المقدمة:

إن معظم الإنجازات العلمية والتكنولوجية التي حققتها البشرية في القرن العشرين هي نتاج أفكار المبدعين. ولكن العلم في الماضي كان يصمم لعالم مستقر، أما الآن فإن مجتمعنا يعيش في عالم سريع التغير تحيطه تحديات محلية وعالمية لعل من أهمها الانفجار المعرفي والتطور التكنولوجي والانفتاح على العالم نتيجة سرعة الاتصالات والمواصلات حتى أصبح العالم (قرية صغيرة)… كل ذلك يحتاج منا السرعة في تنمية عقليات مفكرة قادرة على حل المشكلات.

وتعتبر تنمية هذه العقليات المفكرة مسؤولية كل مؤسسات الدولة وعلى رأسها المؤسسات التعليمية. فمن المعلوم أن تنمية تفكير الفرد يمكن أن تتم من خلال المناهج الدراسية المختلفة داخل المؤسسات التعليمية، و المناهج باختلافها تساهم في تنمية التفكير والقدرة على حل المشكلات لدى الطلاب وتسهم في زيادة قدراتهم في أنواع التفكير المختلفة إذا توفر لتدريسها الإمكانات اللازمة.

فالقدرات الإبداعية موجودة عند كل الأفراد بنسب متفاوتة، وهي بحاجة إلى الإيقاظ والتدريب لكي تتوقد. وإن النمطية في الأساليب التعليمية توقف أو تعيق تلك القدرات ولا تؤدي إلى إعداد أفراد يمتازون بالفكر قادرين على الإنتاج المتنوع والجديد، والذي تحتاجه التنمية الشاملة لمجتمعاتنا في القرن الحادي والعشرين.

فنحن اليوم بحاجة أكثر من قبل إلى استراتيجيات تعليم وتعلم تمدنا بآفاق تعليمية واسعة ومتنوعة ومتقدمة تساعد طلابنا على إسراء معلوماتهم وتنمية مهاراتهم العقلية المختلفة وتدربهم على الإبداع وإنتاج الجديد والمختلف. وهذا لا يتأتى بدون وجود المعلم المتخصص الذي يعطي طلابه فرصة المساهمة في وضع التعميمات وصياغتها وتجربتها، وذلك من خلال تزويدهم بالمصادر المناسبة وإثارة اهتماماتهم وحملهم على الاستغراق في التفكير الإبداعي وقيادتهم نحو الإنتاج الإبداعي. "وأن تكون لديه القدرة على إبداء الاهتمام بأفكار الطلاب واستخدام أساليب بديلة لمعالجة المشكلات، وعرض خطوات التفكير عند معالجة المشكلة بدلاً من عرض النتيجة فقط" . مما يدفعهم نحو تطوير نماذج التفكير والقدرة على تقييم نتائج التعلم بشكل فعّال. [1]

من أجل ذلك اتخذت هذا الموضوع لبحثي حيث يعتبر موضوع حيوي جدًا ومهم لكل معلم ومتعلم .

وسيتناول البحث مفهوم التفكير بصفة عامة ، أنواع التفكير ، وسنتناول نوع واحد من هذه الأنواع وهو التفكير الإبداعي متناولاً تعريفه ، وتعريف الإبداع ، مهارات الإبداع اللغوي(الأصالة ، المرونة ، الطلاقة ، الحساسية للمشكلات ، الإفاضة والتوسع ، التفاصيل) ، مهارات التفكير الإبداعي ، ، وأخيرًا ما يجب أن يقوم به المعلمون لتنمية الإبداع لدي التلاميذ.






تعريف التفكير:

عــبارة عــــن عملـــيات ( نشاطات ) عقلــــية ( تتم داخل العقل ) يقوم بها الدماغ عند التعرض لموقف ما ( مثير ) يتم استقباله عن طريق الحواس .
أي هو : نشاط عقلي لمحاولة الوصول إلى إيجاد حل لموقف ما ونتعرف عليه عن طريق مخرجاته و إنتاجياته . مهارات التفكير : عمليات ذهنية محددة نمارسها ونستخدمها عن قصد في معـالجة المثيرات.مثل: تحديد المشكلة ، المقارنة، التصنيف ، التنبؤ ، الملاحظة . [2]



تعريف التفكير بمعناه العام:ـ
هو نشاط ذهني أو عقلي يختلف عن الإحساس والإدراك ويتجاوز الاثنين معاً إلى الأفكار المجردة, وبمعناه الضيق والمحدد: هو كل تدفق أو مجرى من الأفكار , تحركه أو تستثيره مشكلة أو مسألة تتطلب الحل كما انه يقود إلى دراسة المعطيات وتقليبها وتفحصها بقصد التحقق من صحتها , ومعرفة القوانين التي تتحكم بها والآليات التي تعمل بموجبها [3] .



أنواع التفكير:

إن للتفكير أنواع متعددة تتداخل مع بعضها حتى لا تكاد تميز كل نوع منها عن غيره ومن هذه الأنواع ما يلي :



– التفكير الإبداعي : -
• هو نشاط عقلي يستطيع من خلاله الفرد إيجاد شيء مألوف من شيء غير مألوف أو هو القدرة على إدراك الروابط الخفية بين الأشياء والأحداث والظواهر والخروج منها بشيء جديد يكشف ما بينها من علاقات وروابط . ويقال التفكير الإبداعي هو الإتيان بشيء جديد .
• أما تعريفه في المجال التربوي التعليمي فهو : قدرة الطالب على الإتيان بحلول جديدة للمشاكل والمواقف التي تواجهه وان كانت عناصرها موجودة في الموقف التعليمي ومعروفة لدى المعلمين ولكنها غير معروفة لدى هذا الطالب ومن هم في مستواه العمري .





– التفكير الأساسي : -
• هو نشاط عقلي غير معقد يتطلب من الفرد ممارسة مهارة أو أكثر من مهارات التفكير ألأساسية ( التذكر – الفهم – التطبيق( .



ـــ التفكير التباعدي :
• هو نشاط عقلي يستطيع الفرد من خلاله إنتاج عدد من الحلول عن طريق تفحصه المشكلة من زوايا متعددة .

– التفكير الجانبي ( الحائطي
هو نشاط عقلي يبحث في الحلول , والطرائق , والاقتراحات قبل اتخاذ القرار ، ومن أشهر الوسائل لحث الطالب على التفكير بهذه الطريقة أسلوب الحوار والتخيل والتصور وإعادة الوصف والقدح الذهني والتفكير من زوايا متعددة .




– التفكير الرأسي ( المركز( :
• هو نشاط عقلي يصل من خلاله الفرد إلى الحل مباشرة وهو قريب الشبه من التفكير المنطقي والعلمي وقد يتداخل معهما ويركز على المقدمات ، والنتائج ، والوقائع المادية ،ولا يلتفت على غيرها من التفريعات الجانبية ؛ومن ثم فهو أحادي الاتجاه وليس متعدد الاتجاهات.

– التفكير العلمي :
• هو نشاط عقلي يسير حسب خطوات منظمة تؤدي إلى اكتشاف القواعد العلمية ) القوانين ) التي تحكمها؛وذلك بالاعتماد على الملاحظة والقياس ، والتجريب للتحقق منها. وخطواته هي :
(1 الإحساس بالمشكلة
(2 تحديد المشكلة
(3 جمع المعلومات المتعلقة بالمشكلة أي الإطلاع على الدراسات السابقة والمراجع ذات الصلة بالمشكلة
(4وضع الفروض ( وهي الأسباب المحتملة للمشكلة)
(5 اختبار صحة كل فرض من الفروض
(6 تطبيق الفروض ( تجريب الفروض)
(7 الوصول إلى نتائج (التعميم)



– التفكير المنطقي:
• هو نشاط عقلي يقوم على مسلمات صحيحة أو مفترضة من خلال ما يعرف بالقياس المنطقي أي تكوين نتائج مبنية على مقدمات سليمة .



– التفكير الناقد:
• هو النشاط العقلي الذي يتطلب استخدام المستويات المعرفية العليا في تصنيف بلوم) التحليل – التركيب – التقويم ).

ويقال هو نشاط عقلي متأمل وهادف يقوم على الحجج المنطقية للوصول إلى أحكام صادقة وفق معايير مقبولة . أي استخدام المحاكمة العقلية لفحص الموقف والأحداث بهدف إصدار حكم. [4]







سأتناول الآن التفكير الإبداعي بشئ ٍ من التفصيل:

تعريف الإبداع:

لغةً:

من بدع أبدع الشئ أي اخترعته علي غير مثال سابق.

والمبدع:هو المنشئ أو المحدث علي غير مثال سابق كما قال تعالي في كتابه العزيز: ((بديع السماوات والأرض))أي خالقهما علي غير مثال سابق - خالقهما من العدم.



اصطلاحًا:

في واقع الأمر لا يوجد تعريف محدد جامع لمفهوم الإبداع ، وقد عرفة كثير من الباحثين الأجانب والعرب على حد سواء بتعريفات مختلفة ومتباينة ، غير أنها تلتقي في الإطار العام لمفهوم الإبداع ، وهذا الاختلاف جعل البعض ينظر إلى الإبداع على أنه عملية عقلية ، أو إنتاج ملموس ، ومنهم من يعده مظهرا من مظاهر الشخصية مرتبط بالبيئة.

عرفه البعض علي انه : نشاط عقلي مركب وهادف ، توجهه رغبة قوية في البحث عن حلول ، أو التوصل إلى نواتج أصيلة لم تكن معروفة سابقا

وعرفه آخرون : الإبداع ظاهرة ذهنية متقدمة يعالج فيها الفرد الأشياء والمواقف والخبرات والمشاكل بطريقة مبتكرة أو بوضع مجموعة حلول سابقة والخروج بحل جديد، وهو نشاط ذهني أو عملية تقدم إنتاجًا يتصف بالجدة والأصالة والقيمة في المجتمع، ويتضمن إيجاد حلول جيدة للأفكار والمشكلات والمناهج.

ويعرف جينفورد الإبداع بأنه: عملية ذهنية معرفية تتضمن الطلاقة والمرونة والأصالة والإثراء بالتفاصيل.

ويعرف بأنه : الإبداع ظاهرة ذهنية متقدمة يعالج فيها الفرد الأشياء والمواقف والخبرات والمشاكل بطريقة مبتكرة أو بوضع مجموعة حلول سابقة والخروج بحل جديد،

وانه : وهو نشاط ذهني أو عملية تقدم إنتاجًا يتصف بالجدة والأصالة والقيمة في المجتمع، ويتضمن إيجاد حلول جيدة للأفكار والمشكلات والمناهج. ويعرف جينفورد الإبداع بأنه عملية ذهنية معرفية تتضمن الطلاقة والمرونة والأصالة والإثراء بالتفاصيل. [5]



تعريف التفكير الإبداعي:

يعرف(فتحي جروان 1999) التفكير الإبداعي بأنه" نشاط عقلي مركب وهادف توجهه رغبة قوية في البحث عن حلول أو التوصل إلي نواتج أصيلة لم تكن معروفة سابقاً. ويتميز التفكير الإبداعي بالشمولية والتعقيد - فهو من المستوى الأعلى المعقد من التفكير -لأنه ينطوي على عناصر معرفية وانفعالية وأخلاقية متداخلة تشكل حالة ذهنية فريدة. [6]



ويعرف ( منير كامل 1996) التفكير الإبداعي بأنه "الأسلوب الذي يستخدمه الفرد في إنتاج أكبر عدد ممكن من الأفكار حول المشكلة التي يتعرض لها (الطلاقة الفكرية)، وتتصف هذه الأفكار بالتنوع والاختلاف (المرونة) وعدم التكرار أو الشيوع (الأصالة(. [7]

ويرى(محمد المفتي 1995) أن الإبداع" هو عملية لها مراحل متتابعة تهدف إلى نتاج يتمثل في إصدار حلول متعددة تتسم بالتنوع والجدة وذلك في ظل مناخ داعم يسود الاتساق والتآلف بين مكوناته. [8]





مهارات التفكير:



قبل أن نبدأ في الحديث عن مهارات التفكير هناك سؤال مهم يجب أن نجيب عنه السؤال هو :

هل هناك فرق بين التفكير و مهارات التفكير ؟!

نعم هناك فرق.

الفرق بين التفكير ومهارات التفكير:ـ
ـ التفكير عملية كلية تقوم عن طريقها بمعالجة عقلية للمدخلات الحسية, والمعلومات المترجمة لتكوين الأفكار أو استدلالها أو الحكم عليها, وهي عملية غير مفهومة تماماً, وتتضمن الإدراك والخب%