النتائج 1 إلى 10 من 14

مشاهدة المواضيع

  1. #6
    عضو جديد
    تاريخ التسجيل
    Nov 2009
    الدولة
    اليمن
    المشاركات
    72

    افتراضي

    نشرت في 2006-11-25

    عدد الزيارات: 6812




    خير جليس وصديق في هذه الحياة الدنيا هو (الكتاب) الذي يحفظ الصحبة ويمتع صاحبه ويمده بالزاد، وهو المأمون من الغدر والخيانة وهو الذي يرفع من شأن صاحبه قدرا ومكانة وعلوا.


    وقد كان للكتاب مكانة هامة عند العرب الأوائل وهم الذين نزل افضل كتاب على وجه الارض (القرآن) بلغتهم وفي ارضهم، والذي تضمن آيات واضحة وصريحة تحث على طلب العلم والامر بالقراءة وترفع من قدر العلماء وتصفهم بأنهم الاكثر خشية ومعرفة بالخالق ومن هنا اندفع العرب وهم الذين نبغوا في قول الشعر نحو القراءة والتأليف والترجمة والاطلاع وانشأوا مدارس فكرية كرست مبدأ الحوار وتداول الرأي البناء الهادف فأبدعوا علوما واخرجوا كنوزا افادت البشرية، فكانت المشعل الذي انار الطريق للحضارات الاخرى بعد ان خمدت الحضارة الاسلامية وانطفأت شعلة العلوم فيها واضاع المسلمون الطريق القويم الذي وضعوا عليه خطواتهم الاولى وأهملوا الكتاب وتركوا القراءة فنعست عقولهم وماتت ملكة الابداع لديهم حتى وصلت بهم الاحوال الى ما وصلت اليه اليوم .

    الشباب والكتاب

    أخي الشاب العزيز هناك ضرورة ملحة تدفعنا للحديث عن واقع الشباب والكتاب، وهذه الضرورة تكمن في أن الشاب بلا كتاب = الفراغ الفكري والثقافي، مما يجعله عرضةً للارتواء من أي نبعٍ كان!! لذا فإني أرى ضرورة للاحتماء بالكتاب، لمواجهة أي عائق، ولتجاوز أي نوعٍ من السدود، وهذا التأكيد ناشئ من الواقع الذي نعيشه يومياً من خلال ما نلمسه من سلوكيات سلبية تصدر من فئة جيل الشباب.

    ومن الأمور المسلَّم بها أن الشاب القارئ، هو شابٌ قادرٌ على أن يعيش عصره، ليبقى منتجاً فعَّالاً، وقبل ذلك نجده ذا شخصية قوية، فالقراءة وكما هو ملاحظ، تُساهم بدرجة كبيرة في صقل شخصية الإنسان، والارتقاء بطريقة تفكيره، ورسم واقعه الاجتماعي، كما أنها تساهم في تنمية الاتجاهات والقيم المرغوب فيها لدى الشباب.

    وعندما نوَّد الحديث عن العلاقة المتبادلة بين الشباب والكتاب؛ فأظن بأننا سنخلص إلى كونها علاقة سلبية، تتمثل في رفض الشاب للركون إلى الكتاب الذي عُدَّ يوماً ما كخيرِ جليسٍ للإنسان، ومن أراد أن يتأكد من صحة هذا الادعاء؛ فليسأل أقرب طالبٍ إليه، من الطلبة الذين لا يزالون يدرسون في المرحلة الثانوية أو الجامعية؛ ليسمع الحقيقة المرة بنفسه.

    أحوال العرب والمسلمين مقارنة بالغرب

    من المؤسف حقاً ما وصل له حال الكتاب في زماننا هذا؛ فالكتاب الذي كان يوماً خير جليس، بات الآن بلا جليس، فما عاد أكثرنا يقدر مكانة الكتاب وسمو شانه فكيف له أن يجالسه؟

    وهذا العامل من أهم أسباب التخلف الفكري والحضاري والعلمي والاقتصادي...إلخ، الذي يعاني منه العرب والمسلمون في زماننا هذا.

    في حين أن الغرب الذي تشهد صفحات التاريخ بأنه بلا هوية أو تاريخ أو حضارة، نراه -حين اهتم بالكتاب- قد تفوق على من سواه في معظم المجالات، فالغرب اهتم بالكتاب أيما اهتمام وحرص على زرع بذور العلاقة بين الأطفال والكتاب وأسس لتلك العلاقة أساساً جيداً فاجتذبوا عقول الصغار لكتاباتهم التي تحوي أفكارهم ونظرياتهم بغض النظر عن فحواها "فقلب الحدث كالأرض الخالية ما القي فيها قبلته" كما يقول أمير المؤمنين عليه السلام.

    وهنا أورد إحصائية صغيرة تقول أن عدد الكتب المباعة من أول أربعة أجزاء لسلسلة هاري بوتر القصصية قد بلغ نحو (200) مليون نسخة صدرت بـ(55) لغة ووزعت في (200) دولة، ولك أن تعي -عزيزي القارئ- مدى الاهتمام الذي أولاه الغرب للكتاب. فحق قول الله تعالى : {قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون}.

    فوائد القراءة

    هذه وقفات عاجلة حول فوائد أو دواعي القراءة:
    أولها: أن القراءة تعد وسيلة مهمة لتحصيل العلم الشرعي وإدراكه؛ فقد ذكر عن رسول الله ( ص) أنه قال : "من سلك طريقا يلتمس فيه علما سلك الله به طريقا إلى الجنة وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضا لطالب العلم وإن العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض حتى الحيتان في الماء وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب إن العلماء ورثة الأنبياء إن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما إنما ورثوا العلم فمن أخذ به فقد أخذ بحظ وافر "، ومن خرج في طلب العلم فهو في سبيل الله حتى يرجع. إن هذه النصوص وغيرها والتي تدعو إلى طلب العلم وتحث عليه، وتُفضِّلُ أهل العلم على غيرهم، وتُفضِّلُ الانشغال بالعلم على ما سواه، تدل هي أيضاً على فضل القراءة وأهميتها والحث عليها؛ حين يكون الدافع والمقصد لها تحصيل العلم الشرعي.


    ثانياً: القراءة وسيلة لتوسيع المدارك والقدرات؛ لأن المرء حين يقرأ، يقرأ في اللغة وفي الأدب والتفسير والفقه والعقيدة، ويقرأ في ما ألف قديماً وألف حديثاً؛ وذلك مدعاة لتوسيع مداركه وإثراء عقليته، ولعل هذا يفسر لنا التخلف الذريع الذي نعاني منه بين صفوف كثيرٍ من شبابنا، والمسافة غير المتوازنة بين قدراتهم العقل
    التعديل الأخير تم بواسطة المنتصر2010 ; 11-04-2010 الساعة 09:17 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •