-
عضو جديد
الحروب الصليبية
-*( الـمـقدمـة :-
تعريف الحـروب الصليبيةحروب طويلة شنها الكاثوليك في أوروبا على المسلمين في شرق و جنوب البحر المتوسط بين القرنين 11 و 14 ، بتحريض من باباوات الكنيسة الكاثوليكية ، على شكل حملات عسكريه (حملات صليبية Crusades) ، كان هدفها أخذ المقدسات المسيحية وأراضي جنوب البحر المتوسط باعتبارها ورث شخصي لكنيستهم من المسيح و من الرومان، وتأمين طرق الحجاج القادمين من أوروبا، و إقامة مملكة بيت المقدس ( مملكة أورشليم ).
-*( المـوضـوع :-
أولاً :- دوافعهـا وأهـدافها :-
الدوافـع الاقتصادية :- * كان يسود أوروبا النظام الإقطاعي حيث كان ينص على أن الابن الأكبر هو الموروث لعقارات أبيه وعبيده بعد موته ، فنشأ من هذا طبقات اجتماعيه " الأمراء والنبلاء – العبيد – الملوك " وبعض منهم لم يكن لديه قطع من الأراضي فكان يسمى باسم :- " المعدم أو بلا أرض " فكانوا يرغبون بالتخلص من هذه المعيشة.
الدوافع الدينية :-* أدت دعوة البابا اوربان الثاني بجمع رجال الدين فـي كليرمون فران الفرنسية ، وكانت هناك حملات قامت بتطبيق
" إرادة الرب " عن طريق حجهم إلى المناطق المقدسة الخاصة بهم لتكفير الخطايا، وكانوا يقولون بأنهم كانوا يعانون من اضطهاد الحكم الإسلامي للمسيحيين في المناطق المقدسة ويرغبون في التحرير ، خصيصاً بعد تدميرهم لكنيسة الـقيامة في أكتوبر عام 1009 ومن ثم تراجعت هذه الرغبة تدريجياً إلى أن قاموا بتدمير القسطنطينية في الحملة الأولى والرابعة بأيدي الصليبيين نفسهم .
الدوافع السياسية :- كان القانون الإقطاعي في الغرب الأوربي و بشكل خاص في فرنسا المحرك الأساسي للحروب الصليبية يعتمد على توريث الإقطاع للابن الأكبر فقط و بالتالي يصبح الأخوة الآخرين بلا إقطاع فأخذ بعض الأمراء الإقطاعيين الذين لا يرثون إقطاع يسعون للحصول على إقطاع جديد إما بالزواج من وريثة إقطاع أو بمهاجمة الأراضي المجاورة لهم فجاءت الحروب الصليبية فرصة لهم لتأسيس إقطاعيات كبيرة لهم في الشرق أو لإقامة كيانات سياسية لهم في أراضى المسلمين.
العامل الاقتصادي :- كانت رغبة المدن الإيطالية ( بيزا و جنوة و البندقية و أمالفى) في توسيع مجال سلطانها التجاري على حساب المسلمين من العوامل المحركة للحروب الصليبية حيث بحثت عن وسائل جدية مباشرة للاتصال بطرق التجارة الشرقية لشراء المنتجات الشرقية من الهند و الصين دون وساطة العرب المسلمين، هذا فضلاً من أن الأمراء الأوربيون كانوا يبحثون عن ثروات و أرض جديدة فكانت الأطماع متوجهة نحو الشرق حيث الكنوز و الثراء و التجارة و الذهب و الحرير و الجواري.
ثانياً :- الحملات الصليبية :-
إن عدد الحملات الصليبية كان عبارة عن ثماني حملات وكل واحدة منها تختلف عن الأخرى ، فكان في كل حملة قائد مختلف وموقع مختلف والحملات هي :-
- ( الحملة الأولى :-
تحركت في أغسطس عام 1096 من اللورين ،طوابير قادها جودفري دي بوبون الرابع،على اثر الدعوة التي انطلقت لها حملة الفقراء، مشت هذه الفصائل على طريق الراين-الدانوب التي سارت عليها قبلهم فصائل الفلاحين الفقراء. حتي وصلت القسطنطينية نهاية عام 1096.
