انتشار الإسلام

ولقد سكن أبو العباس في الكوفة، ثم تركها وأقام بالحيرة، ثم اختار مدينة "الأنبار" فبنى بها قصورًا وأحب الإقامة بها، وظل فيها حتى توفي. وكان لابد من تأمين الحدود، ورفع راية الإسلام ونشره في ربوع الأرض لتصبح كلمة الله هي العليا، فبدأت من جديد تلك الحملات لتأديب الروم أعداء الإسلام والمسلمين. عقد أبو العباس لعبد الله بن على أمر هذه المهمة سنة 136هجري، 754م، فقاد عبد الله جيشًا من أهل الشام وخراسان. ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل سيطر الجيش الإسلامى في عصره من جديد على بلاد ما وراء النهر، وهى المنطقة الواقعة في حوض نهرى جيحون وسيحون مما يعرف الآن بالجمهوريات الإسلامية في آسيا الوسطى التى أستقلت عن الإتحاد السوفيتي مؤخرًا.

قمع الثورات

ولم يخل عهده من ثورات قام بها بعض الأمويين في أول عهده بالخلافة وفى آخره، فقضى على ثورة "أبى الورد" الذى انضم إليه أهل "قنسرين"، و"حمص"، و"دمشق"، وكان ذلك عام تولّيه الحكم. وفى آخر عهده، أعلن أهل دمشق تمردهم على خلافة العباسيين سنة 136 هـ، 754م، وبايعوا أحد الأمويين، ولكنهم ما لبثوا أن هربوا أمام الجيش العباسي الذى داهمهم وطاردهم. وتوفي أبو العباس في هذا العام بعد أن أوصى لأخيه أبى جعفر المنصور بالخلافة من بعده.