هذا تقرير

الفيروسات أو الحُمَات مفردها فيروس أو حُمَة (بالإنكليزية: Virus) و تعني فيروس في اليونانية (ذيفان أو سم) وهو عامل ممراض صغير لا يمكنه التكاثر اٍلا داخل خلايا كائن حي آخر. الفيروسات صغيرة جدا ولا يمكن مشاهدتها بالمجهر الضوئي. تصيب الفيروسات جميع أنواع الكائنات الحية، من الحيوانات و النباتات اٍلى البكتيريا و العتائق.[1] منذ الاٍكتشاف الأولي لفيروس تبرقش التبغ من قبل مارتينوس بيجيرينك عام 1898،[2] وصفت حوالي 5.000 من الفيروسات بالتفصيل،[3] على الرغم من أن هناك الملايين من الأنواع المختلفة.[4] الفيروسات موجودة تقريبا في كل النظم الإيكولوجية على الأرض ، وتعتبر هذه الهياكل الدقيقة (الفيروسات) الكيان البيولوجي الأكثر وفرة في الطبيعة.[5][6] دراسة الفيروسات معروفة بعلم الفيروسات ، و هو تخصص فرعي في علم الأحياء الدقيقة.
خلافا للبريونات و أشباه الفيروسات، تتكون الفيروسات من جزئين أو ثلاثة: كل الفيروسات لها مورثات مكونة من دنا أو رنا، (جزيئات طويلة تحمل المعلومات الجينية) كما لها غلاف بروتيني يحمي هذه الجينات; وبعضها محاطة بغلاف دهني يحيط بها عندما تكون خارج الخلية المضيفة. أشباه الفيروسات لا تملك غلافا بروتينيا و البريونات ليس لها دنا أو رنا. تختلف أشكال الفيروسات من بسيطة كالولبية و عشرونية الوجوه، اٍلى بنى معقدة جدا. معظم الفيروسات أصغر من البكتيريا المتوسطة بحوالي مائة مرة. يبقى أصل الفيروسات في تاريخ تطور الحياة غير واضح، بعضها ربما تطور من البلازميدات (جزيئات من الدنا يمكنها الاٍنتقال من خلية لأخرى) في حين يمكن لأخرى أن تكون تطورة من البكتيريا. في التطور، الفيروسات جزء مهم في نقل الجينات الأفقي، مما يزيد التنوع الجيني.[7]
تنتشر الفيروسات بالعديد من الطرق، تنتقل فيروسات النبات من نبات إلى آخر غالبا عن طريق الحشرات التي تتغذى على النسغ، مثل المن، في حين أن فيروسات الحيوان يمكن أن يحملها دم الحشرات الماصة. هذه الكائنات الحية الحاملة للمرض هي المعروفة باسم النواقل. فيروس الاٍنفلونزا ينتشر عن طريق السعال والعطس. الفيروسة العجلية تسبب التهاب المعدة والأمعاء الفيروسي، تنتقل عبر الطريق الفموي الشرجي وتنتقل كذلك من شخص إلى آخر عن طريق الاتصال، وتدخل الجسم مع الطعام أو الماء. فيروس نقص المناعة البشرية هو واحد من الفيروسات المنقولة عن طريق الجنس، أو التعرض لدم مصاب بالعدوى (مثلا عن طريق الحقن).
العدوى الفيروسية لدى الحيوانات تثير الاٍستجابة المناعية التي عادة ما تقضي على هذا الفيروس المعدى. هذه الاٍستجابة المناعية يمكن أيضا أن تكون ناتجة عن اللقاحات و التي تمنح حصانة ضد الإصابة بفيروس معين. ومع ذلك ، بعض الفيروسات بما فيها فيروس نقص المناعة البشرية و تلك التي تسبب الاٍلتهاب الكبدي الفيروسي يمكنها التملص من هذه الاٍستجابة المناعية ، و تسبب التهابات مزمنة. الكائنات المجهرية أيضا تملك دفاعات ضد العدوى الفيروسية، مثل نظم تعديل القيد.
المضادات الحيوية ليس لها أي تأثير على الفيروسات. لكن تم تطوير بضعة أدوية مضادة للفيروسات. هناك عدد قليل منها نسبيا لأن هناك عدد قليل من الأهداف لهذه العقاقير لتتداخل معها. هذا لأن الفيروس يعيد برمجة خليته المضيفة لاٍنتاج فيروسات جديدة ، وجعل تقريبا كل البروتينات المستعملة في هذه العملية جزء طبيعي من الجسم، مع عدد قليل فقط من البروتينات الفيروسية.
محتويات

[أخفِ]
<LI class="toclevel-1 tocsection-1">1 أصل الكلمة <LI class="toclevel-1 tocsection-2">2 تاريخ علم الفيروسات <LI class="toclevel-1 tocsection-3">3 الأصل و المنشأ <LI class="toclevel-1 tocsection-4" sizcache="0" sizset="1">4 الميكروبيولوجيا و خصائص الفيروسات <UL><LI class="toclevel-2 tocsection-5">4.1 خصائص الحياة ( الخصائص البيولوجية ) <LI class="toclevel-2 tocsection-6">4.2 البنية <LI class="toclevel-2 tocsection-7">4.3 الجينوم <LI class="toclevel-2 tocsection-8">4.4 دورة النسخ 4.5 تأثيراته على الخلية المضيفة
</UL><LI class="toclevel-1 tocsection-10" sizcache="0" sizset="2">5 تصنيف الفيروسات <UL><LI class="toclevel-2 tocsection-11">5.1 تصنيف اللجنة الدولية لتصنيف الفيروسات 5.2 تصنيف بلتيمور
</UL><LI class="toclevel-1 tocsection-13">6 الفرق بين الفيروسات و البكتيريا و الأوليات <LI class="toclevel-1 tocsection-14">7 الفرق بين الفيروسات و الكائنات الحية الدقيقة غير مميزة النواة ( تفصيل ) <LI class="toclevel-1 tocsection-15" sizcache="0" sizset="3">8 الفيروسات و أمراض الاٍنسان <UL sizcache="0" sizset="4"><LI class="toclevel-2 tocsection-16">8.1 الوبائية <LI class="toclevel-2 tocsection-17">8.2 الأوبئة و الجوائح <LI class="toclevel-2 tocsection-18">8.3 السرطان <LI class="toclevel-2 tocsection-19">8.4 آليات دفاع المضيف <LI class="toclevel-2 tocsection-20" sizcache="0" sizset="4">8.5 الوقاية و العلاج <UL>8.5.1 اللقاحات <LI class="toclevel-3 tocsection-22">8.5.2 العقارات المضادة للفيروسات </UL>
</UL><LI class="toclevel-1 tocsection-23" sizcache="0" sizset="5">9 العدوى في أنواع أخرى <UL><LI class="toclevel-2 tocsection-24">9.1 النباتات <LI class="toclevel-2 tocsection-25">9.2 البكتيريا 9.3 العتائق
</UL><LI class="toclevel-1 tocsection-27" sizcache="0" sizset="6">10 التطبيقات <UL><LI class="toclevel-2 tocsection-28">10.1 الطب و علم الأحياء <LI class="toclevel-2 tocsection-29">10.2 علم المواد والتكنولوجيا النانوية 10.3 الأسلحة
</UL><LI class="toclevel-1 tocsection-31">11 المراجع 12 وصلات خارجية

[عدل] أصل الكلمة

الكلمة من اللاتينية virus تشير اٍلى السم وغيره من المواد الضارة، أول اٍستعمال لها في الاٍنجليزية كان في 1392.[8] ومعناها "العامل المسبب للأمراض المعدية" لأول مرة في 1728، [8] وذلك قبل اكتشاف الفيروسات من قبل ديمتري إيفانوفسكي في عام 1892. صفة viral (فيروسي) تعود لعام 1948.[9] مصطلح virion (فيريون) يستخدم أيضا للدلالة على الجسم الفيروسي المعدي الوحيد. ومجموعها فيروسات.
[عدل] تاريخ علم الفيروسات


