آلات .....واحساس صامت


في وقت ما.في عصر ما.كنا نعيش حياة أخرى .بطعم آخر ...بشكل آخر...باحساس آخر
حياة تختلف عن ما نعيشه الآن.يعيدا عن الترف والرفاهيةوالثراء
كانت حياة صعبة بندرة وسائلهاوقلة امكانياتهاوصعوبة كسب الرزق فيها
ورغم ذلك كانت حياة مفعمة بالفرح والرضا.
كان الحب يسرى بين المسافات القصيرة دون تعثر اوبعثرة
تجتمع الاسرة في أكثر من مرة.على أكثر من حديث مشوق
تذوب كل الخلافات ...وينتشر الفرح عنوان لسعادة رغم الشقاء
تهب الأم كل عواطفها لأفراد بيتها .
.تطبخ بكل حب..

.تغسل بكل ابداع.

..ترسل لمسات حنان على لباسهم...
نتشر عطرها الساحر فى كل الأجواء
تحيك وشاح صوف لتلك البنت الصغيرة ...... تنسج على خيوطه اجمل قصة عفاف

كم هي سعيدة تلك الايام ...تلك السهرات الحالمة...تلك الأحاسيس الصادقة
وتبقى مجرد ذكريات في دهاليز الذاكرة

ما الذي جرى....ما الذى تغير ....اين سافرت كل تلك الايام
لما لا نبدع كما كنا ...نواصل قصة الاحساس النابض بالحياة

اكتسحت الآلة حياتنا ...استقرت في بيوتنا...نفذت أعمالنا...خففت شقاءنا....
غيرت أحاسيسنا....تسارعت دقات قلوبنا... وأصبحنا نحب ونكره مع كل ثانية
سرعة التفكير .
دقة الانجاز
ابداع الأفكار
تنوع التدابير

وفقدنا تلك اللمسات من أمهاتنا.....
فقدنا التواصل بين قلوبنا...
ضاع وجودنا في غرف بيوت كالقصور
ضاع الضحك وضاع الهمس
ماعدنا هنا

واعتدنا الراحة .فالآلات تعمل كل شيئ.حتى أصبحت تفكر عنا.وتبحث عوض عنا...وتهاوت كتبنا حزنا على فراقنا
بعد ان هجرناها وأثبتنا ولاءنا لجهاز ادمن حرق الصفحات

ربما كنا ننتظر ان تصدر لنا اليابان او الصين .مكونات لاحساس مع كل آلة تباع.أو ان يكتبوا مع كل جهاز كمبيوتر
لا ئحة بأخلاق الانسان العصري المبدع
لكنهم لم يفعلوا......ربما لكي لا نشعر يوما باحساس لآلة تعمل ..اوتُفكر....فنحافظ عليها ونصونها من العطب
وهكذا يكونوا قد ضمنوا تبعية شراءنا ودوام عبوديتنا لهم


ليس عيبا ..ان نساير العالم في كل التقدم
ليس عيبا ان نختصر المسافات والحدود لنرقى الى حدودهم في العلم والمعرفة
ليس عيبا ان نسهل أمور حياتنا ونذلل العقبات والصعوبات


لكن...
العيب ان نمد قلوبنا أيضا لآلات تكتم النبضات
العيب ان نسلم أبناءنا لأجهزة تتولى تربيتهم عبر أصوات لُعب صاخبة
العيب ان نفترق في كل الغرف نغازل قنوات تسلب قيمنا وتحرف ديننا
العيب ان نعتزل الناس ..ويصبحون في نظرنا مجرد آلات متحركة
العيب ان لا نجتمع حول انفسنا ...نعيد روح التعاطف ...نحكي مع أطفالنا ...ندلل أمهاتنا...
نلتفت لكل القلوب من حولنا
نواسى مريضنا
ونصل ارحامنا
لدينا كل الوقت لكي نبدع في علا قاتنا .وان نصحح تلك العلاقة المفقودة مع خالقنا