في ورشة نظمها «الرميلة»

«التقنية» تنتصر على الإعاقة الحركية وتساعد على قيادة السيارات

الدوحة - سيد الخضر

نظم مستشفى الرميلة أمس بالنادي الطبي بمؤسسة حمد ورشة حول دور التكنولوجيا في مساعدة ذوي الإعاقات الحركية تناولت التقنية الحديثة التي تؤدي إلى الاعتماد على النفس والأجهزة المستخدمة في علاج النطق، بالإضافة إلى التكنولوجيا المتقدمة في مجال الأطراف الصناعية.

وقالت وفاء اليزيدي نائب رئيس الجمعية الخليجية للإعاقة: إن فعاليات الأسبوع الخليجي الخامس لذوي الاحتياجات الخاصة تتواصل بنجاح؛ نظرا للمشاركات الفاعلة من المؤسسات العامة والخاصة في قطر.

وتمنت أن يستمر التعاون بعد ختام فعاليات الأسبوع؛ «لأن مشاكل المعاقين تمثل تحديات كبيرة يجب أن يسهر عليها المجتمع طوال العام».

وأكدت أن الجمعية الخليجية لذوي الإعاقة تسعى لتوعية المعاقين بدور التكنولوجيا في تحسين مستوى حياتهم، وتعمل على «إبراز الوسائل الحديثة لذوي الإعاقة».

واعتبرت اليزيدي أن الشراكة المجتمعية هي الهدف الأسمى الذي تسعى إلى بلوغه الجمعيات المعنية بذوي الاحتياجات الخاصة، مشيدة بمستشفى الرميلة الذي يعتبر الجهة الوحيدة الحاضنة التي ترعى جميع الإعاقات.

وتناول الدكتور علاء الشيخ التكنولوجيا المساعدة في الاعتماد على النفس- منظور العلاج الوظيفي، حيث أوضح أن التكنولوجيا المساعدة تعني البرامج والمعدات التي تم تصنيعها أو تعديلها لتناسب حاجة الأشخاص ذوي الإعاقات، وذلك للمحافظة على القدرات الوظيفية لدى الأشخاص ذوي الإعاقات وتنمية مهاراتهم.

وقال: إن استخدام التكنولوجيا المساعدة وأدوات الاتصال أحد أبرز التوجهات الحديثة في مجال خدمة الأشخاص ذوي الإعاقات وتفعيل دورهم في المجتمع، «حيث تتزايد هذه الحاجة بشكل مستمر تبعا لاتساع وشمول الثورة التكنولوجية في شتى المجالات».

كما تفيد الإحصائيات إلى أن 65% من سكان العالم يحتاجون إلى استخدام التكنولوجيا المساعدة في مرحلة ما من حياتهم، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة تنفق 9 بلايين دولار سنويا على التكنولوجيا المساعدة وأدوات الاتصال.

وقال: إن التكنولوجيا المساعدة في مجال الكمبيوتر حلت الكثير من المشاكل التي تعترض الموظفين المعاقين في مجال العمل، لكنه أوضح أن الأجهزة ليست هي السبيل الوحيد لمساعدة المعاقين حركيا؛ حيث توجد أدوات بسيطة أثبتت نجاعتها في تطوير إمكانيات ومهارات المعاق، وحسنت من حياته في المنزل والعمل وشتى مناحي الحياة. وشرح الشيخ مفهوم العلاج الوظيفي قائلا: إنه تخصص طبي مساند يهدف إلى علاج الإصابات الجسدية والنفسية من خلال أنشطة ترمي إلى تحسين مستوى حياة المريض وتمكينه من الاستقلالية في أداء مهامه اليومية.

وتحدث عبدالله ثامر (مقعد) عن تجربته المريرة مع الإعاقة التي «انتصرت عليها التكنولوجيا»، حيث مكنته الوسائل الحديثة من تطوير قدراته ومهارته.

وقال إنه بات يتعامل مع الإعاقة كما لو كانت غير موجودة؛ حيث يعمل في مجال التصميم والدعاية والإعلام، ويؤدي مهامه الوظيفية باقتدار، كما يقود السيارة، ويتواصل مع المجتمع دون المساعدة من أحد.

وناشد ثامر الجهات المختصة بتحقيق أحلام المعاقين من خلال توفير الأجهزة في السوق وجعلها في متناول جميع ذوي الاحتياجات الخاصة.

وتطرقت الورشة إلى بدائل الاتصال اللفظي؛ حيث توجد إلى جانب لغة الإشارة حلول تكنولوجية حديثة مثل الأجهزة التي تعمل باللمس، وتقدم خدمة ترجمة عبر برامج ونظم مسجلة، كما أثبتت التقنية براعة كبيرة في حل مشاكل اضطرابات النطق.

وعرض أبوسيف تجربته مع الأجهزة المساعدة على النطق؛ حيث ساعدته الأجهزة على استعادة القدرة على النطق بعد أن فقدها جراء الخضوع لعملية استئصال الغدد والحنجرة.

وقال إنه يتكلم بواسطة جهاز يتم استبداله كل ستة أشهر، حيث يمكنه من التواصل مع العائلة والمجتمع بشكل طبيعي، بالإضافة إلى أداء مهامه الوظيفية.

وتطرق أبوسيف إلى معاناته مع النقل حيث يراجع المستشفى بشكل شبه يومي ويضطر للتنقل في الباصات، لعدم قدرته على دفع أجرة التاكسي، ما يعرضه لمتاعب تفاقم من وضعه الصحي. وطالب الخيرين بمساعدته للحصول على رخصة قيادة؛ ليتمكن من شراء سيارة تقيه «ويلات الباصات».

وتناول المختصون تقنية الأطراف الصناعية التي بدأت مرحلة التطور بعد الحرب العالمية ووصلت إلى نتائج مذهلة في تأهيل المعاقين وعلاج شلل الأطفال، حيث «نشاهد اليوم عيادات خاصة في مجال الأطراف الصناعية».

وتعرف الحضور على بعض الأجهزة المستخدمة في تعويض الأجزاء المبتورة. كما شرحت الورشة وظائف جهاز tri-c الذي يتغلب على المشاكل التي تواجه مرضى العمود الفقري.

وتأتي الورشة ضمن فعاليات الأسبوع الخليجي الخامس لذوي الإعاقة، تلك الفعاليات التي تقام تحت عنوان «التقنية الحديثة للأشخاص ذوي الإعاقة - الطريق إلى المستقبل» برعاية سعادة ناصر بن عبد الله الحميدي وزير الشؤون الاجتماعية، وتتولى إدارة المسنين وذوي الإعاقة بالوزارة تنفيذها، بالمشاركة مع الجمعية الخليجية لذوي الإعاقة» ومعهد النور للمكفوفين ومركز مدى، بالإضافة إلى الكثير من المؤسسات العامة والشركات الخاصة والفاعلين في العمل المدني والإنساني.

http://www.alarab.com.qa/details.XXXXXXX.o=849&secId=16