مارتينوس بيجيرينك في مختبره عام 1921


اكتشفت الفيروسات صدفه في أثناء اجراء العالم أدولف ماير سنة 1883، بحوثا على تبرقش أوراق التبغ، فتوصل إلى وجود دقائق أصغر من البكتيريا تسبب المرض. عام 1884، قام عالم الأحياء الدقيقة الفرنسي شارل شمبرلند اٍخترع مصفاة (تعرف اليوم بمصفاة شمبرلند أو مصفاة شمبرلند-باستور) مع مسام أصغر من البكتيريا. وبالتالي ، يمكنه تمرير محلول يحتوي على البكتيريا و تصفيته وإزالتها تماما منه.[10] ثم تبعه العالم الروسي ديمتري ايفانوفسكي سنة 1892م ، الذي تمكن من تصفية عصارة أوراق التبغ المصابة باستخدام مرشحات خاصة لا تسمح للبكتيريا بالمرور، و مسح بها اوراق غير مصابة فلاحظ اصابتها. و هو أول من أطلق عليها اسم فايرس، ويعني باللاتينية السم و هي عبارة عن جزيئات بسيطة و صغيرة في الحجم، تعتبر الفيروسات إحدى أهم المعضلات التي تواجه التصنيف الحيوي فهي لا تمثل كائنات حية لذلك توصف غالبا بالجسيمات المعدية infectious particles لكنها بالمقابل تبدي بعض خصائص الحياة مثل القدرة على التضاعف و التكاثر بالاستعانة بخلايا المضيف التي تم السيطرة عليها من قبل الفيروس . تقوم الفيروسات بالاستعانة بآليات الخلايا الحيوية عن طريق دس الدنا أو الرنا الفيروسي ضمن المادة الوراثية للخلايا الحية . لكن بالمقابل الفيروسات لا تتحرك و لا تقوم بعمليات استقلاب أو تحلل من تلقاء نفسها ، إنها في منطقة وسطى بين الحياة و اللاحياة .
و يبقى تعريف الحياة نفسه غير محدد بدقة ، فبعض الجسيمات مثل ريكتسيا rickettsia تبدي مظاهر الحياة و اللاحياة .
و أكتشف أول فيروس يصيب الفقاريات و هو فيروس القدم و الفم foot and mouth disease virus في عام 1898 م كل من العالم لوفلر Loeffler و العالم فروش frosch و العالم كوخ koch .
و أكتشف العالم ريد reed و العالم كارول carrol أول فيروس يصيب الإنسان و هو فيروس الحمى الصفراء yellow fever virus .
[عدل] الأصل و المنشأ

توجد الفيروسات حيث توجد الحياة، وربما تكون قد وجدت منذ تطور الخلايا الحية الأولى.[11] أصل الفيروسات غير واضح لأنها لم تشكل حفريات، لذلك فالتقنيات الجزيئية كانت وسيلة مفيدة للغاية للتحقيق في كيفية نشوئها.[12] هذه التقنيات تعتمد على توافر الدنا أو الرنا الفيروسي القديم، لكن لسوء الحظ فإن معظم الفيروسات التي تم حفظها وتخزينها في المختبرات تعود لأقل من 90 عاما.[13][14] هناك ثلاث فرضيات رئيسية تحاول تفسير نشأة الفيروسات :[15][16]
فرضية التقهقر
وتنص على أنه ربما كانت الفيروسات خلايا صغيرة تتطفل على الخلايا الأكبر. بمرور الوقت، فقدت الجينات التي لا تحتاج إليها في التطفل. يدعم هذه الفرضية بكتيريا الريكتسيا و الكلاميديا التي هي خلايا حية يمكنها التكاثر فقط داخل خلية مضيفة مثل الفيروسات. واعتمادها على التطفل من المحتمل أن يكون هو سبب خسارة الجينات التي تمكنها من البقاء على قيد الحياة خارج الخلية. هذا ما يسمى أيضا فرضية الانحطاط.[17][18]
أي أن الفيروسات نشأت نتيجة تطور رجعي لكائنات دقيقة كانت تعيش معيشة حرة . فكانت كائنات حية دقيقة خلوية و تطورت رجعيا لتفقد أشكالها و تراكيبها الأصليه ثم أصبحت جزيئات متطفلة إجبارياً على كائنات أخرى ( فيروسات ) .
فرضية المنشأ الخلوي
و تنص على أن بعض الفيروسات قد تطورت من أجزاء "ناجية" من الدنا أو الرنا لجينات وراثية لكائنات أكبر. الدنا الناجي يمكن أن يأتي من البلازميدات (قطعة من الدنا المجرد التي يمكن أن تنتقل بين الخلايا) أو من ينقولات (جزيئات الدنا التي تتكرر و تنتقل بين أماكن مختلفة داخل جينات الخلية)[19]. الينقولات هي مثال على العناصر الوراثية المتحركة و يمكن أن تكون أصل لبعض الفيروسات، سميت أولا "جينات القفز". اٍكتشفت في الذرة من قبل بربرة مكلنتوك عام 1950.[20] وهذا مايسمى أحيانا فرضية التشرد.[17][21]
أي أن الفيروسات مشتقة من المكونات الطبيعية للخلايا ( مثل : الميتوكندريا - الكلوروبلاست - أجسام جولجي - ... ) أو جزء من المادة الوراثية ( كروموسوم أو مجموعة من الجينات ) . بحيث إستطاعت هذه العضيات الإستقلال بذاتها عن الخلية ثم إتخذت بعد ذلك خلية العائل موضعاً لنشاطها وتضاعفها .
فرضية التطور المشترك
وتنص على أنه قد تكون الفيروسات تطورت من جزيئات معقدة من البروتين و الأحماض النووية في نفس الوقت الذي ظهرت للمرة الأولى الخلايا على سطح الأرض، و اٍعتمدت على الحياة الخلوية لعدة ملايين من السنين. أشباه الفيروسات هي جزيئات الرنا التي لا تصنف على أنها فيروسات لأنها تفتقر لغشاء بروتيني، ومع ذلك ، لديها الخصائص التي تشترك فيها العديد من الفيروسات وغالبا ما تسمى عوامل شبه فيروسية.[22] أشباه الفيروسات هي المسبب الرئيسي للأمراض لدى النباتات،[23] هي لا تشفر للبروتينات لكن تتفاعل مع الخلايا المضيفة و تستعمل آلية المضيف من أجل تكرارها (تكاثرها).[24] فيروس التهاب الكبد د البشري له جينوم رنا مماثل لأشباه الفيروسات لكن له غشاء بروتيني مشتق من فيروس التهاب الكبد ب، اٍذا فهو فيروس معيب ولا يمكنه التكرار اٍلا بمساعدة فيروس التهاب الكبد ب.[25] بالمثل، الفيروس الآكل 'سبوتنيك' يعتمد على الفيروس المحاكي، الذي يصيب أوالي المتحولة المشوكة الكاستيلانية.[26] هذه الفيروسات التي تعتمد على وجود أنواع أخرى من الفيروسات في الخلايا المضيفة تسمى توابع وربما تمثل مرحلة تطورية وسيطة بين أشباه الفيروسات و الفيروسات.[27][28]
أي بمعنى أن الفيروسات نوع من أنواع الكائنات الحية التي ظهرت في مرحلة سابقة لنشأة الخلية . وهذه النظرية غير واقعية حيث أن الفيروسات تعتمد في وجودها وتكاثرها على خلايا العائل إعتمادا كلياً .
[عدل] الميكروبيولوجيا و خصائص الفيروسات

[عدل] خصائص الحياة ( الخصائص البيولوجية )

اٍختلفت الآراء حول كون الفيروسات كائنات حية أو بنى عضوية تتفاعل معها. فتم وصفها ب الكائنات على حافة الحياة، [29] نظرا لأنها تشبه الكائنات الحية باٍمتلاكها جينات وتتطور عن طريق الانتقاء الطبيعي،[30] وتتكاثر عن طريق اٍنشاء نسخ متعددة لنفسها بواسطة التجميع الذاتي. على الرغم من أن لها جينات اٍلا أنها لا تملك بنية الخلية، التي غالبا ما ينظر إليها على أنها الوحدة الأساسية للحياة. ليس للفيروسات أيض خاص بها، بل تتطلب خلية مضيفة لاٍنتاج مواد جديدة. لذلك لا يمكن استنساخها خارج الخلية المضيفة (أنواع من البكتيريا مثل الكلاميديا و الركتسيات تعتبر كائنات حية رغم كونهما يشتركان مع الفيروسات في هذه الخاصية). أشكال الحياة المقبولة تستخدم الانقسام الخلوي للتكاثر، في حين أن الفيروسات تتجمع عفويا داخل الخلايا. تختلف عن النمو الذاتي للبلورات لأنها ترث طفرات جينية في حين تخضع للاٍنتقاء الطبيعي. التجميع الداتي للفيروس داخل الخلية المضيفة له تأثير على دراسة أصل الحياة، فهو يضفي مزيدا من المصداقية على الفرضية القائلة بأن الحياة قد بدأت بتجميع ذاتي للجزيئات عضوية.[1]
[عدل] البنية


رسم بياني لكيفية بناء قفيصة الفيروس باستخدام نسخ متعددة من اثنين فقط من الجزيئات البروتينية


تتألف الفيروسات من مجموعة واسعة من الأشكال و الأحجام، تسمى المورفولوجيا. عموما الفيروسات أصغر بكثير من البكتيريا. معظم الفيروسات التي خضعت للدراسة يتراوح قطرها بين 10 و 300 نانومتر. بعض الفيروسات الخيطية لها طول اٍجمالي يصل إلى 1400 نانومتر; أقطارها فقط حوالي 80 نانومتر.[31] لا يمكن رؤية الفيروسات بالمجهر الضوئي لذا اٍستخدم المجهر الإلكتروني لرؤيتها.[32] لزيادة التباين بين الفيروسات والخلفية، تستخدم كثافة الاٍلكترون. هذه هي حلول أملاح المعادن الثقيلة، مثل تنجستن الذي يبعثر الاٍلكترونات من المناطق المغطات بالتلوين. تبقى التفاصيل الدقيقة غامضة عندما تغطى الفيروسات بالتلوين (التلوين الاٍيجابي). التلوين السلبي يتغلب على هذه المشكلة بتلوين الخلفية فقط.[33]
جزيئ الفيروس الكامل يعرف باٍسم فيريون، يتكون من حمض نووي محاط بغلاف واقي بروتيني يسمى القفيصة، هذه الأخيرة مكونة من وحدات بروتينية متماثلة تسمى القسيمات القفيصية.[34] الفيروسات يمكن أن يكون لها "غلاف" دهني مستمد من غشاء الخلية المضيفة. القفيصة مصنوعة من البروتينات المشفرة بواسطة الجينوم الفيروسي و شكلها يستعمل كأساس للتمييز المورفولوجي بين الفيروسات.[35][36] الوحدات البروتينية المشفرة فيروسيا تتجمع ذاتيا لتشكيل القفيصة، عموما تتطلب وجود الجينوم الفيروسي. مركب فيروسي يشفر البروتينات التي تساعد في بناء القفيصة. البروتينات المرتبطة بالأحماض النووية تعرف بالبروتينات النووية، و الاٍرتباط بين بروتينات القفيصة الفيروسية و الحمض النووي الفيروسي تسمى القفيصة المنواة. يمكن دراسة القفيصة وكافة بنية الفيروس شكليا باٍستعمال مجهر الطاقة الذرية.[37][38] عموما ، هناك أربعة أنواع رئيسية لمورفولوجية الفيروس:

رنا ملفوف في حلزون من تكرار وحدات البروتين.



