ورش عمل لأصحاب الإعاقة البصرية


نظَّم مركز قطر الثقافي الاجتماعي للمكفوفين، مساء أمس الأول، حقلة نقاشية بعنوان «مراكز المكفوفين في العالم العربي آمال وطموحات»، أدارها الناشط الاجتماعي درع الدوسري، وذلك ضمن فعاليات الملتقى العربي للمكفوفين، والذي ينظمه المركز من 18-23 نوفمبر الجاري، تحت شعار «ببصائرنا نحيي مجتمعنا»، بفندق هوليدي فيلا.

وقد شهدت الحلقة النقاشية عددًا من المواضيع التي تمس واقع المكفوفين، والوقوف على أهم التحديات التي تواجههم، وإبراز العقبات والصعوبات، التي تحول دون تحقيقها، فضلاً عن تسليط الضوء على دور التكنولوجيا الحديثة والتقنيات المختلفة التي من شأنها أن تجعل حياة الشخص الكفيف اكثر استقلالاً.

الدكتور خالد النعيمي، عضو مجلس إدارة مركز قطر الثقافي الاجتماعي للمكفوفين، رئيس الاتحاد العربي للمكفوفين، قال إن فقد البصر لا يعد إعاقة بل تقدمًا فكريًا وثقافيًا، حيث إن الأفراد المكفوفين، يتمتعون بقدرات وإمكانيات عالية، ويسهمون بشكل فعال في المجتمع، وأكد أهمية تسليط الضوء على القضايا التي تمس واقع ذوي الإعاقة البصرية كالتعليم وتوظيف هذه الشريحة لتحقيق الاستقلالية الكاملة لهم.

ولفت د. النعيمي إلى أن الحقلة النقاشية تضم نخبة كبيرة من المبدعين المكفوفين الذين أسهموا وبشكل فعال في تغيير مؤسساتهم وجمعياتهم التي يديرونها لخدمة ذوي الإعاقة البصرية، موضحاً أنه ليس المقصود في توظيف ذوي الإعاقة البصرية ملء الأماكن الفارغة، بل ضرورة الاستفادة من قدرات وخبرات وأفكار هذه الفئة، وأن المكفوفين قد تفوقوا في كافة المجالات الحياتية حيث لهم إسهامات واضحة في تغيير المجتمع، مطالبًا بضرورة الحراك الوظيفي للكفيف، وأشار إلى أن قطر من الدول التي وقعت على الاتفاقية الدولية للأشخاص ذوي الإعاقة وهي تقدم خدمات جليلة لذوي الإعاقة، بل وتسعى إلى تقديم أفضل البرامج للارتقاء بهم أسوة بأقرانهم العاديين.

داليا الجبالي، استشاري تدريب تنمية بشرية في جمعية فجر التنوير في القاهرة، أول مدربة عربية لكثير من التقنيات الحديثة في تطوير الذات، عرضت تجربتها من إعاقتها البصرية، موضحة الصعوبات والتحديات التي واجهتها خلال فترة دراستها وفي حياتها العملية، لافتة إلى أن الكفيف يمتلك الكثير من المهارات إلا أن البعض لا يؤمن بقدرات هذه الفئة.

وأشارت الجبالي إلى أن تعليم المكفوفين مشكلة أغلب الدول العربية، موضحة أن الجامعات في مصر ترفض دخول المكفوفين في بعض التخصصات، ولفتت إلى هناك قوانين واضحة لتعليم وتوظيف ذوي الإعاقة بشكل عام والمكفوفين بشكل خاص، موضحة أن القانون في مصر يلزم المؤسسات والشركات بتوظيف نسبة 5 % من هذه الفئة، إلا أن بعض الشركات توظف المكفوفين دون رؤيتهم وتدفع لهم راتبًا مهينًا فقط من اجل تطبيق القانون لا غير.

الدكتور علي ناصر محمد، أستاذ في جامعة بغداد قسم اللغة العربية، عضو في الجمعية الوطنية لرعاية المكفوفين، أكد على أهمية التكنولوجيا الحديثة في حياة ذوي الإعاقة البصرية، موضحاً أن التكنولوجيا أصبحت تمس حياة المكفوفين بشكل مباشر، وان التقنيات الحديثة أسهمت وبشكل كبير في استقلالية هذه الشريحة، كالعصا البيضاء وظهور برامج الناطق، إضافة إلى العديد من البرامج التي من شأنها تعزز حياة المكفوفين للأفضل.

وتطرقت شريفة المالكي نائب رئيس جمعية الصداقة للمكفوفين إلى زواج المكفوفين لاسيما الكفيفات اللاتي يواجهن صعوبة بالغة في ذلك، لافتة إلى أن هذا موضوع في غاية الأهمية، حيث لابد من توعية المجتمع بحقوق هذه الفئة في البحث عن الشريك الذي يؤنس وحدتهم ويعينهم على تحقيق ذواتهم وتكوين أسرة مستقرة.

وأشارت المالكي إلى أن الزواج من كفيفة أو كفيف لا يحمل أي احتمال وراثي لانتقال هذا المرض إلى الأبناء فيما بعد إلا في حالة أن يكون كلاهما كفيفًا أو ضعيف البصر؛ حيث تعتبر أمراض العيون من الأمراض الوراثية المتنحية، آسفة على حال بعض الكفيفات المتزوجات اللاتي تم استغلالهن من قبل أزواجهن خاصة ممن لهن دخل مادي، متمنية تضافر الجهود في هذا الجانب لتحقيق الاستقلالية الكاملة لهذه الفئة ولتكوين أسرة في المستقبل.

واستعرضت فاطمة مسالخي، عضو إدارة جمعية الشبيبة للمكفوفين، جهود الجمعية ومقرها لبنان، موضحة عدم تنسيق الجمعيات المتخصصة بذوي الإعاقة بين بعضهم البعض تعد مشكلة حقيقية، مشددة على أهمية التعاون في تغيير بعض القوانين وحصول هذه الفئة على حقوقهم بشكل أفضل.

من جانب آخر نظَّم المركز صباح أمس ورشة عمل بعنوان «تقنيات المكفوفين وتدريب المدربين»، حاضر في الورشة فيصل الغامدي مدرب حاسب آلي للمكفوفين وضعاف البصر بجامعة الملك عبدالعزيز وبالغرفة التجارية بجدة، وبجمعية العوق البصري الخيرية ببريدة، وناشط في لجنة حقوق المكفوفين ومشروع تيسير بالغرفة التجارية بجدة.

تم خلال الورشة القيام بعدد من التدريبات العملية على استخدام برنامج ناطق الشاشة NVDA والذي يتيح للمكفوفين استخدام جهاز الكمبيوتر، وتسليط الضوء على عدد من الأمور منها معرفة الأنواع الجديدة من التقنيات الناطقة، ومعرفة مهارات الاستخدام الأمثل والاستفادة القصوى من التقنية، ومعرفة الأسس التي يجب توافرها في بيئة التدريب للمكفوفين، ومعرفة الفرق بين التدريب والتعريف.

حيث بيَّن الغامدي خلال حديثة أن هناك فجوة كبيرة بين التقنية والتدريب في الوطن العربي، بالإضافة إلى عدم وجود التدريب المناسب، وأضاف أننا نأمل كمكفوفين أن نصل في نهاية هذه الورشة لمخلص وتوصية تستفيد منها الجهات المختلفة ومراكز التدريب في العالم العربي.




http://www.al-watan.com/viewnews.asp...atenews4&pge=5