المقطع الثالث:
يا زرقاء..
لا تسكتي .. فقد سَكَتُّ سَنَةً فَسَنَةً ..
لكي أنال فضلة الأمانْ
قيل ليَ "اخرسْ .."
فخرستُ .. وعميت .. وائتممتُ بالخصيان !
ظللتُ في عبيد ( عبسِ ) أحرس القطعان
أجتزُّ صوفَها ..
أردُّ نوقها ..
أنام في حظائر النسيان
طعاميَ : الكسرةُ .. والماءُ .. وبعض الثمرات اليابسة .
وها أنا في ساعة الطعانْ
ساعةَ أن تخاذل الكماةُ .. والرماةُ .. والفرسانْ
دُعيت للميدان !
أنا الذي ما ذقتُ لحمَ الضأن ..
أنا الذي لا حولَ لي أو شأن ..
أنا الذي أقصيت عن مجالس الفتيان ،
أدعى إلى الموت .. ولم أدع الى المجالسة !!
دون ان يسأل عنه احد
تكلمي يا زرقاء
تكلمي .. تكلمي ..
فها أنا على التراب سائلً دمي
وهو ظمئً .. يطلب المزيدا .
أسائل الصمتَ الذي يخنقني :
في المقطع الثالث:
يقول الشاعر ان يا زرقاء لا تسكتي فإنه قد سكت لسنوات عدة لكي ينال ما تبقى من الامان فكلما تحدث كانوا يسكتوه قومه ولا يسمعوا له رأيا أبداً حاله كحال عنترة بن شداد الذي كان يعاملوه قومه وكأنه نكرة ينام ويعيش ويرعي الخرفان وما هنالك من الأنعام غيرها وينام في حضيرتها ويقص صوفها ويؤمن للقطعان مكان تأوي إليه فكان كلما تكلم يسكته أهله ولكن في ساعة الحرب يتخاذل كل من حاملي الدروع والرماة والفرسان يدعى هو إلى القتال وكان يقاتل ببسالة كحال الشاعر الذي لم يدع الى مأدبة او مجلس قط وعند الحرب يدعون اليها .
المعاني :
فضلة: ما تبقى
أجتز : أقص
أرد :أأمن
حظائر : المكان التي تؤوي إليه الدابة
الطعان: الطعن في المعركة
الكماة : أصحاب الدروع
الضان:ذو الصوف من الغنم