صورة مجهرية للفيروسات الغدانية العشرونية الوجوه.



فيروسات هربسية لها غشاء دهني.


حلزونية هذه الفيروسات مكونة من نوع وحيد من القسيمات القفيصية المكدسة حول محور مركزي لتشكل بنية حلزونية، قد يكون لها تجويف مركزي، أو بشكل أنبوب مجوف. هذا الترتيب ينتج فيريونات بشكل قضيبي أو خيطي: يمكن أن تكون قصيرة و صلبة أو طويلة ومرنة للغاية. المادة الوراثية، عموما رنا وحيد السلسلة لكن الدنا أحادي السلسلة في بعض الأحيان ينضم للبروتين الحلزوني الشكل بواسطة التفاعلات بين الحمض النووي السلبي و البروتين الموجب. اٍجمالا، طول القفيصة الحلزونية مرتبط بطول الحمض النووي بداخلها و طولها يعتمد على حجم وترتيب القسيمات القفيصية. و دراسة فيروس تبرقش التبغ هو مثال على الفيروسات الحلزونية.[39]
عشرونية الوجوه معظم فيروسات الحيوانات عشرونية الوجوه أو شبه كروية مع تناظر عشروني الوجوه. عشروني الوجوه العادي هو السبيل الأمثل لتشكيل هيكل مغلف من الوحدات المتطابقة. الحد الأدنى لعدد القسيمات القفيصية المطلوب هو اٍثنا عشر، وكل واحدة مكونة من 5 تحت وحدات متطابقة. العديد من الفيروسات ، مثل فيروس الروتا، له أكثر من 12 قسيم قفيصي ويبدو كرويا. القسيم القفيصي في القمم تحيط به خمسة قسيمات قفيصية أخرى تسمى بنتونات. القسيم القفيصي على وجوهه الثلاثة محاط ب 6 قسيمات قفيصية أخرى تسمى هيكسونات
مغلفة بعض الأنواع من الفيروسات تغلف نفسها بأحد الأغشية الخلوية المعدلة، اٍما الغشاء الخرجي المحيط بالخلية المصابة أو الأغشية الداخلية مثل الغشاء النووي و الشبكة الهيولية، هذا ما يكسبها طبقة دهنية ثنائية خارجية تعرف بالغلاف الفيروسي. هذا الغشاء مرصع ببروتينات مشفرة بواسطة جينوم الفيروس وجينوم الخلية المضيفة; الغشاء الدهني و كل الكربوهيدرات تنبع من المضيف. فيروس الانفلونزا وفيروس نقص المناعة البشرية يستخدمان هذه الاستراتيجية. معظم الفيروسات المغلفة تعتمد على الغلاف لنقل العدوى.[40]
معقدة هذه الفيروسات تمتلك قفيصة ليست محض حلزونية ولا محض عشرونية الوجوه، قد تمتلك هياكل إضافية مثل الذيول البروتينية أو جدار خارجي معقد. بعض العواثي مثل عاثية الأمعاء T4 لها بنية معقدة مكونة من رأس عشروني الوجوه و ذيل حلزوني، التي قد يكون لها قاعدة لوحة سداسية مع ألياف ذيل بروتينية بارزة. عمل بنية الذيل هته يشبه حقنة جزيئية (الاٍرتباط بالبكتيريا ومن ثم حقن الجينوم الفيروسي داخل الخلية).[41]
الفيروسات الجدرية كبيرة، معقدة و لها مورفولوجيا غير عادية. الجينوم الفيروسي مرتبط ببروتينات داخل بنية قرص مركزي يعرف بالنوواني. النوواني محاط بغشاء و جسيمين جانبيين مجهولي الوظيفة. الفيروس له غشاء خارجي مرصع بطبقة سميكة من البروتينات على سطحه. الفيريون عموما له شكل معوج قليلا ، يتراوح من الشكل البيضوي اٍلى شكل اللبنة.[42]
الفيروسات المحاكية هي أكبر الفيروسات المعروفة، يبلغ قطر قفيصتها 400 نانومتر. طول خيوط البروتين 100 نم، تبدو تحت المجهر الاٍلكتروني سداسية الشكل لذلك فالقفيصة على الأرجح عشرونية الوجوه.[43]
بعض الفيروسات التي تصيب العتائق لها بنى معقدة غير مرتبطة بأي شكل من أشكال الفيروسات، مع طائفة واسعة من الأشكال غير العادية، تتباين من هياكل مغزلية الشكل حتى الفيروسات التي تشبه قضبان التوصيل، القطرة أو القارورة. فيروسات عتائق أخرى تشبه العواثي المذيلة، ويمكن أن يكون لها هياكل متعددة للذيل.[44]
[عدل] الجينوم

التنوع الجيني للفيروساتصفةالمعلماتالحمض النوويالدنا
الرنا
الدنا و الرنا معا(في مراحل مختلفة من دورة الحياة)
الشكلخطي
حلقي
مجزأ
السلسلةأحادي السلسلة
ثنائي السلسلة
ثنائي السلسلة مع مناطق أحادية السلسلة
الاٍتجاهاٍتجاه موجب (+)
اٍتجاه سالب (−)
اٍتجاه حيادي (+/−)

يمكن أن نرى التنوع الكبير للهياكل الجينومية من خلال الأنواع الفيروسية؛ فهي كمجموعة تحتوي على تنوع جينومي هيكلي أكبر من النباتات، الحيوانات، العتائق أو البكتيريا. هناك الملايين من أنواع الفيروسات المختلفة؛[4] فقط حوالي 5،000 منها وصفت بالتفصيل.[3] تحتوي الفيروسات اٍما على دنا أو رنا وتسمى فيروسات الدنا أو فيروسات الرنا على التوالي. حتى الآن معظم الفيروسات هي ذات رنا. الفيروسات النباتية تميل لاٍمتلاك رنا أحادي السلسلة و العواثي تميل لاٍمتلاك دنا ثنائي سلسلة.[45]
جينومات الفيروسات يمكن أن تكون حلقية كما هو الحال في الفيروسات التورامية، خطية كما في الفيروسات الغدانية. نوع الحمض النووي لا صلة له بشكل الجينوم.
بين فيروسات الرنا، الجينوم في كثير من الأحيان مقسم إلى أجزاء منفصلة داخل الفيريون ويسمى مجزأ، عموما كل جزء يشفر بروتين واحد و عادتا ما تكون (الأجزاء) موجودة في قفيصة واحدة معا.

كيفية نشوء سلالة أنفلونزا بشرية عالية الاٍمراض


[عدل] دورة النسخ

لا تتكاثر الفيروسات عن طريق الاٍنقسام الخلوي، لأنها كائنات لا خلوية. بذلا من ذلك تستخدم التمثيل الغذائي للخلية المضيفة لإنتاج نسخ متعددة، و تقوم بتجميعها داخل الخلية.
دورة حياة الفيروس تختلف بشكل كبير بين الأنواع لكن هناك 6 مراحل قاعدية لدورة حياة الفيروسات.
[عدل] تأثيراته على الخلية المضيفة

[عدل] تصنيف الفيروسات

مقال تفصيلي :تصنيف الفيروسات
يسعى التصنيف لوصف تنوع الفيروسات عن طريق تسميتها و تقسيمها اٍلى مجموعات على أساس التشابه. عام 1962 أندريه لووف، روبرت هورني و بول تورنيي كانوا أول من وضع وسائل لتصنيف الفيروسات، اٍستنادا على نظام التسلسل الهرمي.[46] هذا النظام يستند في تصنيفه على الشعبة، الطائفة، الرتبة، الفصيلة، الجنس و النوع. صنفت الفيروسات وفقا لخصائصها المشتركة (ليس تلك المتعلقة بمضيفيهم) و نوع الحمض النووي المشكل لجينومها.[47] فيما بعد أسست اللجنة الدولية لتصنيف الفيروسات.
[عدل] تصنيف اللجنة الدولية لتصنيف الفيروسات

طورت اللجنة الدولية لتصنيف الفيروسات نظام التصنيف الحالي وكتبت المبادئ التوجيهية التي ركزت على بعض خصائص الفيروسات للحفاظ على وحدة الفصيلة. تم وضع التصنيف الموحد (نظام عالمي لتصنيف الفيروسات) في التقرير السابع للجنة الدولية لتصنيف الفيروسات للمرة الأولى وأعتبرت الأنواع الفيروسية أدنى مرتبة في التصنيف الهرمي الفيروسات.[48] ومع ذلك فقط جزء صغير من مجموع الفيروسات تمت دراسته، التحاليل التي أجريت على عينات من البشر وجدت أن حوالي 20 ٪ من متواليات الفيروسات المسترجعة لم ترى من قبل. في حين عينات من البيئة، مثل مياه البحر ورواسب المحيطات، وجدت أن الأغلبية العظمى من المتواليات جديدة تماما.[49]
الهيكل العام للتصنيف هو على النحو التالي:
الرتبة (-virales) الفصيلة (-viridae) تحت فصيلة (-virinae) الجنس (-virus) النوع (-virus) في تصنيف عام 2008 للجنة الدولية لتصنيف الفيروسات وضعت خمس رتب هي الفيروسات الذنبية، الفيروسات الهربسية، الفيروسات السلبية الأحادية، الفيروسات العشية و الفيروسات البيكورناوية. اللجنة الرسمية لم تميز بين التحت أنواع، السلالات و العزلات. في المجموع هناك 5 رتب، 82 فصيلة، 11 تحت فصيلة، 307 جنس، 2،083 نوع و حوالي 3،000 نوع غير مصنفة بعد.[50][51]
[عدل] تصنيف بلتيمور

مقال تفصيلي :تصنيف بلتيمور
ديفيد بلتيمور العالم البيولوجي الحائز على جائزة نوبل اٍبتكر نظام تصنيف بلتيمور.[52][53] نظام تصنيف اللجنة الدولية لتصنيف الفيروسات يستعمل بالموازات مع تصنيف بلتيمور في تصنيف الفيروسات الحديث.[54][55][56]
يعتمد نظام تصنيف بلتيمور على طريقة صنع الرنا المرسال. الفيروسات يجب أن تولد mRNAs من جينومها لاٍنتاج البروتينات وتكرار نفسها، لكن تستخدم آليات مختلفة لتحقيق هذا في كل عائلة من الفيروسات. الجينوم الفيروسي يمكن أن يكون أحادي أو ثنائي سلسلة الدنا أو الرنا، ويمكن أن تستخدم أو لا المنسخة العكسية. بالاٍضافة لذلك، الفيروسات أحادية سلسلة الرنا اٍما أن يكون اٍتجاهها (+) أو معاكس للاٍتجاه (-). هذا التصنيف يضع الفيروسات في سبع مجموعات:
فيروسات ذات الدنا ثنائي السلسلة ( فيروسات غدانية، فيروسات هربسية، فيروسات جدرية)
فيروسات ذات الدنا أحادي السلسلة (فيروسات صغيرة)
فيروسات ذات الرنا ثنائي السلسلة (فيروسات جرمية)
فيروسات اٍيجابية ذات الرنا أحادي السلسلة (فيروسات بيكورناوية، فيروسات طخائية)
فيروسات سلبية ذات الرنا أحادي السلسلة (أورثوميكسوفيريداي، فيروسات ربدية)
فيروسات النسخ العكسي ذات الرنا أحادي السلسلة (فيروس قهقري)
فيروسات النسخ العكسي ذات الدنا ثنائي السلسلة (فيروسات كبدية)
كمثال على تصنيف الفيروسات، فيروس الحماق و الفيروس النطاقي الحماقي، ينتميان لرتبة الفيروسات الهربسية، عائلة الفيروسات هربسية.