-
مشرف ملتقى الطلبة
وفي الوقت الذيكانت تشتد فيه هجمات العثمانيين من ناحية البر حاولت بعض السفن العثمانية تحطيمالسلسلة على مدخل ميناء القرن الذهبي واقتحامه، ولكن السفن البيزنطية والإيطاليةالمكلفة بالحراسة والتي تقف خلف السلسلة نجحت في رد هجمات السفن العثمانية، وصبتعليها قذائفها وأجبرتها على الفرار.
وكانت المدينة المحاصرة تتلقى بعضالإمدادات الخارجية من بلاد المورة وصقلية، وكان الأسطول العثماني مرابطا في مياهالبوسفور الجنوبية منذ (22 من رمضان 805هـ = 15 من إبريل 1453م)، ووقفت قطعة علىهيئة هلال لتحول دون وصول أي مدد ولم يكد يمضي 5 أيام على الحصار البحري حتى ظهرت 5سفن غربية، أربع منها بعث بها البابا في روما لمساعدة المدينة المحاصرة، وحاولالأسطول العثماني أن يحول بينها وبين الوصول إلى الميناء واشتبك معها في معركةهائلة، لكن السفن الخمس تصدت ببراعة للسفن العثمانية وأمطرتها بوابل من السهاموالقذائف النارية، فضلا عن براعة رجالها وخبرتهم التي تفوق العثمانيين في قتالالبحر، الأمر الذي مكنها من أن تشق طريقها وسط السفن العثمانية التي حاولت إغراقهالكن دون جدوى ونجحت في اجتياز السلسلة إلى الداخل.
السفن العثمانية تبحرعلى اليابسة!!
إنزال السفن في الخليج
كان لنجاح السفن في المرورأثره في نفوس أهالي المدينة المحاصرة؛ فانتعشت آمالهم وغمرتهم موجة من الفرح بماأحرزوه من نصر، وقويت عزائمهم على الثبات والصمود، وفي الوقت نفسه أخذ السلطان محمدالثاني يفكِّر في وسيلة لإدخاله القرن الذهبي نفسه وحصار القسطنطينية من أضعفجوانبها وتشتيت قوى المدينة المدافعة.
واهتدى السلطان إلى خطة موفقة اقتضتأن ينقل جزءًا من أسطوله بطريق البر من منطقة غلطة إلى داخل الخليج؛ متفادياالسلسلة، ووضع المهندسون الخطة في الحال وبُدئ العمل تحت جنح الظلام وحشدت جماعاتغفيرة من العمال في تمهيد الطريق الوعر الذي تتخلله بعض المرتفعات، وغُطي بألواح منالخشب المطلي بالدهن والشحم، وفي ليلة واحدة تمكن العثمانيون من نقل سبعين سفينةطُويت أشرعتها تجرها البغال والرجال الأشداء، وذلك في ليلة (29 من رمضان 805هـ = 22من إبريل 1453م).
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى