-
قصص عن الوطن وأخرى فيه
باسم حسن
حين وثب الطفل وصار خميلة في عينيه تأجج نار تشبه جده
قام إليَّ يمد ذراعًا شاهت من أهوال الحرب
قال: ورثت الالتصاق بالثرى عن جدي
وهذا البتر ليدي أيضا
فجدي لما صرخ السيد فيه
وكان يرافقه العسكر
قذفتهم أمعاء سنين غجرية
فقد الجد ذراعًا يمنى من أقصاها
قالوا: حاول أن يتمرد
بصق بوجه السيد لما حطم نعل السيد زرعه
قالوا: هجم العسكر وانتزعوه
قطعت يمناه وظلت تتحرك في غير مبالاة
ظلت تضرب مثل غريق
تصفع عين السيد والعسكر
قالوا: إن الجَدّ تُوفي.. كما اعتاد الناس الموت
لكن الأرجح والناس جميعًا يتفقون
بأن اليد ظلت حرة
تمسك بالأرض وتفقأ كل عيون المعتلين
ما هذا يا أحمد؟
تظهر في الوجه ندوب تشبه دوامات الجرح الراعف في تموز
حرك ذاك الولد الأسمر جبهته في عزٍّ
الوالد لما نشد حياةً حرة
من أجل البحر الناعس والوردات
قالوا: يحظر حتى شم الورد وعشق البحر
ولما ظل حكيماً يقنعهم بعروبة هذا الورد
قال المنكسرون بأن الأمر يحتاج تصاريح
ولمّا قاوم تلك الفرية
كانت تسع رصاصات تزهر في وجهه
تُفَتِّح وردًا أكثر ما فيه من رائحة البحر
الإغلاق
عن قصدٍ في كل صباح
أعرج حيث الحاج "رباح" يبيع جرائد
كانت نظراته.. تواريخ تحدٍّ فنيت بالنسبة للغير
وكان يحس لزامًا منه حفظ شجيرات القرية
وحبّات القمح الناعس كل حصاد
ولذلك كان يغني
هذا اليوم بدا مقهوراً يشبه بحراً في كانون
قلت: القدس؟
فقال: بأسي يملأ كونا
الإغلاق!
قلت: الفجر؟
قال بغربة كلماتٍ: صلبوه وما زال يكابد!
قلت: الشعب؟
قال: محاصرة كل خلاياه!
كان القفص الخشبي أمامه
يرقد مثل قبور مغتربة
قلت بفخر: الصبر جميل يا حاج!
رد وقد أبدى هدوءاً: الأرزاق بيد الله.
يومها ضحك البحر معنا
كنا جيرانًا..
والبحر يحب الأطفال
وقررنا والبحر أن نسخر من دبابات الجند
نغرس أسلاكاً في الساحل..
كي تمشط رمله
مانعة حبًّا يتنامى
عبثاً "بالوشم" وأغضبناهم وهربنا
في الليل كانت قبضات الجند تحطم أبواب الدور
جمعونا دون استثناء
حملونا من أرجلنا
نظروا فيها حافية
وظللنا حتى جاء الصبح.
http://www.islamonline.net/servlet/S...=1184649478359
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى