اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قرموشة عيناوية مشاهدة المشاركة
ممكن حد يسويلي تقرير عن زايد والثروة الزراعيةويكون من6 صفحات مع مراجع كتاب ونت


بليييييييييييييييز

اباه باجر

التسليم باجر بليز حد يسويلي اياه

__________________________________________________ _

الثورة الزراعية في عهد الشيخ زايد (رحمه الله)



الزراعة والثروة السمكية

تقع دولة الإمارات العربية المتحدة في قلب المنطقة الجافة في العالم، وعلى الرغم من هذا الجفاف القاسي، فقد تحولت إلى دولة زراعية في بضع سنوات بفضل العزيمة الصادقة والإرادة الصلبة لسموه ومتابعته لخطط التنمية الزراعية في الدولة.

لقد نجحت مشروعات زراعية مهمة، وانتشرت المروج الخضراء والحقول المثمرة والقمح والفواكه. كما نجحت الخطط الرامية لمكافحة التصحر ووقف زحف الصحراء من خلال زراعة الأحزمة الخضراء والغابات بين الرمال وفي أعماق الصحراء.

إن ما حققه القطاع الزراعي في الدولة هو طفرة كبيرة في الإنتاج الزراعي إلى حد وصلت فيه الإمارات إلى الاكتفاء الذاتي من الخضار والفواكه والأعلاف الحيوانية، وغير ذلك.. حدث ذلك بسبب اتباع وسائل التقنية الحديثة والطرق المتقدمة للإنتاج باستخدام البذور المنتقاة وتحسين وسائل الري ومقاومة الأمراض والحشرات والمحافظة على الموارد الطبيعية من مياه وتربة وإقامة محطات البحوث الزراعية والإرشاد الزراعي.

لقد استهدفت دولة الإمارات العربية المتحدة منذ عام 1971 وضع خطة تنموية عالية الوتيرة في كل مجالات الحياة، ومنها الزراعة، لكأن الإمارات في سباق مع الزمن لكي تلحق بركاب الدول الحديثة والحضارة المبتغاة.

ولم يكن مستطاعاً أن يتحقق كل ما تحقق وسيتحقق بإذن الله لولا العطاء الدافق والخير الوفير والجهد المستمر والقيادة الحكيمة والرشيدة والواعية لسموه، الذي هيأ للبلاد كل السبل التي تضمن التطور والتقدم والازدهار والتحضر في شتى مناحي الحياة. فأرسى بذلك دعائم الانطلاق الصحيح لولوج آفاق النماء، فزادت المزارع بنسب عالية، وزادت المساحات الخضراء وارتفع الإنتاج إلى الضعف، ووصلت على سبيل المثال نسبة التطور الإجمالية عام 1992 (543%).

يقول سموه:

أعطوني زراعة.. أضمن لكم الحضارة .

ويقول سموه:

لقد كانوا يقولون: إن الزراعة ليس لها مستقبل، ولكن بعون الله وبتصميمنا فقد نجحنا في تحويل هذه الصحراء إلى أرض خضراء .

من كان يتصور أن الصحراء ستزينها جنان خضراء وأبسطة وأشجار وحدائق لا أجمل منها ولا أحلى!

من كان يتصور أن الإمارات ستنتج خضاراً، وفاكهة تغطي السوق المحلية وتزيد..

لقد تطورت الزراعة في الإمارات عما كانت عليه في السبعينيات وما قبل بأضعاف المرات:

خضراوات وفواكه واثنان وعشرون مليون نخلة من التمور.

كل ذلك تحتضنه أرض الإمارات وتنتجه بخصوبة.. ها هي الإمارات تصبح واحدة من أكبر منتجي التمور في العالم..

إن إمارة أبوظبي وحدها غرست حتى عام 1998 أكثر من (120) مليون شجرة، فكيف إذا تحدثنا عن المساحات الخضراء والبساتين والحدائق والمزروعات والأشجار المثمرة في دبي ورأس الخيمة والشارقة، وعجمان والفجيرة، وأم القيوين؟!

إن ذلك خفض درجات الحرارة إلى بضع درجات مئوية وشكل أرضية صلبة للثورة الزراعية في الإمارات.

الموالح والبطيخ والشمام والمانجو والتين والخيار والجزر والملفوف والزهرة والكرفس والكوسا والباذنجان والطماطم والفول والحبوب تفيض بها أرفف المحلات في الأسواق المحلية في كافة أنحاء الإمارات.

إن هذه الإنجازات الضخمةالتي تحققت في مجالات الزراعة والثروة السمكية كانت مثار دهشة الزوار والدارسين والوافدين المقيمين، ولقد لعبت دوراً مهماً في تحقيق أحد أهداف سموه واستراتيجيته التي دعت إلى الاكتفاء الذاتي من الغذاء.

