تواصل فعاليات مخيم الأمل الثالث والعشرين

برامج ترفيهية وترويحية هادفة

تغمر الأطفال المشاركين من ذوي متلازمة الشلل الدماغي بالمرح والمتعة


تتواصل لليوم الثاني على التوالي فعاليات مخيم الأمل الثالث والعشرين، الذي تنظمه مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية على أرضها في منطقة اليرموك تحت شعار "بيئتي أمني وأماني" بمشاركة وفود دول مجلس التعاون الخليجي ووفد ضيف من الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية يصل عددهم إلى 89 مشاركا بالإضافة إلى 136 متطوعا من مختلف الفئات العمرية.

وعلى نفس الوتيرة استمرت صباح اليوم الإثنين17 ديسمبر الجاري فعاليات المخيم المميزة، حيث نظمت لجنة البرامج والأنشطة في مخيم الأمل 23 بعد انطلاقه أمس الأحد، يوما ترفيهيا في فندق راديسون بلو بإمارة الشارقة لقضاء أوقات ممتعة ومبهرة على شاطئ البحر والاستمتاع بالألعاب والأنشطة الرياضية المخصصة لهم، وتم ذلك بعد الطابور الصباحي ومراسيم رفع الأعلام وتوجيه الأطفال المشاركين من ذوي متلازمة الشلل الدماغي وإعدادهم لقضاء يوم حافل بالبرامج الهادفة والمفيدة والممتعة.

وأكد المتطوع محمد هديان من لجنة الأنشطة والبرامج، أنه تم إعداد برنامج ترفيهي متنوع يتناسب مع قدرات وإمكانيات الأطفال من ذوي متلازمة الشلل الدماغي المشاركين في مخيم الأمل وقال:" إن لجنة الأنشطة والبرامج حرصت على إختيار الأنشطة المناسبة لقدرات الأطفال المشاركين في المخيم خاصة أن إعاقة الشللل الدماغي تتطلب الكثير من العناية، وبمساعدة لجنة الدعم التخصصي والمشرفين الرياضيين في المدينة، تم تنسيق لمسابقات وأنشطة ترفيهية ورياضية هادفة يستطيع الأطفال من ذوي الشللل الدماغي من خلالها المشاركة وابراز قدراتهم، وأيضا الترويح والإستمتاع بشاطئ فندق راديسون بلو الذي يضفي المزيد من المتعة والمرح من خلال التجهيزات والإمكانيات التي حرصت اللجنة على توفيرها لهم".

وأضاف محمد هديان أن شعار المخيم هذه السنة يحمل رسالة مهمة للمجتمع ومؤسساته وذلك في توفير الأمن والأمان للأشخاص من ذوي الإعاقة في مجتمعهم ووطنهم، كما ناشد كافة الجهات الحكومية والخاصة وأصحاب المنتزهات والمرافق العامة على اختلافها بواجب الإهتمام بهذه الفئة وتوفير الإمكانيات اللازمة لهم والإحتياجات التي تسهل عليهم العيش والإستمتاع بالمرافق العامة، وإلغاء كافة الحواجز التي تحد من مشاركتهم المجتمعية ليكونوا قادرين على ممارسة حياتهم كغيرهم من أفراد المجتمع غير المعاقين وهو واجب إلزامي إتجاههم وحق من حقوقهم الإنسانية.

وقد انطلقت المسابقات الترفيهية على الواجهة البحرية لفندق راديسون بلو، بألعاب مسلية تساعد على تنمية مهاراتهم الحركية وأظهر الأطفال من ذوي الشلل الدماغي بهجتهم العارمة خلال المنافسة الرياضية وتفاعلوا مع تشجيع الحضور والمشرفين والمرافقين لهم في أجواء رائعة أدخلت على قلوبهم الكثير من الفرح والسعادة، كما وزعت عليهم الهدايا والمشروبات وتلاشت عندهم حواجز الخجل وأظهروا قدراتهم وامكانياتهم على العطاء والمشاركة بكل ثقة.

وأوضح الأستاذ عبد الله محمد الخميس قائد لجنة أمن المخيم، أن افتتاح المخيم وإنطلاقه كان مبهرا بأجوائه العائلية التي جمعت كافة المشاركين ووحدتهم بحب ومودة وتعاون تحت شعار يعكس في مضمونه حق العيش بأمن وأمان وقال: "إن مخيم الأمل الثالث والعشرين حقق أهدافه من أول يوم حيث أظهر الأطفال حماسهم وتفاعلهم في كافة الأمور والبرامج التي قدمت لهم، كما تحققت معاني الدمج والتآلف وهو الهدف الأساسي من خلال تجاوبهم الفعال مع اللجنة المنظمة وكافة الأعضاء المشاركين، وقال:" إن لجنة أمن المخيم تحرص على توفير البيئة المثالية للمشاركين في المخيم بالتعامل الصحيح مع الأشخاص ذوي الإعاقة واستخدام الكراسي المتحركة وحماية الطريق ومتابعة سير الموكب من أرض المخيم إلى المكان المخصص للزيارة وإلى عودتهم إلى أرض المخيم وهي مناسبة أوجه فيها جزيل الشكر لشرطة الشارقة على تعاونهم في توفير الأجهزة الأمنية وسيارات الشرطة المرافقين وسيارة الإسعاف وتسخير كافة الإمكانيات والإحتياجات اللازمة للحفاظ على الأمن وتوفير بيئة آمنة ومشرفة للوفود المشاركين في مخيم الأمل".

وأضاف قائد لجنة أمن المخيم أنه قبل الإنطلاق لأي رحلة خارجية يتم معاينة المكان واستكشاف الطريق وتأمين المنطقة التي يقع فيها النشاط الخارجي للتأكد من سلامة وأمن المكان المراد زيارته وتأمين وتوفير الإحتياجات اللازمة حرصا على راحة المشاركين وذلك لتفعيل وتجسيد شعار المخيم (بيئتي أمني وأماني) الذي يتطلب جهودا مجتمعية مشتركة وإعادة النظر وبإيجابية في المطالب الحقوقية للأشخاص من ذوي الإعاقة ومساعدتهم ومساندتهم في قضايا الإعاقة التي تخصهم لضمان دمجهم وتعايشهم المجتمعي بأمن وأمان.

وبعد نهاية النشاطات الترفيهية دعي الجميع إلى وجبة غذاء والإستمتاع بإطلالة خلابة تمزج بين أصالة الضيافة الإماراتية وجمال بحر الخليج العربي برماله الذهبية ضمن أجواء وأوقات ممتعة تبقى راسخة بكل ما تتضمنه من ذكريات لا تنسى.

وقال الأستاذ صلاح الكندري، رئيس الوفد الكويتي من وزارة الشؤون الإجتماعية والعمل إدارة رعاية المعاقين:" إن اختيار شعار المخيم لهذا العام موفق جدا، وقد تميز المخيم بحسن التنظيم والتحضير لإستقبال الوفود المشاركة، وجاء انطلاق المخيم رائعا بكل ما تضمنه من فعاليات وبرامج وورش مفيدة وهادفة مخصصة لأطفال الشلل الدماغي وما يزيد في أهمية المشاركة هي تبادل الخبرات مع الدول الشقيقة واحتكاك وتواصل الأطفال مع مجتمع أوسع وبحث أواصر التعاون في كل ما يخدم ويرتقي بفئة الأشخاص من ذوي الإعاقة".
وتوجه رئيس الوفد الكويتي بالشكر والتقدير إلى سعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي رئيسة اللجنة العليا المنظمة للمخيم وإلى جميع العاملين فيه على الجهد الكبير والمقدر من قبل جميع أعضاء الوفود متمنياً أن يكون النجاح والتوفيق حليفاً دائماً لهم.
ومن جهته أكد المشارك هزاع العلوي من مركز العين للمعاقين، أن أطفال الشلل الدماغي جدا سعداء بمشاركتهم في مخيم الأمل الثالث والعشرين وأشاد بجهود إدارة مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية على خدماتها المتميزة للأشخاص من ذوي الإعاقة وأشار إلى أن ما يقدمه المخيم من برامج وأنشطة هادفة وترويحية وترفيهية لها أثر إيجابي على شخصية الشخص المعاق، حيث تعزز ثقته في نفسه وتنمي لديه مهارات التواصل المجتمعي وتحمسه على الدمج والإنخراط في الحياة المجتمعية متجاوزا بذلك ضغوطات الإعاقة وصولا إلى إثبات وجوده وقدرته على العطاء بإستقلالية وهو حق من حقوق الأشخاص من ذوي الإعاقة وواجب على المجتمع تفعيله بكافة جوانبه.

وقدم المشارك هزاع العلوي قصيدة شعرية يمدح ويشكر فيها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم إمارة الشارقة والرئيس الفخري لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية نصير المعاقين على إهتمامه المتواصل الذي يوليه لفئة المعاقين، معبرا في ابيات قصيدته عن حبه وإخلاصه وامتنانه لكل ما يقدمه صاحب السمو حاكم الشارقة من اهتمام ودعم كبير هو الحافز الأكبر والأقوى للأشخاص من ذوي الإعاقة في تجاوز مصاعب إعاقتهم وبلوغ أعلى مستويات النجاح.


واجهة المجاز وفعاليات مهرجان الشارقة المائي

وكانت قافلة الأمل قد انطلقت عصر أمس الأحد 16 ديسمبر 2012 بعد حفل الافتتاح الناجح في أولى رحلاتها صوب واجهة المجاز وفعاليات مهرجان الشارقة المائي بقيادة عبد الله الخميس رئيس لجنة الأمن وتحت إشراف أعضائها الذين كانوا أشد الحرص وقبل الانطلاق من أرض المخيم على اتخاذ كافة الإجراءات والتدابير المتعلقة بالأمن والسلامة بالتنسيق مع شرطة الشارقة التي أخذت على عاتقها تأمين الطريق حتى الوصول إلى واجهة المجاز فكان كل ذلك مبعث أمن وطمأنينة وسعادة لأشبال المخيم ومرافقيهم.

ولدى الوصول إلى هناك اتجه الجميع مباشرة إلى خيمة (السيرك المائي) واتخذوا مقاعدهم للاستمتاع بالعروض الشيقة والمثيرة التي تم استهلالها بعرض غنائي مصحوب بفقرات فنية على سفينة معلقة يقابلها بالأسفل مسبح استعرضت فيه مجموعة السيرك باقة من أفضل العروض الإكروباتية التي أدخلت البهجة والسرور إلى نفوس الأطفال من ذوي الشلل الدماغي ومرافقيهم.

وقد تضمنت العروض فقرات لبعض المهرجين مع كلابهم الذكية، وفقرات للسحر المثير والشيق بالإضافة إلى عروض رائعة من اللياقة البدنية المذهلة والحركات الرياضية الفائقة الإتقان التي أبحرت بأشبال المخيم إلى عوالم غنية بالمتعة والسعادة.

ولم يفت سعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي رئيسة اللجان العليا المنظمة للمخيم أن تواكب رحلة الأطفال من ذوي الشلل الدماغي وتحرص على سيرها كأحسن ما يرام، فكانت معهم خلال الرحلة تطمئن على سير الأمور ورضا أشبال المخيم عنها.

وبعد انتهاء عروض (السرك المائي) والتقاط الصور التذكارية مع أعضائه الرائعين، انتقلت قافلة الأمل صوب مسرح (جزيرة الموج) لمتابعة المسرحية العالمية (بيتر بان) التي حرص القائمون عليها أن تكون حواراتها مزيجاً بين اللغتين العربية والإنكليزية ليتسنى لجميع الأطفال المعاقين وغير المعاقين فهم الأحداث الدائرة فيها.

وبالفعل فقد كان اندماج أطفال المخيم من ذوي الشلل الدماغي مع أقرانهم الأطفال من غير المعاقين عل مقاعد مسرح (جزيرة الموج) في الهواء الطلق فرصة طيبة للتفاعل والتعارف وتكوين الصداقات وهو ما يهدف جميع العاملين مع الأشخاص من ذوي الإعاقة على تحقيقه في مختلف الأنشطة والفعاليات والمناسبات.

ولم يكن التفاعل الذي أبداه أشبال مخيم الأمل مع أحداث مسرحية (بيتر بان) سوى مزيد من التأكيد على أن هذه الشريحة من أبناء المجتمع قادرة على التعلم والتفاعل والاندماج مع أقرانها من غير المعاقين، وبعد انتهاء العرض توجه الجميع إلى تناول طعام العشاء ثم عادوا أدراجهم إلى مخيم الأمل واسمتعوا بفعاليات حفل السمر المليء بالألعاب والمسابقات، لينعموا بعد ذلك بالرقاد استعداداً لنشاط جديد.

الشبل علي فالح الرشيدي (شلل دماغي) من وفد دولة الكويت عبر عن سعادته بهذه الرحلة التي نظمها القائمون على مخيم الأمل إلى واجهة المجاز ومهرجان الشارقة المائي، مؤكداً أن المتعة والفائدة كانتا كبيرتين من خلال التعرف أكثر على زملاء المخيم وغيرهم من غير المعاقين الذين يزورون المهرجان للاستمتاع بعروضه.

من جانبها أشارت الشبلة رنيم علي رزق الله رنيم من وفد الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية إلى مقدار الحبور والسعادة التي اعتمرت داخل نفسها ونفوس زملائها بعد العروض الشيقة والممتعة التي شاهدوها في السيرك المائي، متوجهة بجزيل الشكر والتقدير إلى جميع القائمين على المخيم ومثمنة حرصهم على إسعاد ضيوفه قدر الإمكان.

المساعدة الاجتماعية عبلة عقاقبة من الوفد الجزائري أيضاً قالت: على الرغم من أن المخيم ما زال في بدايته إلا أنه وكما يقال (المكتوب يعرف من عنوانه) وعنوان المخيم الرئيسي كما يبدو هو إدخال البهجة والسرور إلى نفوس جميع المشاركين فيها، وهذا ليس بجديد على مخيم الأمل الذي سبق وأن ذاع صيته في شتى أرجاء الوطن العربي وجميع من شارك فيه عاد بأجمل الذكريات منه.
هزاع عبد الله العلوي من مؤسسة زايد العليا (مركز العين لرعاية وتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة) ومرافقه معلم الرياضة فوزي عاشور أكدا أن الرحلة إلى واجهة المجاز ومهرجان الشارقة المائي فاقت التوقعات بجمالها وروعتها، متوجهين بالشكر والتقدير إلى جميع العاملين والمتطوعين في مخيم الأمل الثالث والعشرين (بيئتي أمني وأماني).

ومن المقرر أن تستأنف الساعة الرابعة من بعد ظهر اليوم الاثنين 17 ديسمبر الجاري نشاطات المخيم بإقامة فعاليات تراثية يليها حفل السمر والترفيه.



مع تحيات قسم الإعلام بمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية