الحجري يطالب بتوفير التقنية المساعدة لذوي الاحتياجات

عدد المعاقين بقطر في تصاعد جراء حوادث المرور

الدوحة - سيد الخضر

انطلقت أمس بأبراج موفنبيك الدوحة فعاليات الأسبوع الخليجي الخامس لذوي الإعاقة الذي ينظم برعاية سعادة السيد ناصر بن عبد الله وزير الشؤون الاجتماعية تحت شعار التقنية الحديثة لذوي الإعاقة - الطريق إلى المستقبل، وإشراف إدارة المسنين والأشخاص ذوي الإعاقة بالوزارة.

وقال الوزير في الكلمة التي تلاها نيابة عنه السيد عبدالله عجاج محمد الكبيسي وكيل الوزارة المساعد لشؤون الإسكان: إن وزارة الشؤون الاجتماعية تسعى لتعزيز فهم القضايا المرتبطة بالإعاقة؛ من أجل «كرامة وحقوق ورفاهية الشخص ذي الإعاقة» حتى يتمتع بالمساواة مع الآخرين التي تكفلها له «القوانين والتشريعات الوطنية والدولية».

وأضاف أن الدولة تسعى جاهدة؛ لتمكين المعاقين من استخدام كافة التقنيات الحديثة التي «غدت لغة هامة من لغات العصر»، وذلك ضمن العمل على زيادة الوعي الذي يؤدي إلى دمج المعاق في شتى المجالات سواء كانت اقتصادية أو اجتماعية أو ثقافية.

وأوضح أن إدارة المسنين وذوي الإعاقة تتولى تفعيل الأسبوع الخليجي الخامس من خلال التنسيق مع الجهات المشاركة، بناء «على الدعوة الكريمة الموجهة من الجمعية الخليجية بمملكة البحرين الشقيقة، مشيرا إلى أن رعاية الحدث تمثل «تأكيدا على مبدأ الشراكة الاجتماعية في خدمة الأشخاص ذوي الإعاقة».

وأضاف أن تيسير حياة المعاق لا يخدمه فقط كصاحب احتياجات خاصة إنما يهم أسر المعاقين و»يخدم الصالح العام».

وأبدى الوزير ثقته في قدرة المشاركين في هذه الفعاليات على التوعية والتدريب على استخدام التقنيات والأساليب الحديثة؛ «ما يدعم حياة إخواننا الأشخاص ذوي الإعاقة؛ من أجل أن تكون قضايا الإعاقة في صلب اهتمام وزارة الشؤون الاجتماعية.

وشدد على أن الوزارة حريصة على تقوية الجهود والتعاون على جميع المستويات المحلية والخارجية والسعي إلى شراكات جديدة؛ لمساعدة ذوي الإعاقة على الاندماج اجتماعيا والعيش بشكل طبيعي مثل كافة شرائح المجتمع.

وأكد أن الوزارة مستعدة للتعاون وقبول كل الاقتراحات والآراء التي تصب في خدمة الأشخاص ذوي الإعاقة.

وتقدم وزير الشؤون الاجتماعية بالشكر لحضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى، وسمو ولي العهد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وصاحبة السمو الشيخة موزة بنت ناصر المسند، ومعالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني على جهودهم واهتمامهم بالأشخاص ذوي الإعاقة وحرصهم على دمج المعاق في المجتمع.

وأشاد الوزير بدور المؤسسات المشاركة في هذه الفعالية والتي عكست اهتمام المجتمع القطري بمبدأ الشراكة المجتمعية «للنهوض بخدمة الأشخاص ذوي الإعاقة».

من جانبه، قال الدكتور سيف الحجري نائب رئيس مؤسسة قطر للتنمية والعلوم وتنمية المجتمع: إن التقنيات تلعب دورا رياديا في تدعيم المنظومة التعليمية ودمج ذوي الإعاقة في المجتمع وتوفير المناخ السليم.

وشدد الحجري على أن قطر حرصت على دعم ومتابعة «ما هو جديد في هذه التقنيات.

لكنه اعتبر أن هناك تحديات تواجه توفير التقنيات لكل إنسان في قطر بغض النظر عن جنسته ولونه. وطالب المؤسسات الحكومية والمجتمع المدني بدعم الجهات العاملة في قطاع الإعاقة؛ من أجل توفير هذه التقنيات «حتى ننقل المعاق» إلى القدرة على الاندماج والمساهمة في التنمية.

وطالب الجمعيات باحتضان ذوي الإعاقة وتدريبهم على التقنيات المساعدة، و»التواصل مع المنظمات للمزيد من التعرف على هذه التقنيات»، لإثراء العمل على مساعدة ذوي الإعاقة.

وقال الحجري إن البنى التحتية والمباني والمنشآت العامة «وحتى الخاصة يجب أن تراعي حاجيات المعاقين»، خصوصا وأن التشريعات القطرية تراعي وضع المعاق في كافة المرافق، ويجب على الجهات المعنية تفعيل تلك التشريعات؛ «فالقانون لا بد أن يفرض»، مضيفا: «من السهل أن نشرع» لكن المهم الانضباط في مجال التطبيق.

وطالب بمراجعة التشريعات التي سبقت توقيع قطر على اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة. وشدد على ضرورة اعتبار أي معاق في البلد ابنا لقطر، ما يعني حقه في الحصول على الخدمات التي تمكنه من العيش قبل أن يطلبها.

وشدد على ضرورة متابعة الأبحاث العلمية التي تسهم في خدمة المعاقين، مطالبا بمراعاة الفروق الفردية عند تصنيع الأجهزة، فهناك بعض الإعاقات «تحتاج إلى تفصيل».

بدورها أعربت د. وفاء اليزيدي نائب رئيس الجمعية الخليجية للإعاقة بمملكة البحرين عن سعادتها بالتطور الحاصل في مجال خدمة ذوي الإعاقة. ولاحظت أن المؤسسات الخليجية أدركت أن المعاق في حاجة إلى الدعم؛ حتى يتسنى له الاندماج اجتماعيا، مشيدة بجهود المجتمع المدني والمثقفين الخليجين والمختصين في دمج ذوي الإعاقة في المجتمع.

وقالت: إن الجمعية الخليجية قامت بجهود جبارة لدعم ذوي الاحتياجات الخاصة على صعيد التدريب والتوعية وحتى التشريع، كما تتابع التطورات التقنية التي تخدم المعاق وتعمل على إبرازها والتدريب على استخدامها.

واعتبرت أن التقنية المساعدة وسيلة مناسبة للمعاق يعبر بها عن نفسه وتمكنه من إكمال تعليمه ودمجه أسريا واجتماعيا، كما تساعده في مجال التوظيف.

وقالت اليزيدي: إن عدد المعاقين في ارتفاع في قطر وكافة دول الخليج، وذلك لتزايد الحوادث المرورية، ما يعني أن المؤسسات مطالبة بتضافر الجهود بدءا من التعليم والتشريعات إلى المساعدة على فرص عمل مناسبة؛ من أجل الارتقاء بمستوى ذوي الاحتياجات الخاصة.

تحدي الإعاقة

علي شفيع ومحمد شفيع أخوان وفي الإعاقة أيضا.. تحديا إعاقة طمس البصر بفضل البصيرة.. وبينما تحدث علي لـ «العرب» عن حصوله على جائزة أحسن مقطوعة موسيقية من اليونسكو، حيث يعزف الآلات الموسيقية ويقوم بدور مساعد في تدريب طلبة معهد النور، اختار محمد الحديث عن متابعة دراسته الثانوية بشكل منتظم مثل باقي الطلبة الأسوياء.. الأخوان شددا على قدرة الإرادة على كسب الرهان وتحدي الإعاقة، وفضلا توجيه رسالة لكل معاق في العالم بأن الثقة في النفس هي أساس القدرة على كسر الحواجز؛ فكل معاق لديه طاقات هائلة.

وفي حين شارك علي بمقطوعة موسيقية نالت إعجاب الحاضرين اختار محمد تقديم تجربته في التغلب على الإعاقة البصرية بفضل التقنية الحديثة، ودعا المعاقين إلى الاعتداد بأنفسهم قبل المطالبة بدعم المجتمع.

وتحدث أحد المعاقين عن إعجابه بعمل قطر والخليج عموما على الارتقاء بالمعاقين، وطالب المعاق بأن يكون على رأس المبادرة. وقال المسؤول بمركز مدى: إن المركز سيطلق مبادرة في الصيف لمساعدة المعاقين تقنيا بما يكفل لهم حياة كريمة واستقرارا أسريا.

وقال عبد الله.م: إنه تغلب على الإعاقة وبعد 4 سنوات من البحث عن فرصة عمل تمكن من وجود فرصة مناسبة في الجزيرة الرياضية؛ حيث أثبت جدارته والقدرة على تحمل تبعات العمل والدوام الطويل.

http://www.alarab.com.qa/details.XXXXXXX.o=846&secId=16