-
مشرفة ملتقى ذوي الإحتياجات الخاصة
خلال ورشة نظمها "النور للمكفوفين" ضمن الأسبوع الخليجي للإعاقة.. د. حياة نظر: إنشاء وحدة بمعهد النور لتطوير التكنولوجيا المساعدة لذوي الإعاقة البصرية
الشعيبي: ابتكرنا (4) وسائل تعليمية من شأنها تعزيز قدرات وإمكانيات الكفيف
شهلاء نعيم: عيادة "الضعف البصري" تقدم خدمة تقييم شامل للوظائف البصرية
شريف حسن: التقنيات الحديثة أتاحت نقلة نوعية في تدريب وتأهيل المكفوفين
سمية تيشة
كشفت الدكتورة حياة نظر — المدير العام بمعهد النور للمكفوفين — عن انشاء وحدة بمعهد النور لتطوير التكنولوجيا الحديثة المساعدة للأشخاص ذوي الإعاقة البصرية، وأكدت ضرورة تدريب افراد ذوي الإعاقة بشكل عام والمكفوفين وضعاف البصر بشكل خاص على استخدام احدث التكنولوجيا ومواكبة التطور الحاصل في المنطقة، مشيرة إلى أن المعهد قد ابتكر وسائل تعليمية حديثة لطلابه، وقد تم تسويقها عالمياً لأهميتها البالغة في تطوير قدرات وامكانيات هذه الفئة..
وأوضحت د. نظر أن الابتكارات الخاصة بالحاسبات والاجهزة الإلكترونية تساعد على تحسين القدرة على إجراء الاتصالات ممايساعد ذوي الإعاقة البصرية في تحقيق الاعتماد على النفس وفي تيسير دمجهم في مجريات الحياة اليومية في المجتمع المحيط بهم، وأكدت أن التكنولوجيا الحديثة تؤهل الكفيف وتسهل عملية دمجه في المجال الانتاجي مما يمكنه من تحقيق حياة مستقلة منتجة والحفاظ على كرامته الانسانية، لافتة إلى أن أهم ما تسعى إليه أهداف التكنولوجيا لفئات الإعاقة المختلفة هو الوصول بهم إلى أقصى درجة من التكيف مع البيئة الاجتماعية والاستقلالية والذاتية لتكفل لهم حياة جيدة أقرب ما تكون إلى الطبيعية..
جاء ذلك خلال ورشة عمل"التكنولوجيا المساعدة للأشخاص ذوي الإعاقة البصرية" التي نظمها معهد النور للمكفوفين صباح أمس بفندق فريج شرق، وذلك في إطار الاسبوع الخليجي الخامس للإعاقة الذي تنظمه وزارة الشؤون الاجتماعية تحت رعاية سعادة السيد ناصر بن عبد الله الحميدي وزير الشؤون الاجتماعية، وبحضور عدد كبير من المهتمين بذوي الإعاقة في الدولة..
"ابتكارات واختراعات قطرية"
وقد استعرض السيد خالد الشعيبي — مدير إدارة العلاقات العامة وخدمة المجتمع بالمعهد — بالانابة عن الدكتور سيف الحجري جهود معهد النور في ابتكار وسائل تعليمية وتقنيات حديثة من أجل الارتقاء بفئة المكفوفين في المجتمع، موضحا أن أول اختراع قام به المعهد هو ابتكار "معلم برايل" الذي انتج بثماني لغات هي الصينية والالمانية والاسبانية والسويدية والفرنسية والانجليزية والايطالية، والاختراع عبارة عن جهاز يحتوي على مجموعة من الازرار البارزة تمكن المكفوف والمبصر من تعلم الكتابة بطريقة برايل، وهو سهل فى طريقته وخفيف الوزن وآمن، مشيراً إلى أن "معلم برايل" أرسلت منه (1000) نسخة إلى مكفوفى مدينة غزة عن طريق احدى الجمعيات الخيرية، بجانب (500) وحدة أخرى من الجهاز الى اليمن والامارات والكويت..
وأضاف الشعيبي قائلاً" أما الاختراع الثاني فهو "قطر كيورزم" وهذا الابتكار يقوم بكل مهام المكعبات الفرنسية لكنها خفيفة وسهلة الحمل، وسعرها اقل تكلفة من المكعبات الفرنسية، والابتكار الثالث هو "المنقلة" وهذه الفكرة رائعة فى عائدها على الكفيف فى تعلم الكثير من العلوم الرياضية بداية من حساب المثلثات الى قياس الزوايا، ويمكن للكفيف بهذه المنقلة ان يقيس الزوايا بنسبة 2/1 % (نصف %) وهذه نسبة رائعة تمكن الكفيف من قياس ورسم الزوايا بكفاءة 99،9 % عن الطريقة الاولى، إضافة إلى ابتكار "البيان" وهي وسيلة تتكون من مجموعة من المربعات وهذه الوسيلة يمكن من خلالها قياس البعد الثنائي فى الرياضيات كما ان لها مهمتين أخريين هما التمثيل فى الهندسه التحليلية، كما ان لها القدرة على التمثيل الاحصائي، وبهذا تكون "البيان" نجحت فى استخدامين بدلا من استخدام واحد والفارق فيها علامة " × " فى الوسط"، مشيرا إلى ان تلك الابتكارات الاربعة التى اخترعتها قطر، تمت تجربتها على مدار شهور عديدة وتمت معالجة اي ملاحظات اثناء التطبيق وتعديل اي معوقات ظهرت أثناء التطبيق حتى صارت مكتملة وسهلة التنفيذ وتخدم المكفوف فى علم الرياضيات بصورة كبيرة..
(عيادة الضعف البصري)
من جانبها استعرضت السيدة شهلاء نعيم — اختصاصية الضعف البصري بمعهد النور — دور عيادة الضعف البصري في استخدام التكنولوجيا المساعدة للاشخاص ضعاف البصر قائلة: "تأسست عيادة الضعف البصري في معهد النور للمكفوفين سنة 2004 وبدعم من شركة الكهرباء والماء القطرية، تلبية لحاجة المجتمع القطري لعيادة طبية متخصصة في مجال الضعف البصري وتقييم الوظائف البصرية للأشخاص متعددي الاعاقة، حيث تعتبر وحدة عيادة الضعف البصري واحدة من الخدمات الطبية المساندة التي يقدمها معهد النور والتي تتميز بتوفير خدماتها للمحتاجين لها من داخل وخارج المعهد ومن جميع المراحل العمرية حيث تقدم خدمة تقييم شامل للوظائف البصرية التي تشمل حدة الابصار والمجال البصري وادراك الالوان وحساسية التباين، ووصف النظارات الطبية والمعينات البصرية المناسبة، والتدريب على استخدام الاجهزة والمعينات الطبية، والتواصل مع أطباء العيون في المستشفى لتحويل الحالات التي تحتاج الى تدخل طبي، وبذلك فهي حلقة الوصل بين معهد النور وخدمة المجتمع"..
وقدمت شهلاء تعريفا مبسطا عن المعينات البصرية هي عبارة عن أدوات خاصة يستخدمها ضعاف البصر، وظيفتها التكبير أو التوضيح سواء للرؤية البعيدة أو القريبة، حيث تستخدم المعينات البصرية لضعاف البصر الذين يجدون بعض التحسن فى الابصار مع استخدام المعينات، مؤكدة ان استخدامها يحتاج إلى تدريب عن طريق اشخاص مؤهلين حتى يستطيع ضعاف البصر التكيف مع القدر الباقى لديهم من الإبصار..
وأشارت إلى أن هناك نوعين للمعينات البصرية وهما "معينات بصرية" كالنظارات المكبرة والمكبرات اليدوية والتي تستخدم لقراءة الكتب والأسعار والتعرف على النقود واستخدام الهواتف النقالة، ومنها ما يتوفر مع اضاءة ومنها ما يوضع بالجيب لسهولة استخدامه، والمناظير وتستخدم لرؤية الأجسام البعيدة وتساعد على التنقل، أما "معينات غير بصرية" هناك عدة انواع لنظام دائرة التلفزيون المغلق تختلف باختلاف نوع الشاشة وحجمها ومواصفات الجهاز ودرجات التكبير وبعضها يتوافر بخاصية امكانية تحويل الكاميرا لالتقاط صورة الأجسام البعيدة، اضافة الى القراءة والكتابة، موضحة أنه قد تم توفير تكنولوجيا الفحص الالكتروني ويمثل جهاز قياس انكسار العين وجهاز قياس قوة عدسة النظارة جهاز slit lamp..
(تدريب وتأهيل المكفوفين)
هذا وتطرق السيد شريف حسن — مدرس الحاسب الآلي بمعهد النور للمكفوفين — إلى "تطبيقات استخدام التقنيات المساندة في تدريب وتأهيل المكفوفين.. "الواقع والتحديات" قائلاً "التقنيات الحديثة المتوافرة لدينا حاليا اتاحت نقلة نوعية سواء في تدريب وتأهيل المعوقين بصريا او في حياتهم الشخصية والعملية، فاذا عدنا الى الوراء الى زمن قريب نجد ان معظم المكفوفين يعتمدون على تسجيل الكتب على اشرطة من خلال زملائهم او على قراءة احد الاشخاص للخطابات والرسائل الورقية او حتى التي تأتي على المحمول مما كان يتسبب بعض الاحيان في الحرج اما بسبب حساسية المعلومات او بسبب الطلب نفسه كذلك فمواد مثل الرياضيات او العلوم كانت عرضة لحذف اجزاء كبيرة منها بسبب عدم وجود وسيلة مناسبة لشرح هذه المواد او طباعتها ناهيكم عن حذف مواد بالكامل مثل الحاسوب ايضا حتى وقت قريب كان استخدام الكمبيوتر بالنسبة للكفيف العربي امرا مقصورا على عدد قليل جدا منهم بسبب عدم وجود تقنية تعمل باللغة العربية، وهذه الامور كانت تتسبب في عقبات كثيرة تؤثر سلبا على الدراسة او الحياة الشخصية وتجعل التمتع بالخدمات والمزايا التي يتمتع بها المبصرون شيئا صعب المنال، اضافة الى ذلك فهي اثرت كثيرا على فرص التوظيف ونظرة المجتمع للكفيف، لكن الآن يوجد العديد من التقنيات التي ظهرت حديثا تساعد الكفيف والتي اثرت على تدريب وتأهيل الكفيف وهذه التقنيات لها العديد من التطبيقات لكنها ايضا ما زالت تواجه العديد من التحديات"..
وأضاف "ان اكبر مشكلة تواجه المكفوفين هي ان معظم التقنيات عندما يتم تصميمها نادرا ما يؤخذ بعين الاعتبار استخدام المكفوفين وايضا يجب الا ننسى ان بعضا من هذه المشكلات هي انعكاس لواقع التقنية في العالم العربي إذ ان معظم هذه التقنيات هي في الاساس تقنيات تم تعريبها محليا، تقريبا لايوجد قارئ شاشة او منتج عربي واحد مبني مائة بالمئة محليا وانما في معظم الحالات بالنسبة للبرامج فانها تظهر باللغة الانجليزية ثم بعد ذلك يتم تعريبها او في حالات اخرى بناء البرنامج باستخدام تقنيات غربية وهذا معناه المزيد من الوقت في حال صدور نسخ جديدة من البرامج مما يوسع الفجوة اكثر اما بالنسبة للاجهزة فالمشكلة نفسها تأخذ وقتا اطول وتكلفة اعلى"، موضحا ان في معظم المنطقة العربية لا توجد جهة عربية رسمية متخصصة تسعى الى تطبيق المعايير التقنية في الوصول على الجهات والمؤسسات في الدول العربية او حتى تعمل كجهة استشارية رسمية وبالتالي فان معظم المنتجات البرمجية او المواقع العربية وحتى الحكومية ليست مؤهلة بصورة مناسبة لاستخدام المكفوفين..
ولفت إلى ضرورة مراعاة احتياجات المكفوفين عند وضع معايير خاصة بمناهج المدارس وتصميم مناهج تقنية تكون بديلا لمادة الحاسوب التقليدية في المدارس يكون وظيفتها تدريب الكفيف على التقنيات المختلفة وليس فقط تشغيل الحاسوب بغرض تطوير قدراته على استعمال الادوات التقنية الحديثة، إضافة إلى الدفع باتجاه تطوير حزم مفتوحة لبرمجيات مثل ال TTS سواء على الكمبيوتر او الجوال لتكون متاحة للاستخدام عبر الانترنت وبالتالي ستفتح الباب امام الكثير من البرامج المجانية المتاحة باللغة الانجليزية فقط حاليا لتدعم اللغة العربية، وتصميم حزم تدريبية اكثر تطورا تسعى باتجاه رفع مستوى الكفيف من مجرد مستخدم مبتدئ بسيط للتقنية الى درجة الاحتراف والخروج من الدائرة التقليدية.
http://www.al-sharq.com/articles/more.php?id=189633
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى