خطة خمسية لرعاية العيون والحد من الإعــــــــــاقات البصــــــرية

الدوحة - الوطن والمواطن

في ميراثنا العربي «زرقاء اليمامة» تلك التي برعت في ارسال البصر الى مسافات فترى ما لا يراه الآخرون، ولكن في حاضرنا الخليجي على وجه الخصوص مرض السكري الذي صار يخطف من الابصار صحتها وبريقها ان تقاعس صاحبه عن العلاج.

وفي ميراثنا العربي ايضا لا يتغنى شاعر بحسن امرأة الا مبتدئا بعينيها تلك التي تتحدث لغة غير منطوقة تفيض معنى مثلما تفيض عذوبة وصفاء ولكن في حاضرنا حزمة من الامراض التي تتقصد البصر مباشرة او تلك التي يؤدي تفاقمها في البدن الى إعطاب البصر. «عيون المها» كانت في لغة الادب والشعر الجمال المعياري الشهير، ولكن اثر صروف وظروف العصر صارت ابصار كثيرين تصاب بضبابية تدريجية وبالخصوص المرأة. ومن ذلك رفعت «الوطنية للوقاية من العمى» والتي تحتفل اليوم الخميس باليوم العالمي للابصار شعار: «المساواة بين الجنسين في رعاية صحة العيون» وذلك بعد ان بينت الاحصاءات ان المرأة تواجه خطر فقدان البصر اكثر من الرجل كما جاء ذلك في تقرير منظمة الصحة العالمية والذي ذكر ان حوالي ثلثي المصابين بالعمى في العالم من النساء. ويقول د. حمد القمرا انه لما كانت مشكلة الاعاقة البصرية من اكبر المشاكل الصحية العالمية فقد تم تشكيل اللجنة الوطنية للوقاية من العمى من عدد من الجهات في الدولة ومن اهداف هذه اللجنة الحد من الاعاقة البصرية التي يمكن تجنبها. وقد دأبت اللجنة على الاحتفال باليوم العالمي للابصار سنويا وسوف يكون احتفال هذا العام تحت شعار «المساواة بين الجنسين في العناية بالعين». السطور التالية اضاءة على هذا الاحتفال ودواعيه وفاعلياته والغايات منه والسمات البارزة لطب العيون في قطر والحالات المرضية الاكثر بروزا والاصابات المختلفة التي ترد الى قسم الطوارئ بحمد الطبية وكيف تم تشكيل اللجنة الوطنية للوقاية من العمى وما هي أهدافها وذلك من خلال حوار مع د. حمد القمرا المنسق الوطني لبرنامج الوقاية من العمى.

_ ما هي الظروف التي تم فيها تشكيل اللجنة الوطنية للوقاية من العمى؟

- تم تشكيل اللجنة الوطنية للوقاية من العمى من عدد من الجهات في الدولة، وهي المجلس الأعلى للصحة ومن التثقيف الصحي وأطباء من قسم العيون بمؤسسة حمد الطبية والرعاية الأولية وكذلك وزارة التعليم والتعليم العالي والمجلس الأعلى للأسرة ومعهد النور للمكفوفين.

_ كيف جاءت استهلالات عمل هذه اللجنة؟

- قامت اللجنة الوطنية بوضع خطة وطنية خمسية لرعاية العيون مبنية على نتائج الدراسات والبحوث الطبية الميدانية والمتعلقة بأسباب الإعاقة البصرية في قطر وذلك بمساعدة خبراء من منظمة الصحة العالمية.

_ وما هي الأهداف التي استهدفتها هذه اللجنة؟

- كان من أهم أهداف هذه اللجنة الحد من الإعاقة البصرية التي يمكن تجنبها وتوفير افضل الرعاية العينية لجميع المواطنين والمقيمين سواء الوقائية أو العلاجية أو التأهيلية، حيث ان الوقاية من العمى والإعاقة البصرية امر بالغ الأهمية لتحقيق الاعباء المرضية على الدولة وتقديم افضل رعاية صحية للمواطنين فقد قامت اللجنة ببرامج توعوية متعددة ومتنوعة من خلال الجرائد، المحلية والعربية والأجنبية وكذلك من خلال البرامج الزراعية والمرئية والمحاضرات في المدارس وورش العمل للعاملين في مجال الرعاية العينية واصدار المطويات التثقيفية.

_ ذلك عن الأهداف المباشرة فماذا عن الغايات بعيدة المدى؟

- بالفعل للجنة غايات من أهمها معرفة أمراض العيون المسببة للإعاقة البصرية، والكشف المبكر عن الأمراض الشائعة، والتعرف على الأسباب الرئيسية للعمى وضعف البصر بجميع الفئات العمرية مثل الإعاقة البصرية عند الأطفال والماء الأبيض، والماء الأسود وارتفاع ضغط العين، والاعتلال الشبكي الناتج عن مرض السكر وذلك من خلال المسوحات الميدانية.

_ وكيف بدأت اللجنة تحقيق إحدى أهم غاياتها وهي الحد من عمى الطفولة وإعاقاتها البصرية؟

- للحد من عمى الطفولة في قطر تم وضع برنامج فحص عيون الأطفال منذ الولادة وبشكل منتظم وحتى سن الدراسة وتدوين ذلك في شهادة فحص للنظر وذلك بالتعاون مع مؤسسة حمد الطبية وحرصا من اللجنة الوطنية للوقاية من العمى على نجاح هذا البرنامج تم الاتفاق مع وزارة التعليم والتعليم العالي على اعتبار شهادة فحص النظر احد المستندات المطلوبة للالتحاق بالمدرسة.

_ وماذا عن دور اللجنة إزاء الفئات العمرية الأخرى؟

- للتعرف على نسبة وأسباب الإعاقة البصرية للفئات العمرية الأخرى قامت اللجنة بالتعاون مع قسم العيون وبدعم مادي من إدارة ولجنة البحوث الطبية بمؤسسة حمد الطبية بمسح وطني ميداني في الفترة ما بين يناير 2009 وحتى مايو منه. وكانت الفئة المستهدفة في مشروع البحث اربعين سنة فما فوق وذلك بأخذ عينات عشوائية من المواطنين والمقيمين ومن مناطق متفرقة وقد شملت الدراسة اكثر من ثلاثة آلاف شخص من الجنسين وسوف تعلن اللجنة نتائج المسح قريبا.

_ ننتقل الى حزمة متفرقة من الأشعة.. هل فحص ما قبل الزواج يساعد في الحد من أمراض العيون الوراثية؟

- نعم، إن بعض الأمراض التي تصيب العينين تنتقل بالوراثة وتكون الإصابة بها أشد لو كان الزوجان من عائلة واحدة وكل منهما حامل لعامل الوراثة.

_ هل الجلوس أمام شاشة الكمبيوتر لساعات عديدة له تأثير ضار على العين؟

- لا يوجد هناك تأثير ضار مباشر على العين، لكن يؤدي إلى إجهاد في عضلات العين، ويزيد من جفاف العين.

_ هل يؤثر التدخين على العين؟

- يتعرض المدخنون لخطر الإصابة بفقدان البصر والعمى بنسبة أعلى من غير المدخنين.

فالدخان المتصاعد أثناء التدخين يؤثر على أغشية العين الخارجية الحساسة مثل الملتحمة، ويؤدي إلى حدوث التهابات بها، خصوصا إذا كان التدخين في مكان مغلق غير جيد التهوية. كما أن الإفراط في التدخين يؤثر على بعض خلايا الشبكية وألياف العصب البصري، فيؤدي إلى حالة مرضية تسمى امبلوبيا التبغ، والتي تنتج عن التسمم بمواد ضارة موجودة في التبغ المحترق.

_ لماذا يعاني الأطفال حديثو الولادة من كثرة الدموع في العين؟

- هناك أطفال حديثو الولادة يعانون من هذه المشكلة نتيجة لضيق القنوات الدمعية، وحوالي 90% من هذه الحالات تخف كليا خلال السنة الأولى من العمر دون تدخل جراحي.

