أسباب الشلل الدماغي:

في أغلب الحالات لا يمكننا معرفة السبب الحقيقي لحدوث الإصابة ( 50 % من الحالات )، لكن المراحل الخطيرة في نمو الجهاز العصبي هي مراحل الحمل والولادة ، وبعد الولادة وخصوصاً في السنوات الأولي، وعليه يمكن تقسم الأسباب تبعا للمراحل التي يمكن خلالها حصول عطب في الجهاز العصبي المركزي حسب وقت حدوثها إلى:

"خلال الحمل وقبل الولادة " (75%)
" خلال الولادة "(10%)
" بعد الولادة"(15%)

أسباب قبل الولادة(أثناء الحمل):
a) نقص كمية الأكسجين التي تصل إلى مخ الجنين داخل الرحم لأي سبب من الأسباب.
b) بعض الأمراض التي تصيب الأم، مثل ارتفاع ضغط الدم أو السكري.
c) بعض الأمراض الناتجة عن خلل في عملية التمثيل الغذائي.
d) تعاطي الأم لبعض العقاقير أثناء فترة الحمل.
e) تعرض الأم للإشعاع أثناء الحمل.
f) الاضطرابات النفسية أو عدم الرعاية الكافية للأم خلال فترة الحمل

أسباب أثناء الولادة:
a) الولادة المبتسرة ( أي قبل موعدها) أو الولادة العسرة تؤدى إلى الإصابة بنقص كمية الأكسجين التي تصل إلى المخ
b) ولادة توأم من الممكن أن تؤدى إلى نقص كمية الأكسجين التي تصل إلى مخ الطفل

أسباب ما بعد الولادة:
a) حدوث تشنجات للوليد.
b) نزيف بالمخ
c) إصابة الجهاز العصبي المركزي للطفل حديث الولادة بأحد الميكروبات ، مثل الالتهاب السحائي البكتيري
d) ارتفاع الحرارة الشديدة، نتيجة لحدوث عدوى، أو فقدان الجسم للماء بسبب الإصابة بالإسهال
ارتفاع نسبة الصفراء ( اليرقان) بالدم وعدم التدخل المناسب

التصنيف حسب شدة الإعاقة:
وهو التصنيف الذي يعتمد على شدة أو درجة الإعاقة الحركية، وهي درجات قد تتغير مع العلاج والتمارين، وتزداد سوءاً مع الإهمال، وتقسم إلى:

o الحالات البسيطة:
حيث يستطيع الطفل المشي واستخدام أطرافه الأربعة بدون مساعدة دائمة له.

o الحالات المتوسطة :
الطفل يحتاج إلى أجهزة تعويضية وتدريب للمشي واستخدام اليدين، وهو ما يحتاج إلى علاج مستمر.

o الحالات الشديدة :
قد لا يستطيع الطفل المشي بسهولة ويعتمد على الكرسي المتحرك في تنقلاته، ويحتاج إلى العلاج والتمارين بشكل مستمر

العناصر الرئيسية لتشخيص الشلل الدماغي :
o ليس مرضا بحد ذاته، ولكن مجموعة من الأعراض المرضية لأسباب متعددة
o ليس حالة وراثية ( باستثناء بعض الحالات التي تكون الأسباب وراثية)
o أصابة الدماغ في مرحلة الحمل والولادة
o تلف مركزي للجهاز العصبي
o غير متطور: الإصابة ثابتة لا تزداد مع مرور الأيام
o ليس قابلا للشفاء فأصابة الدماغ أدت للتلف التام

ما معنى مركزي ؟
السبب في حدوث الأعراض هي إصابة الجهاز العصبي المركزي ( الدماغ والحزم العصبية ) في مناطق مهمة ، وهي :
o قشر المخ ( الدماغ )
o العقد العصبية القاعدية Basal ganglion
o المخيخ Cerebellum

ما معنى غير متطور ؟
غير متطور بمعنى أن الإصابة لا تزيد كما أن الأعراض لا تزداد سوءاً مع الوقت، فالإصابة تؤدي إلى عطب في الخلايا المخية أو الحزم العصبية مما يؤدي إلى عدم القدرة على التحكم في مجموعة من العضلات، هذه الإصابة دائمة، قد لا تظهر الأعراض في الأشهر الأولى من العم، وعند ظهورها فيكون ذلك بشكل تدريجي، ولكن في الحقيقة ليس زيادة في درجة الإصابة ولكن توقيت ظهور تلك الأعراض، ولكن في حالة أهمال العناية بالطفل ، فقد يحدث له تشوهات في الأطراف والعمود الفقري، كما تحدث مشاكل أخرى متنوعة ليست جزءاً من الأعراض المرضية بل من المشاكل اللاحقة.


تشمل المجموعة الأولى عوامل مثل نقص الدورة الدموية بمشيمة الرحم ، العيوب الخلقية للجنين ، العدوى التي تصيب الجنين أثناء الحمل ، التعرض للأشعة المتأينة خاصة أثناء الحمل ، الحمل بالتوائم.

بينما تشمل المجموعة الثانية عوامل مثل اختناق الطفل أثناء ولادته ، إصابات الولادة كنزيف المخ ، وارتفاع نسبة الصفراء المرضية لما فوق الحدود لطبيعية بكثير (فوق 20 مليجرام/ديسي ليتر).

أما المجموعة الثالثة فتشمل التهاب المخ والتهاب السحايا ، الغرق الذي يسبب نقص الأكسيجين ، التسمم بالرصاص ، صدمة وعائية قلبية ينتج عنها نقص الدم الواصل للدماغ.

يلاحظ من إجمال هذه الأسباب أنه عامة ينتج الخلل بالدماغ نتيجة لنقص الأكسيجين أو الدم المحمل به أو نتيجة لإصابات مباشرة تسبب التلف، وتبقى النتيجة واحدة ، تلفا دائما بالجهاز العصبي الحركي والمسارات العصبية المرتبطة به.

وعند أخذ هذه الأسباب بالتحليل وإجراء العديد من الدراسات عليها تكشفت بعض الحقائق.
فبالرغم من أن النظرية القديمة افترضت أن الأحداث أثناء الولادة وخاصة اختناق الولادة perinatal asphyxia من أهم مسببات التلف الذي يسبب المرض ، فقد أثبتت الدراسات الحديثة أن اختناق الولادة ليس سببا رئيسيا لظهور المرض وأنه يكون السبب في نسبة تترأوح من 10-20% فقط من الحالات.

وأوضحت هذه الدراسات أن العامل الأهم هو أثناء الحمل في الحياة داخل الرحم وأهم العوامل فيها هو الدورة الدموية للمشيمة فضعفها ونقص الدم الواصل للجنين في الرحم يسبب النسبة الكبرى من المرض بنسبة تصل إلى 70% من الحالات.

كذلك أي عدوى تصيب الحامل ترفع من احتمال إصابة الجنين بتلف الدماغ ومن ثم الشلل الدماغي إلى ثلاثة أضعاف ويرجع ذلك إما للتأثير المباشر للميكروب أو السموم التي تفرز في حالة الالتهاب cytokines.

أما العامل المهم الذي عولت عليه الكثير من الدراسات فهو ولادة الأطفال ناقصي النمو و ذوو النقص في الشديد في الوزن (أقل من 2 كجم) ، فقد وجد أن 40-50 % من أطفال الشلل الدماغي ولدوا ناقصي النمو. والطفل ناقص النمو هو الذي لم يكتمل حمله وكان أقل من 37 أسبوعا ، أما ناقصي الوزن فهم أولئك الأقل من أقرانهم وزنا في نفس العمر سواء اكتمل حملهم أم لم يكتمل.

ويدعم هذا الرأي ان السبب في نقص النمو ونقص الوزن والسبب في تلف الدماغ واحد وهو نقص الدورة الدموية للمشيمة أي أنه ليس سببا مباشرا للمرض. لكنه قد يكون سببا بطريقة أخرى حيث أن نقص نمو الأعضاء ومنها الدماغ يجعلها عرضة للتلف والإصابة بالأمراض.

أما النظرية الجديدة المثيرة للجدل والتي تمت دراستها بجامعة ليفربول ببريطانيا
تفترض بأن العديد من الحالات نشأت بسبب الحمل بتوائم متماثلة تشترك في نفس المشيمةmonochorionic twins وحدث موت مبكر لأحدهما وتلف بالأخر بسبب نقص الدورة الدموية لهذه المشيمة المشتركة ، ينتج ذلك عن خلل في توزيع الدورة الدموية بين الأجنة ويؤدي التلف في الجنين الذي ينجو ليس فقط للشلل الدماغي بل لعيوب خلقية كثيرة ومتفأوتة.