ويكفي أن نشير إلى أن توجيهاته وإصراره على الزراعة دفعت الباحثين إلى إجراء تجارب عديدة لزراعة مختلف الأنواع من الفاكهة والخضراوات باستخدام أحدث التقنيات لزيادة وتحسين الإنتاج.. وقد تحققت نتائج باهرة عن طريق إيجاد مراكز بحوث زراعية حكومية في العين والذيد والحمرانية وكلباء.. وقد اهتمت هذه المراكز بمكننة تلقيح النخيل واختبار أكثر من ثلاثين نوعاً من الشعير والقمح والتعاون مع المناطق الزراعية في كل إمارة لمكافحة سوسة النخيل وتوجيه المزارعين وإطلاعهم على نتائج بحوثهم والاستفادة منها.

ويرجع الفضل في هذه النهضة الزراعية الشاملة إلى سموه الذي كان عشقه للأرض والزراعة لا حدود له، ودليلنا على ذلك استثماره أموالاً طائلة لإنجاح مشروعه الزراعي في الدولة ولإنشاء المزارع الحديثة الكبيرة مثل:

مزرعة الجرف التي تحولت إلى دوحة بسّامة وغابة خضراء تضم أكثر من نصف مليون شجرة.

ومزرعة العجبان الجميلة التي تحتوي (1500) شجرة مانجو وخمسة آلاف شجرة جوافة وثلاثين ألف نخلة وأعداداً كبيرة من أشجار الموالح.

ومزرعة جزيرة صير بني ياس التي حولها سموه إلى مزرعة شاسعة ضخمة تلفت الأنظار، فضلاً عن اعتمادها محمية طبيعية للحياة البرية.

في هذه الجزيرة تجد كيف ازدهر التفاح والأناناس والموز والكمثرى والزيتون، ويمكن أن يكون للبن نصيب لكي يزرع في هذه الجزيرة بعد أن أجريت تجارب على ذلك.

لقد ضرب مثلاً رائعاً في ميدان الزراعة ومجالات إمدادات المياه لري الزراعة والمساحات الخضراء، وقد لا نغالي إن قلنا ـ حقيقة ـ إن أسلوب الري الذي أبدعه سموه صار مثالاً يحتذى في كل أنحاء البلاد.. لم تقف في طريقه حرارة الجو، ولم تثنه تكاليف الزراعة وصحراوية الأرض وجفاف الآبار وشح الأمطار.

وجه سياسة الحكومة للنهوض بقطاع الزراعة لإيمانه بأهمية ذلك في دولة تود أن تلج أبواب الحضارة من أوسع أمكنتها..

لقد وجه، وتابع، وبذل ما بذل.. حضر الأرض للمواطنين القادرين على الزراعة، ووزع الغراس والشتلات مجاناً، وخصص مهندسين لتوجيههم وإرشادهم ومساعدتهم، ومنحهم ضمانات ومساعدات وقروض مالية حتى يشتروا المعدات والأسمدة والبذور، وما يمكن ذكره في هذا الميدان أنه في عام 1990 تراجعت كثبان الرمال لتحول (280) ألف هكتار من الصحاري إلى حدائق ومزارع وغابات .

بعد ذلك عارض الهجرة من الريف إلى المدينة، ولم يقف عند إصدار أمر بإيقاف الهجرة، بل درس أحوال المزارعين في الريف، واطلع على أحوالهم، فأقام لهم مشروعات عمرانية لتوفير بيوت حديثة للسكن، إضافة إلى تسهيل أمور حياتهم وحاجاتهم.. وحتى يشجعهم أكثر على تطوير الزراعة فقد أمر بتمليك المسكن لكل مزارع يقوم بتجميل المنطقة المحيطة به.

انتشرت المزارع في الإمارات... في أبوظبي ودبي ورأس الخيمة والشارقة والفجيرة وعجمان وأم القيوين. كما انتشرت الخضرة في كل مكان، وزرعت الدوارات وأواسط وأطراف الشوارع وبعض الشواطىء.

لقد وصل متوسط مساحة المزارع الخاصة إلى 32 ـ 35 هكتاراً للمزرعة الواحدة.

