جميلة القاسمي تكرم المشاركين

ملتقى المنال يوصي بتوفير التسهيلات في دور العرض المسرحية

لتيسير مشاركة وحضور الأشخاص المعاقين


مجموعة مسارح الشارقة تتبنى تنظيم مهرجان مسرحي لذوي الإعاقة ضمن استراتيجة متكاملة

تواصلت مساء أمس الثلاثاء 25 مايو الجاري فعاليات ملتقى المنال (المسرح والإعاقة..رسالة ومسؤولية) والذي تنظمه مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية في معهد الشارقة للفنون المسرحية بالتعاون مع الهيئة العربية للمسرح ومجموعة مسارح الشارقة والجامعة الأمريكية بالشارقة وشركة فاست.

فبعد استراحة ما بعد الظهيرة عرضت على خشبة مسرح معهد الشارقة للفنون المسرحية مسرحية (المانيكان المحتال) وهي من أداء الممثلين الصم في نادي سمو الأمير علي بن الحسين للصم في المملكة الأردنية الهاشمية ومن أخراج الفنانة مجد القصص.

وقد أبدع الصم في أداء هذا العرض الذي حضره عدد غفير من ضيوف الملتقى والجمهور العام الذين تفاعلوا مع العرض ولم يشعروا بأن من يقدم هذا الأداء المتميز أشخاص ينقصهم شيء حيث تعتبر هذه التجربة خير دليل على ما يستطيع أن يقدمه الأشخاص ذوي الإعاقة بشكل عام في مجال الفن والإبداع.

وتدور أحداث المسرحية حول موظف في محل للألبسة يمر بتجربة درامية مع دمى عرض الملابس التي تستطيع الحركة وتباغته في كثير من الأحيان بمواقف كوميدية نالت إعجاب الجمهور بشكل عام وكسبت تفاعله وانسجامه إلى حد بعيد فما كان منه إلا أن عبر عن ذلك بالتصفيق الحاد خلال عرض المسرحية.

وقد برز من خلال المسرحية إتقان الممثلين الصم لأدوارهم بشكل لافت إذ أن تلك الأدوار كانت تتطلب الكثير من المهارة والإتقان والتنسيق العالي المستوى بين فريق العمل ككل.

وقد عبر الفنان الإماراتي حسين الجسمي عن سعادته الكبيرة بالعرض الذي تابعه مؤكداً أن السوية العالية للأداء التمثيلي الذي قدمه الصم خير دليل على إمكانياتهم ومواهبهم العالية التي تحتاج إلى الفرص المناسبة لظهورها.

وأوضح الجسمي أن التفاعل الإيجابي الذي لقيه العمل من قبل الجمهور نتيجة طبيعية للجهد الكبير الذي بذله فريق العمل بشكل عام والممثلون الصم بشكل خاص، متمنيا ًاستمرار هذه العروض طوال العام وعدم اقتصارها على مناسبات معينة بذاتها.

وتوجه الفنان حسين الجسمي بجزيل الشكر والتقدير إلى مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية التي تحرص على الدوام أن تظهر ما لدى الأشخاص من ذوي الإعاقة من مواهب وقدرات جديرة بكل إعجاب وتقدير.

من جانبه أوضح الفنان السوري معن عبد الحق الذي جسد دور الكفيف في مسلسل (باب الحارة) أن أداء الممثلين الصم في مسرحية (المانيكان المحتال) أقل ما يوصف به أنه كان أداء مميزاً ومعبراً عن طاقات ومواهب الأمل كبير أن ترى طريقها نحو النجومية في القادم من الأيام.

واعتبر عبد الحق أن أكثر ما لفته خلال العرض أنه لم يشعر أن من يقوم بالتمثيل أشخاص لديهم إعاقة معينة وإنما كان منسجماً مع أدائهم كل الانسجام متمنيا ًلهم مستقبلاً مزهراً ومشرقاً في مجال التمثيل.

اليوم الثاني للملتقى

وصباح اليوم الأربعاء 26 مايو الجاري تواصلت فعاليات الملتقى بندوة المنال (المسرح والإعاقة) والتي ترأسها الفنان الإماراتي إبراهيم سالم وكان المقرر فيها الأستاذ أسامة نديم مارديني مدير تحرير مجلة المنال وتضمنت أوراق عمل للمخرج محمود أبو العباس بعنوان (الإعاقة والإبداع المسرحي) أكد في مستهلها أن المسرح يسعى ومنذ البدايات للمغايرة بهدف رصد معطيات الواقع الأشد تأثيراً ودرامية ومحاولة عرضها وفق أساليب تتنوع في العطاء من أجل زعزعة الثوابت الحياتية ومن خلال أسئلة لطالما شكلت النواة الحقيقية للمسرحية كأدب يتحقق بالتجسيد الحي وبحيوية تعيد صياغة ذلك الواقع.

وأوضح العباس في ورقة عمله أن الاستخدام الأمثل لفكرة توظيف الإعاقة في الدراما تترك أثراً واضحاً عند المتلقي ويستمر المسرح في استلهام شخصيات بإعاقات جسدية وذهنية وسمعية وغيرها وقد أثريت المكتبة المسرحية بتلك النصوص سواء عالميا أو عربيا ولكن الذي يؤخذ على كثير من الكتاب هو توظيف هذه الشخصيات بطريقة تثير السخرية مما أكد مبدأ أن المسرح يجنح نحو الإسفاف في استخدام الإعاقة كطريقة لإثارة الضحك.

وأكد المخرج محمود أبو العباس أن المسرح الذي ننشده للأشخاص من ذوي الإعاقة هدفه تقديم العروض المسرحية للمعاقين وبواسطتهم لتأكيد قدرة هؤلاء على العمل الإيجابي وتعبير حقيقي عن الذات ليدعو إلى الاندماج مع المجتمع.

وتوقف مقدم ورقة العمل عند بعض التجارب المسرحية العربية الخاصة بالأشخاص ذوي الإعاقة ومنها: مسرحية يوم البحار للمخرجة عبير يحيى، و(رسالة مفتوحة) لمحمد جبار، وغيرها من العروض التي نالت الإعجاب والاسحسان لدى عرضها.

وفي ختام ورقته أشار أبو العباس إلى أهمية التكامل بين الكاتب والمخرج والممثلين في الخروج بعمل قوي جدير بالإعجاب، إذ أن للمسرح دور إنساني في تطوير الإمكانيات البشرية وهو محمل بوسائل ربما جليلها تلك العروض التي يجب أن نفكر بها على أنها منبر حر لذوي الإعاقة الذين يعلموننا كل يوم دروساً في الإصرار على الحياة ولا يخلو المسرح من قيم وأفكار هي بالضرورة استكمال لصورته إذا ما كرس عطاؤه لهؤلاء البشر الذين لا يكتمل الإبداع المسرحي إلا بهم.

ورقة العمل الثانية قدمتها الأستاذة دينا محمد فهمي أكدت في مستهلها مدى تأثير المسرح في تغيير نظرة المجدتمع للأشخاص من ذوي الإعاقة وإبراز قدراتهم من خلال عرض مسرحيات ترصد للمجتمع إنجازاتهم في شتى المجالات وتناول هذه المسرحيات لنماذج من الأشخاص المعاقين بشكل إيجابي يساهم في تنوير المجتمع بقدراتهم.

ولفتت الأستاذة دينا إلى أهمية تنظيم دورات تدريبية للعاملين في المجال المسرحي من مؤلفين ومخرجين وممثلين لتكوين عمل مسرحي يهدف إلى التأكيد على الدور الإيجابي للأشخاص ذوي الإعاقة ليس عن طريق الفكاهة السلبية بل عن طريق جذب انتباه المشاهدين لتوصيل الأهداف الإيجابية المرجوة من العمل المسرحي.

وختمت الأستاذة دينا ورقة عملها بالحث على التمكين والإتاحة والدمج من خلال افتتاح المؤسسات التعليمية أقسام تعليم الفن المسرحي للأشخاص ذوي الإعاقة لتأهيل ممثلين قادرين على المساهمة القوية في قضايا الإعاقة وتشجيع المبدعين في العمل المسرحي من ممثلي المسرحيات الخاصة بذوي الإعاقة وخاصة الممثلين من هذه الفئة وذلك من خلال تقديم الجوائز التقديرية لهم.

ورقة العمل الثالثة قدمها الأستاذ محمد بكر وهي بعنوان (مشروع جماعة الإبداع الفني بمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية..خطوة نحو اكتشاف وتدريب وصقل الموهوبين فنياً من الأشخاص ذوي الإعاقة) استهلها بالإشارة إلى أن الموهوبين والمبدعين والمتفوقين هم ثروة طبيعية لأي مجتمع وهناك العديد من هذه الثروات غير المكتشفة ومن هؤلاء الموهوبون من الأشخاص ذوي الإعاقة.

وتساءل الأستاذ محمد بكر ..على عاتق من تقع مسؤولية اكتشاف هذه المواهب وصقلها مؤكداً أن هذه المسؤولية تقع على عاتق المجتمع ككل ومشيراً إلى أنه وفي وطننا العربي هناك العديد من المواهب والطاقات غير أنه لا يوجد حتى الآن ما يمكن أن نطلق عليه منظومة منهجية متخصصة تمتلك الإمكانيات والكوادر لصقل تلك المواهب وتنميتها.
وتحدث الأستاذ محمد بكر عن جماعة الإبداع الفني كفكرة ومشروع وأهداف هذا المشروع ومنها: اكتشاف الموهوبين من ذوي الإعاقة وإكسابهم الثقة بأنفسهم وتعريف المجتمع بقدراتهم وتكوين فرق فنية متخصصة من الأشخاص ذوي الإعاقة وخلق فرص عمل للأشخاص ذوي الإعاقة وتدريب كوادر متخصصة من العاملين مع ذوي الإعاقة للعمل بالمركز وإنشاء مراكز مماثلة على مستوى المنطقة.

وختم بكر ورقة عمله بمجموعة من التوصيات كان من أبرزها: إنشاء شعبة لذوي الإعاقة بالمسارح والمؤسسات الفنية الحكومية لدعم مشاركة ودمج الأشخاص من ذوي الإعاقة في الحركة الفنية وإنشاء مهرجان سنوي على مستوى الوطن العربي لعرض إبداعات ذوي الإعاقة وتشجيع مؤسسات النشر والترجمة على ترجمة الأبحاث والدراسات والمناهج التي تعنى بأهم ما تم التوصل إليه في مجال دعم وتدريب ذوي الإعاقة.

وبعد استراحة قصيرة تواصلت جلسات العمل بورقة عمل بعنوان (دور جمعية المعاقين حركياً في تنمية القدرات المسرحية) قدمها الأستاذ فهيم سلطان القدسي استهلها بالتركيز الذي شهد الوسط المسرحي مؤخراً على مسرح الأشخاص من ذوي الإعاقة، ثم تحدث عن دور جمعية رعاية وتأهيل المعاقين حركياً في دعم مسرح الأشخاص من ذوي الإعاقة بهدف إكساب الأشخاص من ذوي الإعاقة المهارات والأدوات في المجال الثقافي بشكل عام.

وعدد الأستاذ فهيم بعض المسرحيات التي أقامتها فرقة المسرح بجمعية المعاقين حركياً ومنها: مسرحية الذين لا يعرفون المستحيل، شمس الإرادة، المستقبل، لو كنتم مكاننا، فلذاتنا في خطر، الاتحاد مطلبنا، القدس تناديكم، صرخة، التحدي،عزوف الشباب وغلاء المهور ومسرحية ما ذنبي أنا.

بعد ذلك قدم الأستاذ أحمد يوسف ورقة عمل بعنوان (تجربة العمل كمؤلف ومخرج وممثل مع ذوي الإعاقة في عرض مسرحية الجوهرة) أكد فيها أن الجوهرة أول عمل مسرحي للمعاقين يناقش قصة كفاح شعب الإمارات ضد الغزو البرتغالي للمنطقة عام 1507.

كما تحدث عن إشراك الأشخاص من ذوي الإعاقة في هذا العمل وتشجيع مجموعة أبو ظبي للثقافة والفنون المسرحية للفكرة وتجاوب نادي الثقة للمعاقين في تنفيذها، كما تحدث عن أن معظم أبطال المسرحية من الأشخاص ذوي الإعاقة فكانت المسرحية ومدتها أكثر من ساعة بقليل تحدياً حقيقياً أمامهم فتغلبوا على هذا التحدي وتجاوزه مثلما تغلبوا على المستعمر البرتغالي خلال أحداث المسرحية.

وبعد جلسات العمل اجتمعت لجنة التوصيات المنبثقة عن ملتقى المنال 2010 المسرح والاعاقة المكونة من كل من: الاستاذة صالحة غابش المستشار الثقافي في المجلس الاعلى لشؤون الاسرة بالشارقة وأسامة نديم مارديني مدير تحرير المنال ومحمد بن جرش مدير عام مجموعة مسارح الشارقة والفنان حسن رجب والاستاذ يحيى الحاج المخرج المسرحي ومحمد نابلسي مدير العمليات الفنية في مجموعة مسارح الشارقة


1 ـ رفع مستوى التسهيلات العمرانية والبنية التحتية في دور العرض المسرحية لاتاحة الفرصة للأشخاص ذوي الاعاقة للمشاركة في الفعل المسرحي

2 ـ ضرورة تواجد ودمج الاشخاص ذوي الاعاقة في العروض والمهرجانات المسرحية عن طريق الحضور والمشاركة

3 ـ اعداد مجموعة من البرامج الثقافية والمسرحية ضمن استراتيجيات المؤسسات الثقافية المعنية بالحراك المسرحي

4 ـ عقد ورش مسرحية متخصصة في الشأن المسرحي للمشتغلين في المسرح تعينهم على تأهيل الكوادرالمسرحية من ذوي الاعاقة على أسس علمية ومنهجية

5 ـ عقد ورش تدريبية للفنانين المسرحيين لتدريبهم على النهج الحقوقي للتعامل مع قضايا الاشخاص ذوي الاعاقة بما ينسجم مع روح المعاهدات والقوانين الدولية.

6 ـ اضافة بند في اللوائح التنظيمية للمهرجانات المسرحية حين اختيار العروض بضروة خلوها من الصورة النمطية للاشخاص ذوي الاعاقة.

سابقة مميزة

وفي سابقة مميزة قام مدير عام مجموعة مسارح الشارقة السيد محمد بن جرش بالإعلان عن تبني المجموعة لاستضافة مهرجان مسرحي الأشخاص المعاقين ضمن مجموعة من البرامج الثقافية والمسرحية كاستجابة عملية للتوصية رقم 3 مؤكداً بذلك على مسؤولية المجموعة تجاه الرسالة التي يطرحها المسرح كما جاء في شعار الملتقى لهذا العام، معرباً عن شكره وتقديره لسعادة الشيخة جميلة القاسمي على كل المبادرات التي من شأنها تنشيط الحياة الثقافية والإبداعية للأشخاص المعاقين من خلال تنظيم سلسلة ملتقيات المنال.

وفي الختام قامت سعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي مدير عام مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية رئيسة تحرير مجلة المنال بتوجيه الشكر للمشاركين في الملتقى من رؤساء جلسات ومقدمي أوراق عمل ومنظمين ومتطوعين، كما قامت بتسليمهم شهادات الشكر والتقدير على أمل اللقاء في ملتقيات قادمة بإذن الله تعالى.

ومن المقرر أن تتواصل بعد ظهر اليوم عروض الملتقى بمسرحية (ما ذنبي أنا) لجمعية رعاية وتأهيل المعاقين حركياً في الجمهورية اليمنية وعرض تمثيل ايمائي لجماعة الابداع الفني التابعة لمدينةالشارقة للخدمات الانسانية.


مع تحيات قسم الإعلام في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية