نحشد الدعم من أجل كرامة ذوي الاحتياجات الخاصة

كتب ــ إبراهيم النجار

قال السيد عبد الله محمد عجاج الكبيسي الوكيل المساعد لشؤون الاسكان بوزارة الشؤون الاجتماعية ان مشاركة الوزارة تأتي تأكيداً على مبدأ الشراكة الاجتماعية في خدمة الاشخاص ذوي الاعاقة، ومن خلال ادارة المسن والاشخاص ذوي الاعاقة بالتنسيق مع الشركاء في تفعيل الاسبوع الخليجي الخامس للاشخاص ذوي الاعاقة لعام 2010.

ولفت الكبيسي في كلمته التي افتتح بها فعاليات الاسبوع الخليجي الخامس للاعاقة الذي تنظمه وزارة الشؤون الاجتماعية تحت شعار «التقنية الحديثة للأشخاص ذوي الإعاقة.. الطريق إلى المستقبل» برعاية السيد ناصر بن عبدالله الحميدي وزير الشؤون الاجتماعية، لفت الى ان وزارة الشؤون الاجتماعية ومن خلال الاسبوع الخليجي للاعاقة تسعى الى تعزيز وفهم القضايا المرتبطة بالاعاقة وحشد الدعم من أجل كرامة وحقوق ورفاهية الشخص ذي الاعاقة وتمتعه تمتعاً كاملاً على قدم المساواة مع الاخرين بجميع حقوق الانسان، كما جاء في القوانين والتشريعات الوطنية والدولية والعمل على زيادة الوعي الذي يؤدي الى دمج هؤلاء الاشخاص في المجالات المختلفة سياسية كانت أو اجتماعية أو اقتصادية أو ثقافية، وغيرها من الحقوق المكفولة للاشخاص ذوي الاعاقة وأسرهم بما يخدم الصالح العام لهم لا سيما فيما يتعلق بتمكينهم من استخدام كافة اساليب التقنية الحديثة والتي تسعى الدولة جاهدة الى توفيرها لهم بحسبانها لغة هامة من لغات العصر.

وقال الكبيسي في معرض كلمته « إن مبدأ التعاون والشراكة بين الجهات المحلية والخارجية تجعلنا ندعم دائما هذا التواصل ونشيد به، وأننا على ثقة بأن المشاركين في هذة الفعالية سيقدمون من التدريب على هذه التقنيات والاساليب الحديثة مما يدعم حياة إخواننا الاشخاص ذوي الاعاقة من اجل ان تكون قضايا الاعاقة في صلب سياسات وزارة الشؤون الاجتماعية، وعلى كل المستويات وحرصاً من الوزارة على تقوية الجهود والتعاون على جميع المستويات المحلية والخارجية،والسعي لشراكات جيدة.

وأكد الدكتور سيف الحجري نائب رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع والمشرف العام على معهد النور للمكفوفين في كلمته على الدور الهام الذي تلعبه «التقنيات الحديثة» في حياة المعاقين على كافة الانظمة التعليمية والوظيفية لدمجهم واعطائهم الفرصة للعمل والابداع مثلهم مثل أي فرد في المجتمع، مشيراً الى وجود مجموعة من التحديات التي تواجه توفير هذه التقنيات الخاصة لكل معاق في الدولة بغض النظر عن جنسيته أو دينه، ومن أبرز هذه التحديات التكاليف الباهظة لهذه الاجهزة وأيضاً الحاجة لاعدادها وتفصيلها على حسب نوع الاعاقة.

ولفت الدكتور الحجري الى انه من أبرز التحديات التي تواجهها فئات ذوي الإعاقة هي أن التقنيات المساعدة للأشخاص ذوي الإعاقة هي تقنيات غالية وباهظة الثمن لذلك فإننا ندعو الجهات المعنية ذات العلاقة مثل وزارة الشؤون الاجتماعية أو الجهات الداعمة من القطاع الخاص أو الجهات الحاضنة للأشخاص ذوي الإعاقة أن تسعى من أجل توفير هذه التقنيات والأجهزة المتطورة لكل من يحتاجها لأنها تمثل نقلة نوعية في حياته في مسائل التنقل والتعليم والاندماج في المجتمع وأيضا بالنسبة للرفع من معنوياته لأن وجوده بمعزل عن باقي فئات المجتمع وعدم قدرته على تملك هذه التقنيات والأجهزة المساعدة يجعله فريسة للإحباط وينظر على المجتمع أنه لم يقم بإنصافه، مشيراً الى ضرورة ان ننظر إلى كل معاق في دولة قطر كأنه ابن لدولة قطر و لا نفرق بين جنسيته أو دينه أو مذهبه باعتبار أن القضية إنسانية بالدرجة الأولى. وأعربت الدكتورة وفاء اليزيدي نائب رئيس الجمعية الخليجية للاعاقة عن سعادتها بالتفاف المؤسسات ومراكز وجمعيات بدولة قطر للاحتفال بالمناسبة من خلال عدة فعاليات تسعى لتحقيق أهداف متميزة لرعاية ذوي الاعاقة بأنواعها المختلفة كالاعاقة البصرية او السمعية والذهنية والحركية، إضافة الى عقد منتدى مفتوح بمركز «مدى» في آخر ايام الاحتفالات.

وحول شعار الاسبوع الخليجي التقنية الحديثة للأشخاص ذوي الإعاقة، أكدت الدكتورة اليزيدي أهمية الموضوع الرئيسي الذي تدور حوله فعاليات الاسبوع وهي «التقنيات المساعدة» ليصبح المعاق أقرب للسوي في الاستفادة من تلك التقنيات للتخفيف من الإعاقة ومساعدة المعاق في الانطلاق إلى آفاق الحياة المختلفة، مشيرة الى أن العالم تطور وأصبحت التقنية لا تشمل فقط الاجهزة المساعدة وانما ايضا استخدام الحاسب الآلي في تطوير قدرات المعاق تحقيقاً لهدف توفير فرص العمل لجميع ذوي الاعاقة.

وأشارت الدكتورة اليزيدي الى أن الفعاليات لبنة اساسية لايجاد تواصل مستمر بين الجهات المعنية بذوي الاعاقة بما يوحد وجهات النظر ويساعد في توفير بيئة صحية ومجتمعية سليمة للابناء من هذه الفئة، بما يتسق مع الاهداف الرئيسية للجمعية الخليجية للاعاقة التي تتحدد في توحيد الجهود المبذولة في مجال الإعاقات بين دول مجلس التعاون الخليجي وتوفير قاعدة معلومات لذوي الاحتياجات الخاصة وإصدار المطبوعات والدوريات الخاصة بهم، اضافة الى القيام بالبحوث والدراسات المتخصصة في مجال الإعاقة ودعمها وكذلك تنظيم المؤتمرات والندوات والمحاضرات وورش العمل في مجالات الإعاقة بالاضافة الى تبادل الخبرات والمعلومات والباحثين والدارسين فيما بين اعضاء الجمعية بدول مجلس التعاون الخليجي. وأضافت الدكتورة اليزيدي ان الجمعية تهدف الى التنسيق وزيادة التعاون مع الجهات الحكومية والأهلية والجمعيات والمنظمات الدولية والأفراد في مجال الإعاقة( ذوي الاختصاص و المهتمين بالإعاقة)، وتقديم الاستشارات اللازمة في مجالات الإعاقة والتعاون في تقييم مستوى ونوعية الخدمات المقدمة في هذا الشأن وكذلك حث دول مجلس التعاون الخليجي على إصدار القوانين والتشريعات المنظمة لحقوق المعاقين في دول المجلس وأخيراً تشجيع هذه الدول لتنمية وتطوير المؤسسات و الجمعيات والاتحادات العاملة في مجال الإعاقة.

من جانبه قال أحمد حبيب مدير الاتصالات لمركز «مدى» للتكنولوجيا المساعدة إن التقنية تعد أداة أساسية في مجتمعنا لتحسين من نوعية الحياة للشخص المعاق، حيث نرى التقنيات تطبق في كل مجالات الحياة وأنا نموذج جيد جدا لكيف التقنية تساعدني في حياتي فمثلا الكرسي الكهربائي الذي استخدمه نوع من التقنية والتكنولوجيا المساعدة، وهناك أيضا تقنيات حديثة جدا التي تساعد الإنسان صاحب الإعاقة على التواصل مع الآخرين وعلى العمل وعلى التعليم، وقد عودتنا دولة قطر أن تكون رائدة في مجال التعليم والبحث العلمي ولذلك من واجبنا أن نقوم بتطبيق هذه المبادرات في التعليم والبحث العلمي في مجال التكنولوجيا المساعدة وهناك جهود كبيرة تبذل في مجال خدمة المعاقين والعمل على تحسين حياة الأشخاص ذوي الإعاقة ويسعدني أيضا أن تكون هناك جمعية خليجية ترعى هذا النوع من الأعمال.

وقال إن مركز مدى سوف يوفر أحدث التقنيات وخدمات التقييم والتدريب لذوي الإعاقة والعاملين أيضا في هذا المجال وسوف يكون هذا المركز الرائد من نوعه في العالم العربي، وسيكون من المراكز القليلة الموجودة في العالم التي تعمل على أسس جميع الإعاقات ولا تختص بإعاقة واحدة حيث يعمل على الاهتمام بـ 4 أنواع مختلفة من الإعاقة هي الإعاقة البصرية والتعليمية والسمعية والجسدية.

وعرض حفل الافتتاح نماذج لمعاقين وفرت لهم التقنيات الحديثة حياه أفضل فيقول الطالب الكفيف محمد شفيعة من معهد النور ان التقنيات الحديثة مكنت أصحاب هذه الاعاقة البصرية من ممارسة حياتهم بشكل أفضل على المستوى التعليمي والوظيفي وبدأت هذه التقنيات الحديثة باستخدام الشخص الكفيف لآلة الكتابة «برايل» وهي الكتابة بالطريقة البارزة حيث مكنهم من أداء الاختبارات والتواصل في المراحل التعليمية المختلفة إلا ان هذه التقنية كان يعيبها بعض الاشياء مثل ثقل وزنها الذي كان يبلغ 4 كيلوا غرامات، ثم انتقلت التكنولوجيا التي يستخدمها الكفيف الى مرحلة أخرى حيث ظهر جهاو «البرونتو» الذي سخر كثيرا من الصعوبات وهو بمثابة كمبيوتر محمول صغير الحجم خفيف الوزن فلا يزيد وزنه عن 500 غرام مما سهل على الكفيف امكانية حمله في اي مكان.

وأشار الى ان «العصا البيضاء» والتي تم استحداثها مؤخراً والتي تستخدم بدلا من العصا العادية قد زادت من حماية الكفيف بنسبة 90% حيث بإمكانها تعريف الكفيف بالعوائق التي أمامه، وهناك ايضا ساعة «برايل» والتي مكنت الكفيف من معرفة الوقت، كما ان ظهر برنامج الناطق على أجهزة الجوال مكن الكفيف من استخدام جميع أنواع الجوالات، وبعد ظهور برنامج «القارئ» مكن المكفوف من تصفح الانترنت بسهولة ويسر.

وتحدث عبد الله سامر عن تجربته مع الإعاقة وكيف أن الأجهزة المساعدة قد مكنته من ممارسة حياته بشكل طبيعي حيث أصبح بإمكانه أن يقود السيارة وأن يمارس عمله في قناة الجزيرة الرياضية ولا يكون لديه مشكلة في الالتزام بمواعيد الدوام المختلفة في عمله، كما أنه تزوج أيضا ورزق بطفلة مؤكدا أن الأجهزة المساعدة لها أهمية كبيرة في حياة ذوي الإعاقة ويتمنى أن يحصل عليها الجميع ليتمكنوا من ممارسة حياتهم بشكل طبيعي في كافة المجالات الاجتماعية والعملية.

http://www.al-watan.com/data/2010041...l=statenews2_1