إحدى مبادرات الأعلى للاتصالات لضمان الشمولية الرقمية لذوي الاعاقة.. بدء العمل بمركز قطر للتكنولوجيا المساعدة "مدى"



حصة الجابر: المركز خطوة هامة لبناء مجتمع تكنولوجي لذوي الإعاقة

الدوحة-الشرق

أصبح الآن بإمكان الأشخاص ذوي الإعاقة في دولة قطر الاستفادة من خدمات مركز قطر للتكنولوجيا المساعدة "مدى" والذي تم افتتاحه في الأول من يونيو 2010 بمبنى المجلس الأعلى للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات (ictQATAR).

ومركز "مدى" هو إحدى مبادرات المجلس الأعلى للاتصالات لتوطيد معاني الشمولية الرقمية وذلك من خلال ربط الأشخاص ذوي الإعاقة بوسائل التكنولوجيا المساعدة التي يمكن أن ترتقي بنوعية حياتهم اليومية وتساعد على اندماجهم بشكل أكبر في المجتمع.

ولقد تم إنشاء "مدى" كمؤسسة غير ربحية تهدف إلى تمكين الأشخاص ذوي الإعاقات المختلفة "السمعية، البصرية، الحركية والذهنية" من خلال توفير بيئات تفاعلية تتضمن أحدث تقنيات التكنولوجيا المساعدة. ويقوم العاملون في المركز بتزويد زواره من ذوي الإعاقات بالاستشارات الملائمة فيما يتعلق باستخدام الحلول المتكاملة للتكنولوجيا المساعدة، كما يعقد المركز دورات تدريبية للأفراد والمؤسسات للتعرف على كيفية استخدام تلك التكنولوجيا، بالإضافة إلى وجود مكتبة رقمية تحتوي على العديد من المصادر الخاصة بذلك المجال.

وفي هذا السياق صرح ديفيد بانيس نائب مدير المركز " أن اندماج الأشخاص ذوى الإعاقة في مكان العمل أو التعلم في الفصول الدراسية كان دائما وأبدا ما يشكل تحديا كبيرا، ولكن بفضل التكنولوجيا المساعدة تم التغلب على الكثير من هذه التحديات وصار بإمكان ذوى الإعاقة المشاركة في مختلف المجالات. وأضاف " لذا ندعو جميع الأشخاص ذوي الإعاقة وأسرهم لزيارة المركز والتعرف على العديد من التكنولوجيات المساعدة المتاحة."

وأكدت الدكتورة حصة الجابر الأمين العام للمجلس الأعلى للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات رئيس مجلس إدارة "مدى" إن المركز يعد خطوة هامة لبناء مجتمع تكنولوجي مهيأ للأشخاص ذوي الإعاقة، مشيرة إلى أن المركز جاء ثمرة جهد دؤوب لفريق العمل بالمركز ودعم شركاءه في القطاعين العام والخاص.

وأضافت الجابر والتي لعبت دورا محوريا في تأسيس المركز "إنني حقا فخورة بالعمل الذي يقوم به "مدى" لجلب مزايا وإمكانيات التكنولوجيا المساعدة لذوى الإعاقة في قطر، وإنني أتطلع لان أرى المركز بمثابة نموذج للتميز يحتذى به في المنطقة بأسرها".

ويضم المركز العديد من الأجهزة الرقمية التي تم تكييفها وتهيئتها لتناسب مختلف الإعاقات بحيث يمكن لذوي الإعاقة والمختصين استخدام تلك الأجهزة واختبارها أثناء وجودهم بالمركز. كما سيقوم خبراء المركز بشرح فلسفة ومنهجية استعمال تلك التقنيات التي تتفاوت قدراتها بحسب الإعاقة مثل أجهزة التحكم بالعين والتي تمكن الفرد من استخدام جهاز الكمبيوتر فقط بمجرد تحريك بؤبؤ العين وأجهزة الهاتف المحمول المصمصة لاستخدام الأشخاص ذوي الإعاقة بالإضافة إلى عدد كبير من البرامج الناطقة والتقنيات التي تساعد تلك الفئة على التواصل والتخاطب بغض النظر عن نوعية أو درجة الإعاقة.

ويعمل المركز عن كثب مع العديد من مؤسسات القطاع العام والخاص التي تدعم الأشخاص ذوي الإعاقة في دولة قطر والتي لعبت دورا فعالا في إنجاح مبادرة "مدى". كما سيعمل المركز مع العديد من الباحثين في الجامعات وشركات التكنولوجيا الكبرى لتطوير الحلول التكنولوجية المناسبة لدعم الاحتياجات الخاصة لتلك الفئة في قطر ومن ضمنها العمل على تعريب برامج الكمبيوتر ذات الصلة.

ويضم مجلس إدارة "مدى" نخبة من المؤسسات المحلية كشركات كيوتل، فودافون، بنك قطر الوطنى، مركز الشفلح لذوي الاحتياجات الخاصة، شركة مايكروسوفت وغيرها، بالإضافة إلى سعي المركز لعقد العديد من الشراكات مع الجامعات المحلية والأجنبية لتطوير الحلول الملائمة لتلك الفئة.

ويعمل القائمون على العمل في المركز على تصنيف فئات الإعاقة لكل فرد من خلال برنامج تقييم شامل لتحديد الحلول التكنولوجية المناسبة للشخص.

وأكدت د. حصة الجابر "أن التكنولوجيا أساسها التجربة، ونحن نرى شركات كبرى كـ "أبل" على سبيل المثال تمكن زبائنها من اختبار أجهزتها وتدريبهم عليها قبل الشروع في شرائها. لذا نسعى في مدى على توفير تلك الأجهزة الخاصة وعرضها كحلول مناسبة وشاملة للفرد المعاق لتتناسب مع قدراته وإمكاناته بحيث يستطيع من خلالها الارتقاء بنمط معيشته سواء في العمل أو المدرسة أو البيت. كما يعرض المركز تطبيقات التكنولوجيا المساعدة التي يمكن استخدامها على الأجهزة المتوافرة تجاريا كالموبايل أو ipad أو الكمبيوتر العادي لبرمجتها لتناسب الاحتياجات الفردية للشخص المعاق".

ويوجد مقر المركز في الطابق السابع بمبنى المجلس الأعلى للاتصالات والكائن ببرج النصر "B".