فعالياته تستمر على مدى 6 أيام بالتعاون مع عدد كبير من الجهات.. أسبوع الإعاقة الخليجي ينطلق تحت شعار "التقنية المساعدة الطريق إلى المستقبل"

الكبيسي: مشاركة الشؤون الاجتماعية تأكيد لمبدأ الشراكة الاجتماعية في خدمة الأشخاص ذوي الإعاقة

د. الحجري: معهد النور مستعد للتعاون مع المؤسسات المختلفة لإعداد وتأهيل المعاقين لتوظيفهم

د. اليزيدي: أسبوع الإعاقة أبرز الصورة الأجمل لشراكة المجتمع في دولة قطر


يحيى عسكر

تحت رعاية سعادة السيد ناصر بن عبدالله الحميدي وزير الشؤون الاجتماعية، انطلقت فعاليات الأسبوع الخليجي الخامس للأشخاص ذوي الإعاقة تحت عنوان "التقنية المساعدة للأشخاص ذوي الإعاقة.. الطريق إلى المستقبل" الذي يستمر ستة أيام، حيث قامت إدارة المسنين والأشخاص ذوي الإعاقة بتنفيذه وتفعيله لعام 2010 وذلك بناء على الدعوة الموجهة من الجمعية الخليجية للإعاقة وتأكيد لمبدأ الشراكة في خدمة الأشخاص ذوي الإعاقة.

بدأ الحفل بكلمة وزارة الشؤون الاجتماعية التى ألقاها السيد عبدالله بن محمد الكبيسي وكيل الوزارة المساعد لشؤون الإسكان التي أشار فيها الى ان مشاركة الوزارة تأتي تأكيداً لمبدأ الشراكة الاجتماعية في خدمة الاشخاص ذوي الاعاقة، ومن خلال ادارة المسنين والاشخاص ذوي الاعاقة بالتنسيق مع الشركاء في تفعيل الاسبوع الخليجي الخامس للاشخاص ذوي الاعاقة لعام 2010.

ولفت الكبيسي الى ان وزارة الشؤون الاجتماعية ومن خلال الاسبوع الخليجي للاعاقة تسعى الى تعزيز وفهم القضايا المرتبطة بالاعاقة وحشد الدعم من أجل كرامة وحقوق ورفاهية الشخص ذي الاعاقة وتمتعه تمتعاً كاملاً على قدم المساواة مع الاخرين بجميع حقوق الانسان، كما جاء في القوانين والتشريعات الوطنية والدولية والعمل على زيادة الوعي الذي يؤدي الى دمج هؤلاء الاشخاص في المجالات المختلفة سياسية كانت أو أجتماعية أو اقتصادية أو ثقافية، وغيرها من الحقوق المكفولة للاشخاص ذوي الاعاقة وأسرهم بما يخدم الصالح العام لهم لا سيما فيما يتعلق بتمكينهم من استخدام كافة اساليب التقنية الحديثة التي تسعى الدولة جاهدة الى توفيرها لهم بحسبانها قد لغة هامة من لغات العصر.

وقال الكبيسي في معرض كلمته "إن مبدأ التعاون والشراكة بين الجهات المحلية والخارجية تجعلنا ندعم دائما هذا التواصل ونشيد به، واننا على ثقة من أن المشاركين في هذة الفعالية سيقدمون من التدريب على هذه التقنيات والاساليب الحديثة ما يدعم حياة حياة إخواننا الاشخاص ذوي الاعاقة من اجل ان تكون قضايا الاعاقة في صلب سياسات وزارة الشؤون الاجتماعية، وعلى كل المستويات وحرصاً من الوزارة على تقوية الجهود والتعاون على جميع المستويات المحلية والخارجية،والسعي لشراكات جيدة.

أكد الدكتور سيف الحجري نائب رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع والمشرف العام على معهد النور للمكفوفين أن دولة قطر تهتم بكافة الحقوق الخاصة بالأشخاص ذوي الإعاقة، والدليل على ذلك قيامها بالتوقيع على الاتفاقية الخاصة بالوصول للأشخاص ذوي الإعاقة وذلك من حيث توفير التجهيزات اللازمة في المباني ومقار المؤسسات المختلفة في الدولة.

وأضاف: ولكننا ما زلنا نحتاج إلى مبان ذات معايير خاصة لتتناسب مع هذه الاتفاقية وذلك من حيث تنشيط وحث الجهات المعنية بالحرص على تطبيق هذه المعايير التي تسهل عملية وصول الأشخاص ذوي الإعاقة إلى الأماكن والمباني المختلفة التي يترددون عليها والمباني الحديثة فهذه مشمولة بهذه القرارات والتشريعات، أما المباني القديمة التي سبقت هذا الوعي يجب أن تعيد النظر وأن تعمل على توفير هذه المعايير والتجهيزات المساعدة لذوي الإعاقة حيث ان القيام بتوفير هذه المتطلبات لا يستلزم الكثير من المال أو الجهات وذلك على الأقل بالنسبة للسلالم والمصاعد خاصة لفئات ذوي الإعاقة الحركية والبصرية، لأن حق المعاق أن يتنقل في الأماكن المختلفة في بلده وأن يستفيد بكل الإمكانيات المتوافرة وهذه الحقوق يضمنها الدستور والقانون والدولة تعمل من أجل توفير كل الأمور اللازمة لخدمة المعاقين.

وقال الدكتور الحجري ان من أبرز التحديات التي تواجهها فئات ذوي الإعاقة هي أن التقنيات المساعدة للأشخاص ذوي الإعاقة هي تقنيات غالية وباهظة الثمن، لذلك فإننا ندعو الجهات المعنية ذات العلاقة مثل وزارة الشؤون الاجتماعية أو الجهات الداعمة من القطاع الخاص أو الجهات الحاضنة للأشخاص ذوي الإعاقة أن تسعى من أجل توفير هذه التقنيات والأجهزة المتطورة لكل من يحتاجها لأنها تمثل نقلة نوعية في حياته في مسائل التنقل والتعليم والاندماج في المجتمع وأيضا بالنسبة للرفع من معنوياته لأن وجوده بمعزل عن باقي فئات المجتمع وعدم قدرته على تملك هذه التقنيات والأجهزة المساعدة يجعله فريسة للإحباط وينظر الى المجتمع على أنه لم يقم بإنصافه، ولذلك فإننا ندعو من خلال الأسبوع الخليجي للإعاقة إلى توفير هذه الحقوق لكل من يطلبها وأن نصل إلى الدرجة التي يستطيع فيها المعاق أن يحصل على هذه الأدوات قبل أن ينتهي العمر الافتراضي لأجهزة المساعدة التي يستعملها، وأن ننظر إلى كل معاق في دولة قطر على أنه ابن لدولة قطر ولا نفرق بين جنسيته أو دينه أو مذهبه باعتبار أن القضية إنسانية بالدرجة الأولى.

وكشف الدكتور سيف الحجري أن هناك لجنة قامت سعادة الشيخة حصة بنت حمد بن خليفة آل ثاني رئيس المجلس الأعلى للأسرة بتشكيلها بدأت تعمل لمراجعة القوانين ومحاولة تطبيقها حيث سيتم مراجعتها والقيام بالاقتراحات المناسبة لها خاصة تلك القوانين التي صدرت قبل توقيع دولة قطر على اتفاقية الوصول للأشخاص ذوي الإعاقة، حيث ان بعض القوانين لا تتماشى مع الاتفاقية وأيضا بسبب تغيير التسمية من الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة إلى الأشخاص ذوي الإعاقة، وبذلك أصبح هناك تغير في المصطلح وهو ما يحتاج الى تعديل ليعتد به قانونيا ويكون متفقا مع الاتفاقية بشكل كامل ولدينا الامكانيات التي يمكن أن تجعل هذه التشريعات قوانين نموذجية في دولة قطر.

وعن مسألة توظيف الأشخاص ذوي الإعاقة قال ان توظيف المعاقين يعد مشكلة تواجه بعض الفئات منهم رغم أن الدولة شرعت بأنه يجب أن يكون في كل مؤسسة نسبة من المعاقين تصل إلى 2% وهي نسبة ممتازة جدا فحتى لو كانت 1% فلا نحتاج أكثر من هذا في قطر، وبالتالي ندعو أن يتم إعطاء الفرص لهؤلاء المعاقين فهم جاهزون للعمل وهناك بعض المعاقين عملوا في الفترة السابقة في عدد من الجهات بالقطاع الخاص والجهات الحكومية وأظهروا قدرة بارعة في العمل وقدرة على الابداع، وحتى إذا كان لديهم بعض النواقص فيجب أن نقوم بالعمل على تطوير قدراتهم ونحن مستعدون في اللجنة التطوعية الموجودة تحت مظلة معهد النور بأن نقوم بالتعاون مع المؤسسات المختلفة التي تحتاج إلى توظيف المعاقين من خلال إعدادهم وتأهيلهم تقنيا ومهنيا خاصة أننا قد استطعنا من خلال اللجنة تعيين 40 شخصا من الأشخاص ذوي الإعاقة، ولدينا عدد من الخبراء الذين يمكنهم أيضا أن ينقلوا المعاق من موقع إلى موقع أفضل في سوق العمل.

وأعربت الدكتورة وفاء اليزيدي نائب رئيس الجمعية الخليجية للاعاقة عن سعادتها بالتفاف المؤسسات ومراكز وجمعيات دولة قطر للاحتفال بالمناسبة من خلال عدة فعاليات تسعى لتحقيق أهداف متميزة لرعاية ذوي الاعاقة بأنواعها المختلفة كالاعاقة البصرية او السمعية والذهنية والحركية، اضافة الى عقد منتدى مفتوح بمركز "ندى" في أخر ايام الاحتفالات، مؤكدة أن أسبوع الإعاقة أبرز الصورة الأجمل لشراكة المجتمع في دولة قطر.

وحول شعار الاسبوع الخليجي التقنية الحديثة للأشخاص ذوي الإعاقة أكدت الدكتورة اليزيدي أهمية الموضوع الرئيسي الذي تدور حوله فعاليات الاسبوع وهي "التقنيات المساعدة" ليصبح المعاق أقرب للسوي في الاستفادة من تلك التقنيات للتخفيف من الإعاقة ومساعدة المعاق في الانطلاق إلى آفاق الحياة المختلفة، مشيرة الى أن العالم تطور وأصبحت التقنية لا تشمل فقط الاجهزة المساعدة، وانما ايضا استخدام الحاسب الالي في تطوير قدرات المعاق تحقيقاً لهدف توفير فرص العمل لجميع ذوي الاعاقة.
وأشارت الدكتورة اليزيدي الى أن الفعاليات لبنة اساسية لايجاد تواصل مستمر بين الجهات المعنية بذوي الاعاقة بما يوحد وجهات النظر ويساعد في توفير بيئة صحية ومجتمعية سليمة للابناء من هذه الفئة، وبما يتسق مع الاهداف الرئيسية للجمعية الخليجية للاعاقة التي تتحدد في توحيد الجهود المبذولة في مجال الإعاقات بين دول مجلس التعاون الخليجي وتوفير قاعدة معلومات لذوي الاحتياجات الخاصة وإصدار المطبوعات والدوريات الخاصة بهم اضافة الى القيام بالبحوث والدراسات المتخصصة في مجال الإعاقة ودعمها وكذلك تنظيم المؤتمرات والندوات والمحاضرات وورش العمل في مجالات الإعاقة بالاضافة الى تبادل الخبرات والمعلومات والباحثين والدارسين فيما بين اعضاء الجمعية بدول مجلس التعاون الخليجي.

وأضافت الدكتورة اليزيدي ان الجمعية تهدف الى التنسيق وزيادة التعاون مع الجهات الحكومية والأهلية والجمعيات والمنظمات الدولية والأفراد في مجال الإعاقة من ذوي الاختصاص والمهتمين بالإعاقة، وتقديم الاستشارات اللازمة في مجالات الإعاقة والتعاون في تقييم مستوى ونوعية الخدمات المقدمة في هذا الشأن، وكذلك حث دول مجلس التعاون الخليجي على إصدار القوانين والتشريعات المنظمة لحقوق المعاقين في دول المجلس، وأخيراً تشجيع هذه الدول على تنمية وتطوير المؤسسات والجمعيات والاتحادات العاملة في مجال الإعاقة.

من جانبه قال السيد أحمد حبيب مدير الاتصالات لمركز "مدى" للتكنولوجيا المساعدة ان التقنية تعد أداة أساسية في مجتمعنا للتحسين من نوعية الحياة للشخص المعاق، حيث نرى التقنيات تطبق في كل مجالات الحياة وأنا نموذج جيد جدا لكيفية مساعدة التقنية لي في حياتي، فمثلا الكرسي الكهربائي الذي استخدمه هو نوع من التقنية والتكنولوجيا المساعدة، وهناك أيضا تقنيات حديثة جدا تساعد الإنسان صاحب الإعاقة على التواصل مع الآخرين وعلى العمل وعلى التعليم، وقد عودتنا دولة قطر أن تكون رائدة في مجال التعليم والبحث العلمي ولذلك من واجبنا أن نقوم بتطبيق هذه المبادرات في التعليم والبحث العلمي في مجال التكنولوجيا المساعدة، وهناك جهود كبيرة تبذل في مجال خدمة المعاقين والعمل على تحسين حياة الأشخاص ذوي الإعاقة ويسعدني أيضا أن تكون هناك جمعية خليجية ترعى هذا النوع من الأعمال.

وقال إن مركز "مدى" سوف يوفر أحدث التقنيات وخدمات التقييم والتدريب لذوي الإعاقة والعاملين أيضا في هذا المجال وسوف يكون هذا المركز الرائد من نوعه في العالم العربي، وسيكون من المراكز القليلة الموجودة في العالم التي تعمل على أسس جميع الإعاقات ولا تختص بإعاقة واحدة حيث يعمل على الاهتمام بـ 4 أنواع مختلفة من الإعاقة هي الإعاقة والبصرية والتعليمية والسمعية والجسدية.

وعرض حفل الافتتاح نماذج لمعاقين وفرت لهم التقنيات الحديثة حياه أفضل، فيقول الطالب الكفيف محمد حسين من معهد النور ان التقنيات الحديثة مكنت أصحاب هذه الاعاقة البصرية من ممارسة حياتهم بشكل أفضل على المستويين التعليمي والوظيفي وبدأت هذه التقنيات الحديثة باستخدام الشخص الكفيف لطريقة الكتابة "بريل" وهي الكتابة بالطريقة البارزة حيث مكنتهم من أداء الاختبارات والتواصل في المراحل التعليمية المختلفة، الا ان هذة التقنية كان يعيبها بعض الاشياء مثل ثقل وزنها الذي كان يبلغ 4 كيلوجرامات، ثم انتقلت التكنولوجيا التي يستخدمها الكفيف الى مرحلة أخرى حيث ظهر جهاز "البرونتو" الذي سخر كثيرا من الصعوبات وهو بمثابة كمبيوتر محمول صغير الحجم خفيف الوزن فلا يزيد وزنة على 500 جرام مما سهل على الكفيف امكانية حمله في اي مكان.

وأشار الى ان "العصا البيضاء" التي تم استحداثها مؤخراً والتي تستخدم بدلا من العصا العادية قد زادت من حماية الكفيف بنسبة 90% حيث بامكانها تعريف الكفيف بالعوائق التي أمامه، وهناك ايضا ساعة "برايل" التي مكنت الكفيف من معرفة الوقت، كذلك برنامج الناطق على أجهزة الجوال الذي مكن الكفيف من استخدام جميع أنواع الجوالات، وبعد ظهور برنامج "القارئ" مكن المكفوف من تصفح الانترنت بسهولة ويسر.

وتحدث عبد الله سامر عن تجربته مع الإعاقة وكيف أن الأجهزة المساعدة قد مكنته من ممارسة حياته بشكل طبيعي حيث أصبح بإمكانه أن يقود السيارة وأن يمارس عمله في قناة الجزيرة الرياضية ولا تكون لديه مشكلة في الالتزام بمواعيد الدوام المختلفة في عمله، كما أنه تزوج أيضا ورزق بطفلة مؤكد أن الأجهزة المساعدة لها أهمية كبيرة في حياة ذوي الإعاقة ويتمنى أن يحصل عليها الجميع ليتمكنوا من ممارسة حياتهم بشكل طبيعي في كافة المجالات الاجتماعية والعملية.

http://www.al-sharq.com/articles/more.php?id=189518