ولكن ليست كل الحالات بسبب ضيق القنوات الدمعية، ولكن قد تكون بسبب آخر وهو ارتفاع ضغط العين الوراثي (جلوكوما) ولذلك يجب على الأهل عرض الطفل على طبيب عيون مختص.

_ دائما ما يتساءل مرضى السكر.. هل يؤثر السكري على العين؟ ومتى يجب مراجعة طبيب العيون؟

- السكر له تأثير ضار على العينين، أهمها تأثيره على شبكية العين إذا لم يتم التحكم في مستوى السكر في الدم. ولذلك يجب عليك مراجعة طبيب العيون بشكل دوري لاكتشاف المضاعفات مبكرا حتى يتسنى علاجها في الوقت المناسب.

_ سمعت أن هناك شيئاً اسمه ذبابة طائرة، فما هي؟ وهل لها علاج؟

- تستخدم كلمة الذبابة الطائرة للتعبير عن حالة قد تحدث بالعين، حيث تظهر عتامات صغيرة تكون أكثر وضوحا في مواجهة خلفية بيضاء، وتتحرك مع حركة العينين، وذلك بسبب عتامات في الجسم الزجاجي. عادة لا تحتاج إلى علاج إلا إذا كانت مصاحبة مع وميض ضوئي مع فقدان جزء من مجال الرؤية.

_ نسمع عن حرامي النظر، فما هو؟

- يطلق على مرض ضغط العين (الجلوكوما) بسارق النظر لأنه يسرق النظر تدريجيا دون الإحساس بأي أعراض في العين، ويكتشف المرض عن طريق الصدفة عندما يحضر المريض للكشف الروتيني للعين (كعمل نظارة قراءة، أو كشف نظر... إلخ). مرض الجلوكوما يؤثر على العصب البصري الذي يبدأ بالتلف تدريجيا، وبهذا يتأثر مجال الرؤية تدريجيا من الخارج إلى الداخل، لذلك يشعر به المريض في مرحلة متقدمة من المرض.

_ ما الحالات التي لا يمكن استعمال العدسات اللاصقة معها؟ وما مخاطرها؟

- إن العدسات اللاصقة تعتبر جسما غريبا. هناك حالات لا يمكن ارتداء العدسات اللاصقة معها، مثل بعض أمراض القرنية، وجفاف العين، وحالات الحساسية الشديدة. ففي مثل هذه الحالات تعالج الأمراض أولا، وبعد زوالها يمكن استشارة الطبيب للسماح له باستعمالها. ومن أهم مخاطرها الإصابة بمرض الالتهاب الجرثومي للقرنية، وهو مرض يتسبب في إحداث جروح مؤلمة جدا قد تؤدي إلى فقدان البصر.

_ ثمة من يأنفون ارتداء النظارات.. ظنا منهم انها تتسبب في إضعاف البصر.. كيف يمكن تغيير هذه القناعات؟

-النظارات سواء كانت طبية أو شمسية فهي مفيدة للعين حيث الطبية تساعد في تصحيح النظر وتحسين الرؤية

ومن المستحيل أن تؤدي إلى تدهور الأبصار مع مرور الوقت، إلا أن هناك بعض الحالات التي يتدنى فيها النظر مع وجود النظارات الطبية، ويكون ذلك نتيجة ظرف طارئ بالعين وليس للنظارات أي تدخل في ذلك، أما النظارات الشمسية خاصة النوع الجيد منها، فهي لحماية العين من أشعة الشمس فوق البنفسجية، وللوقاية من التقلبات الجوية الطارئة.

_ مريض سكري يلاحظ تغييرا مفاجئا أحيانا في حدة النظر.. فما هي الأسباب؟

- داء السكر يؤثر على العين إذا كان المريض مصاباً به منذ فترة طويلة خاصة إذا كان مصاحباً لأمراض أخرى كارتفاع ضغط الدم والكلى مع الإهمال في تنظيم نسبته.

تأثير السكر على النظر ممكن من عدة وجوه فقد تحدث اعتلالات بالشبكية خاصة عند البقعة الصفراء، مما يتطلب تدخلا علاجيا بالليزر لوقف هذه الإعتلالات، أو من الممكن أن يحدث نزيف مفاجئ مما قد يتطلب تدخلاً جراحياً. أما ما يشكو منه البعض من تفاوت في حدة الأبصار فهذا يرجع إلى تغيرات في سمك عدسة العين بسبب زيادة او نقص السكرمما ينتج عنه قصر أو طول مفاجئ بالنظر وعادة ما يكون هذا تغييرا مؤقتا يزول بانتظام نسبة السكر في الدم.

_ ثمة من يشكو من تناقص في نظره.. بحيث لا يرى جدوى من ارتداء نظارات.. فما هي الأسباب؟

- النظر عادة يثبت عند سن العشرين مع وجود النظارات، خاصة الدرجات الصغيره منها ويبدأ في التشوش عند سن الأربعين بسبب التغيرات التي تطرأ على عدسة العين حيث تبدأ بفقد مرونتها للتكيف برؤية الأشياء القريبة وهذا يحتاج الى نظارة للقراءة ممكن اضافة درجتها الى النظارة الطبية أو استخدام كل واحدة على حده. ومع تقدم العمرتفقد عدسة العين شفافيتها تدريجياً وتبدأ في العتامة مما يتطلب استئصالها جراحياً واستبدالها بعدسة بلاستيكية تزرع داخل العين وهذا ما يسمى بعمليات الماء الأبيض.

اما الماء الأزرق فهو ارتفاع في ضغط العين وهو أشد خطورة، حيث لا يمكن استرجاع ما فقد من نظر، لذا ننصح بالفحص الدوري للعين بعد سن الأربعين اذا كان احد افراد العائلة مصاباً به خاصة اذا كان هناك قصور بالنظر.

_ هل هنالك علاقة بين العين وما ينتاب المرء من ألم في الرأس؟

- قد يكون من أسباب الصداع وجود قصر أو انحراف بالنظر وهذا عادة يزول مع ارتداء النظارات الطبية، اما الشديدة منها خاصة اذا كان مصاحباً بغثيان أو قيء فلابد من قياس ضغط العين والتأكد من سلامة العصب البصري ومجال الرؤية وأخذ أشعة للرأس والجيوب الأنفية.

_ نظرا لخطورة وتداعيات الإعاقات البصرية يتطلب الأمر تثقيفا صحيا.. فكيف تتصور هذا التثقيف وضروراته وأهدافه؟

- إن التثقيف الصحي عبارة عن عملية إعلامية هدفها حث المجتمع على تبني نمط حياة وممارسات صحية سليمة، من أجل رفع المستوى الصحي للمجتمع، والحد من انتشار الأمراض، وتعريف المجتمع بأخطار الأمراض وإرشادهم إلى وسائل الوقاية منها.

ويتم ذلك عن طريق المثقف الصحي الذي يتواجد لدى كل أفراد المجتمع من خلال المستشفيات والمراكز الصحية وأيضاً عبر وسائل الأعلام. فالمثقف الصحي له دور كبير من الوقاية من العمى وهذا الدور يتمثل في توجيه ممرض/ ممرضة المدرسة لاكتساب المعلومات الصحية الصحيحة، وتدريب ممرض/ ممرضة عملياً على كيفية فحص النظر، والتأكد من تحويل كل طالب/ طالبة يحتاج إلى متابعة طبية إلى الصحة المدرسية للقيام بما يلزم للطالب، والاستماع إلى ملاحظات المعلمين,فهم في الغالب من يلاحظ عدم تركيز الطالب أثناء الدروس التحصيل الدراسي الضعيف. وهذا هو الدور الأساسي والمباشر مع المجتمع من خلال:

المعرفة: ويقصد بها زيادة اهتمام الأفراد بالصحة حول المشكلات الصحية للمجتمع (تعريف ومعالجة والوقاية من اللأمراض). وأيضا من خلال الموقف: ويقصد به تعزيز المواقف الإيجابية مما يؤدي إلى مكافحة الإعاقة البصرية، والممارسة: ويقصد بها تحفيز السلوك الصحي السليم، وتعليم إتباعه.

_ لو قدمت معلومات صحية للاهتمام بالعينين.. فما هي أبرز هذه المعلومات؟

- العين نعمة عظيمة من الله امتن بها على المبصرين ولا يدرك قيمتها إلا من افتقدها، وقد ذكر الله عز وجل في كتابه العزيز ، قال تعالى : «ألم نجعل له عينين» وقال أيضا «قل هو الذي انشأكم وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلا ما تشكرون».

والمعلومات الصحية التي يجب متابعتها هي أنه لا تقصر في إجراء الفحص الدوري لعينيك لك ولأبنائك. وأنه يتعين على المرء القيام بقياس نظره بين فترة وأخرى ولا يتردد في ارتداء النظارات الطبية إذا احتاج إليها. كما لا يجب أن يتعامل الفرد بيديه المجردة مع العين عموما، وإذا احتاج إلى ذلك فليكن بعد غسل اليدين وتنظيفهما جيدا وإذا احتاج إلى حك العين فليكن ذلك بمنديل ورقي.

كما يتعين على الفرد الحفاظ على نظافة المكان الذي يعيش فيه والامتناع عن دخول الذباب حتى لا تنتقل إليه أنواع كثيرة من العدوى بسبب الذباب وعلى رأسها التراكوما والالتهابات الصديدية. كما ينصح الفرد أيضا بالمحافظة على الصحة العامة باعتبارها من أهم وسائل المحافظة على صحة العين. كما من المهم قيامه بقياس ضغط الدم من فترة إلى أخرى لأن ارتفاع ضغط الدم يؤثر سلبا على العين. كما عليه الاهتمام بقياس مستوى السكر في الدم لأنه من المعلوم أن من مضاعفات مرض السكري تأثر العين وخصوصا الشبكية، وعليه أيضا تجنب التدخين وتجنب التعرض لتيار التدخين الناتج عن تدخين زميل لك في العمل فغبار التدخين يؤذي العين بشدة ويصيبها بالالتهابات.

وللحفاظ على نضارة العينين عليه ان يهتم كثيرا بتناول الخضروات والفواكه الطازجة ولا تنس الوجبات الغنية بفيتامين «أ» وفيتامين «ج» المهمين لنضارة أنسجة العين، إضافة إلى ضرورة المواظبة على التغذية السليمة والصحية المتوازنة والمتكاملة في غاية الأهمية للمحافظة على صحة وسلامة ونضارة العين خصوصا في كل من مرحلتي الطفولة والشيخوخة.

كما ينبغي أيضا تجنبا لإجهاد العينين الحصول على القسط الكافي من الراحة والنوم وإغماض العينين، إضافة إلى أهمية اتخاذ وضعية مناسبة عند الجلوس على مكتبك لا تكون فيها الإضاءة مباشرة أمام عينيك.

كما ينبغي الا يكثر المرء من الجلوس أمام شاشات التلفاز والكمبيوتر ولا يقرب أي جسم حاد أو مدبب كالإبر والمسامير والمقصات والسكاكين من عينيه.

وعلى الإنسان أيضا أن يجعل أي مواد كيميائية بعيدا عن متناول الأطفال وأيضا يتعين أن ينصح الأطفال بعدم إلقاء الحجارة على بعضهم البعض لأن كثيرا من حالات نزيف العين وخسارتها كان بسبب ذلك وحفاظا على أعين الأطفال يجب أن يمنعوا من اللعب بأي آلات حادة أو مدببة مثل ألعاب السيوف حتى لو كانت مصنوعة من البلاستيك أو بأي ألعاب بها مواد قابلة للقذف والاندفاع مثل السهام والحراب. كما يجب عدم السماح للأطفال باللهو بأي مفرقعات نارية خشية تطاير شررها أو بعض المواد الحارقة أو الصلبة منها إلى العين. أيضا عدم اللعب بالورقية الطائرة ذات الحواف البارزة والمدببة كونها تحمل في طياتها خطورة بالغة على عيون الأطفال فينبغي تجنيب الأطفال اللعب بمثل هذه الأنواع من اللعب الورقية الطائرة التي قد تصطدم بأعين الأطفال فجأة.

_ تحدثت عن توصيات وقائية للأباء.. فما هي أيضا الظواهر أو الأعراض التي يتعين عليهم رصدها والتعرف عليها ومن ثم اتخاذ إجراءات إزالتها؟

- يجب على الآباء الانتباه إلى أية ظواهر غير طبيعية في عيون أبنائهم وأن يكونوا على دراية بما هو طبيعي وما هو غير طبيعي من مظاهر ولتعريف الآباء بما يجب مراقبته: مراقبة مظهر العين الخارجي، ووجود احمرار دائم في العين، وبياض في منطقة بؤبؤ العين، وهبوط في الجفن العلوي، وقرنية العين أكبر من حجمها الطبيعي، واتجاه إحدى العينين للداخل أو الخارج بعيداً عن المركز، واهتزاز العين باستمرار إما أفقياً أو عمودياً-الرأرأة (Nystagmus).

ترميش في العين أكثر من اللازم وباستمرار كما يتعين على الآباء أيضا مراقبة إذا كانت عين الطفل لا تلتقي مع عين والديه عند حمله بعد الشهر الثاني من العمر، ومراقبة إذا كان الطفل لا يتابع الأشياء التي تتحرك أمام عينيه من جهة إلى أخرى بعد الشهر الثالث، بالإضافة إلى مراقبة إذا كان الطفل لا يتابع بعينيه الدمى التي تسقط من يديه بعد بلوغه الشهر الثامن، ومراقبة إذا كان الطفل لا يزحف نحو لعبة توضع له على بعد معين عند بلوغه الشهر العاشر من العمر وأيضا عليهم مراقبة إذا كانت عيناه لا تتابعان دوران عجلة أمامه كعجلة دراجة أو عجلة دمية عند بلوغه 24-28 شهراً، ومراقبة إذا كان لا يقدر أن يتعرف على صور أمامه في كتابه عند بلوغه 34-38 شهراً، ومراقبة مشيته وهل يستطيع تقدير ارتفاع أو انخفاض الأدراج ولا يتعثر باستمرار أو يرتطم بالأشياء من حوله.

_ ما الحالات التي تستوجب مراجعة طبيب العيون لفحص عين الطفل؟

- وجود حول ثابت ودائم، في أي عمر حتى لو كان في شهوره الأول ويجب عدم تصديق الخطأ الشائع القائل بأن ظهور الحول في العام الأول من عمر الطفل ظاهرة طبيعية وأنه سيزول تلقائيا بعد فترة من الزمن.

- اهتزاز العين، وهي الحركة الاهتزازية للبؤبؤ أو العين.

- تركيز الطفل الدائم على جهة واحدة (كأن ينظر دائما لأعلى أو أسفل).

- إن كان الشيء الوحيد الذي ينتبه له ويراه هو الأضواء.

- كثرة الضغط على العين باليد أو الإصبع.

- عندما يكون شكل العين غير طبيعي، كأن يكون حجمها كبيراً أو صغيراً أو غير صاف، أو أن شكل البؤبؤ غير طبيعي.

- إذا كان الطفل لا يرى بوضوح ما يعرض في التلفاز أو السبورة في المدرسة، ويقترب منهما كثيرا. كما قد يلاحظ انه لا يستطيع القراءة بشكل صحيح فيخطى في الأحرف والكلمات.

- إذا كان هنالك تاريخ عائلي لأفراد مصابين بضعف أو مشاكل أخرى في البصر.

_ متى يفضل إجراء عملية الحول؟

- إذا كان هناك داع للعملية فيجب إن يكون في مرحلة مبكرة لتحسين الفرصة للطفل لتحقيق نمو بصري سليم في كلتا العينين.

_ هل يمكن استبدال النظارة بالجراحة أو العكس؟

- لا يمكن فالجراحة تتم لإعادة توازن عضلات العين الخارجية ولا تؤثر على تكوين الصورة على الشبكية وبالتالي لا يمكن إن تحل محل النظارة التي وظيفتها تكوين صورة واضحة على الشبكية لذلك لا يمكن استخدام النظارة عوضا عن الجراحة أو العكس.

http://www.al-watan.com/data/2009100...p?val=local6_1