على أتم الاستعداد لرد المقدم ولكنى صدقته وابقيته معه وكان يقابلنى فى حلى وترحالى ويطالبنى بالصبر وخشيت ان تسىء هذه المقالبلات سمعتى فأخبرته اننى عدلت عن رغبتى ولن استرد المقدم ولكن عليه الا يقابلنى ولم يعد يقابلنى ولكنه كان يلوح بها فى اكثر الاماكن التى اذهب اليها وضقت به كما كرهته وقررت الانتقال الى الاسكندرية وفى محطة سيدى جابر رايته واقفا وكانه ينتظر
97
هذه حجرة السكرتارية حيث أمضيت عمرا قبل احالتي الي المعاش، وحيث زاملت نخبة من الموظفين شاء القدر أن أشيع جنازاتهم جميعا، واسترقت نظرة من داخل الحجرة لأري من خلفونا من الشباب، فكدت اصعق لم أر سوي زملائي القدامي واندفعت الي الداخل هاتفا سلام الله علي الأحباب متوقعا ذهولا واضطرابا، ولكن أحدا لم يرفع رأسه عن أوراقه فارتددت الي نفسي محبطا تعسا، ولما حان وقت الانصراف غادروا مكاتبهم دون أن يلتفت أحد نحوي بمن فيهم المترجمة الحسناء، ووجدت نفسي وحيدا في حجرة خالية..
98
من موقفي علي اطوار أرسلت بصري الي الحديقة من خلال قضبان السور الحديدية، وهناك رأيت مالكة فؤادي وهي توزع شيكولاتة علي المحبين فاندفعت جهة باب السور حتي بلغت مدخل الحديقة وأنا ألهث وواصلت الجري في الداخل ولكني لم أعثر للمحبوبة علي أثر فهتفت بحدة لاعنا الحب. وحانت مني التفاتة الي الخارج فرأيت الفتاة في الموضع الذي كنت فيه وهي تتأبط ذراع شاب بدا أنه خطيبها، وهممت بالرجوع من حيث أتيت ولكن أقعدني الارهاق وطول المساءلة وفوات الفرصة.
99
هذا فناء مستدير تتوسطه نخلة رشيقة وتقوم في جوانبه بيوت صغيرة وعند العصاري تفتح الابواب وتخرج النساء للسمر تحت النخلة ويدور الحديث غالبا حول البنات والزواج، وأنزوي أنا بعيدا لاتابع الحديث بشغف، وعندما يهبط المغيب يعضني الجوع ولم يكن يعلم بحالي سوي صديقة طفولتي تتسلل الي حاملة طبقا صغيرا نصفه مملوء بالجبن البيضاء والنصف الآخر مفروش بالبقدونس، ونتعاون معا علي معالجة الجوع علي أنغام حديث الزواج.
100
هذه محكمة وهذه منضدة يجلس عليها قاض واحد وهذا موضع الاتهام يجلس فيه نفر من الزعماء وهذه قاعة الجلسة، حيث جلست أنا متشوقا لمعرفة المسئول عما حاق بنا، ولكني أحبطت عندما دار الحديث بين القاضي والزعماء بلغة لم اسمعها من قبل حتي اعتدل القاضي في جلسته استعدادا لاعلان الحكم باللغة العربية فاسترددت للأمام، ولكن القاضي أشار إلي أنا ونطق بحكم الاعدام فصرخت منبها اياه بأنني خارج القضية وإني جئت بمحض اختياري لأكون مجرد متفرج، ولكن لم يعبأ أحد بصراخي.
101
زينا البيت ترحيبا بالابن العائد بعد غياب، أصبح فيه نجما من نجوم المجتمع وأمضينا السهرة في الشرفة التي تمد الشقة بالمنظر الجميل والهواء النقي، واتحفنا العائد بالأشعار والألحان حتي انتصف الليل وفي الصباح وجدت مدخل الشرفة مسدودا بدولاب عملاق فخجلت، ولكن الابن لم يخف حزنه، اذ ثبت له أن أناسا من صميم أسرته لا يستلطفون وجوده ويكرهون عمله الجميل.
102
أخيرا اهتديت إلي مأوي في الدور التحتاني من بيت قديم، ولكن سرعان ماضفت برطوبته وسوء مرافقه فسعيت من جديد حتي نقلت الي الدور الفوقاني وهو أفضل من جميع النواحي، غير أن السماء أمطرت بغزارة غير معهودة فانسابت المياه من الاسقف فاضطررنا الي تكويم العفش وتغطيته بالأكلمة، وغادرنا الشقة الي بير السلم فشعر بنا ساكن الدور التحتاني الجديد فخرج الينا ودعنا بإلحاح وبشدة الي الداخل حيث الدفء والرعاية.
103
ماذا جري لبيتنا جميع المقاعد تلاصقت وسمرت قوائمها في الأرض، وخلت الاسقف من المصابيح والجدران من الصور والأرض من السجاجيد، فماذا جري لبيتنا؟
قالوا بأنه اجراء لتأمين البيت لتعدد حوادث السطو علي المنازل، فقلت دون تردد إن السطو أحب الي من القبح والفوضي.
104
رأيتني في حي العباسية اتجول في رحاب الذكريات، وذكرت بصفة خاصة المرحومة عين فاتصلت بتليفونها ودعوتها الي مقابلتي عند السبيل، وهناك رحبت بها بقلب مشوق واقترحت عليها أن نقضي سهرتنا في الفيشاوي كالزمان الاول، وعندما بلغنا المقهي خف الينا المرحوم المعلم القديم ورحب بنا غير أنه عتب علي المرحومة عين طول غيابها، فقالت ان الذي منعها عن الحضور الموت فلم يقبل هذا الاعتذار، وقال إن الموت لا يستطيع أن يفرق بين الأحبة.
105
جميع الرجال في حينا يحلقون رءوسهم في صالون عم عبده انجذابا للحسناء الجالسة خلف صندوق النقود، وتمنينا جميعا أن تتحسن حالتنا المالية فنحلق ذقوننا كل صباح في رحاب الجمال، وذات يوم وجدتني أسير في طريق متألق الجمال والنقاء، واذا الحسناء مقبلة نحوي من بعد قريب حتي اذا حاذتني التفتت الي فجأة وأخرجت لي لسانها، وبسرعة مذهلة تحول وجهها الي كتلة خشبية سميكة فذعرت وسارعت مبتعدا، غير أن ترامي الي صوت ضحك فنظرت ناحيته فرأيت الحسناء تراقص الأسطي وهما في غاية الحيوية والمرح.
106
غزا الوزارة نبأ بأن انقلابا قد وقع في الصباح الباكر فتجمع الموظفون حول التليفزيون واستمعنا الي البيان الأول، فقال موظف قديم إنه سمع هذا البيان في مطلع شبابه، أما أنا فاكتشف أن زعيم الانقلاب صديق حميم، ومن فرحتي أعلنت الخبر مسترخيا في حبور بأن الحياة سوف تضحك لي، فقال الموظف القديم: إنه قد تضحك لي الدنيا وقد أعدم بدون محاكمة.
107
أنه من تراحم عجيب، ففي حقيقته يرقد نعش كتب عليه أن هذه جنازة فلان تنفيذا لوصيته، وفلان زميل كريم اشتهر بندب حظه السييء فعلي كثرة مؤلفاته لا يكاد يعرفه قاريء، وجاء المشيعون والمتفرجون حتي بلغ الكرام المدافن وسط مظاهرة لم تشهده جنازة من قبل، و ماجاء المساء حتي كان اسم الراحل يتردد علي كل لسان.
108
غادرت القطار الجميل وقلبي مفعم بالأشراق، ولكني وجدت نفسي في خلاء مخيف، فأين إذن الحديقة التي لا يوجد مثلها في البلاد؟!
وأدركني رجل وجيه تذكرت وجه الرجل الذي تزوج من حبيبتي منذ سنوات فاعتذر عن التأخير في بدء العمل لتعاقب الحروب وأكد أن الرأي استقر نهائيا علي أن يعود هذا الأسبوع وعلي أن يتم تمامه في شهر واحد تعود بعده الحياة لأجمل صديقه في الوجود، وبخلاف المتوقع فإنني صدقته أملا أن يجيء يوم تجمع الحديقة بيني وبين حبيبتي كما جمع بيننا حي واحد في الزمان الأول.
109
هذا تلميذي يتلقي عني علوم الموسيقي والألحان وسرعان ما أصبح تلميذي نجما ثريا، وظللت أنا في الظل منسيا فتركت عملي الجميل الشاق واشتغلت بتدريب الآثار، وكف تلميذي عن التعليم والعلم وأدمن المخدرات وعرض صوته للتلف، وحدث أن جمعنا حفل ساهر فلا هو عرفني ولا أنا عرفته، وأخذت أتساءل مع كثيرين عن تدهورنا وما جري لنا.
110
إنه مشوار مرهق وعند نهايته وجدت بوابة مغلقة فاستجمعت قواي وجعلت أرفعها حتي استجابت، فرأيت وراءها بحيرة تنطلق منها صواريخ كلما بلغ صاروخ الفضاء في الفجر باعثا من الظلمة وجها عزيزا محبوبا امتلأ الفضاء بالأحبة، ومع ذلك فمازلت أنتظر سطوع الوجه الذي علمني العشق وألهمني الخلود.
111
في الجو غيم وفي الصدور قلق ويترامي إلينا من بعيد لا يتوقف، وقال صاحبي وهو يحذرني بأنهم يستهدفون حياتنا فقلت له إني عرفت أخيرا سبيل الخلاص، ولا أنكر أنه وعر كثير المقاومة ولكن ليس عندي خير منه فاتبعني إن شئت، وتفكر صاحبي طويلا ثم تبعني وهو يقول إن الأعمار بيد الله وحده!
112
يا لها من ضوضاء، فثمة أصوات متضاربة وخطوات تهرول حينا وتركض حينا وصرخة هنا وصرخة هناك وطلقات نارية وامرأة تستغيث بالله، أذهلني التشابه بين صوته وصوت المرحومة أمي، ومن فوري هرعت إلي السطوح حيث اجتمع إخوتي وأخواني وتحدث أخي الأكبر عن الاستغاثة والصوت، فقال لي بتيقن بأن الصوت هو صوت أمجنا دون غيره وليس آخر يشبهه.
113
أخيرا حضر الوزير الجديد فقدمت له نفسي باعتباري سكرتيره البرلماني، ولكنه لم يفهم كلمة من كلامي فحاولت شرح عملي ولكنه نهرني بحدة وأمر بنقلي من وظيفتي، وهكذا بدأت المعاناة في حياتي، ثم شاء القدر أن يجمع بيني وبين الوزير في مكان خير موقع وهو السجن، وبعد أن أفقت من ذهولي أخذت أذكره بلقائنا الأول وما جري فيه حتي تذكر وتأسف واعتذر، وانتهزت وجودنا في مكان واحد كي أشرح له عمل السكرتير البرلماني.
114
جاءت الشغالة الجديدة مصحوبة ببعض أقربائها وكأنهم أرادوا أن يشاهدوا المكان وأهله لتطمئن قلوبهم علي ابنتهم الوسيمة، غير أن الوسيمة لم تمكث عندنا إلا نصف يوم، ثم ذهبت تاركة في النفوس غضبا وبلبلة، حتي كان ذات مساء فرأيتها تخرج من عمارة قريبة وهي علي حال من الانحراف الصارخ فصعقتني الحقيقة الغائبة وأدركت عم كانوا يبحثون في اللقاء الأول.
115
في البدء التهب الخصام حول إصلاح البيت بين الساكنة في الدور التحتاني ومالكة البيت المقيمة في الدور الفوقاني وترامت الأصوات إلي الحارة الصغيرة ففتحت نوافذ وأبواب وأيد البعض مالكة البيت. أما الكثرة فأيدت الساكنة، واحتدم الجدل ثم تطايرت الشتائم حتي أنذر الغضب الأحمر بسفك الدماء.
116
ذهبت لتهنئة صديق قديم علي الوزارة، ولكن بخلاف المتوقع قوبلت في المكتب بفتور واضح ثم طال انتظار المقابلة دون جدوي، فتسلل إلي ظني أن بعضهم افتري علي فرية أفسدت الود القديم، وأخيرا غادرت مجلسي لا أري ما بين يدي واستقبلني زميل.
يبقي علي وده وقال لي إن لعنة الله علي ألسنة السوء فسألته ولم لم يقابلني ويتحقق من الأمر، فقال إنه مضي زمن والقانون معطل اكتفاء بأقوال الشهود.
117
كنت جالسا في المقهي وإذا بفتوة الحي يجلس إلي جانبي دون استئذان فرحبت به مرغما فقال: إنه اختارني للزواج من ابنته المطلقة، فارتعشت أطرافي وقلت: إنني سأتزوج من ابنة عمي في نهاية الأسبوع، فقال ببساطة وثقة: أنت ستتزوج من ابنتي وأنا سأتزوج من ابنة عمك.
118
وجدتني في ميدان محطة الرمل المزدحم دوما بالبشر، ولمحت في ناحيته الرجل الذي تردد كلماته الألوف وهو يغازل غانية، فهمست في أذنه 'إذا بليتم فاستتروا' فقال: وهل ثمة ستر أقوي من ملابسها.
119
وصلت إلي المحطة في الوقت الحرج واتخذت موقعي في الطابور الممتد إلي شباك التذاكر. ظللنا بين القاطرة والشباك حتي انطلقت صفارة الإنذار الأخيرة ومازلت علي مبعدة من الشباك، وهكذا فاتني القطار.
120
قمنا برحلة إلي المملكة التي تغني بروعتها الشعراء، وهناك انضم كل فرد إلي المرشد الذي اختاره يتنقل به من مشهد إلي مشهد ومن جبل إلي بحيرة ومن متحف إلي مقبرة، وقال المرشد: إنه لم يبق من الرحلة إلا الحديقة البللورية، ودعنا الي شيء من الراحة والتأمل كي لا يصدمنا الانبهار فسألنا: وهل ثمة انبهار يفوق ما شاهدنا من أحياء وأشياء، فابتسم المرشد وواصل السير ونحن في أثره.
121
رأيتني أسير في شارع كورنيش الإسكندرية مستهدفا العمارة التي أري في إحدي شرفاتها السيدة الأنيقة بصحبة زوجها وأبنائها الشبان، فلما فتر الهدف ذاب المنظر ذوبانا سحريا ناعما حتي اختفي وحل محله شارع العباسية، ومازلت أسير نحو العمارة الجديدة التي تطالعني من إحدي نوافذها الفتاة التي لا تنسي، ولكني وجدت النافذة خالية فقررت الانتظار كالعادة في محطة الترام، ولكني لم أجد للمحطة أثرا ولا لقضبان الترام أثرا علي طول الشارع.
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى