طرق البحث‬ ‫في دراسة النمو الانساني‬ :

‫الهدف من علم نفس النمو‬ ‫الوصول إلى مجموعة من المعارف والمعلومات المتعلقة‬ ‫بظاهرة النمو الانساني ...‬ ‫فهو يسعى إلى وصف مظاهر النمو جسميا وعقليا ونفسيا‬ ‫.‬ ‫واجتماعيا وفي كل مرحلة من مراحل دورة الحياة,‬ ‫والعوامل المؤثرة فيها..‬ ‫معرفة العلاقات والقوانين التي تحكم ظاهرة النمو والتنبؤ‬ ‫.‬ ‫بها..‬ ‫التحكم بالظاهرة والسيطرة عليها ..لنتاج ظواهر مرغوبة‬ ‫.‬ ‫أو تجنب أخرى غير مرغوبة..‬

‫طرق البحث في دراسة النمو‬ ‫من الطرق الرئيسية في دراسة النمو ما يلي:‬ ‫طريقة الملحظة العلمية:‪observational method‬‬ ‫3.‬ ‫تستخدم الملحظة كطريقة من طرق البحث العلمي في كافة العلوم‬ ‫( الكيمائي يلحظ التفاعلات, الفلكي يلحظ الجرام السماوية,‬ ‫الجغرافي يرصد الرياح والمطار ويسجل ويحلل ليصل إلى‬ ‫نتائج)..‬

‫عالم النفس في مجال النمو ماذا يلاحظ؟؟‬ ‫‪ ‬يقوم بملحظة النماط السلوكية والمظاهر النمائية لدى‬ ‫مجموعة من الافراد .‬ ‫‪ ‬ثم يقوم بتسجيل ما يلحظه مستخدما الجهزة المختلفة..‬ ‫‪ ‬يستخلص نتائج عامة عن الظاهرة المدروسة ..‬ ‫يشاهد الباحث جوانب سلوكية معينة ومظاهر نمائية في مواقف‬ ‫الحياة اليومية في المدرسة / الملعب/ مع الجماعة وفي‬ ‫مواقف محددة مضبوطة يسجل ما يلحظ ويحلل ويفسر..‬

‫‪ ‬تقتضي الملحظة العلمية اجراءات معينة‬ ‫‪ ‬لابد من تحديد جوانب السلوك موضوع الملحظة( ملحظة‬ ‫سلوك الطفل في موقف الحباط) تعريفه اجرائيا .‬ ‫‪ ‬وتحديد أزمنة وأمكنة الملاحظة..وتحديد أساليب التسجيل‬ ‫المستخدمة والعمل على خلق مجال سلوكي يوضع أفراد عينة‬ ‫الدراسة فيه لملاحظتهم أثناء تعرضهم لمواقف مختلفة من‬ ‫الحباط../ عدوان/ غيرة وتسجل سلوكياتهم وتكرر العملية‬ ‫على أفراد من أعمار مختلفة من ذكور وأناث لعقد المقارنات‬ ‫اللازمة واستخلص النتائج...‬

‫أدوات الملاحظة‬ ‫‪ ‬تستخدم آلات التسجيل , التصوير , حجرات العزل حيث‬ ‫يمكن من رؤية الاطفال من جانب الباحث دون أن يراه‬ ‫الاطفال.. وقوائم خاصة لدراسة السلوك المراد ملاحظته..‬ ‫‪ ‬تعتبر الملاحظة مورد خصب للحصول على المعلومات‬ ‫المتعلقة بالمظاهر النمائية ..‬

‫أهمية الملاحظة في دراسة نمو الاطفال‬ ‫‪ ‬وتزداد أهميتها بالنسبة للاطفال فهي الاسلوب الامثل في‬ ‫دراسة الاطفال حيث أنهم لا يستطيعون الاجابة على أسئلة‬ ‫الباحثين..‬ ‫‪ ‬تتيح للباحث فرصة ملاحظة السلوك التلقائي الفعلي في‬ ‫مواقف طبيعية .‬ ‫‪ ‬تقضي على مقاومتهم في التحدث عن أنفسهم بصراحة.‬

2-الطريقة الطولية‪longitudiual meth‬‬ ‫من الطرق المألوفة في دراسة النمو ومظاهره للفرد أو الجماعة من‬ ‫‪‬‬ ‫الافراد من اول المرحلة حتى نهايتها شهرا بعد شهر وعاما بعد عام‬ ‫على نفس الفرد أو الجماعة وقد يمتد طول الفترة الزمنية إلى 10 ‫سنوات أو أكثر يسجل خلالها التطور الذي طرأ على الافراد في‬ ‫الاعمار المتتابعة جسميا عقليا انفعاليا.. لهذا توصف أنها تتبعية‬ ‫طولية.‬ ‫تستخدم لدراسة ثبات أو تغير بعض الخصائص النمائية عبر مراحل‬ ‫‪‬‬ ‫النمو المختلفة كالذكاء , العدوان.‬ ‫وتستخدم لتحديد أثر متغير على متغير آخر ..وكذلك لمعرفة خصائص‬ ‫‪‬‬ ‫النمو ومظاهرة الجسمية والعقلية في كل مرحلة وكل شهر ولا تهتم‬ ‫بوصف ما هو قائم بلا التغيرات القائمة نتيجة مرور الزمن...‬

‫مزايا الطريقة‬: ‫‪ ‬دقيقة تتيح فرصة معرفة تأثير كل من المتغيرات البيئية‬ ‫والثقافية على السلوك والشخصية .‬ ‫‪ ‬ترصد بدقة الزيادة التي تطرأ على النمو باستخدام منحنيات‬ ‫النمو.‬ ‫‪ ‬إلا أنها تحتاج لوقت طويل وجهد كبير..من الصعب‬ ‫الاستمرار فيها لباحث معين أو تتبع العينة الاصلية لفترة‬ ‫طويلة لانسحاب أعداد كبيرة أثناء الدراسة.‬

‫‪ ‬أشهر الدراسات الطولية دراسة لويس تيرمان:‬ ‫استمرت 53 عاما حيث بدأت الدراسة عام 1291 بهدف‬ ‫اكتشاف الصفات الجسمية العقلية الانفعالية التي تميز‬ ‫المتفوقين عن غيرهم ومعرفة أساليب حياتهم وقد اختار لهذه‬ ‫الدراسة 8251 طفل تراوحت نسب ذكاءهم ما بين 041 فما‬ ‫فوق وقد تمكن من التوصل إلى نتائج مذهلة عن الخصائص‬ ‫النمائية للمتفوقين عقليا..‬

3- الطريقة المستعرضة ‪cross- sectional‬‬ ‫‪method‬‬ ‫‪ ‬تقوم على دراسة مجموعات من الافراد في مستويات عمرية‬ ‫مختلفة لدراسة خصائصهم النمائية في نفس الوقت دون‬ ‫الانتظار الطويل لنموهم كما في الطريقة الطولية.‬ ‫‪ ‬عند دراسة النمو الجسمي عند الاطفال عبر مراحل نموهم‬ ‫يتم اختيار عينات كبيرة من الافراد في سنوات 8,6,4,2‬ ‫وتدرس مظاهر النمو في المراحل المختلفة..‬ ‫‪ ‬في دراسة مستعرضة عن العدوان لدى الاطفال في أعمار‬ ‫معينة قام الباحث بملاحظة سلوك العدوان ومظاهر التعبير‬ ‫عنه لدى مجموعة من الاطفال في أعمار متفاوته..‬

‬توصل إلى ان العدوان الجسدي أكثر شيوعا في السنوات المبكرة في‬ ‫حين كان العدوان اللفظي أكثر شيوعا عند الكبار ..‬ ‫‪ ‬من مزايا الطريقة توفير الوقت والجهد وتؤدي إلى نتائج سريعة إلا‬ ‫أنها لا تأخذ في اعتبارها الاختلافات البيئية والثقافية لعينات الافراد..‬ ‫إن الطرق الثلاثة السابقة وصفية تؤدي إلى فهم ظاهرة النمو فهما دقيقا‬ ‫زودت الباحثين بمعلومات هائلة عن نمو الاطفال ومظاهرهم ومكنتهم‬ ‫من وضع معايير للنمو السليم يتم في ضوءها تمييز النمو السليم من‬ ‫الشاذ , وساهمت في الكشف عن بعض الحقائق والمبادئ المتعلقة‬ ‫بظاهرة النماء الانساني..‬

4- الطريقة التجريبية ‪experimental meth‬‬ ‫‪ ‬يعتبر التجريب من أكثر الطرق دقة وموضوعية وأهمية لانه‬ ‫يتعدى وصف الظاهرة إلى معرفة العوامل والشروط اللازمة‬ ‫لحدوثها..‬ ‫‪ ‬ويستخدم التجريب للكشف عن العلاقات السببية بين متغيرين.‬ ‫‪ ‬وتستخدم الطريقة للكشف عن حقائق النمو وبيان علقة متغير‬ ‫بآخر ..‬

5- الطريقة الكلينيكية‪clinical method‬‬ ‫‪ ‬ترجع هذه الطريقة إلى فرويد عندما كان يدرس مرضاه‬ ‫النفسيين ولم يكن يكتفي بتشخيص اضطراباتهم بل كان يعنى‬ ‫بدراسة نموهم النفسي منذ الطفولة معتقدا أن الاضطرابات‬ ‫الحالية ما هي إلا صدى لاحباطات الطفولة ومشاكلها..‬ ‫‪ ‬تستخدم الطريقة في عيادات الاطفال وعيادات الارشاد‬ ‫النفسي حيث يقدم العلماء نتيجة دراسة ومتابعة الحالات‬ ‫وعلاجها تفسير مقبول لاضطرابات نمو الاطفال وتحديد‬ ‫العوامل المؤثرة في نموهم الاجتماعي والانفعالي..‬

6- الطريقة الاحصائية والقياسية‬ ‫‪statical,testing method‬‬ ‫تعتمد هذه الطريقة في علم نفس النمو على استخدام القياس النفسي‬ ‫‪‬‬ ‫لمظاهر النمو الجسمية والعقلية والاجتماعية والانفعالية واللغوية ,‬ ‫والميول والاتجاهات في مراحل نموهم المختلفة وفي بيئات مختلفة..‬ ‫عند دراسة تطور الذكاء عند الاطفال منذ السنة الاولى حتى سن معين‬ ‫‪‬‬ ‫يتم استخدام مقاييس الذكاء لقياس ذكاء الاطفال في مراحل النمو‬ ‫المختلفة .. ومن ثم نقارن نتائج القياس في كل المراحل لنتمكن من‬ ‫الحصول على نتائج عن نمو الذكاء عند الاطفال وكذلك الحال بالنسبة‬ ‫للميول والاتجاهات, حيث يمكن التعرف على نموها باستخدام‬ ‫المقاييس والاستبانات المختلفة..‬

‫‪ ‬يستخدم الاسلوب الاحصائي للكشف عن الارتباطات بين‬ ‫مظاهر النمو المختلفة مثل ارتباط النمو العقلي بالنمو اللغوي.‬ ‫‪ ‬كما يمدنا الاسلوب الاحصائي بالكشف عن الفروق الفردية‬ ‫بين الذكور والاناث في مظاهر النمو الاجتماعي والعقلي‬ ‫والجسمي والانفعالي باستخدام أساليب احصائية تكشف عن‬ ‫مدى دلالة الفروق بين الجنسين في متغيرات معينة .‬ ‫‪ ‬كما يفيد المنهج الاحصائي في الكشف عن مسببات ظاهرة‬ ‫ما, فهناك طرق احصائية حديثة تكشف عن مسببات ظاهرة‬ ‫ما أو العوامل المؤثرة في حالة ما..‬

‫‪ ‬تلك هي أهم طرق البحث في دراسة ظاهرة النمو الانساني‬ ‫وقد تكون أكثر من طريقة صالحة للاجابة عن سؤال معين‬ ‫وعليه تتحدد قيمة كل طريقة بمدى ملاءمتها للاجابة على‬ ‫تساؤلات البحث..‬ ‫‪ ‬كلما تكاملت الطرق وتعددت في دراسة الظواهر الانمائية كلما‬ ‫كانت النتائج أكثر دقة وعلمية وموضوعية..‬

‫المفاهيم الاساسية والمؤثرة في عملية النمو‬ ‫الفترة الحرجة أو الحاسمة للنمو‪critical period‬‬ ‫يشير علماء النفس بأنه توجد فترات حاسمة أو ذات‬ ‫2.‬ ‫حساسية كبيرة في نمو الاطفال والتي أثناءها يصبح تعلم‬ ‫انماط سلوكية ممكنا.‬ ‫يوجد تفاعلت بيئية معينة لكي يتقدم النمو بصورة عادية‬ ‫3.‬ ‫والعامل الحاسم هو التوقيت إذ لم يحدث هذا التفاعل‬ ‫المناسب أثناء فترة زمنية محددة , قد ينعكس ذلك بالتباطئ‬ ‫أو التوقف على مسار النمو.‬

‫الاطفال الذين يتلقون المديح على محاولتهم اللغوية المبكرة يكونون‬ ‫‪‬‬ ‫أكثر ميل إلى التكلم بطلقة في عمر مبكر إذا ما قورنوا بالاطفال‬ ‫الذين لا يتلقون المديح على محاولتهم الاولى..‬ ‫كذلك يعد حرمان الطفل من الرعاية أثناء هذه الفترة الحرجة يتسبب ‫في ظهور جوانب أو بوادر من التخلف العقلي أو العاقة الانفعالية‬ ‫عند الاطفال يصعب علاجها مستقبل.‬ ‫قد أشارت معظم الابحاث والدراسات إلى أن سنوات ما قبل المدرسة‬ ‫‪‬‬ ‫لها أهمية قصوى وكبيرة خاصة على نمو الذكاء عند الاطفال لذا بدأ‬ ‫الاهتمام بمرحلة رياض الطفال..‬

‫الاستعداد ‪readiness‬‬ ‫‪ ‬يشير ستون أن العلاقة بين النضج والتعلم بأنها علاقة دائرية‬ ‫كل يغذي داخل الاخر.‬ ‫‪ ‬بمعنى أن النضج يحدث مقترنا بحالة من الاستعداد أو تهيؤ‬ ‫لظهور انماط سلوكية جديدة أكثر تركيبا وتعقيدا ويتفق معظم‬ ‫علماء النفس حول أن الاطفال لا يمكنهم التعلم إلا حين يكونوا‬ ‫على استعداد لعمل ذلك..‬

‫‪ ‬الاستعداد يسهل من عمليات التعلم ويزيدها فعالية وثباتا‬ ‫وإدامه في التعلم.‬ ‫‪ ‬فالتدريس الفعال يعتمد على استثمار الاستعداد والنضج معا‬ ‫وفي التوقيت المناسب للخبرة ..‬

‫ملاحظات هامة حول الاستعداد‬ ‫‪ ‬أن حالة الاستعداد مهمة للقيام بمهارات أكثر تعقيدا وتركيبا.‬ ‫‪ ‬حالة الاستعداد مرتبطة أساسا مع عملية النضج.‬ ‫‪ ‬أن العلاقة بين النضج والاستعداد علاقة دائرية متداخلة.‬ ‫‪ ‬أن الاستعداد يحتاج إلى توقيت مناسب.‬ ‫‪ ‬كثير من عمليات النمو تحتاج إلى الاستعداد والنضج معا..‬

‫النضج والتعلم‬ ‫مصطلح النضج ‪ maturity‬مصطلح استفاد منه علم النفس من علم‬ ‫‪‬‬ ‫البيولوجيا..‬ ‫مصطلح نفسي يشير إلى جملة من التغيرات الداخلية التي تحدث‬ ‫‪‬‬ ‫للكائن ويظهر آثارها على سلوكه.. على أن توقيتها وكيفية هذا التغير‬ ‫محدد سلفا وحسب قوانين معينة وبالتالي تعمل بدرجة من النسبية من‬ ‫الستقلل عن عوامل التدريب والممارسة .‬ ‫أي أن انماط السلوك المعتمدة على النضج سوف تحدث أو لم تحدث‬ ‫سواء توفرت أو لم تتوفر عوامل التدريب أو الممارسة..‬

‬هناك انماط سلوكية انسانية عديدة تنمو من خلل النضج مثال‬ ‫القدرة على المشي تتأثر بالحد الدنى فقط بخبرة التعلم ..‬ ‫‪ ‬فألاطفال الهوبي بجبال الهمليا بالهند يربطون على أخشاب‬ ‫ويحملون على ظهور المهات وهم بالنهاية يمشون في نفس‬ ‫الفترة العمرية التي يمشي بها الخرون..‬

ونؤكد على أن التفاعل بين الطفل والعالم الخارجي يؤدي إلى‬ ‫تغيرات سلوكية .‬ ‫‪ ‬ومع ذلك يصعب للغاية على السيكولوجين تحديد أي من‬ ‫السلوك يعزى إلى التعلم , وأيهم يعزى إلى النضج..‬ ‫‪ ‬لكن يمكن القول أن التعلم والنضج يرتبطان بصورة وثيقة في‬ ‫تأثيراتهما على النمو الانساني .‬ ‫‪ ‬وعليه يمكن القول أن الاستعداد + النضج = تعلم متقن..‬

‫تساؤلت الباحثين والعلماء؟؟؟‬‬متى نحدد أن الطفل وصل إلى مستوى النضج الذي يؤهله‬ ‫للاستفادة من التعلم؟‬هل يمكن التبكير في التعلم على أنه يسرع النضج؟‬ ‫‪ ‬هل هناك فترات معينة يتمكن الطفل فيها من التعلم أكثر مما‬ ‫يتعلم في فترة أخرى ؟‬ ‫‪ ‬أو أن يكون تأثير التعلم أكثر من أي فترة أخرى؟؟‬

‫أهمية الفترات الحرجة في التعلم‬ ‫كان للعالم سكنر اتجاها آخر وهو يمثل المدرسة السلوكية والتي‬‬‬ ‫أعطت العوامل البيئية دور كبير في النمو الانساني.‬ ‫يرى أنه من الخطأ التأخر في تعليم الطفل بانتظار وصوله على ‫مستوى النضج المناسب ..‬ ‫فهم يؤكدون على أهمية تعليم الطفل الكثير من الخبرات في وقت أبكر