"الشفلح" احتفل بتخريجهم بعد اجتيازهم مرحلة التدريب بنجاح.. توظيف "6" معاقين من "برنامج الخدمات المجتمعية" بمؤسسات الدولة



حسين الملا: وزارة العمل لديها توجه بتوظيف ذوي الإعاقة في القطاع الخاص

القاسمي: ندعو صناع القرار لتفعيل حقوق ذوي الإعاقة في التدريب والتعليم والعمل


سمية تيشة

احتفل مركز الشفلح للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة صباح أمس بتخريج الدفعة الأولى من ملتحقي برنامج الخدمات المجتمعية لما بعد المدرسة، البالغ عددهم "6" متدريين بينهم متدربة واحدة، بعد اجتيازهم مراحل التدريب بنجاح وتوظيفهم في مختلف مؤسسات الدولة كل حسب قدراته وإمكانياته..

حيث شهد الحفل — الذي أقيم بفندق الريتز كارلتون بحضور سعادة السيد حسين الملا وكيل وزارة العمل، والسيدة سميرة القاسمي المدير العام لمركز الشفلح والسيد تورنس روير المدير الفني لبرنامج "الخدمات المجتمعية"، بجانب حضور المحتفى بهم وأولياء أمورهم — تكريم الجهات الداعمة للتوظيف والجهات الداعمة لأنشطة لبرنامج الخدمات المجتمعية على مدار عام كامل..

وقد شدد سعادة السيد حسين الملا — وكيل وزارة العمل — في تصريحات خاصة للصحفيين على ضرورة تدريب ذوي الإعاقة وتأهيلهم للانخراط بسوق العمل أسوة بأقرانهم الأصحاء، وأشار إلى أن لدىّ الوزارة توجها بتوظيف أبنائها من ذوي الإعاقة في القطاع الخاص، فضلا عن توظيفهم في مختلف المؤسسات بالدولة تطبيقاً للقانون رقم 2 سنة 2004 بتوظيف نسبة لا تقل عن 2 %..

وأشاد الملا بجهود مركز الشفلح في توفير أفضل البرامج والخدمات التدريبية والتأهيلية التي من شأنها تعزيز قدرات وإمكانيات ذوي الإعاقة، داعياً جميع قطاعات الدولة إلى تقديم أوجه الدعم والمساندة لهذه الفئة سيما العمل على توظيفهم للاعتماد على أنفسهم والعيش بكرامة واستقلالية..
المطالبة بحقوق ذوي الإعاقة

من جانبها أكدت السيدة سميرة القاسمي — المدير العام لمركز الشفلح للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة — خلال كلمة ألقتها بداية الحفل، على دور الأسر في دمج أبنائهم من ذوي الإعاقة في المجتمع وذلك من خلال المطالبة بحقوقهم في التدريب والتعليم والعمل أيضا قائلة" يحتفل مركز الشفلح بتخريج الدفعة الأولى من المتدربين والمتدربات من قسم الخدمات المجتمعية لما بعد المدرسة، حيث يفتخر المركز بهذه المناسبة لأنها تمثل مرحلة هامة من المراحل التي نهدف لتحقيقها من خلال رؤيتنا ورسالتنا التي تؤكد على تفعيل أقصى قدرات هؤلاء الخريجين وجعلهم أفراد منتجين بالمجتمع، فهذا الحدث سيكون نقطة تحول في حياة أبنائنا وأسرهم وجميع شرائح المجتمع"، مناشدة اسر ذوي الإعاقة على إكمال المسيرة والعمل على دمج أبنائهم بعد التخرج في المجتمع ودفعهم دائما إلى التفاعل مع المجتمع وإحداثه، كما دعتهم على الاستمرارية والتواصل والتفاعل مع المركز..

وأشادت القاسمي بدور الكادر الوظيفي الذي ساهم في تقديم هؤلاء الخريجين للمجتمع من خلال تدريبهم على الوظائف المناسبة لهم، داعية صناع القرار والسادة المسؤلين وأفراد المجتمع إلى العمل يداً بيد مع مركز الشفلح لتفعيل الاتفاقية الدولية للأشخاص ذوي الإعاقة وتفعيل قانون الأشخاص ذوي الإعاقة في الدولة..

وختمت القاسمي كلمتها قائلة" بكل فخر نهدي دولة قطر أول دفعة من خريجي مركز الشفلح كأعضاء مساهمين بالمجتمع لهم حقوقهم وعليهم واجبات"، متمنية لهم التوفيق والنجاح..

تحقيق الاستقلالية

وألقى المتدرب إبراهيم الحمادي كلمة الخريجين بالإنابة عن زملائه، مثنياً في مستهل حديثه على جهود مركز الشفلح في إعطاء ذوي الإعاقة حقهم في العمل وذلك من خلال مساهمته في تحقيق استقلاليتهم واندماجهم في المجتمع، معبراً عن سعادته وسعادة زملائه بالتخرج والاعتماد على أنفسهم من خلال حصولهم على وظيفة تحقق لهم الاستقلالية مدى الحياة..

حق العمل والاندماج

وأثنى ولي أمر المتدرب عبد الرحمن علي حجي في كلمة ألقاها بالإنابة عن أولياء الأمور خلال الحفل، على جهود مركز الشفلح في إطلاقه برنامج "الخدمات المجتمعية" وتقديم الخدمات التأهيلية والتربوية والمهنية والصحية لمن لديهم قدرات مهنية، التي تؤهلهم لشغل وظائف بالمجتمع، بالإضافة إلى المساهمة في التوعية المجتمعية وتدعيم أفراد ذوي الإعاقة كعضو فعال في المجتمع قائلا" باسمي وباسم أولياء أمور الخريجين يسعدني أن أتقدم بالشكر الجزيل لكل من ساهم في بناء الثقة بين أبنائنا وبين المجتمع الخارجي ولكل من ساهم في حصولهم على حقوقهم في العمل والاندماج في المجتمع، واخص بالشكر والامتنان للسيدة سميرة القاسمي على جهودها المبذولة وكل الشكر والتقدير للجهات التي دعمت وفعلت قدرات أبنائنا وساهمت في تفعيل دورهم في المجتمع"..

الخدمات المجتمعية

هذا وتم خلال الحفل عرض نبذة عن برنامج "الخدمات المجتمعية لما بعد المدرسة" والذي يأتي ضمن سلسلة البرامج التي يقدمها مركز الشفلح لطلابه، بهدف تقديم الخدمات التأهيلية والتربوية والمهنية والصحية لمتلقي الخدمات، وتقديم خدمات التشغيل والتطوير الوظيفي لمتلقي الخدمات ممن لديهم قدرات مهنية، التي تؤهلهم لشغل وظائف بالمجتمع، بالإضافة إلى المساهمة في التوعية المجتمعية وتدعيم أفراد ذوي الإعاقة كعضو فعال في المجتمع، وإيجاد وتطوير تشريعات وقوانين تؤكد ضرورة إعطاء الأفراد ذوي الإعاقة الحق في العمل المناسب وتلقي الخدمات المهنية والتأهيلية المناسبة لاستثمار قدراتهم وطاقاتهم..

حيث يقدم البرنامج في المرحلة الأولية الخدمة لخريجي مركز الشفلح ما بين "18 — 28" سنة للمؤهلين مهنيا، وتشمل الخدمات المقدمة التأهيل المهني والتشغيل والأنشطة الترفيهية المجتمعية والدعم الاجتماعي، فضلا عن أن هناك "3" برامج مساندة لبرنامج "الخدمات المجتمعية" وهي برنامج "التشغيل" وبرنامج "الاستشارات والخدمات المجتمعية، بالإضافة إلى برنامج "الأنشطة"، حيث يتم من خلال برنامج التشغيل تدريب الطلاب داخل المركز وبمواقع العمل، أما برنامج الاستشارات والخدمات المجتمعية يعمل على دعم وتقديم الاستشارات وتوفير الخدمات لخريجي البرنامج وأسرهم بشكل خاص وذوي الإعاقة من المجتمع وأسرهم بشكل عام وذلك عن طريق فريق متكامل من مختلف التخصصات، بينما يسعى برنامج الأنشطة إلى تقديم الخدمات للأفراد غير المؤهلين للعمل، وتوفير أنشطة هادفة ومنوعة ومساندة متكاملة لمتلقي الخدمة بهدف رفع مستوى الاستقلالية في أنشطة الحياة اليومية..

تكريم المحتفى بهم

كما وشهد الحفل عرضا لتجربة المتدرب محمد حلاص مع إعاقته التي اكتشفها في عمر السادسة والتحق في صغره بمدرسة التربية الفكرية ثم انتقل إلى مركز الشفلح، الذي ساهم بشكل كبير في صقل قدراته وكان بمثابة نقطة تحول كبيرة في حياته، استطاع بذلك أن يحقق العديد من الانجازات في حياته سيما التحاقه بالمنتخب الوطني لألعاب قوى للمعاقين، ومن ثم التحاقه ببرنامج الخدمات المجتمعية الذي لعب دورا كبيرا في صقل مهاراته وقدراته، سيما وانه استطاع أن يتغلب على إعاقته من خلال تدريبه وتأهيله للانخراط بسوق العمل أسوة بأقرانه..

وختاماً الحفل تم تكريم خريجي الدفعة الأولى من برنامج الخدمات المجتمعية لما بعد المدرسة وهم: محمد علي حلاص "تم توظيفه في دوحة لاند"، وعبد الرحمن علي حجي "كلية شمال الأطلنطي"، وأحمد مليجي "شركة أبراج قطر للخدمات والعقارات"، ومعتصم عبد اللطيف عثمان "منتجع سيلين"، ومحمد شلبي "منتجع سيلين"، وإلهام صالح بن صالح "مركز الشفلح للطب الجيني".


http://www.al-sharq.com/articles/mor...ate=2010-07-08