سؤال في ذهني يدور ، ويبقى السؤال ماثلا أمام ناظراي ، متعلقا في ذهني ، على الرغم من معرفتي بالحل ، إلا أنني ما زلت أكابر وأحاول نسيانه ، لشقة هذا الحل على نفسي المتكاسلة ...


بدى الضيق يتسلل إلي كعادته ، والخوف ، لا أدري ممن ، ولا من أي شيء أخاف ، لكني أحس بفؤادي ينقبض ، وأستمع إلى عقارب الساعة ، فتتعالى وتيرة الخوف في نفسي ، أحس برغبة جامحة في الحظن الدافئ

إنها الساعة الثاثة فجرا ، أحاول أن أقطع هذا القلق والاضطراب ، فأمسك بهاتفي وادير سجل الأسماء مرات ومرات ، أرغم أن أتكلم مع أحد لكن الوقت متأخر .
خطرت لي فكرة فسارعت إلى تنفيذها ، فقمت أرسل رسائل لمن عندي ، وبالفعل نجحت ، اتصل بي عبد الله "توأم روحي"
-السلام عليكم
-وعليكم السلام
-موب راقد أشوفك ، شو تحب؟؟
-أي حب انت الثاني
-عيل شو ؟ أكيد تحب
-عبد الله والله تراني حاس بظيجه
-من شو؟
-ما أدري .حاس بخوف ، لا تسألني من شو خايف ، ماأدري
-اذكر الله ، اذكر الله
-والنعم بالله
عبد الله أنا تعبت من حالتي خلاص ما فيني أتحمل
-مو محمد اللي يقول ه الكلم ، مو محمد اللي يقول جي ، وين محمد اللي يحل للناس مشاكلهم
اللي دوم ضحكته ما تفارقه ، وين اللي كنا نزجره "مستر متفائل"
-أقولك مظايج ، مالي خاطري في شي
-ليش؟ أبوك قالك شي
-هو ما يسأل وبعد حرمته ....."جزء من النص مفقود"
-مايخصك فيهم
صلح نفسك
-كيف؟؟
-الحل عندك
-شو الحل ؟ مااعرفه
-أنت تكابر
-عبد الله اشفيك ،قلتلك ما اعرفه ياخي
-غير من نفسك ،أقطع كل شي يذكرك بماضي حزين ، ادفنه ، ما تجوفني السنه اللي طافت أختي متوفيه وفي حادث لا وأنا كنت وياها ، ليش تسوي في عمرك جذي ، موب حرام عليك ، ياخي حتى الساعة إللي تروح عن نفسك فيها ع الانترنت مسجلي باسم يعور الفؤاد ، شو فاقد أمه بعد؟؟
محمد أمك ماتت ، بس للحينه ما مصدق ، أو ما تبي تصدق ، تذكر شو كان توقيعك زمان ، كنت توقع د.محمد المزروعي ويوم كنا نقولك أونه دكتور ، كنت تقول كيفكم تقرونه دكتور بس هو هو دال نقطة محمد المزروعي
ليش تغيرت ودفنت طموحك ، كم مرة طلبت مني أشاركك في المنتدى وأعلق على كتاباتك بس أنا أقولك مالي بال ، تدري ليش؟ ما أبي أعلق وأشجعك على شي يضرك ، أنا أتابعك أحصل حزن في حزن ، ارحم نفسك شوي
حاول تنسى ، وعيش حياتك ، اكتب كتاباتك الأوليه إللي كنت تسمعنا إياها ، اكتب عن الفرح ، وحاول تعيش فيه
أنت وياي؟؟
-هيه وياك أسمعك
-كلامي غلط؟
-لا لا
-يلا قوم توضا وصليلك ركعتين
-حاضر ، يلا في أمان الله



الحقيقة كلامه هذ جعلني أعيد ترتيب وريقاتي ، جعلني افكر بصورة منطقية بعيدة عن العاطفة والقلب ، فوجدت العقل معه ، يدعمه ويقويه

فاقد أمه :

لقد كنت لي اسم ، لكن حان الآن الوداع ، لك خالص التحية ، والتقدير ، لكن على أن أعيش ما تبقى من عمري بعيدا عنك
لن تفارقني روحي أمي ، لكن سيفارقني الشعور بالأسى حيال ذلك، لأنه أمر الله ،فلا يفيد التمني

ولست بمدرك مافات مني
بلهف ولا بليت ولا لوأني


اكتب تلك الكلمات وعبد الله بجواري ، أحس بسعادة وراحة ، وأتمنى أن تستمر ...
....

تلك الحياة تمضي بنا سراعا ، فلا تدع ذكرياتك الحزينة لك شعارا، تغلب عليها
والله الموفق
نصيحة مجرب ، واطرق باب الرحمة ، فكما يقال:"من أكثر طرق الباب أوشك أن يفتح له"



عبد الله الهاشمي
محمد المزروعي

4ever