-
أثابك الله معلمتي وأجزل لك الأجر من عند الله تعالى
كانت مدرسة البلدة الصغيرة يتم تدفئتها باستخدام موقد قديم يعتمد على حرق الفحم. وكان هناك صبي صغير يأتي مبكرا إلى المدرسة كل يوم لإشعال النار لتدفئة الحجرة قبل وصول المعلم وزملائه، وذات صباح وصلوا إلى المدرسة ليجدوها تحترق فقاموا بسحب الصبي الصغير فاقد للوعي والذي كان أقرب إلى الموت منه إلى الحياة….فقد أصيب بجروح شديدة في نصف جسده السفلي فقاموا باصطحابه إلى مستشفى المقاطعة القريب، وبينما كان راقدا في سريره مصابا بحروق شديدة وفي نصف وعيه، سمع الصبي الصغير الطبيب وهو يتحدث إلى أمه، فقد أخبر الطبيب الأم أن طفلها ميت لا محالة وهو الأفضل بالنسبة له حيث شوهت النار الجزء السفلي من جسده، ولكن لم يكن الصبي الصغير يريد أن يموت وصمم على النجاة، وبطريقة ما أذهلت الطبيب تمكن من النجاة، وعندما زال الخطر المميت سمع الطبيب ووالدته يتحدثان بصوت منخفض فقد أخبرها الطبيب أن الموت أفضل بالنسبة له، حيث دمرت النار اللحم الموجود في الجزء الأسفل من جسده وأنه سيقضي بقية حياته معاقا وغير قادر على تحريك أطرافه، ومرة أخرى صمم الصبي الشجاع على أنه لن يكون معاقا أبدا، وأنه سوف يمشي ولكن لسوء الحظ لم يكن هناك أي قوة دافعة لتحريك نصفه السفلي فقدماه النحيلتان موجودتان ولكنهما بلا حياة، وأخيرا خرج من المستشفى، وكانت والدته تقوم بتدليك رجليه كل يوم ولكن لم يكن بهما أي إحساس أو تحكم أو أي شيء ولكن تصميمه على المشي كان أقوى من ذي قبل، فعندما لا يكون في السرير كان يجلس على كرسي متحرك وفي أحد الأيام المشرقة دفعته أمه إلى ساحة المنزل ليستنشق بعض الهواء المنعش وفي هذا اليوم وبدلا من الجلوس على المقعد المتحرك ألقى بنفسه من عليه وأخذ يسحب جسده على الحشائش جارا رجليه خلفه. وظل كذلك حتى وصل إلى السور الأبيض الذي يحيط بحديقتهم وبعد جهد كبير استطاع رفع نفسه على السور واستند على السور وبدأ في سحب نفسه بطول السور مقتنعا بأنه سوف يمشي وبدأ في القيام بهذا كل يوم حتى تمكن من السير بسهولة حول السور، فلم يرغب الصبي الصغير في أي شيء أكثر من إعادة الحياة إلى رجليه. ومن خلال التدليك اليومي وبإرادة جديدة وعزم قوي تمكن من الوقوف ثم بدأ يمشي متكئا على شيء ثم استطاع المشي بنفسه وأخيرا تمكن من الجري، ولاحقا..كوّن فريقا للجري في الجامعة.
ومؤخرا،وفي حديقة ميدان ماديسون مازال يوجد ذلك الصبي الصغير الذي لم يكن من المتوقع أن يعيش، والذي لم يكن ليمشي ولم يكن لديه أمل في الجري…
وبالعزيمة والتصميم..استطاع د/ جلين كنجهام إحراز لقب أسرع عداء في العالم..
ان للارادة دور كبير في حياتنا ...
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى