اليوم الخميس : ‏01 /‏ ربيع الأول /‏ 1430 هـ
الموافق : 26 / فبراير / 2009 م


أحداث شهر ربيع الأول :

مولد النبي صلى الله عليه وسلم :
ولد النبي صلى الله عليه وسلم في يوم الاثنين
لقوله صلى الله عليه وسلم حين سئل عن صوم
يوم الاثنين : (( ذلك يوم ولدت فيه ))
والجمهور على أن ذلك كان في ربيع الأول
واختلفوا أي يوم هو منه على أقوال :
1- ولد في اليوم الثاني من ربيع الأول ..
2- ولد في الثامن من ربيع الأول ..
3- ولد في العاشر من ربيع الأول ..
4- ولد في الثاني عشر من ربيع الأول ..
5- ولد في السابع عشر من ربيع الأول " وهو قول الشيعة "

وليس المقصود التحقق في يوم مولده صلى الله عليه وسلم
وإنما الإشارة إلى أن العلماء لم يتفقوا على أن مولده كان
في اليوم الثاني عشر من ربيع الأول ، إلا أن القول بأنه كان
الثامن من ربيع الأول أقوى وأرجح لعدة أمور :

1- أن هذه الرواية أكدتها حسابات الفلكيين الدقيقة
2- أن هذا القول رجحه جمع من أهل العلم المحققون منهم
كابن حزم والحافظ الكبير محمد بن موسى الخوارزمي
والحافظ ابن دحية ..
3- أن هذا القول نقله مالك وعقيل ويونس بن يزيد ـ وهم من هم ـ
عن الزهري عن محمد بن جبير بن مطعم ، وقد مال الشيخ
ناصر الدين الألباني إلى هذا القول ..

وقع أيضا في شهر ربيع الأول حدثان عظيمان آخران
هما أهم من حدث المولد ، وهما :

1- موت النبي صلى الله عليه وسلم :
ولا يختلف أن ذلك كان يوم الاثنين من شهر ربيع الأول
والجمهور على أنه كان في اليوم الثاني عشر منه ..

2- هجرة النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة :
حدث الهجرة أهم عند الصحابة رضوان الله عليهم من حادث مولده
صلى الله عليه وسلم بدليل أنهم حينما أرادوا أن يجعلوا للمسلمين
تأريخا خاصا بهم ، نظروا في أعظم الأحداث التي يمكن أن يؤرخوا بها
فخيرهم الفاروق عمر بين حادثتين لا ثالث لهما ، وهما الهجرة والبعثة
ولم يعتبروا مولده صلى الله عليه وسلم من الأهمية التي تجعله حدثا
يؤرخون به، ذلك لأن ولادته صلى الله عليه وسلم كانت عادية
كسائر البشر ، وكل الروايات التي تذكر الأحداث التي وقعت
عند ولادته وردت بأسانيد ساقطة ..
فهل لم يكن الصحابة بفعلهم هذا معظمين
للنبي صلى الله عليه وسلم ؟!

هذه الأحداث الثلاثة وقعت في شهر ربيع الأول
ومع ذلك لم يحدث الصحابة فيه أي عبادة دينية تذكرهم بها
لأنهم فهموا أن كمال الاقتداء والمحبة إنما هو في الاتباع ...
جيل فريد رباهم النبي صلى الله عليه وسلم على التمسك بشعائر الدين
فلم يزيدوا عليه قدر أُنملة ، فأين من يدعي الاقتداء والمحبة
من أصحاب الموالد من هديهم ؟!