وأسفرت الحملة الأولى عن احتلال القدس عام 1099 وقيام مملكة القدس اللاتينية بالإضافة إلى عدّة مناطق حكم صليبية أخرى ،كالرها (أديسا) وإمارة أنطاكية وطرابلس بالشام.
ولعبت الخلافات بين حكام المسلمين المحليين دوراً كبيراً في الهزيمة التي تعرضوا لها، كالخلافات بين الفاطميين بالقاهرة ،والسلاجقة الأتراك بنيقية بالأناضول وقتها.وباءت المحاولات لطرد الصليبيين بالفشل كمحاولة الوزير الأفضل الفاطمي الذي وصل عسقلان ولكنه تراجع بعدها أمام العصابات الصليبية التي استكملت السيطرة على بعض البلاد الشامية والفلسطينية بعدها.
- ( الحملة الثانية :-
بدأت الحملة الثانية عام 1147 وانتهت عام 1192. وكانت قد أعقبت فترة من الهدوء، دعا إليها برنارد دي كليرفو، وكان قادتها لويس السابع ملك فرنسا وكونراد الثالث هوهنشتاوفن إمبراطور الجرمان ، وهي أول حملة يشترك فيها الملوك، تعرضت فيها الجحافل الألمانية لضربة قوية تمثلت في الجوع والمرض بعد هزيمة لحقت بها أمام فصائل الخيالة التابعة لسلطان قونية السلجوقي جوار ضورليوم، كما منيت القوات الفرنسية بهزيمة خطرة بجوار خونة. انهك السلاجقة الصليبيين بغاراتهم المتواصلة. وفي 24 يونيو 1147 تلاقى لويس السابع وكونراد الثالث ووصية العرش ميليساندا مع أعيان القدس. ومضوا لحصار دمشق الحصينة، لان فتحها كان يبشر بغنائم وفيرة.دام الحصار خمسة أيام (من 23 إلى 27 يوليو). لكنه فشل. وتخلي ملك القدس بودوان وبارون طبرية عن مطلبهما بعد تدهور موقعهم العسكري بسبب مناورة عسكرية أو لعله برشوة قدمها لهما الوزير الدمشقي معين الدين أنر. وفي عام 491هـ/ 1097م؛ تجمعت قوات الصليبيين في القسطنطينية، وبعد أن تم إعدادها عبرت البسفور إلى الشام، ودارت بينهم وبين السلاجقة معركة عام 1097م،وبعدها حدثت أحداث كثيرة ولكن أهمها استيلاءهم للقدس وإتمام انتصارهم وبانتصارهم الخلافات بينهم قد عادت كأشد ما تكون بعد أن تم لهم النصر.
-( الحملة الثالثة :-
دعا إليها البابا غريغوريوس الثامن، عام 1187 ردا علي استرداد صلاح الدين للقدس وعودتها للمسلمين.وقاد الجيوش الصليبية ملك فرنسا فيليب اوغست، وريتشارد "قلب الأسد" ملك إنجلترا، وملك الجرمان (ألمانيا) فريدريك برباروسا. لكن برباروسا غرق في 1190 في نهر اللامس. فتشردت صفوف قواته.أما الفرنسيون والانجليز، فلم ينتهوا من الاستعداد للحملة حتى 1190، وفي الطريق عمل ريتشارد الأول على توسيع نفوذه في صقلية مما وتر العلاقات مع الملك الفرنسي واضعف التحالف بينهما.
قام الصليبيون بحصار عكا التي استسلمت في 12 يونيو 1191. وغادر فيليب عائدا إلى فرنسا، وجرت مذبحة بأمر ريتشارد وتحت قيادته في عكا. بعدها تمت محاولاته لاحتلال مدن أخرى.لكنها باءت كلها بالفشل، وفي عام 1192.عقد الصلح مع صلاح الدين، واحتفظ الصليبيون بشريط ساحلي يمتد من صور إلى يافا، وسمح صلاح الدين للحجاج والتجار بزيارة مدينة القدس والأماكن المقدسة.
-( الحملة الرابعة :-
دعا إليها البابا اينوقنتيوس الثالث في 1202. وكانت خطة الصليبيين الأولية تتلخص في دفع القوات إلى مصر, لضرب القوة الإسلامية الكبري في المنطقة.ثم شن الحرب منها باتجاه القدس.لكن البندقيين الذين تولوا أمر توجيه وتوفير وسائل النقل والغذاء للحملة مقابل 85 ألف مارك ذهبي، اثّروا في مسار الحملة ووجهوها إلى القسطنطينية عمدا. لأن الصليبيين لم يوفروا المبلغ المتفق عليه. وأسفرت الحملة عن تخريب وتدمير القسطنطينية عاصمة الدولة البيزنطية ومركز الثقافة الإغريقية العريقة، ولم تتخذ البابوية إجراءات فعلية تجاه هذا الحدث. وكانت تلك الحملة تمثل انحطاط الحملات الصليبية التي أصبحت فيما بعد بحاجة إلى تبرير مقنع، بعدما كانت أمرا إلهيا باسم الكنيسة.
-( الحملة الخامسة :-
سعى البابا اينوشنتيوس الثالث إلى بدء حملة صليبية جديدة عام 1213. فبدأ بحملة وعظ دامت حتى انعقاد المجمع اللاتيني الرابع عام 1215 الذي اتخذ سلسلة من الإجراءات التي تتعلق بتنظيم الحملات الصليبية. تحركت قوات مجرية وجنوب ألمانية بقيادة اندارش الثاني وقوات نمساوية.ووصلت إلى عكا.وتوقفت هناك حتى انضمت إليها قوات ألمانية وهولندية. فتوجهوا إلى مدينة دمياط في شمال شرق الدلتا بمصر علي النيل. واستولوا عليها عام 1219. وتحت الحاح نائب البابا اونوريوس الثالث والقاصد الرسولي بيلاجيوس استكمل الهجوم نحو المنصورة.وفي ذلك الوقت بالذات بدأ فيضان النيل.وفتح المصريون السد علي النهر. وقطع المسلمون طريق التراجع على الصليبيين.وحاصرت قوات المسلمين الصليبيين باعداد كبيرة.وغرق المئات بمياه الفيضان. ووقع الصلح في 30 اغسطس 1221 لمدة 8 سنوات، وكان على الصليبيين مغادرة دمياط، ونفذوا ذلك في أوائل سبتمبر من نفس العام ومنيت الحملة الصليبية الخامسة بالفشل الذريع.
-( الحملة السادسة :-
قادها الإمبراطور فريدريك الثاني هوهنشتاوفن الألماني الذي أراد أن يحقق مقاصده دون أن يسحب سيفه من غمده في صيف 1228، ولم تحظ هذه الحملة بمباركة البابوية بل حرم الإمبراطور من الكنيسة لتأخره في تنفيذ نذره بأخذ الصليب.تفاوض فيها فريدريك مع السلطان الكامل مما أسفر في فبراير 1229 عن صلح لمدة 10 سنوات تنازل بمقابله السلطان عن القدس باستثناء منطقة الحرم، وبيت لحم والناصرة وقسم من دائرة صيدا وطورون (تبنين حاليا) وكانت الحملة الأولى التي لا تبارك انطلاقها البابوية.
-( الحملة السابعة :-
كانت الهزيمة التي لحقت بقصائل الصليبيين عام 1244 وخسارتهم التامة للقدس أدت إلى ترتيب الحملة الصليبية السابعة، فقادها الملك الفرنسي لويس التاسع وتوجه بها إلى مصر واستمرت الحملة بين عامي 1248 و1254، فسيطروا في البدء على دمياط ثم المنصورة، ولكن المسلمين بقيادة الملك المعظم توران شاه نجحوا في تدمير قواتهم وفي حصر بقاياها في المنصورة حتى استسلموا، ووقع لويس في الأسر حتى تم فديه عام 1250 فعاد إلى عكا وبقي فيها 4 سنوات قبل العودة إلى فرنسا بخفي حنين.
-( الحملة الأخيرة " الثامنة " :-
انطلق في هذه الحملة لويس التاسع ملك فرنسا في عام 1270 بعد حوالي 3 سنوات من التأخير، وقد قام بها عدد قليل من البارونات والفرسان الفرنسيون، إذ أن فشل الحملات الجلي وانحطاط سمعتها صدهم عنها، حتى أن مؤرخ سيرة حياة لويس التاسع الذي رافقه في حملته السابقة رفض الانضمام إليه هذه المرة، ويروي هذا المؤرخ أن نبأ الحملة الجديدة كان مفاجئا للغاية بالنسبة له شخصيا وبالنسبة للأشخاص الآخرين المقربين من الملك، وانه أذهل البارونات، وكانت المعارضة مجمع عليها تقريبا واضطر الملك إلى شراء حماسة الأسياد بالمال، ونذر مع الملك النذر الصليبي أبناءه الثلاثة وبعض تابعي الملك الآخرين، واتفق على أن توجه الحملة نحو تونس.
ومن ثم بدأت المفاوضات مع المستنصر أمير تونس ولما نزل الصليبيون في تونس وصلت المفاوضات إلى طريق مسدود، وعندها انضم شارل الأول كونت انجو، الأخ الأصغر للويس وملك مملكة نابولي. واستولوا على قلعة قرطاجا القديمة، ولكن وباء دب في صفوف الفرسان، وتوفي على أثره الملك وأفراد العائلة المالكة المرافقة باستثناء فيليب الابن البكر للملك الذي شفي، وفي نفس يوم وفاة الملك وهو 25 أغسطس 1270 وصل أخاه شارل الأول، وخاضت قواته برفقة قوات لويس بقيادة خلفه فيليب بضع معارك ناجحة ضد قوات أمير تونس، وفي أول نوفمبر 1270 وقعت معاهدة صلح مع المستنصر الزمته بدفع جزية مضاعفة إلى ملك الصقليتيين، كما شملت حقوقا تجارية متبادلة، وبعد 17 يوما من التوقيع، ركب الصليبييون السفن وغادروا تونس .
ثالثاً :- آثـار الحروب الصليبية :-
- بدأت في البداية تحت راية بابوية قوية ، ولكن بحلول القرن الرابع عشـر ميلادي تفتت المبدأ المسيحي القديم وتطور إلى شكل دول قومية حديثة في أوروبا .
- انتقال المعارف الطبية والمعمارية والعلمية إلى الدول الأوروبية .
- ازدهار تجاري .
- تطور طرق العمران فقد كانت أبنية خشبية فتحولت إلى أبنية حجرية .
- إنشاء مدن مهمة في إيطاليا مثل روما .
- قيام علاقات تجارية مابين الممالك الصليبية والمدن الإسلامية .
-*( الخـاتمـة :-
أثرت الحروب الصليبية في العالم بشكل كبير جداً ، فكان يرى المسلمين الحروب الصليبية على أنها كانت حروب بربرية ومارس فيها الصليبيون المسيحيون أبشع المجازر الدموية باسم المسيحية فقتلوا الأطفال والنساء والشيوخ وشقوا بطون الحوامل واهلكوا الحرث والنسل فأذاقهم الله على يد عباده من المسلمين الهزيمة والهوان، ويرى المسلمون في شخصيات صلاح الدين والظاهر بيبرس أبطالا محررين، وكذلك يرى الأوروبيون الشخصيات المشاركة في الحروب الصليبية أبطالا مغامرين محاطين بهالة من القداسة .
-*( المـراجـع :-
* موقع تعلم لأجل الإمارات
*الصليبيون في الشرق ، ميخائيل زابوروف ، دار التقدم ، موسكو ، 1986 .
*الحروب الصليبية كما رآها العرب ، أمين معلوف .
www.wikipedia.com*ويكيبيديا :-
*كتاب :- ما هي الحروب الصليبية ، تأليف :- قاسم عبده قاسم .
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى