«الأعلى للصحة» يبحث أساليب التصدي والمواجهة لمرض تصلب الأعصاب

كتب - طارق عبد الله

دعا الدكتور صالح المري مساعد أمين عام المجلس الأعلى للصحة للشؤون الطبية جميع المؤسسات الدولية والإقليمية المعنية بالرعاية الصحية إلى تكثيف جهودها في مجال علاج مرض تصلب الأعصاب وتأمين برامج التعاون المشترك وتحقيق الشراكات وتبادل الخبرات والكوادر الطبية المتميزة بين الدول الأعضاء بما يساهم في نقل المعارف والمعلومات وأحدث السبل التقنية للتصدي لهذا المرض والوقاية منه بكل السبل الممكنة.

جاء ذلك خلال افتتاحه للحلقة النقاشية الذي نظمها المجلس الأعلى للصحة أمس بالتعاون مع رابطة مسك لمرضى تصلب الأعصاب حول مرض تصلب الأعصاب المتعدد تحت عنوان «أحدث الدراسات والعلاجات»، وشارك فيها نخبة من الأطباء والمحاضرين من مختلف الدول العربية، إلى جانب الرابطة الإماراتية لمرض تصلب الأعصاب للحديث عن تجربتهم.

تأتي الحلقة النقاشية استمرارا لاحتفالات المجلس الأعلى للصحة باليوم العالمي لمرض تصلب الأعصاب والذي يصادف 26 مايو من كل عام، وتهدف إلى زيادة الوعي بهذا المرض وتعريف الجمهور بأسبابه وطرق تشخيصه واحدث ما توصل إليه الطب في هذا المجال.

عوامل كثيرة

بداية قال الدكتور صالح علي المري مساعد الأمين العام للشؤون الطبية : هناك عوامل كثيرة حول هذا المرض تدعو إلى الاهتمام بهذه القضية من أجل تدارسها وبحثها للوصول إلى أفضل أساليب التصدي والمواجهة، ولرسم خريطة الطريق من أجل وقاية أبناء شعوبنا من الأخطار الناشئة عن هذا المرض.. وهناك عوامل أخرى كثيرة حول هذا المرض تدعونا إلى الاهتمام بهذه القضية والالتقاء معاً من أجل تدارسها وبحثها للوصول إلى أفضل أساليب التصدي والمواجهة.

وأكد د. المري إن هناك حاجة ملحة لتوعية المجتمع بهذا المرض وأعراضه وأساليب معالجته والتصدي له ولآثاره السلبية، وإتاحة الفرصة للمرضى وعائلاتهم لتبادل تجاربهم وخبراتهم الفردية وإحاطتهم بآخر المستجدات الطبية المتعلقة به بهدف تيسير سبل الحياة اليومية للمريض.

تاريخ المرض

ثم قدم الدكتور رائد الروغاني أخصائي أعصاب وأمراض التصلب المتعدد بدولة الكويت عرضا حول تاريخ المرض و احدث الأبحاث العلمية في مجال تصلب الأعصاب المتعدد.

أما الدكتور طارق سنان استشاري الأشعة التداخلية بدولة الكويت تطرق إلى نشأة مرض تصلب الأعصاب وطرق تشخيصه، وعن القصور المخي الوريدي المزمن وتجربة دولة الكويت بهذا الشأن وما تقدمه من خدمات، كما تناول بالتعليق والتحليل بعض الحالات المصابة بهذا المرض، إلى جانب دور مختبر الأوعية في تحديد المشكلة تمهيدا لحلها، وأكد بان هذا النوع من الإصابات لا يقتصر التعامل معه على تخصص واحد، بل مجموعة تخصصات تعمل كفريق واحد.

وتحدث الدكتور كليوبا كليوباس استشاري أول أمراض عصبية من جمهورية قبرص عن الآفاق المستقبلية واحدث الطرق في علاج تصلب الأعصاب المتعدد والذي يعتبر واحدا من أكثر الأمراض العصبية انتشارا، كما انه ثاني اكبر العوامل المسببة للإعاقات المزمنة خاصة بين الشباب وهم الفئة الأكثر عُرضة للإصابة بمرض تصلب الأعصاب المتعدد في أكثر سنوات عمرهم إنتاجيةً ونشاطاً (أي بين 20-50 عاما) ويقدر عدد المصابين بهذا المرض بنحو أكثر من مليوني شخص حول العالم.

أحدث طرق العلاج

كما قدم الدكتور مأمون العمري استشاري الأشعة التشخيصية والتداخلية بالمملكة الأردنية عرضا تطرق فيه إلى احدث طرق العلاج والجراحات الحديثة المستخدمة في علاج مرض تصلب الأعصاب.

وتحدثت الدكتورة بدور الشحي ممثل عن الرابطة الإماراتية لمرض تصلب الأعصاب (جمعية أصدقاء مرضى التصلب اللويحي المتعدد الإماراتيــــة) عن التجربة الإماراتية في مجال تصلب الأعصاب، وأشارت إلى إن الهدف من إنشائها هو توفير الدعم السريري والنفسي لمرضى التصلب اللويحي المتعدد وذويهم، وذلك وفق برنامج يتضمن جلسات تثقيف حول كافة الجوانب الفسيولوجية والنفسية والتغذوية لمرض التصلب اللويحي المتعدد إلى جانب العلاج الطبيعي، وتطبيقات عملية لطرق حقن الأدوية.

كما قدمت عرضا عن الأنشطة والفعاليات التي تقوم بها الجمعية من خلال الأيام المفتوحة والاصدارت المختلفة بهدف تعريف المجتمع بمرض التصلب اللويحي المتعدد وأعراضه ورفع مستوى الوعي العام به.

وقد ناقش الأطباء خلال الحلقة النقاشية الخاصة بمرض تصلب الأعصاب التي أدارها الدكتور إبراهيم الشعر مدير إدارة القومسيون الطبي تسمية المرض بـ «المتعدد» كونه يصيب أكثر من مكان في الجسم، مثل المخ والعمود الفقري، كما أن المرض يتسم بأنه متعدد النوبات، وقد تكون الأعراض خفيفة أو قوية ولا يمكن التنبؤ بتوقيت ظهورها أو اختفائها، إذ يتخذ المرض أسلوباً مختلفاً بحسب اختلاف حالة كل مريض، ويعوق المرض المخ من التحكم في وظائف هامة كالبصر والمشي وغيرها من الوظائف الحيوية التي يقوم بها الجسم.

وأوضح المختصون إن مرض تصلب الأعصاب قد تصاحبه ردود فعل مناعية ذاتية، يقوم الجسم بمقتضاها بمهاجمة خلاياه عن طريق الخطأ، مشيرين إلى إن العوامل الوراثية قد تلعب دورا في الإصابة بالمرض، وقد تكون هذه الجينات هي التي تنظم ردود الفعل المناعية الذاتية في الجسم، أو تكون مسئولة عن إنتاج بعض مكونات الجهاز العصبي المركزي.

كما بين المختصون إن أعراض مرض تصلب الأعصاب المتعدد قد تختلف من شخص إلى آخر أو من وقت إلى آخر بالنسبة لنفس الشخص، وتتضمن الأعراض فقدان القدرة على الربط بين الأشياء والإحساس بالإرهاق الشديد أو الشعور بتعب غير معتاد، الشعور بالتنميل ووخر الإبر والإحساس المختلف بالأشياء، فقدان السيطرة على المثانة وعدم القدرة على التحكم في عملية التبرز، ضعف الأطراف، مشاكل بصرية كالرؤية المزدوجة أو عدم القدرة على التحكم في حركة العين، مشاكل في الكلام والتمتمة، مشاكل في التذكر والتفكير، اضطرابات نفسية، عدم القدرة على المصافحة.

وغالباً ما تكون الأعراض المبكرة خفيفة ولا تحتاج إلى علاج طبي محدد، ولكن بمرور الوقت، فقد تزداد عدداً أو حدةً، كما تختلف الأعراض باختلاف الجسم المصاب في الجهاز المناعي، فعلى سبيل المثال، فإن تصلب الأعصاب المتعدد في العمود الفقري قد يؤدي إلى ضعف أو تنميل الأذرع والأرجل.

مهمة شاقة. وكشف الأطباء إن تشخيص مرض تصلب الأعصاب المتعدد يعد مهمة شاقة، إلا أنها قد أصبحت أكثر سهولة هذه الأيام بفضل وسائل التشخيص الحديثة، ولا يوجد اختبار موحد يمكن من خلاله التحقق من المرض، ولكن غالباً ما يتحدث الأطباء عن العوامل التالية للتحقق من الإصابة بالمرض من عدمه.

وعدد الأطباء طرق التشخيص والتي تضمنت التاريخ الطبي المفصل والدقيق للمريض (أي توقيت ظهور الأعراض ومدى تطورها)، الأدلة الدالة على التحاق الضرر بالجهاز العصبي المركزي من خلال الكشف على المريض والتحقق من مدى إصابته بمشاكل بصرية أو شعور بالضعف أو التنميل أو الإرهاق وغبرها، علاوة على الاختبارات التشخيصية التي يجريها الأطباء خلال مراحل تشخيص المرض ومنها التصوير بالطنين المغناطيسي للمخ والعمود الفقري، اختبار مدى قوة التوصيل العصبي (للأعين والعضلات)، البزل القطني: أخذ عينات من السائل الذي يغطي المخ والعمود الفقري للتحقق من وجود أجسام مضادة، إلى جانب اختبارات أخرى تبعاً لحالة المريض والأعراض التي يمر بها.

وقد نظم المجلس الأعلى للصحة معرضا للمشاركين على هامش الحلقة النقاشية شارك من خلالها عدد من الجهات المعنية بمرض تصلب الأعصاب، وزع من خلالها عدد من المطويات والمواد التثقيفية حول مرض تصلب الأعصاب.

وفي الختام تم تكريم المشاركين في الحلقة النقاشية الذين اثروا الجمهور والحضور بكافة المعلومات حول مرض الأعصاب المتعدد واحدث الطرق العلاجية، إلى جانب فتح الباب للجمهور للخضوع للتشخيص وذلك من خلال عيادة الكشف التي وفرها المجلس الأعلى لهم.

http://www.al-watan.com/data/2010070...p?val=local3_1