دمج مركز الشفلح ومعهد النور العام المقبل

الدوحة - سيد الخضر

انتقد علي محمد الكميت الخيارين عضو مجلس إدارة مركز قطر الثقافي الاجتماعي للمكفوفين غياب التنسيق بين الجهات الوطنية المعنية بذوي الاحتياجات الخاصة.

وقال في ورشة نظمها المركز حول التقنية المساعدة للكفيف، ضمن الأسبوع الخليجي الخامس للإعاقة: «إن قطر رغم محدودية مساحتها وسكانها أنشأت الكثير من المراكز والمؤسسات لدعم المعاقين، لكن المشكلة تكمن في أن كل مؤسسة تريد أن تعمل منفردة، ما ينعكس على أداء تلك الجهات سلبا ويضر بمصلحة المعاق». وقال الخيارين المسؤول بمعهد النور للمكفوفين: «إن المعهد ومركز الشفلح سيداران من جهة واحدة بعد اكتمال دمجهما مطلع العام المقبل».

وتحدث عضو مجلس إدارة المركز عن طموحات الكفيف، قائلا «إن أهم مطلب للمعاق بصريا هو تقبله كعضو فاعل في المجتمع».

وذكّر المجتمع بتاريخ الأمة الإسلامية في التعامل مع الكفيف الذي يطلق عليه السلف كريم العينين أو البصير، تفاديا لإحراجه، ولأن الإسلام لا يقف عند البصر ما دام الشخص يتمتع بالبصيرة.

وأضاف أن «الكفيف لا يختلف عن المبصرين حيث يعاني من الانهزامية وعدم القدرة على التطوير، كما يشعر بالسعادة ويطور قدراته عندما تتوفر أسباب النجاح»، معتبرا أن المجتمع هو من يحدد مسار الكفيف سلباً أو إيجابا.

وشدد على أنه لا يجوز النظر إلى وضع الكفيف بدون وضع حالة أسرته في الاعتبار، حيث يكون شخصا ناضجا عندما يتربى في أسرة متماسكة وملتزمة دينيا، بينما يميل إلى الانحراف والانهزامية في حال كان وضع أسرته مهزوزا.

وحمل الخيارين بشدة على الشركات التي تستغل وضع المعاقين وحاجتهم الماسة للأجهزة فتحتكر تصنيعها لتبيعها بأسعار خيالية، مطالبا بحماية حق المعاق في استخدام التقنيات الحديثة.

واعتبر أن غلاء الأجهزة الحديثة يحول دون قدرة المعاقين على التعلم، حيث تشير الإحصائيات إلى أن المكفوفين القارئين في الخليج لا يتجاوز عددهم 30 %.

واستنكر ازدراء بعض المسؤولين الخليجيين للمعاقين، حيث يردون على الكفيف الذي يطلب التوظيف ويحمل شهادات عليا بأن «مفتوح العينين لم يحصل على وظيفة فكيف بالكفيف»، قائلا إنه يجب احترام الكفيف «ولو من باب المجاملة».

وعرضت مريم الدفع -نائب رئيس مجلس الإدارة- تجربتها مع الإعاقة البصرية، حيث استطاعت الحصول على العديد من الشهادات الأكاديمية من البحرين والقاهرة وبريطانيا. ودعت المرأة الكفيفة إلى الاعتماد على الذات قبل طلب الدعم من المجتمع.

وقالت «إن معاناة المرأة الخليجية الكفيفة مضاعفة، لأن الرجال يعرضون عن الزواج منها حتى لا تشكل عبئا عليهم أو خوفا من إنجاب ولد معاق». وطالبت الجهات المعنية بمراعاة ظروف المعاقين بصريا في الطرق والمؤسسات والمباني.

وأطلعت الحضور على بعض المعدات والأجهزة التي تساعد المعاقة بصريا على الاعتناء بشخصها وزينتها، وتسهل من معاناتها كأم وزوجة لديها مسؤوليات في المنزل. وتناول الدكتور طارق العيسوي دور المركز الذي يضم في عضويته أكثر من 80 معاقا قطريا، إضافة إلى عدد كبير من المقيمين، مشيرا إلى أن المركز يعمل على تلبية الحاجات الثقافية للمكفوفين، «للرفع من إمكانياتهم العقلية».

http://www.alarab.com.qa/details.XXXXXXX.o=847&secId=16