خلال ورشة "التكنولوجيا المساندة لذوى الاعاقة السمعية".. محمد البنعلي: دراسة شاملة عن وضع تعليم الصم فى قطر

توجه بزراعة "القوقعة الإلكترونية" فى العام الأول من عمر الطفل الأصم

عدد الصم فى قطر يبلغ 500 و 30 % نسبة القطريين

ليست هناك بطالة بين القطريين الصم ونأمل باعطاء حقوقهم فى العمل

ظهور"مكالمات الفيديو" أحدثت نقلة فى حياة الصم

التكنولوجيا المساعدة سهلت على الصم عملية التواصل مع ذويهم وأصدقائهم

نأمل أن تحذو فودافون حذو كيوتل لمنح الصم خصما على الهاتف الجوال


سمية تيشة

كشف السيد محمد البنعلى — أمين سر المركز القطرى الثقافى الاجتماعى للصم — عن أنه تم وضع دراسة شاملة حول وضع تعليم الصم فى قطر، وهى حالياً موجودة فى أروقة المجلس الأعلى للتعليم، وأوضح أنه قد تم تشكيل لجنة مكونة من عدة جهات بالدولة لمتابعة آليات العمل وإعادة النظر فى عملية تعليم الصم، ومن المتوقع ان يتم تنفيذ ما جاء بالدراسة مع بداية العام الدراسى القادم.

وأشار البنعلى إلى أنّ أكبر مشكلة تواجه الاصم هو "التعليم" و"التواصل مع الآخرين"، موضحا أنه بالرغم من تلك المشاكل إلا أن هناك خطوات ثابتة من قبل الدولة للنهوض بفئة الصم فى مختلف المجالات الحياتية، لافتا إلى أنّ (500) هو اجمالى عدد الصم الموجودين فى قطر اليوم، حيث انّ نسبة القطريين تشكل 30 % بينما المقيمون تصل نسبتهم إلى 70 %، وأن السبب الرئيسى الذى يقف وراء غالبية الإصابات فى قطر يبقى زواج الأقارب.

ونفى البنعلى بأن تكون هناك بطالة بين القطريين الصم، مشيرا إلى أن المركز قد وظّف عددا كبيرا من الصم فى مختلف مؤسسات الدولة الحكومية منها والخاصة مع مراعاة أولوية التوظيف للقطريين، مشددا على ضرورة اعطاء الاصم كافة حقوقه أسوة بالآخرين.
جاء ذلك خلال ورشة "التكنولوجيا المساندة لذوى الاعاقة السمعية" التى نظمها المركز القطرى الثقافى الاجتماعى للصم مساء أمس الاول بمركز الاستشارات العائلية، وذلك فى إطار الاسبوع الخليجى الخامس للإعاقة الذى تنظمه وزارة الشؤون الاجتماعية تحت رعاية سعادة السيد ناصر بن عبد الله الحميدى وزير الشؤون الاجتماعية، وبحضور السيد ناجى زكارنه مدير عام مركز الصم، وعدد كبير من المهتمين بذوى الإعاقة السمعية فى الدولة.

الاهتمام بالصم

وبداية تحدث السيد البنعلى عن جهود مركز الصم، وأكد ان المركز يعمل على تعريف المجتمع بقدرات وإمكانيات ومهارات الأصم القطرى وتنمية فكر وثقافة الأعضاء الصم من خلال منظومة متنوعة من البرامج والأنشطة الهادفة ذات طابع اجتماعى ثقافى ترفيهى لاستثمار وقت فراغ الأعضاء الصم ولإضفاء جو من التسلية والمرح وكسر الروتين والملل، موضحا ان المركز يهدف الى غرس روح المنافسة والتعاون والعمل الجماعى ومنحهم المسئولية الكاملة والإدارة الذاتية لأنشطتهم وتدعيم العلاقة مع كافة المراكز والجهات ذات العلاقة بمجال ذوى الإعاقة السمعية على المستوى الخليجى والعربى والدولى ومد جسور الاتصال والتواصل مع المؤسسات والجهات المختلفة بالدولة وتكثيف التعاون المشترك معها فى جميع المجالات اضافة الى دعم الروابط الأسرية فيما بين الصم والعمل على إدماجهم فى المجتمع.

وأضاف البنعلى ان المركز يعقد دورات لغة إشارة لشرائح وفئات عمرية مختلفة بالمجتمع من أجل نشر ثقافة الصم وتيسير قناة التواصل بينهم ويقدم الدعم اللازم للأعضاء الصم ومساعدتهم على اجتياز العقبات والمشكلات التى تواجههم فى حدود الإمكانيات المتاحة وتمثيل الصم فى كافة المؤتمرات والندوات واللقاءات وغير ذلك محليا وعربياً ودولياً والعمل على اقرار حقوق الصم التى منحتها لهم القوانين المحلية والمعاهدات والمواثيق العربية والدولية.

التكنولوجيا المساعدة

ثم استعرض البنعلى التكنولجيا المساندة لذوى الاعاقة السمعية قائلاً "ومع التقدم العلمى والتكنولوجى الهائل برزت وسائل تكنولوجية مبتكرة سهلت إلى حد كبير جدا التواصل بين البشر مهما بعد المكان أو اختلف الزمان، والصم شريحة من المجتمع تستخدم وسيلة تواصل بديلة للكلام الذى حرمت منه نتيجة فقدان كلى أو جزئى لحاسة السمع يطلق عليها لغة الإشارة يتواصلون بها فيما بينهم ويتبادلون من خلالها مجريات حياتهم اليومية بما فيها من هموم وأحزان وأفراح وغير ذلك، ظل ولا يزال التواصل بلغة الإشارة لسنوات طويلة يعتمد على الالتقاء المباشر بين الصم فى مكان مستقل لتبادل الأفكار والمشاعر وخلجات النفس ومع ظهور التكنولوجيا المساعدة فى مجال الاتصال على وجه التحديد استشعر الصم أهميتها الكبيرة فى تسهيل عملية التواصل مع ذويهم وأصدقائهم ووجدوا فيها خير معين لذا كانوا حريصين على استخدامها ليس ذلك فحسب بل أصبحت تلعب دوراً أساسياً فى حياتهم، حيث بداية الصم كانت مع الاتصال بواسطة (الهاتف الأرضي) الذى كان يتم عن طريق الاستعانة بالسامعين الموجودين أثناء الاتصال من الأقارب أو مترجمى لغة الإشارة أو زملاء العمل الموثوق بهم لنقل الرسالة المطلوبة من المتصل إلى المستقبل، ثم خدمة بليب (البيجر) وهى خدمة إظهار رقم المتصل باستخدام جهاز البليب أتاحت هذه التقنية للصم معرفة المتصلين بهم لكنها لم تحررهم بعد من الاعتماد على الآخرين فى إتمام عملية الاتصال الهاتفى بالطريقة التى استعرضناها منذ قليل، إلى أن ظهر (الهاتف الجوال وخدمة SMS) فعن طريق هذه الخدمة استطاع الصم أن يتواصلوا مع بعضهم البعض دون وسيط من خلال خدمة الرسائل القصيرة SMS، وبرز إبداع الصم فى الاستفادة من هذه الخدمة بابتكار كود معين من الأرقام متفق عليه فيما بينهم تحمل دلالات معنية لديهم لا يعرفها إلا هم أو الأشخاص المقربون أو المترجمون"، وأوضح بأن ظهور "مكالمات الفيديو المرئية 3G " أحدث نقلة فى حياة الصم على الإطلاق إذ تمكنوا للمرة الأولى من التواصل مع بعضهم البعض بلغة الإشارة من خلال مكالمات الفيديو، وفتح ذلك آفاقا رحبة أمامهم لاستخدام اللغة المحببة إليهم فى اللحظة والتوقيت المناسب دون الحاجة لوسيط من السامعين، كما أدت إلى ربط الصم ببعضهم البعض وتوطيد العلاقة فيما بينهم، من جانب آخر شكلت هذه التقنية عبئاً مادياً على كاهل الصم لارتفاع تكلفتها نظراً لاعتمادهم عليها اعتمادا تاما فى تسيير أمور حياتهم، مما دفع المركز إلى بذل المساعى مع شركة اتصالات قطر (كيوتل) لدعم أشقائهم الصم ووافقت مشكورة على منحهم خصما لـ 50 % على جميع خدمات الهاتف الجوال المحلية وذلك مطلع شهر يناير عام 2010م، ويأمل المركز أن تحذو شركة فودافون قطر حذو كيوتل لمنح الصم خصما على خدمات الهاتف الجوال.

تقنيات حديثة

وقال البنعلى ان من الوسائل التكنولوجية الأخرى التى يستخدمها فئة من الصم (الويب كاميرا) التى تتطلب الاتصال بشبكة الانترنت واستخدام برامج الماسنجر المعرفة مثل الياهو أو الهوت ميل وغيرها، ويستخدمونها بكثرة عند التواصل مع اخوانهم وأقربائهم الصم والناطقين الذين يجيدون لغة الإشارة فى البلدان العربية والأجنبية، بل إن بعض الصم يستخدمون هذه التقنية فى التواصل مع زوجته الصماء وهو فى مركز عمله أو خلال سفره، اضافة إلى استخدام تقنية (3G موبايل كام) وهى عبارة عن كاميرا لاسلكية صغيرة سهلة الاستخدام والتركيب يمكن وضعها فى المنزل أو المكتب، يمكن الاتصال بالكاميرا من خلال إجراء مكالمة فيديو ولمشاهدة فيديو حى بالصوت والصورة مع إمكانية التحدث والتسجيل فى الموضع الذى توجد به الكاميرا، وتوفر 3Gموبايل كام حماية تامة لخصوصيات مستخدميها من خلال وجود رقم سرى خاص لكل كاميرا قابل للإعداد والتغير من قبل مالك الكاميرا فقط، لكن ما يؤخذ على هذه التقنية التكلفة الباهظة المتمثلة فى رسوم التركيب والرسوم الشهرية وتكاليف إجراء مكالمات الفيديو وما إلى ذلك، ولهذا قليل من الصم من يستخدم هذه التقنية..

القوقعة الإلكترونية

وتحدث البنعلى عن "القوقعة الإلكترونية (الحلزون)" وهو عبارة عن جهاز مكون من وحدة داخلية يتم زرعها خلف الاذن عن طريق الجراحة وجهاز خارجى يوضع فى نفس المنطقة، تقوم القوقعة الالكترونية بعمل قوقعة الاذن الأصلية التى تعرضت للتلف حيث توصل الأصوات إلى عصب السمع ومنها إلى المخ ليقوم بالتعرف على تلك الأصوات وتفسيرها والرد عليها، وقال" الحديث عن القوقعة الالكترونية طويل جدا لكن ما يهمنا فى هذا الجانب انها تزرع بشروط وتحتاج إلى تدريب سمعى وتأهيل نطقى مكثف عقب الجراحة لمدة تصل إلى ثلاث سنوات وأن نجاحها يتوقف على نوع البرنامج المقدم عقب الجراحة. وهناك توجه بزراعتها فى العام الأول من عمر الطفل الأصم لاستثمار السنوات الذهبية الأولى من عمره فى اكتساب خبرات الحياة المختلفة"، مشيرا إلى أن هناك تكنولوجيا مساعدة تخدم الصم فى مجال التعليم والتدريب كأجهزة FM تستخدم داخل الفصول التعليمية وتتكون من وحدة إرسال لدى المعلم ووحدات استقبال لدى الطلاب الصم، أجهزة قياس السمع للأطفال والبالغين، وأجهزة ضبط المعينات السمعية والكشف عن ضغط الاذن والتدريب على الكلام المرئي، بالاضافة للمعينات السمعية الفردية الديجيتال وعدد من المواقع لتعليم لغة الاشارة.


http://www.al-sharq.com/articles/more.php?id=189910