الأخصائي الاجتماعي مخزن أسرار المراجعين

أكدت على أهمية دوره وضوابط عمله.. د. كلثم جبر ل الراية :

• التزام أخلاقي ومهني يحكم عمل الأخصائيين الاجتماعيين

• مهارات خاصة يجب توافرها في الأخصائي الناجح


كتبت - منال عباس

أكدت الدكتورة كلثم جبر الكواري الأستاذ المساعد بقسم العلوم الاجتماعية برنامج الخدمة الاجتماعية جامعة قطر، على ضرورة تحلي الاخصائي الاجتماعي بالاخلاقيات التي تحكم العمل الاجتماعي، ووصفت الاخصائي الاجتماعي المؤثر بأنه الأكثر ارتباطاً بالقضايا السياسية والثقافية والاقتصادية، والاجتماعية التي يتشكل منها نسيج المجتمع، وهو الذي يقلل من دور عملية المساعدة العلاجية، مما يجعل المراجع يعتمد على نفسه أكثر من اعتماده على الأخصائي الاجتماعي، ويستطيع أن يمكن المراجعين من الكفاح والتعامل الفعال مع ظروفهم المعيشية.

وأشارت الدكتورة كلثم في حديث ل الراية عن تقنيات العمل الاجتماعي الى أهمية التسليم بمبادىء الخدمة الاجتماعية، والتي تتضمن الإلتزام الديني وهو الايمان المطلق بالشرائع السماوية، أوامرها ونواهيها، خلال عملية المساعدة تحديداً لحقوق العملاء وواجباتهم في نطاق وبالتالي فعليه احترام عقيدة المراجعين والتعريف والتنبيه للشعائر الدينية وواجباتها، والممارسة والتطبيق الفعلي لهذه الشعائر. كما أشارت الدكتورة كلثم الى مبدأ الالتزام الأخلاقي الذي يأخذ صورة القبول لمعايير الجماعة وقيمها، وهو مبدأ يتصف بالمحلية، غير قابل للتداول أو الاستيراد، ويطوع دوما ليناسب كل تجمع على حدة. هذا بالاضافة الى مبدأ الإلتزام القومي، مؤكدة على ضرورة أن يتمسك الاخصائي الاجتماعي بولائه للقومية وللوطن وللمهنة.

وأضافت الدكتورة كلثم أن نجاح خطة الأخصائي الاجتماعي تعتمد على عناصر العلاقة المهنية، ويعني ذلك تقبل المراجع أو المريض للأخصائي الاجتماعي وتقبل الأخصائي الاجتماعي له، وعلى الاخصائي الاجتماعي إظهار استجابات عملية واضحة للتعبير تتمثل في الاحترام والتسامح وتقدير المشاعر وتجنب النقد وعدم التحامل.

وأشارت الى أن المراجعين بصفة عامة وعلى اختلاف أنماطهم حتى العصبيون أو ضعاف العقول يستجيبون لكل من يمنحهم الحب والتعاطف والتقدير وان اختلفت درجة الاستجابة وعمقها من مراجع لآخر.

وأكدت الدكتورة كلثم على أن المؤسسة الاجتماعية، مدرسة كانت أو مستشفى، دارا للأحداث أو لمرضى العقل، تضع لنفسها شروطا تحدد بها مسؤولية المراجعين، ومثل هذه التنظيمات القرب إلى الثبات والجمود النسبي، تمثل حدودا وحواجز تقيد حق المراجعين في ممارسة حرياتهم. وأشارت الى أن الحدث المودع في دار الأحداث لا يمكنه ممارسة حقه في توجيه مصيره إذا ما أراد مغادرة المؤسسة والعودة إلى أسرته أو الخروج ل الترفيه قبل مرور فترة الاستقبال التي قد تصل إلى عدة شهور.

كما أن المريض بالمستشفى لا يستطيع ممارسة حريته في تحديد العنبر أو اختيار الطبيب أو الممرضة، والمعاق لا يمكنه الانفراد باختيار المهنة التي يؤهل لها.

ولفتت الدكتورة كلثم إلى أكبر قدر من الاختيارات للمراجع حتى ولو كان الاختيار بين وقائع مؤلمة ليختار أخفها ألما. فقد تتقيد حرية الحدث في الخروج من المؤسسة ولكن يمكنه في نفس الوقت أن يفاضل ويختار نوع النشاط الذي يريده، أو يختار بين الكتابة الى أسرته أو انتظار زيارتهم له، أو يلتقي بالأخصائي صباحا أو مساء وبالتالي تعدد مثل هذه الفرص للاختيار أمام المراجع، والتي تحقق هدف المبدأ العلاجي في حدود معينة. والتي تعتبر صيانة مقصودة لأسرار المراجعين التي كشفتها عمليات خدمة الفرد وتجنب إذاعتها وانتشارها بين عامة الناس. والتي تعتبر سرية جماعية حيث يعتبر الفريق المهني بالمؤسسة وحدة واحدة. تتبادل أسرار للتشاور أو لتحقيق هدف علاجي ولكن لا تذيعها بين الناس، ويرى البعض انه قد تمتد مجالات التشاور لتشمل خبراء من مؤسسات خارجية إذا ما اقتضى الأمر ذلك على أن يلتزم كل بصيانة هذه الأسرار في حدود ونطاق عمله الخاص.

وقالت الدكتورة كلثم: أن هذا المبدأ يمثل أهمية خاصة في مجتمعاتنا العربية والخليجية، الزاخرة بالتقاليد والمحرمات ومقدسات الأسر التي ما زالت في بعض البقاع تحرص على أبسط أسرارها الخاصة حتى مجرد ذكر أسماء الإناث. بل ان مؤسسات رعاية الأحداث من الفتيات تلتزم بأنظمة غاية في الدقة للحفاظ على أسرار المودعات بها ويعتبر هذا الأسلوب استثارة هادفة تساعد المراجع على التعبير الحر عن مشاعره وخاصة المشاعر السلبية التي يتعمد اخفاءها أو تغليفها بالحيل الدفاعية المختلفة ثم متابعتها متابعة علاجية مناسبة.

وأضافت أن هناك عدة أساليب لتطبيق هذا المفهوم والتي تتطلب الإعداد للمقابلة بدراسة الحالة جيدا، توفيرا للجهد الذي قد يضيع في استيفاء المعلومات الأولية، وأن يكون سلوك الاخصائي مشجعاً للتعبير عن أحاسيسه، بالاضافة الى اختيار التوقيت المناسب لاستثارة المراجع في التعبير عن مشاعره وإبداء التعليقات الهادفة للمراجع في المناطق التي يشعر الأخصائي بأن المراجع يحبس مشاعره، والإنصات الهادىء الواعي في حيوية ويقظة والاعتماد على الأسئلة الحيادية وغير المباشرة وخاصة في لحظات اللقاء الأول.

وأشارت الى أن هناك صفات لابد أن يتحلى بها الاخصائي الاجتماعي من بينها المظهر الخارجي حيث تتطلب شخصية الاخصائي الاجتماعي من حيث المظهر الخارجي أن تكون مريحة في النظر إليها بغض النظر عن جمال الوجه والقوام وأن يكون بشوش الوجه هادىء النظرات، يبدو عليه التعقل والنضج والاتزان ويتقي الله ويخشاه في كل تصرفاته، وأن يكون ملتزماً بمبادىء دينه وقيمه، وأن يكون في حال صحية جيدة، تمكنه من تحمل أعبائه ومسؤولياته. هذا بالاضافة الى الصفات العقلية التي تتمثل في أن يكون الاخصائي الاجتماعي لماحاً ذكياً، وسريع البديهة قوي الملاحظة. قادراً على الإدراك العقلي، والتفكير السليم والتجاوب مع العملاء.

وأن يكون يقظا واثقاً بنفسه، واسع الاطلاع، أما الصفات النفسية فتتمثل في أن يكون محباً للناس ولديه الرغبة الصادقة في مساعدتهم، وأن يتصف بالتضحية وإنكار الذات، وهناك الصفات الاجتماعية التي تتمثل في أن يكون الأخصائي الإجتماعي قادرا على تكوين علاقات قوية قائمة على الثقة والاحترام، ومتعاونا مع الآخرين، وعادلا وموضوعيا. متفهما لمشاكل وتقاليد المجتمع، وأن يكون محبا لعمله ووطنه ودينه، بالاضافة الى الصفات المهنية في أن يكون محباً، متقبلا للحالات متفانيا في مساعدتهم، وأن يعمل مع الحالات بمرونة كافية وبأسلوب يتفق مع كل الظروف والمواقف.

وأشارت الدكتورة كلثم جبر الى المهارات التي يجب توافرها في الأخصائي الاجتماعي وأهمية فهم شخصيات الحالات، وطريقة التعامل معهم، ومهارتهم في حب الحالات وتقبلهم، وحب العمل على مساعدتهم، والملاحظة وشفافية الحس، ومهارة الصبر والتحكم في المشاعر مهارة في تقدير مشاعر المرضى وأسرهم، والعاملين في المؤسسة. داعية معاهد وكليات الخدمة الاجتماعية للاهتمام بإعداد الأخصائي الاجتماعي بالتركيز على القاعدة العلمية التي تحتوي على مجموعة من المعارف والعلوم النظرية كالإعداد النظري والعملي ونوهت الدكتورة كلثم بأن كليات ومعاهد الخدمة الاجتماعية تستطيع استكمال إعدادها النظري للأخصائيين الاجتماعيين، بالإعداد العملي لهم، وباتاحة فرص التدريب الميداني في المؤسسات المختلفة.


http://www.raya.com/site/topics/arti...0&parent_id=19