برعاية وزير الشؤون الاجتماعية وتحت شعار «التقنية الحديثة للأشخاص ذوي الإعاقة»..انطلاق الأسبوع الخليجي الخامس للإعاقة السبت القادم

الكواري: الأسبوع يهدف إلى تعزيز وتفهم القضايا المرتبطة بالإعاقة

الملا: توفير الدولة للتقنيات الحديثة مكّن أصحاب الإعاقة من ممارسة حياتهم بشكل أفضل

د. اليزيدي: الجمعية الخليجية تعمل على توفير قاعدة معلومات لذوي الاحتياجات الخاصة
ناصر وعبد الرحمن نموذجان مثاليان لتحدي الإعاقة والإصرار على ممارسة الحياة


يحيى عسكر

تحت رعاية سعادة السيد ناصر بن عبد الله الحميدي وزير الشؤون الاجتماعية تنطلق السبت القادم فعاليات الاسبوع الخليجي الخامس للإعاقة الذي تنظمه الوزارة تحت شعار "التقنية الحديثة للأشخاص ذوي الإعاقة.. الطريق إلى المستقبل" وبمشاركة الجمعية القطرية لذوي الاحتياجات الخاصة والجمعية الخليجية للإعاقة ومستشفى الرميلة ومعهد النور للمكفوفين ومركز الشفلح للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة والمركز القطري الثقافي الاجتماعي للصم ومركز قطر الاجتماعي والثقافي للمكفوفين و"مركز مدى".

وأكد السيد غانم مبارك الكواري مدير ادارة المسنين وذوي الإعاقة خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد أمس أن مشاركة وزارة الشؤون الاجتماعية جاءت بناء على الدعوة الموجهة من الجمعية الخليجية للإعاقة وتأكيداً على مبدأ الشراكة في خدمة الأشخاص ذوي الإعاقة بتنفيذ وتفعيل الأسبوع الخليجي الخامس للأشخاص ذوي الإعاقة لعام 2010 خلال الفترة من 5 الى 15 من الشهر الحالي.

وأشار الكواري إلى أن الأسبوع يهدف إلى تعزيز وتفهم القضايا المرتبطة بالإعاقة وحشد الدعم من أجل كرامة وحقوق ورفاهية الشخص ذي الإعاقة والعمل على زيادة الوعي الذي يؤدي إلى دمج هؤلاء الأشخاص في المجالات المختلفة سياسية، اجتماعية، اقتصادية أو الحياة الثقافية للأشخاص ذوي الإعاقة وأسرهم من جهة وللجهات الحكومية وغير الحكومية من جهة مشيراً إلى أن الأسبوع مخصص للأشخاص ذوي الإعاقة وأولياء أمورهم من جهة وللعاملين في مجال الإعاقة من جهة أخرى وتشتمل على ورش للتوعية والتعريف والتدريب لاستخدامات التقنية الحديثة وأهميتها في حياة الأشخاص ذوي الإعاقة.

ولفت الكواري إلى أن كل جهة مشاركة في فعاليات الأسبوع سيخصص لها يوم كامل لعرض احدث ما توصلت اليه التكنولوجيا في مجال تخصص الإعاقة فمثلا سيقدم معهد النور للمكفوفين والمركز الثقافي الاجتماعي للصم ومستشفى الرميلة والجمعية القطرية لتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة ومركز الشفلح اخر المستجدات المساعدة لهذه الإعاقات المختلفة.

وذكر الكواري أنه تمت طباعة وتوزيع قانون الموارد البشرية على المكفوفين بواسطة التنسيق المباشر مع معهد النور وتمثل هذه الخطوة دعما لوجستيا من الحكومة القطرية لفئة المكفوفين وتبرهن بكل تأكيد على دعم القيادة الرشيدة الموقرة لجميع فئات المجتمع القطري ومنهم فئة المكفوفين، ووجه الكواري الشكر في ختام حديثه للجمعية القطرية للإعاقة بوصفها الداعم الرسمي لفعاليات الأسبوع.

من جانبها أعربت الدكتورة وفاء اليزيدي رئيس اللجنة الوطنية الاستشارية للإعاقة نائب رئيس الجمعية الخليجية للإعاقة عن سعادتها بالتفاف المؤسسات ومراكز وجمعيات بدولة قطر للاحتفال بالمناسبة من خلال عدة فعاليات تسعى لتحقيق أهداف متميزة لرعاية ذوي الإعاقة بأنواعها المختلفة كالإعاقة البصرية أو السمعية والذهنية والحركية إضافة إلى عقد منتدى مفتوح بمركز "مدى" في اخر أيام الاحتفالات.

وأشارت الدكتورة اليزيدي إلى أن الفعاليات لبنة أساسية لإيجاد تواصل مستمر بين الجهات المعنية بذوي الإعاقة بما يوحد وجهات النظر ويساعد في توفير بيئة صحية ومجتمعية سليمة للأبناء من هذه الفئة، بما يتسق مع الأهداف الرئيسية للجمعية الخليجية للإعاقة التي تتحدد في توحيد الجهود المبذولة في مجال الإعاقات بين دول مجلس التعاون الخليجي وتوفير قاعدة معلومات لذوي الاحتياجات الخاصة وإصدار المطبوعات والدوريات الخاصة بهم إضافة إلى القيام بالبحوث والدراسات المتخصصة في مجال الإعاقة ودعمها وكذلك تنظيم المؤتمرات والندوات والمحاضرات وورش العمل في مجالات الإعاقة بالإضافة الى تبادل الخبرات والمعلومات والباحثين والدارسين فيما بين أعضاء الجمعية بدول مجلس التعاون الخليجي.

وأضافت ان الجمعية تهدف أيضا إلى التنسيق وزيادة التعاون مع الجهات الحكومية والأهلية والجمعيات والمنظمات الدولية والأفراد في مجال الإعاقة (ذوي الاختصاص والمهتمين بالإعاقة)، وتقديم الاستشارات اللازمة في مجالات الإعاقة والتعاون في تقييم مستوى ونوعية الخدمات المقدمة في هذا الشأن وكذلك حث دول مجلس التعاون الخليجي على إصدار القوانين والتشريعات المنظمة لحقوق المعوقين في دول المجلس وأخيراً تشجيع هذه الدول لتنمية وتطوير المؤسسات والجمعيات والاتحادات العاملة في مجال الإعاقة.

وشددت على أن الدولة عملت على توفير التقنيات المساعدة ليصبح المعاق أقرب للسوي من خلال الاستفادة من تلك التقنيات، لافتة إلى أهمية التقنية الحديثة في التخفيف من الإعاقة ومساعدة المعوق في الانطلاق إلى آفاق الحياة المختلفة، خاصة مع التطور العالمي حيث أصبحت التقنية تشمل أنواعا مختلفة من أجهزة الحاسب الآلي والأجهزة المساعدة لهم.

وتحدث السيد أمير الملا المدير التنفيذي للجمعية القطرية لذوي الاحتياجات الخاصة حيث أوضح أن الجمعية هي أحد المؤسسين للجمعية الخليجية للإعاقة التي تحث جميع دول التعاون على الاحتفال بهذا الأسبوع لتقديم كافة سبل العون للمعوقين، مشيرا إلى الدور المهم الذي تقوم به الجمعيتان في خدمة ومساعدة ذوي الإعاقة.

وأشاد الملا بالجهود التي تقوم بها الوزارات والجهات المختلفة بالدولة من أجل تأهيل وتثقيف كوادرها بشأن التعامل مع الفئات المختلفة من الأشخاص ذوي الإعاقة ومنهم فئة الصم.

وقال السيد أمير الملا ان الأجهزة التعويضية تطورت كثيرا عن الماضي فعلى سبيل المثال كانت الكراسي المستخدمة قديما تسبب متاعب كبيرة للمعوق فتطور الأمر بعد ذلك لتتم إضافة طبقات أسفنجية أكثر لتوفير راحة تامة للمعوق وتنشيط الدورة الدموية حتى لا يصاب المعوق بانتكاسات خاصة في العضلات والأكتاف، كما انتقل الكرسي المتحرك لمرحلة تطويرية أخرى تتمثل في الكراسي المفصلة خصيصاً على حسب نوع ومكان الإعاقة لتسهيل عملية الدفع بصورة أسهل بكثير عما سبق، وبعد ذلك ظهرت الكراسي الكهربائية التي وفرت عناء كثيرا من المعوقين ولكنها تؤدي ايضاً لخمول عضلات الشخص المعوق ويفضل استخدامها بصفة خاصة للأشخاص المصابين بالشلل الدماغي.

وفيما يخص الإعاقة البصرية أشار الملا إلى أن التقنيات الحديثة مكنت أصحاب هذه الإعاقة من ممارسة حياتهم بشكل أفضل بعد ظهور برنامج "القارئ" الذي مكن المكفوف من تصفح الانترنت، أما فيما يخص الإعاقة السمعية فقد استحدث ما يسمى بـ"المعين السمعي" الذي استخدمه كثير من الأشخاص الذين لديهم بواقٍ سمعية لمساعدتهم في التواصل مع المجتمع وإكمال دراستهم.

واشار الى انه تنفيذا للاتفاقية الدولية لحقوق ذوي الإعاقة وتحديداً المادة التاسعة منها، سعى الاتحاد العربى للمكفوفين من مقره بالدوحة وبالتعاون مع العديد من الجهات الحكومية وغير الحكومية الى توفير المواد المكتوبة بالطريقة البارزة «برايل» حيث جاءت اولى ثمار ذلك في قانون الموارد البشرية رقم 8 لسنة 2009.. مشيرا الى ان الاتحاد تسلم 300 نسخة من هذا القانون بالطريقة البارزة من أجل إيصال محتوى احكام القانون الى كل فئات المجتمع للاطلاع على حقوقهم وواجباتهم الوظيفية.

ونوه الملا بمساهمة الجمعية القطرية لذوي الاحتياجات الخاصة في تأليف المعجم الجغرافي بأسماء ومدن العالم ويعد الاول من نوعة على مستوى العالم باللغتين العربية والانجليزية كما قامت الدولة بطباعة القاموس الاشاري الموحد ووزعته بالمجان للجهات المعنية.

واشار الى ان التقنية المساعدة شهدت إقامة معرض كبير في شهر مايو من العام المنصرم والذي نظمه الملتقى الخليجي التاسع في مركز الشفلح، تم من خلاله تقديم احدث ما توصلت اليه التكنولوجيا في العالم من وسائل مساعدة كالكراسي المتحركة الكهربائية وأجهزة المساعدة على النطق والسمع والتي تستخدم حاليا في مراكز الاعاقة بالدولة مثل معهد النور ومركز الشفلح ومركز الصم لمساعدة المعوقين في عملية التعليم والتواصل والتوظيف فمن خلال هذه التكنولوجيا يمكن تدريب الكثيرين من ذوي الاعاقة على الحاسب الالي في مختلف المراكز لصقل مهاراتهم وتأهيلهم للدخول الى الحياة العملية.

وأشارت الدكتورة الى انه تم توجيه الدعوة الى مدير ادارة المرور العميد محمد سعد الخرجي لحضور حفل افتتاح الاسبوع كما سيشارك بفعاليات الاسبوع وفد من المرور بصفتها جهة مهتمة بالاعاقات التي تسببها الحوادث المرورية وذلك للتعرف على أحدث التقنيات المستخدمة لتعايش ذوي الاعاقة مع المجتمع.

وكشفت الدكتورة اليزيدي عن بعض الصعوبات التي تواجه لغة الاشارة كونها لغة متغيرة من منطقة الى اخرى فلغة الاشارة مثلا في الدول الإفريقية مختلفة عن لغة الإشارة البريطانية والفنلندية وذلك ما يعوق امكانية تعميم لغة الاشارة وتعليمها للاشخاص الاصحاء كخطوة لدمج اصحاب الإعاقات السمعية في المجتمع، مشيرة الى ان هناك جهودا من المجلس الاعلى للأسرة في الدول العربية للتغلب على هذا التحدي من خلال تواجد مرشد للغة الاشارة وتوحيدها على مستوى الدول العربية، اما على مستوى دول العالم ككل فهناك مقترح بتعميم لغة اشارة الدول الاسكندنافية على باقي دول العالم من خلال منظمة اليونسكو ولكنه لم يتحقق بعد.

وعرض المؤتمر الصحفي نموذجين لشابين تعرضا لحوادث سببت لهما الاعاقة الا انهما لم يستسلما لهذه الاعاقات الحركية وتحديا ذاتهما لمواصلة حياتهما والعودة الى المجتمع، فأكد ناصر على دور الدولة في الدعم الكبير الذي تقدمه لذوي الاعاقة لدمجهم في المجتمع واعطاء الفرصة لهم حتى يعيشوا حياتهم مثلهم مثل الاشخاص الاصحاء،
أما عبد الرحمن اليافعي الذي تحدى اعاقته الحركية ورفع اسم دولة قطر في بطولة العالم للمعوقين محرزا المركز الثالث فقد طالب المسؤولين بضرورة تفعيل اتفاقية الوصول التي وقعت في عام 2008 والتي تلزم المباني المهمة والمؤسسات الحكومية التي تشيّد بضرورة توفير سبل وامكانيات خاصة لذوي الاحتياجات تساعدهم على الوصول والتجول بالمبنى بسهولة ويسر.


http://www.al-sharq.com/articles/more.php?id=189163