إنه التوجه نحو زيادة إنتاج الغذاء وكل ما تحتاجه المواشي إذ بدأ البعض ينتج نبات (الألفا) الذي يحصد في العام الواحد أربع عشرة مرة. وقد تحقق الكثير حيث أصبح إنتاج الخضراوات يغطي 55% من إجمالي حاجة الدولة. وبدأت تظهر حقول القمح حول واحة ليوا، كما تم استصلاح أكثر من مائة ألف هكتار من الأراضي الصحراوية إلى أراض زراعية منتجة.. والعمليات ما تزال مستمرة بفاعلية كبيرة وسرعة مدهشة.. وهذا ما عكس نتائج طيبة في ازدياد الأغنام والإبل والأبقار وتطور صناعة الألبان التي وصل الإنتاج الوطني فيها إلى أكثر من ألف طن في السنة، هذا بالإضافة إلى إنتاج القشدة والزبدة والزبادي وتوافر اللحوم المذبوحة محلياً، ولابد هنا من الإشارة إلى النجاح الكبير الذي وصلت إليه مزارع الدواجن والبيض في أم القيوين ورأس الخيمة وأبوظبي ودبي والفجيرة.. ويكفي أن نذكر ما تنتجه شركة رأس الخيمة للدواجن والأعلاف بالدقداقة إذ وصل إلى أكثر من ربع مليون بيضة في الأسبوع وبلغ إنتاج لحوم الدواجن في الإمارات نحو 34 ألف طن عام 1995.

هذا وللتغلب على مشكلة ملوحة المياه تسعى الدولة إلى مواجهتها بطرق عديدة منها إقامة محطات تحلية، ومنها معالجة مياه المجاري (كما في دبي) ومنها التعاون مع البنك الإسلامي للتنمية بإجراء دراسات وأبحاث على زراعة المحاصيل التي تتحمل الملوحة، ومنها إدخال تقنية شبكات الري الحديث، وذلك بدعم المزارعين بنصف تكاليف هذه الشبكات إذ أصبحت تغطي أكثر من 61% من إجمالي المساحة المزروعة والمروية بالمزارع، بالإضافة إلى تعميم هذه الشبكة في المساحات التي تشغلها الغابات في الدولة، والتي تبلغ أكثر من 300 ألف هكتار.

كما تم إبرام معاهدة للتعاون الفني مع المركز الدولي للبحوث الزراعية (إيكاردا) لتقديم الخدمات الفنية والاستشارية وإجراء البحوث. وفي هذا الميدان لابد من ذكر مركز زايد الزراعي لتأهيل المعاقين الذي افتتح عام 1994 من أجل تسخير الزراعة والبيئة كوسائل لتأهيل المعاقين.

الأشجار والأزهار تمرع في الرمال

سأضرب مثالاً واحداً عن عدد وأسماء الأشجار والأزهار التي تنبت في أبوظبي لنتأكد من مدى الجهد المقدم حتى تحولت الصحراء إلى فراديس رائعة وجنان فتانة، وما كان ذلك سيتحقق لولا عطاء وإرادة الشيخ زايد عاشق الخضرة والتقدم.

قال تعالى في سورة عبس:

{فلينظر الإنسان إلى طعامه(24) أنا صببنا الماء صبا(25) ثم شققنا الأرض شقا(26) فأنبتنا فيها حباً(27) وعنباً وقضبا(28) وزيتوناً ونخلاً(29) وحدائق غلبا(30) وفاكهة وأبا(31) متاعاً لكم ولأنعامكم(32)} صدق الله العظيم

إن إيمان سموه العميق بقدرة الله عز وجل على كل شيء زاده تصميماً على تحويل الصحراء إلى أدواح خضراء.. وقد تحققت المعجزة وحدث ما حدث.

يقول معالي الشيخ محمد بن بطي آل حامد رئيس دائرة بلدية أبوظبي وتخطيط المدن في تقديمه لكتاب " الزهور تنبت في الرمال " .

إن التوجيهات الكريمة لصاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس الدولة ـ حفظه الله ـ وولي عهده الأمين صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس المجلس التنفيذي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة لدائرة بلدية أبوظبي كانت ومازالت قبس النور الذي تهتدي به في مجال نشر الرقعة الخضراء وتنفيذ المشاريع الزراعية في مدن إمارة أبوظبي، وإنها أيضاً السبيل الذي نسلكه لإرشاد ومساعدة المواطنين والمقيمين لاكتساب الخبرات الزراعية والتعرف على نباتات الزينة المختلفة وطرق زراعتها والاستعانة بالمتخصصين لإعطاء المشورة حول استخدام أفضل السبل لزراعة أشجار الزينة والعناية بها.

وفيما يلي أسماء أشجار الزينة في أبوظبي:

الفلفل الرفيع ـ الفلفل بورق عريض ـ أروكاريا ـ جاكرندا ـ ملنجتونيا ـ سباثودا ـ بومباكس ـ المخيط ـ الكازورينا ـ اللوز الهندي ـ أكاسيا دكيورنس ـ اللبخ ـ بوهينيا بربرا ـ خيار شمبر ـ كاسيا نودوزا ـ درادكسيا ـ بلتفورم ـ صبار هنـدي ـ بوانسيانا ـ بونجاميـا ـ التمر هنـدي ـ الشمسية زنزلخت ـ ارتوكاريوس ـ التين البنغالي ـ فيكس بنجامينا المطاط ـ فيكس بورق ـ فيكس لسان العصفور ـ فيكس نتدا التوت ـ مورنجا ـ الكينيا (نوعان) ـ أبوجينا ـ جوز الهند ـ النخيل ـ وشينجطونيا ـ السرو.

الأشجار الصحراوية في أبوظبي:

الأشخر ـ السنط (القرض) ـالفتنة (عنبر) ـ الطلح ـ السمر غاف ـ الغويف ـ الغاف ـ الزرطا ـ السدر الهندي ـ السدر (النبق) ـ الأثل العبل (الطرفة).

نستنتج مما تقدم أن أشجار الزينة في أبوظبي تعد أكثر من (41) نوعاً من الأشجار، إذا أضفنا إلى ذلك أصناف أشجار النخيل التي تعد بالمئات عرفنا عدد الأشجار التي تزرع في أبوظبي، أما الأشجار الصحراوية، فتعد اثنتي عشرة شجرة.

بعد ذلك أليس وراء كلمة صاحب السمو الشيخ زايد " دعونا نجرب " موقف وأي موقف! إن التطور العلمي والتقني في المجالات الزراعية المختلفة يسير في الإمارات بخطى سريعة جداً مما يتطلب منا جميعاً المتابعة والبحث ومسايرة الدول المتقدمة وتطوير التقنيات.

نجاح التحدي

لقد نجح في تحديه لمواجهة التصحر، وهاهي الإمارات تتحول إلى جنة خضراء، وهذا لم يتحقق لولا الصبر والتخطيط السليم والقيادة الحكيمة..

إن ما وصفه الخبراء كان حقيقة ماثلة.. قالوا ما حدث في الإمارات معجزة في عصر انتهت فيه المعجزات..

دهش العالم ومازال يبحث في تجربة الإمارات بالقطاع الزراعي، إنه جهد زايد مثال العبقرية والوعي والخير.. زايد مفجر ينابيع العطاء.. زايد محول الكثبان الرملية إلى تلال خضر.. بصماته واضحة في كل ربوع الإمارات.. والجميع يدعو لزايد الخير بالتوفيق لتفانيه وتحديه وحنكته واقتداره.

قال الخبراء: الصحراء لا تصلح للزراعة، فأصر على الخضرة معتمداً على الله والوعي والعلم والإرادة.. واليوم مساحة المزارع ملفتة للنظر، ويكفي أن نذكر أنه خلال عام (97) صارت مساحات المزارع حوالي ( 879234 )دونماً موزعة على حوالي (22930) مزرعة، وأن إنتاج الخضراوات بلغ في العام نفسه (1023،554) طناً والفاكهة عدا التمور (24،579) طناً والتمور بما يوازي 50% من إجمالي الدعم ووصل عدد البيوت المحمية لزراعة الخضر إلى حوالي (7358) بيتاً تشغل مساحة قدرها حوالي (2186،5) دونماً، ووصل عدد الغابات إلى (162) غابة في أبوظبي تضم نحو (52) مليون شجرة، أما العين ففيها (1$$$0) مزرعة.

إن لزايد الوفاء في كل شق تمرة حسنة.. وما أعظمه من ثواب!

وقصارى القول:

إن الزراعة ـ من وجهة نظره تعبر عن نظرة عميقة لجذور الاستقرار في أي مجتمع.. لأن الزراعة ليست مجرد لون أخضر، ولكنها قبل ذلك ارتباط بالأرض وتراب الوطن وعنصر من عناصر الاستقرار.. الزراعة هي المدرسة الأولى التي تعلم فيها الإنسان كيف يتعايش مع الطبيعة، وكيف ينتج احتياجاته من الطعام والأخشاب، إذا ما تعلم الإنسان كيف يروي الأرض حتى تعود عليه بالخيرات.. أليست وجهة نظر سموه بالزراعة تنطلق من دوافع نبيلة تثير التقدير والاحترام؟!

لا أعتقد أن أحداً يقرأ أو يسمع أو يشاهد ما فعله زايد من معجزة خضراء، ولا يثمن صنيع هذا القائد الذي رعى تجربة فريدة ورائعة سرعان ما تحولت إلى حقيقة ماثلة وإلى إنجاز حضاري ستكتب عنه الاف البحوث وسيبقى خالداً في سجل تاريخ الإمارات.

كان سموه يقيم السدود العملاقة ويستورد محطات التحلية ليروي الزروع، وينشر الخضرة، قال سمو الشيخ سعيد بن طحنون آل نهيان متحدثاً عن الخير العميم الذي يملأ وديان الإمارات:

"هذا الحلم، للحق والأمانة، لم يكن ليتحقق إلا بفضل الله أولاً، ثم بفضل توجيهات الوالد صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان ال نهيان رئيس الدولة، فهو بالنسبة لنا كان معلماً وهادياً ومرشداً، يحل بيننا فجأة، رغم مشاغله العديدة، يشرف بنفسه على كل صغيرة وكبيرة، فكان ذلك دافعاً لنا لمزيد من العمل".

الثروة السمكية

أما عن الثروة السمكية فهي كبيرة في الإمارات، وتنتج أكثر مما تنتجه دول الخليج الأخرى، ففي عام 1994 مثلاً أنتجت الإمارات 108 الاف طن.

إلا أن قيوداً لابد من وجودها للحفاظ على المخزون الوطني، ولذلك انتشرت الدعوة إلى تطبيق أساليب حديثة للصيد باستخدام السفن والشباك الفعالة والمعدات المتقدمة.

ولكن هذه الدعوة لم تجد قبولاً وتشجيعاً لأنها تقضي على هذه الثروة، فاتخذت وزارة الزراعة خطوات عملية للسيطرة على مستوى استغلال الثروة السمية بهدف زيادتها وإكثارها والحفاظ عليها، ولقد زاد عدد الصيادين من (3962) صياداً عام 1977 إلى حوالي (14143) صياداً.

وشجعت الدولة إلى إنشاء مزارع تربية الأسماك كإحدى الوسائل لتطبيق العلم الحديث في زيادة إنتاج الغذاء البحري، ويعمل مركز أبحاث الأحياء البحرية في أم القيوين الذي أنشىء عام 1984 على التركيز على وسائل وأساليب تربية الأسماك والروبيان للأغراض التجارية، وإجراء الأبحاث على يرقات بعض الأسماك والقشريات من أجل زيادتها وتكاثرها في مياه دولة الإمارات العربية المتحدة.

وقد حقق قطاع الزراعة وصيد الأسماك معدلات نمو مدهشة في الإمارات.. ففي أبوظبي وحدها حقق عائدات بلغت 1،6 مليار درهم في عام واحد هو عام 1994.

فما الذي يمكن أن يقال عن صاحب السمو الشيخ زايد الذي وقف قامة معطاءة.. مخططة ومؤيدة لكل ما يخدم الزراعة والثروة السمكية.. إن الكلمات لتعجز عن شكر هذا القائد الكبير، وإن كل ما يمكن قوله لا يفي عطاياه.

ففي ديسمبر من عام 1995 قام الدكتور جاك ضيوف المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة الدولية "فاو" بزيارة دولة الإمارات العربية المتحدة لتكريم صاحب السمو الشيخ زايد رئيس الدولة تقديراً لإنجازاته في نشر الخضرة واعترافاً بأن ما فعله سيبقى إنجازاً عظيماً لن يغيب عن ذهن شعب الإمارات وأمة العرب.

لقد قال ضيوف:

"إن التقنيات الزراعية المتقدمة التي طبقت في الإمارات قد ساعدت على تطوير المناطق الريفية، خفض معدلات الهجرة إلى الحضر، وإن صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة هو أول زعيم في المنطقة يحظى بهذا التكريم من (الفاو)".

ويتحدث الدكتور كرمت الله يزداني ـ وهو أول طبيب أسنان جاء لأبوظبي قبل أربعة وأربعين عاماً ـ عن النهضة في الدولة بشكل عام والزراعة بشكل خاص مبيناً أن صاحب السمو الشيخ زايد أدرك منذ البداية أن الزراعة أساس الحضارة فيقول:

"ولدي قناعة بأن هذه النهضة والازدهار اللذين تعيشهما الإمارات حالياً تحققا بفضل بعد نظر واتساع رؤية القائمين على الحكم في البلاد، بالإضافة إلى نوايا المواطنين وتوجهاتهم الخيرية، لذلك فقد عوضهم الله خيراً بعد سنوات المعاناة والشقاء..".

ويضيف الدكتور يزداني:

"إنني عندما أتأمل في الوضع الذي كانت عليه أبوظبي قبل نحو خمس وأربعين سنة عندما أتيت ووضعها الحالي، ويمر أمامي شريط الذكريات أشعر أنه حلم، وأكاد لا أصدق نفسي لما حدث من نهضة شاملة ونقلات جبارة في كل شيء يصعب تصديقه، حيث تم الانطلاق من نقطة البداية إلى حضارة ضخمة في عقود قليلة من الزمان في حين أن هناك دولاً كثيرة لم تصل إلى ما وصلت إليه الإمارات في قرون من الزمان. أي أن القائمين على الحكم في الإمارات دخلوا سباقاً مع الزمن، وفازوا به بجدارة واستحقاق لإخلاصهم وصفاء ضمائرهم وقلوبهم، وبعد نظرهم واتساع مداركهم".

هذا وقد كرست دولة الإمارات العربية المتحدة طقوساً تتعلق بالتشجير، فصارت تحتفل بأسبوع التشجير كل عام وتحت شعار خاص تختاره الأمانة العامة للبلديات ويمكن أن أضرب مثالاً واحداً وهو أن أسبوع التشجير لعام 1999 من 20 ـ 26 فبراير كان تحت شعار:"الأشجار المحلية ثروة يجب المحافظة عليها" وغاية الاحتفال نشر الوعي بأهمية الزراعة وإبراز جهود التشجير.

وقد صرح سعادة جاسم محمد درويش الأمين العام للبلديات لجريدة البيان 32/1/9991، أنه تمت زراعة (92،5) ألف هكتار داخل مدينة أبوظبي وخارجها، وتم صرف (1،6) مليون شتلة من الأشجار و(22) مليوناً من الزهور المتنوعة، كما تمت زراعة (1645) هكتاراً بإمارة دبي وإنجاز (48) مشروعاً زراعياً العام الماضي (1998)، كما تم إنشاء (10) الاف مزرعة بمدن الغربية وتزويدها بجميع الاحتياجات ويعتبر مشتل القرهود منارة علمية لتحسين سلالات النباتات في الدولة. وتوجد في أبوظبي (3،7) مليون متر مربع من الحدائق والمتنزهات.

ويصرح معالي الشيخ محمد بن بطي آل حامد لجريدة الاتحاد 28/1/1997 بأن الإنتاج المحلي الزراعي يغزو الأسواق وينافس المستورد، وأنه توجد في أبوظبي (6408) مزرعة منتجة في أبوظبي و(500) مزرعة جديدة كل عام، وهذا يعني أن اكتفاء ذاتياً من الخضراوات يعم الدولة في معظم أوقات السنة.

ويتابع معالي الشيخ محمد بن بطي آل حامد قائلاً:

"لقد تحققت الأحلام وتحولت إلى واقع ملموس ونحن نرى المنتجات الزراعية المحلية تغزو الأسواق، وتنافس بقوة".

مركز زايد الزراعي للمعاقين

يعد مركز زايد للمعاقين، نموذجاً رائداً للعطاء، فقد حقق المعاقون فائضاً كبيراً في الإنتاج، ولم يتوقفوا عند هذا الحد بل يستعدون لدخول مرحلة جديدة لتقديم المزيد.

أنشىء هذا المركز بتوجيهات صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان ال نهيان رئيس الدولة. وكان الهدف من ذلك تأكيد قدرة المعاق على قهر الإعاقة وإثبات ذاته كإنسان منتج له قيمة رفيعة في المجتمع.

لقد استطاع المركز عبر مسيرته أن يقدم أمثولة رائعة عندما خصصت مساحات للزراعة يشرف عليها معاقون ويستخدمون في ذلك تقنيات حديثة لتحسين وزيادة الناتج الزراعي، وقد ارتفعت كميات الإنتاج في عام 1999 إلى أربعة أطنان تصل قيمتها إلى حوالي ثمانية آلاف درهم يومياً.

وأوضح السيد أدما تاميدو مدير مركز زايد الزراعي لتأهيل المعاقين أن طفرة إنتاج الخضراوات (طماطم ـ كوسا ـ باذنجان ـ ملفوف ـ ذرة ـ خيار) ترجع إلى عاملين:

الأول استغلال المساحات الجديدة التي أمر بها صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان ال نهيان رئيس الدولة بإضافتها إلى المركز نتيجة للنجاحات التي حققها خلال الفترة الماضية، وتصل مساحتها إلى (11) هيكتاراً، استغلت إدارة المركز (7) هكتارات منها للأغراض الزراعية.

والثاني يرجع إلى الخبرات التي اكتسبها المعاقون في مجال العمل الزراعي اليومي الذي تدربوا عليه منذ نشأة المركز وحتى الوقت الحالي.

وقال تاميدو: إن الإيرادات المادية التي تعود من محصلة الناتج الزراعي اليومي يخصص ريعها للصرف على مشاريع مستقبلية للمعاقين كي تستوعب أعداداً أكبر وتحقق الهدف الأساسي وهو دمج المعاق مع المجتمع وجعله يتفاعل معه من الناحيتين الاجتماعية والإنتاجية ليكون عنصراً فاعلاً يزيد في حركة النمو الاقتصادي لبلاده. وأضاف:

إن المركز بدأ عمله الزراعي على مساحة هكتار واحد لمدة سنتين تقريباً، ومع إضافة المساحة الجديدة استغل المركز جزءاً كبيراً منها للزراعة والباقي يجري عليه العمل في إنشاء عشرة بيوت بلاستيكية مساحة كل منها (600) متر مربع تستغل في الزراعة فضلاً عن الزراعة في الأماكن المفتوحة، ويتوقع أن تزداد معدلات الإنتاج بصورة عالية عند اكتمال وتشغيل هذه البيوت.

آفاق المستقبل

وعن المشاريع المستقبلية التي يقوم بها مركز زايد الزراعي قال تاميدو:

إن هناك عدة مشاريع منها إقامة منحل لإنتاج العسل ووحدة لإنتاج الدواجن، كما سيقام مصنع لتعليب الطماطم، الهدف منه احتواء عدد كبير من المعوقات الفنية إلى جانب الاستفادة من كميات الطماطم الكبيرة التي تنتج خلال الموسم، وبذلك تتوافر الوظائف من جهة ويستفيد الوطن.

آلية العمل

قال تاميدو من الصعب أن يوضع برنامج محدد لذوي الإعاقات الذهنية باعتبارهم لا يدركون دائماً مسؤولية الامتثال للبرامج الموضوعة:

"ونحن كإدارة نقوم أولاً بالتعامل مع الحالة النفسية للمعاق، وهذا ما يسمى بالعلاج والعمل في ظل التوجيه النفسي السليم للمعاقين".

وفي دراسة لغرفة دبي حول التنمية الزراعية نشرتها جريدة الاتحاد بتاريخ 2 مارس 1999 تبين أن نتائج إيجابية مذهلة للسياسة الزراعية في دولة الإمارات العربية المتحدة على طريق الاكتفاء الذاتي فقد تبين أن: 117% زيادة في الأراضي الزراعية خلال السنوات العشر الأخيرة، وأن نسب الاكتفاء وصلت إلى معدل 88% للحليب و63% للخضراوات و25% للحوم الحمراء، فقد ارتفع عدد المزارع المنتجة في الدولة بنسبة 20% خلال السنوات العشر الماضية لتصل إلى (799) ألف دونم عام 1997، وبلغت معدلات النمو السنوية لمساحات الأراضي المزروعة بالخضراوات 22%، وازداد عدد مزارع النخيل بنسبة 21%، وذلك مؤشر مهم في تنفيذ خطط الاكتفاء الذاتي. وهذا يعني أن حجم المستوردات قد انخفض بشكل واضح نتيجة لهذه النقلة النوعية في التنمية الزراعية.

كل ذلك بفضل توجيهات سموه الذي صمم وبإرادة صلبة على تحويل الصحراء إلى بسط خضراء.. وكان له ذلك. وها هم أبناء الإمارات والمقيمون فيها ينعمون بالخيرات المحلية التي ستبقى مجال فخر واعتزاز أبناء الأمة العربية قاطبة. ونورد فيما يلي دراسة موجزة (كنموذج) لحركة السوق في دبي:

حركة السوق

استوردت دبي منذ بداية العام 98 وحتى نهاية شهر نوفمبر نحو 1،8 مليون طن من المواد الغذائية بمعدل 164 ألف طن شهرياً واستحوذت منتجات الحبوب والبقوليات الجافة والخضار والفواكه مجتمعة على أكثر من نصف إجمالي حجم المستوردات الغذائية، تليهما الزيوت والدهون ثم المواد الغذائية المعلبة بنسبة 9% و8% من الإجمالي لكل منهما على التوالي.

ومن الواضح أن حجم المستوردات الغذائية قد انخفضت في الربع الثالث حوالي 11% عن حجمه في الربع الثاني ويعود ذلك لانخفاض الطلب بشكل طبيعي في أشهر الصيف نتيجة سفر أعداد كبيرة من المواطنين والوافدين خلالها إلى الخارج.

وتبين البيانات أن حجم الواردات الغذائية لدبي في شهر نوفمبر بلغ أكثر من 156 ألف طن بزيادة 1،7% عن شهر أكتوبر الماضي، وبمقارنة حجم المستوردات الغذائية لشهر نوفمبر يلاحظ بوضوح ارتفاع واردات معظم الأنواع الغذائية في نوفمبر عن كمياتها المستوردة في شهر أكتوبر، وذلك تماشياً مع الاستعدادات الموسمية من قبل التجار قبيل حلول شهر رمضان، وكان من الممكن أن يكون إجمالي حجم الكمية المستوردة من الأغذية أكبر مما تم تسجيله، لولا الانخفاض في حجم الواردات من الخضراوات والفواكه الطازجة نتيجة حلول موسم الإنتاج المحلي وإمداد السوق بكميات كبيرة منه، وكذلك انخفاض مستوردات بعض المنتجات الأخرى بسبب انتهاء فصل الصيف كالمشروبات الغازية والمياه كما يلاحظ ارتفاع كمية المستوردات من اللحوم المجمدة التي يمكن حفظها حتى شهر رمضان حيث يزداد الطلب عليها في حين انخفضت كمية اللحوم المبردة المستوردة بسبب وجود فائض كبير منها ومن المواشي الحية في السوق، وكانت هناك زيادة كبيرة في حجم كمية المواد الغذائية المعلبة والمعبأة بلغت حوالي 170% عن الشهر الماضي، وذلك لتلبية الزيادة الموسمية المتوقعة عليها حيث أنها تضم الكثير من الأغذية والعصائر التي يزداد الطلب عليها في شهر رمضان وكذلك الحال بالنسبة لبنود المواد الغذائية الأخرى التي ارتفعت بنسبة 194% عن شهر أكتوبر.

وشهدت أسعار الخضراوات والفواكه وأسعار اللحوم تطورات مهمة في سوق دبي خلال شهر نوفمبر الماضي في الوقت الذي لم يكن هناك تغيرات تذكر على أسعار معظم المواد الغذائية الأخرى.

فقد تميزت أسعار سوق الخضراوات والفواكه الطازجة بالاتجاه المستمر نحو الانخفاض خلال شهر نوفمبر الماضي وتزايد العرض عن الطلب بسبب إمداد السوق بكميات وفيرة من الإنتاج المحلي.

وقد شهدت حركة إعادة التصدير نشاطاً ملحوظاً في سوق الخضراوات والفواكه خلال شهر نوفمبر الماضي، إذ كانت هناك حركة يومية نشطة في هذا المجال بلغ معدلها نحو 600 طن يومياً، ووصل عدد البرادات المحملة بالمواد الغذائية المعاد تصديرها إلى 901 براداً حمولتها الإجمالية 18020 طناً، توجه 50% منها لسلطنة عمان والباقي للسعودية وقطر والكويت والبحرين.

أما سوق اللحوم فقد شهد خلال شهري أكتوبر ونوفمبر الماضيين تدفق كميات كبيرة من اللحوم المجمدة والخراف الحية فاق حجم الطلب، كما ساهم في زيادة العرض قيام دول رابطة الجمهوريات المستقلة بتوفير احتياجاتها من دول المنشأ مباشرة، واستمرار توقف إعادة تصدير الأغنام الحية إلى بعض الدول المجاورة بسبب منع مرور الأغنام الحية عبر أراضيها منذ شهر إبريل الماضي مما أدى إلى انتهاء الطفرة التي شهدتها أسواق اللحوم قبل ثلاثة سنوات نتيجة ارتفاع معدلات التصدير آنذاك، وعلى الرغم من التحسن الذي شهده الطلب المحلي على سوق اللحوم في دبي خلال شهر نوفمبر الماضي، إلا أنه لم يصل إلى المستويات التي كان عليها العام الماضي.

الأمن الغذائي هدف استراتيجي

تحتل الصناعات الغذائية مركزاً متقدماً في اقتصاديات الدول العربية، حيث تتراوح مساهمتها في القيمة المضافة للصناعات التمويلية بين 25 ـ 40%، وإن دولة الإمارات- وبتوجيه من رئيس الدولة- أولت قطاع الأمن الغذائي اهتماماً خاصاً، ذلك لأنه يشكل هدفاً استراتيجياً مؤثراً في استقرار وتقدم الدولة، وهذا ما جعلها تدخله في صلب خطط التنمية لتحقيق الاكتفاء الذاتي منه والخلاص من الفجوة الغذائية التي تطال بلداناً كثيرة.

ويأتي دور برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ليسهل إقامة المشاريع الإنمائية، ويساعد على تسهيل التبادل التجاري.

لقد أعلن الشيخ زايد استراتيجيته في هذا المنحى فوجه للعمل على تحقيق الاكتفاء الذاتي، واعتماد كافة السبل للوصول إلى الهدف من إيجاد تقنيات حديثة، وتكريس القدرات، وتنمية التبادل التجاري، وفتح باب الفرص التجارية على مصراعيه، وتطوير المنتجات المحلية، وإلغاء الحواجز، والعمل مع الشقيقات العربيات لإزالة المعوقات التي تكبل حركة التجارة العربية، وإنشاء شركات تسويقية من خلال الية مناسبة تشكل نقاط ارتكاز يمكن الاعتماد عليها لتطوير الأمن الغذائي ودعمه مالياً ومادياً وبشرياً بحيث يظلل الخطوات الحضارية التي تخطوها دولة الإمارات العربية المتحدة بثقة ووعي وإتقان مسترشدة بحكمة وبعد نظر قائدها الكبير صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس الدولة.


المراجع
1- موقع رحال الإمارات
2- احصاءات من اقتصاد الإمارات
3- أخبار البيئة