-
مشرف ملتقى الطلبة
والفصحــاء
ديــن يشيـــد آيـــة في آيــة لبنــاتـه الســورات والأضـواء
الحقّ فيـــه هـــو الأساس وكيف لا والله جــلّ جـلالـــه البـــنّاء
أما حديثه عن الإسراء والمعراج ، فهو يرفض قول الّذين قالوا بالمعراج الرّوحيّ لا الجسديّ ، ويؤكّد أن الإسراء كان بالروح والجسد كليهما ، فيقول :
يا أيّها المســرى بــه شــرفا إلى ما لا تنال الشمس والجـــــوزاء
يتساءلـــون وأنت أطهــر هيكل بالروح أم بالهيكل الإســــــراء
بهمـــا سمـوت مطهــرين كلاهما نـور و ريحــانيــة وبهــــار
وهو يقول ردًّا على المستشرقين :
ظلموا شــريعتك الـتـي نلنــا بها مالم ينـل في رومـــة الفقهــاء
مشت الحضارة في سناها واهتـــدى في الـــدين والــدنيا بها السعـداء
أغراض شعره وموضوعاته :
إنّ موضوعات شعر شوقي متنوّعة ، وقد تحدّث عن أشياء مختلفة بما فيها الإسلام ، الذي يبدو واضحًا في شعره . إلى جانب ذلك يتناول شعره التاريخ ، ومن أرجوزته التاريخيّة دول العرب وعظماء الإسلام وكبار الحوادث في وادي النيل .
بالإضافة إلى ذلك موضوعات شعره تضمّ موضوعاته الوصف والوطنيّة ، والرثاء والمدح ، والغزل أو النسيب والحكمة والمثل ، كما تحتوي على نظم القصص والحكايات على ألسن الطيور والحيوانات للأطفال .
رحيل شوقي :
توفّى شوقي عام 1932م ، وخلّف وراءه الثروة الزاخرة في الشعر والأدب ، ما يجعل الأمّة العربيّة تعتزّ بما ورثته من قبل هذا الشاعر العظيم ، وتفتخر بما أضافه أمير الشعراء إلى الموسوعة الأدبيّة العربيّة من متنوّع شعره ، ومختلف قريضه .
كان أحمد شوقي يخشى الموت ، ويفزع منه شديد الفزع ، كان يخاف ركوب الطائرة ، ويــرفض أن يضع ربطة العنق ، لأنّها تذكّره بالمشنقة ، وكان ينتظر طويلاً قبل عبور الشارع ، لأنّـــه كان يشعر أن سيّارة ستصدمه في يوم من الأيّام . وعندما مات الإمام الشيخ محمد عبده سنة 1905م ، وقف على القبر سبعة من الشعراء يلقون قصائدهم ، أرسل شوقي قصيدته لتُلْقى على القبر ، فقال في مطلعها :
مفسّر أي الله بـــالأمس بينــــنا قم اليـــوم فسّر للورى آية الموت
وكان أوّل الشعراء الذين ألقوا قصائدهم حنفي ناصف ، وآخرهم حافظ إبراهيم ، ثم أنشدت أبيات شوقي . وحدث أن تنبّأ أحد الأدباء بأن هؤلاء الشعراء سيموتون بحسب ترتيب إلقائهم القصائد على قبر الإمام .
وبالفعـــل كان حنفي ناصف أوّل من مات ، ثم تتابــــع رحيلهم بحسب تـــرتيب القصائــد ، وكان حافظ آخر من توفّى . أيقن شوقي أن أجله قد قرب فشجا وحزن ، ومات في نفس العام الذي مات فيه حافظ، وكان قد نظم قبل وفاته وصيّته جاء فيها:
ولا تلقــــوا الصخـــور على قبــري
ألم يكــــف همًّا في الحيـــاة حملتـــه
فأحمــله بعــد المــوت صخرًا على صخره
*
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى