بحث كامل لم اجد ::

ولكني اضع لكم بعض المعلومات التي وجدتها لكم ــ علها ستفيد ::



ضعف الأمة وهزيمتها النفسية.. المشكلة والحل ضعف الأمة وهزيمتها النفسية.. المشكلة والحل عرض - عصام زيدان الخميس 08 شعبان 1430 الموافق 30 يوليو 2009 عدد القراء : 515

الضعف والتخلف والانحطاط حين يحل بالأمم والأفراد يفرز هزيمة نفسية عارمة تدمر المعنويات وتنشر التخاذل وتشل المدارك وتعطل النهوض والقيام..فهي داء عضال لم يتسلط على إنسان إلا أحبطه وأقعده ولا على أمة إلا أصابها بالعجز واليأس.
وأمتنا الإسلامية اليوم, كما يقول عبدالله بن عبدالعزيز الحسيني في مؤلفه, لاتعاني من شيء كمعاناتها من آثار هذه الهزيمة النفسية التى حلت بها وأقعدتها وزاد ضعفها وهوانها وأحبطت تطلعاتها ودوافعها وأثرت سلبا على إنتاجها وعطائها, حيث يشعر كثير من المسلمين بالعجز والإحباط وفقد الثقة بالنفس واليأس من مجرد التفكير في إمكانية عوة هذه الأمة إلى ماضيها التليد ومجدها السليب.
أسباب الضعف والهزيمة
وللضعف والهزيمة أسباب متنوعة بعضها من داخل الأمة وبعضها خارجة عنها..فما يصيب الأمة من ضعف وتخلف وانحطاط في بعض الميادين والمجالات وما ترتب على ذلك من وهن وهزيمة نفسية إنما هو نتيجة لخلل في الأمة ذاتها, وإلى هذا تشير كثير من النصوص الشرعية.
وإذا كان الصحابة هُزموا في أحد لما تنازعوا وخالفوا أمر النبي صلى الله عليه وسلم, فما نقول عن حال الأمة اليوم فقد بعد كثير من المسلمين عن دينهم وضعف تمسكهم به وجهلوا حقيقته وتفرقوا وتمزقوا وخذل بعضهم بعضا الأمر الذي أدى إلى فشلهم وضعفهم وهوانهم وذهاب ريحهم.
هذا إضافة للاستسلام المهين للترف والشهوات وتعطيل للجهاد بأنواعه, ونحو ذلك من الأسباب الداخلية الأخرى التى ترجع إلى ذات المسلمين أنفسهم.
أما الأسباب الخارجية فهي تقع نتيجة لتلك المقدمات السالفة, فبسبب الهزيمة الداخلية أصبح كثير من أفراد الأمة مهيئين للاستجابة للهزيمة الخارجية...
ولإيمانه بأثر الهزيمة النفسية فقد أمعن الغرب في إذكائها من خلال إظهار هيمنته على معظم المنظمات والهيئات ووظفها لإخضاع الدول الإسلامية وتأديبها بالعقوبات والمقاطعات وأحيانا بالقوة والتدخل العسكري إذا لزم الأمر.
ولم يترك الغرب وسيلة تعزز قوته وتوهن غيره وتوحي له بالضعف والتخلف والعجز واليأس إلا ولجأ إليها كي يدوم الخنوع وتندرس الهوية ويستمر التخدير.
ومثل هذه العوامل وغيرها ولدت هزائم نفسية متتابعة كان الغرب يهدف إليها ويغذيها بشتى وسائله السياسية والاقتصادية والعسكرية والإعلامية.
آثار الضعف والهزيمة
ونتيجة للسببين السابقين فقد تشرب كثير من قادة الأمة ومفكريها هذه الهزيمة فنظروا إلى الحضارة الغربية على أنها أنموذج يحتذى ومنهج يقتدي في كل شيء وأنها الملاذ والخلاص من حالة التخلف والتردي التى تعيشها مجتمعاتهم فساير معظمهم الغرب في مبادئه وقيمه ونظمه وتشريعاته وقوانينه واقتصاده بل ولغته.
وترسم كثير من المستغربين خطا الغرب في عاداته وأخلاقه وسلوكياته وأنماط تفكيره بل ونزعته الاستهلاكية.
وأثر رجع ذلك الصدى أيضا في بعض المثقفين والإعلاميين من أبناء جلدتنا فأكدوا هذه الهزيمة في نفوسهم أولا ثم نقلوها إلى مجالسهم الخاصة ومنتدياتهم العامة في الصحف والمواقع والفضائيات, وعززوها بكتاباتهم وتحليلاتهم الانهزامية القائمة على جلد الذات وتعداد مظاهر التخلف وتضخيمها بأسلوب لا يخلو من التندر والسخرية, وفي المقابل أسبغوا عبارات الثناء المبالغ على الغرب وحضاراته وقيمه...
وجنت الأمة آثار هذه الهزائم النفسية المتتابعة في كثير من المواقع والميادين, وهو ما نعيشه اليوم بكل مآسي الواقع ومراراته, حيث دمرت معنوياتها وحطمت دوافعها وأحبطت تطلعاتها وقيدت طموحاتها وعطلت مداركها حتى أصبح كثير من المسلمين يشعرون بمرارة اليأس والعجز..وتحقق لعدو الأمة ما أراد من السيطرة على معظم أفرادها نفسيا ومن ثم ثقافيا وسياسيا واقتصاديا وإعلاميا بل وسلوكيا.
هذا هو حقيقة واقع أمتنا ومهما كان مرا إلا أنه لايعني هلاك الناس وذهاب خيريتهم, كما أن ما حصل للأمة اليوم من الأحداث والمآسي إنما هو إرهاصات مبشرة لنهضتها وصحوتها, فالأمم لا تستيقظ إلا عند المصائب ولا يصهرها ويبرزها إلا الشدائد.
الضعف والهزيمة مسئولية من؟
إن مشكلة الأمة الحقيقة في شعوبها, فمعظمها تائهة وعن دينها ومصالح أمتها غائبة, وإذا فسدت الشعوب سلط الله عليها بذنوبها من لا يرحمها, وما لم تصلح هذه الشعوب فلا أمل في إصلاح كثير من أوضاع الأمة المتردية.
ولهذا فإن المنهج الصحيح لعودة هذه الأمة إلى سابق مجدها وعزها لابد أن ينطلق من الدعوة والتربية والتركيز على التوحيد أولا وإصلاح طرائق تفكير الشباب بإصلاح مناهج التعليم والاقتصاد والإدارة وتنمية حب العمل والإخلاص فيه وتقديم مصالح الأمة العليا على المصالح الذاتية وتربية الناشئة على ذلك.
وإذا أعيد تشكيل معتقدات الناس وأفكارهم وسلوكياتهم حتى يصبحوا على المستوى الفردي موحدين مستمسكين بالإسلام وتعاليمه وآدابه تشكل المجتمع الإسلامي الذي لايمكن أن يحكم حينئذ إلا بالإسلام.
المخرج من الضعف والهزيمة
إذا تقرر ما سبق فإنه لا سبيل إلى تصحيح وضع الأمة إلا بالعودة إلى الله تعالى, فإذا حدث التغيير وعاد الناس إلى الدين ستتغير لزاما الأمور, وستنقلب الأحوال, فالدين أساس نهضتنا وعمدة نهضتنا, ومتى روعيت سنة الله في التمكين وقع الاستخلاف.
وقد وعد الله بتحقيق العز والسيادة والتمكين والاستخلاف للأمة الإسلامية, ولكنها مشروطة بالإيمان, بل إن الله تعالي جعله الوسيلة الوحيدة لأن تصبح الأمة الإسلامية هي الحاكمة الغالبة في الأرض, ولم يفرض عليهم أن يكونوا متقدمين بارزين في العلم المادي أو التقني أو الصناعي, وإن كنا لا ننكر أهمية تلك العلوم وحاجة الأمة إليها, لكن لا بوصفها التي ستخرج أمتنا من وهدتها, وإنما بوصفها حاجة العصر التى ينبغي استثمارها بكل مفيد في الدنيا والآخرة.
حتى لانيأس
ومهما كان واقع أمتنا مرا يفرض على كثير من الناس أقسى الظنون إلا أنه ينبغي ألا يصيب المسلم الغيور باليأس والعجز والهزيمة...وليكن عندنا اليقين بأن أمتنا يمكن أن تمرض ولكنها لا تموت ولن تموت, وأن الله تكفل بحفظ هذا الدين, وألا يسلط عليها عدوا من غيرها يستأصل شأفتها ويقتلعها من جذورها، وأن من يريد أن يطفئ شيئا من نور هذا الدين كمن يريد أن يطفئ شعاع الشمس بفيه، وأن الله سيعليه على الأديان كلها ولو كره المشكرون

المصدر :
http://www.islammessage.com/articles.aspx?cid=1&acid=13&aid=10009