ابتكارات معهد النور في خدمة المكفوفين



كتبت - إيناس شري

أكدت الدكتورة حياة نظر مديرة معهد النور للمكفوفين اهتمام المعهد بتدريب أبنائه على التكنولوجيات الحديثة حتى يستطيعوا الاستفادة من كل جديد كحق لهم مضيفة أن المعهد لم يكتف فقط بالتدريب بل شارك في ابتكار أجهزة تساعد ذوي الإعاقة البصرية على التقدم والتطور وتسهل عليهم حياتهم.

وقالت الدكتورة خلال ورشة عمل بمناسبة اسبوع المعاق الخليجى أن معهد النور يسعى دائما إلى التعاون مع مختلف مؤسسات المجتمع ومن هنا جاء التعاون خلال هذا الأسبوع مع وزارة الشؤون الاجتماعية ولاسيما أن المعهد يؤمن بأهمية التكنولوجيات في حياة ذوي الإعاقة البصرية إذ تساعده في تسهيل حياته ومواكبة العصر.

السيد خالد الشعيبي مدير إدارة العلاقات العامة وخدمة المجتمع تطرق في عرض قدمه نيابة عن المشرف العام للمعهد الدكتور سيف الحجري إلى تقنيات تعليم المكفوفين بفكر قطري عارضا لجهود معهد النور في ابتكار وسائل تعليمية جديدة منها:

- معلم البرايل وهو جهاز سهل وخفيف الوزن يحتوي على مجموعة من الازرار البارزة تمكن المكفوف والمبصر من تعلم الكتابة بطريقة برايل.

- قطر كيورزم يقوم هذا الابتكار بكل مهام المكعبات الفرنسية لكنها خفيفة وسهلة الحمل وسعرها اقل تكلفة من المكعبات الفرنسية.

- المنقلة تساعد في تعلم الكثير من العلوم الرياضية بداية من حساب المثلثات إلى قياس الزوايا.

- البيان وهى وسيلة تتكون من مجموعة من المربعات وهذه الوسيلة يمكن من خلالها قياس البعد الثنائي في الرياضيات فضلا عن الهندسة التحليلية.

الأستاذة شهلاء نعيم أخصائية الضعف البصري في معهد النور للمكفوفين قدمت عرضا تناول موضوع استخدام التكنولوجيا المساعدة للأشخاص ضعاف البصر ودور عيادة الضعف البصري التي تأسست في المعهد سنة 2004 تلبية لحاجة المجتمع القطري لعيادة طبية متخصصة في هذا المجال.

نعيم شرحت معنى "المعينات البصرية" أي الأدوات الخاصة التي يستخدمها ضعاف البصر والمساعدة في تكبير أو توضيح الرؤية البعيدة أو القريبة مؤكدة أن استخدام هذه المعينات يحتاج إلى تدريب من أشخاص مؤهلين.

وفي هذا السياق أوضحت نعيم أن المعينات البصرية تنقسم إلى نوعين بصرية ( optical devices) مثل النظارات المكبرة والمكبرات اليدوية ذات الحامل والثابتة وغير بصرية ( non- optical devices) مثل حامل الكتب ومحدد السطر والأقلام العريضة.

من جهة أخرى قدمت نعيم لبعض الأجهزة مثل المكبرات الالكترونية ودائرة التلفزيون المغلق (CCTV) وهو عبارة عن نظام تكبير متكامل يتكون من شاشة وكاميرا ولوحة تحكم حيث تقوم الكاميرا بالتقاط صورة الكتاب مباشرة مع تكبيرها وعرضها على الشاشة.

وفي نهاية عرضها تطرقت نعيم إلى موضوع تكنولوجيا الفحص الالكتروني في عيادة ضعف البصر مثل جهاز قياس قوة انكسار العين (autorefractor) وجهاز قياس قوة عدسة النظارة( lensometer ) وجهاز slit lamp.

أما الأستاذ شريف حسن سعيد مدرب الحاسوب في المعهد فعرض لواقع تطبيقات استخدام التقنيات المساندة في تدريب وتأهيل المكفوفين معتبرا أن هذه التقنيات شكلت نقلة نوعية في حياتهم الشخصية والعملية بعدما كان معظم المكفوفين يعتمدون على تسجيل الكتب أو على قراءة أحد الأشخاص هذا فضلا عن حذف أجزاء كبيرة من مناهج الرياضيات أو العلوم.

وفي هذا الإطار ذكر سعيد بعدد من التقنيات الحديثة التي تساعد الكفيف ومنها:
-طابعات البرايل والرسومات التي تستخدم في طباعة الكتب بطريقة البرايل والتي لا تزال تواجه مشكلة المناهج أو المواد المطبوعة نفسها ومدى ملاءمتها بسبب احتواء الكتب العادية على العديد من الصور والرسومات والأشكال التي لا يكفي فقط معها إعطاء أمر طباعة لعدة أسباب من ضمنها الصور الفوتوغرافية وكثرة التفاصيل في الشكل والرسومات ثلاثية الأبعاد.

- برامج قراءة الشاشة (screen readers).

وهي برامج تستخدم في التعرف على محتوى شاشة الكمبيوتر وقراءته صوتيا لكن هذه البرامج لا تستطيع القراءة أوالتعامل مع العناصر غير القياسية أو الصور والمعادلات والرموز الرياضية.

- قارئ الشاشة للجوالات وهذه البرامج تقوم بنفس وظيفة قارئ الشاشة لجهاز الحاسب الآلي لكن على الجوال.

- السطر الالكتروني وهو جهاز يقوم بعرض النصوص بطريقة برايل ولكنه مرتفع السعر.

من جهة أخرى تعرض سعيد إلى مشكلات استخدام التقنية محليا مشيرا إلى أن معظم هذه التقنيات أجنبية ويحتاج تعريبها ووصولها وقتا من الزمن هذا فضلا مشكلات التدريب إذ لا يوجد في عالمنا العربي معايير في المناهج الحالية تراعي احتياجات المكفوفين أو نوعية التقنيات المتاحة لديهم.

وفي السياق نفسه أشار إلى قلة المتخصصين في المجال والمؤهلين بصورة مناسبة لتدريب المكفوفين على هذه التقنيات وإلى العائق المادي إذ يؤدي ارتفاع تكلفة هذه الأجهزة إلى اقتصار استعمالها على فئة معينة من المكفوفين ولاسيما في ظل غياب قوانين تلزم توفير هذه التقنيات للجميع.

وفي نهاية حديثه رأى سعيد أنه لا بد من القيام ببعض الخطوات لتسهيل الاستفادة من التقنيات الحديثة ومنها:

- مراعاة احتياجات المكفوفين عند وضع معايير خاصة بمناهج المدارس.

- تصميم مناهج تقنية تكون بديلا لمادة الحاسوب التقليدية في المدارس تساعد في تدريب الكفيف على التقنيات المختلفة وليس فقط على تشغيل الحاسوب.

- الدفع باتجاه تطوير حزم مفتوحة لبرمجيات مثل ال TTS سواء على الكمبيوتر أو الجوال لتكون متاحة للاستخدام عبر الانترنت.

- تصميم حزم تدريبية أكثر تطورا تسعى باتجاه رفع مستوى الكفيف من مجرد مستخدم مبتدئ بسيط للتقنية إلى درجة الاحتراف والخروج من الدائرة التقليدية.


http://www.raya.com/site/topics/arti...0&parent_id=19