ملتقى الفتيات الصم يناقش مفاهيم حقوق الإنسان


ناقش الملتقى التدريبي الأول لفتيات الصم في يومه الثاني عددا من المحاور والموضوعات المتعلقة بمفاهيم حقوق الإنسان، والتشريعات الدولية وحقوق المجتمع ومؤسساته وأفراده تجاه الأصم، وقد جاءت فعاليات الملتقى وسط حضور مميز على المستوى المحلي والعربي، مستهدفاً المرأة الصماء القطرية والعربية والباحثين والمهتمين ومنظمات حقوق الإنسان ومديري المشاريع والتعليم في الدولة والمنظمات والمؤسسات العاملة في المجال التعليمي والاجتماعي.

وأكدت هيا السناري المنسق للملتقى الأول أن فعاليات الملتقى حظيت بإقبال كبير وحماس المتدربات المشاركات من قطر والدول العربية، وأشارت إلى أن الملتقى يقدم برامج متخصصة لأول مرة تركز على الذات وتعزيز القدرات والثقة بالنفس، ونوهت بأن البرنامج التدريبي يمكن من استخراج الطاقة الكامنة لدى الصم، وقالت: هذه أول تجربة للصم للمشاركة في ورش تدريبية بهذا المستوى.

وأضافت السناري في تصريحات صحفية أمس أن نجاح الفعاليات في اليومين الأول والثاني يبشر بأن الملتقى سيترك بصمة مشرفة، وأن الدورات التنموية تصنف بأنها عصب الحياة، باعتبار أن تنمية وتطوير قدرات الإنسان تمكنه من العطاء للمجتمع ولدولة قطر.

وأشارت إلى دورة كيف تبدأ مشروعك والتي وجدت إقبالا كبيرا باعتبار أن معظم الصم هم أصحاب مهن، ويملكون مهارات الفن التشكيلي والأعمال اليدوية والغرافيك وغيرها من المهارات التي تحتاج للتنمية والتطوير، ونوهت بأن برنامج اليوم الثاني شهد افتتاح دورة الاتفاقيات الدولية التي قدمها رئيس الاتحاد العالمي للصم كولن هلن، واشارت إلى أن ما يميز هذه الدورة أنها تقدم من أصم إلى أصم، تناول فيها حقول الصم على نطاق دولي، وحقوق الأصم الشخصية والاجتماعية والعلمية، وحقوق مؤسسات المجتمع للصم.

وتتوقع هيا السناري أن تخرج الفتاة الصماء من هذا الملتقى بخبرات ومهارات كبيرة، ولفتت إلى أن عمر المركز القطري الثقافي الاجتماعي تجاوز الخمس سنوات بقليل، إلا أن صدى أعماله واسعة، وقالت إن الفتيات القطريات الصم معظمهن يتصفن بقوة الشخصية والثقة بالنفس، إلا أنهن يفتقدن تواجد الفرص.

وأشارت إلى استعانتهن بالمركز للعمل في المشاريع الصغيرة لعرض منتجاتهن، وقالت: نسعى لأن يكون للأصم مشروع مستغل ليعود المردود المالي له بشكل كامل موضحة أن الأصم يعمل بالمركز والمؤسسات بالنسبة وبالتالي فإن الاستفادة تكون غير مربحة له ودعت منسقة الملتقى إلى أهمية تكثيف الدورات التنموية للأصم لتأهيله ومساعدته في اقتحام سوق العمل بثبات، وأضافت أن هناك فنانات مصممات للعباءات، إلا أنهن في حاجة إلى التطوير والتشجيع.

وأشارت المنسق هيا السناري إلى أن الملتقى يهدف إلى وضع ملتقى سنوي تدريبي للصم يقوم بإعداده طاقم نسائي قطري ذو خبرة وبقيادة خبيرة في قضايا الصم ولغة الإشارة، البرنامج ذي مراحل متسلسلة لتطوير قدرات الصم وتأهيلها، والبدء بتأهيلهم عن طريق المركز كمبادرة لدعوة الجهات بالاهتمام قبل أن ندعو الجهات الحكومية والمؤسسات نحو تعديل أوضاع الصم في دولة قطر من خلال التوصيات التي دعا إليها الملتقى الأول والثاني، وإعطاء فرص التدريب المعتمد للمرأة الصماء هذا العام عوضاً عن النظر إليها والاكتفاء بالمطالبة دون التحرك والسعي الجدي لذلك، وتسليط الضوء على تأهيل الصم من خلال الدورات التدريبية التي تقدم للسامعين، وتشجيع المدربين للخوض في تدريب الصم، هذا بجانب تسليط الضوء على الإضاءات التي ستضيء عقول الصم من خلال هذه الدورات، السعي إلى توسعة مدارك الصم نحو حلول وإشكاليات الحياة، والبحث عن أهم متطلبات الإنسان الحقيقية في الحياة، والحياة العملية من خلال طرح دورات تأهيلية وتحفيز بيئة الصم والمجتمع من خلال عرض هذا البرنامج التدريبي، بالإضافة إلى تمكين ودعم كفاءة المرأة الصماء.

من جانبه أكد السيد حمد أبو فريح رئيس وحدة العلاقات العامة والإعلام باللجنة الوطنية لحقوق الإنسان حرص رئيس اللجنة للمشاركة الفاعلة في هذا الملتقى الذي يعزز حقوق الفتاة الصماء بشكل خاص، وحقوق ذوي الإعاقة عامة، لهذا فإن مشاركة اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان تأتي تنفيذاً لتوجيهات الدكتور علي بن ضميخ المري رئيس اللجنة التي يدعو من خلالها لأن تتمتع هذه الفئة بكافة حقوقها لاسيما وأن اللجنة تعمل على المتابعة والمراقبة لإنفاذ حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة لتكون حقوقهم متساوية مع كافة المواطنين، موضحا أن المواطنة هي أساس الحقوق المتساوية والواجبات وبما أن المعاقين مواطنون يجب ألا يميز ضدهم بسبب الإعاقة التي يمكن أن يولد بها الشخص أو أن تلحق به أثناء حياته لأن ذلك من باب العدالة الاجتماعية التي رعاها الدستور.

بدوره شدد أبو فريج على أن هناك ضرورة لشحذ همم الأشخاص ذوي الإعاقة السمعية وخاصة المرأة منهم، بالإضافة لتفعيل إراداتهم الذاتية لإبراز إسهاماتهم في عملية التنمية المجتمعية. وهذا ما يتطلب منّا عقب الفراغ من هذا الملتقى وتحقيق أهدافه، الشروع الفعلي في التطبيق العملي لما حققه الملتقى من معرفة وذلك من خلال دعم المشاريع الخاصة بالمرأة الصماء التي تبرز فيها موهبتها ومهارتها الأمر الذي من شأنه تيسير عمليات دمج أصحاب الإعاقة السمعية، ليصبحوا عناصر فاعلة يمكن أن يستفيد منها المجتمع.

قدم السيد جابر الحويل مدير إدارة الشؤـون القانونية باللجنة الوطنية لحقوق الإنسان والأستاذة رانيا فؤاد الخبيرة القانونية باللجنة أربع محاضرات في في اليومين الأولين للملتقى التدريبي للصم، وقد تناولا في اليوم الأول حقوق الإنسان والقانون الدولي حقوق الإنسان، وأوضحا أن حقوق الإنسان هي أسمى ما ترنو إليه نفوس البشر ويجب أن يتمتع بها كل إنسان بصرف النظر عن لونه أو جنسه أو لونه، أما القانون الدولي فهو مجموعة من القواعد والمبادئ التي تحكم العلاقات بين الأشخاص ويتفرع إلى قانون دولي عام والقانون الدولي الإنساني وقانون اللاجئين. وقدما شرحا تفصيلياً حول خصائص حقوق الإنسان والتي منها النشأة الوطنية والداخلية لحقوق الإنسان وأنها مكفولة دولياً وهي ليست منحة من أحد وأنها هي ملك البشر بحسب صفتهم.

بينما قدما في اليوم الثاني شرحاً حول مفاهيم حقوق الإنسان والتشريعات الخاصة بذوي الإعاقة، ولفتا إلى أن المجتمع الدولي أولى اهتماماً خاصاً بذوي الاحتياجات الخاصة وحقوقهم، وأشارا إلى أن تلك الحقوق استندت على المبادئ العامة لحقوق الإنسان التي تكفل المساواة وعدم التمييز الذي يعتبر في حد ذاته ضمانة أساسية لتمتع جميع البشر بكافة الحقوق والحريات المنصوص عليها في المعاهدات والمواثيق الدولية.

وفيما يتعلق بالقوانين القطرية أوضحا أن المشرع القرطي كفل كافة الحقوق لذوي الاحتياجات الخاصة على أن يتمتع ذوو الاحتياجات الخاصة في تسعة بنود إضافة إلى حقوقهم في التشريعات الأخرى، ومنها ما يتعلق بالتربية والتعليم والتأهيل كل حسب قدراتهم بالإضافة إلى الرعاية الطبية والنفسية والثقافية والاجتماعية والحصول على الأدوات والأجهزة ووسائل النقل والمعدات التي تساعدهم على التعليم. علاوة على توفير خدمات الإغاثة والمعونة والخدمات الأخرى، وأكدا أن التشريعات القطرية شددت على أن تعمل الجهات المختصة على تقديم الخدمات اللازمة لهذه الفئة وبوجه خاص توفير الخدمات الطبية العلاجية الوقائية والصحية والنفسية وتوفير التقارير الطبية الخاصة ولمن يعولونهم بالمجان بشرط ألا يكونوا مشمولين بأي نظام تأمين صحي آخر، إلى جانب توفير فرص العمل والتشغيل للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة حسب قدراتهم وتأهيلهم. وتوعية المواطنين بحقوق هذه الفئة والعمل علها تقدم العون اللازم لها وحسن معاملتهم واندماجها في المجتمع. بالإضافة الحق في السكن والمساعدة القانونية لهم وشروط تقدير المساعدة القضائية والآثار المترتبة عليها.

وفي ذات السياق قدم السيد محمد العنزي محاصرتين بعنوان (اعرف ذاتك) في محاور تتعلق بالتفكير وتصور النفس، الثقة بالنفس، وتطوير الذات التخطيط وإدارة الوقت. وفيما يتعلق بمحور التفكیر وتطور النفس، تناول كيفية تعرف الإنسان على نفسه والشعور الخاص بالفرد وتصور الآخرین له وتأویله لتصور الآخرین، وأشار العنزي إلى أن الذكاء الوجداني يتنبأ بـ80 % من نجاح الإنسان في الحياة.

بينما تناول وفي محور الثقة بالنفس علامات الثقة والمتمثلة في التوازن بين العقل والعاطفة والحساسیة المتوازنة، أما في جانب تطوير الذات فقد نطرق إلى معالجة نقاط الضعف والمرشد بصير ورفقة الصديق الصدوق والمخالطة والاستفادة من النقد.

من جانبه قدم السيد حسين اليزيدي محاضرة بعنوان «ابدأ مشروعك» كشف فيها عن الخطط اللازمة للمشروع الناجح من حيث اختيار المشروع والتسويق والمبيعات، ورصد الأسباب وراء قيام المشروع «مالية اجتماعية مهنية شخصية» وقال: إن المشروع الناجح هو الذي يراعي احتياجات الزبائن ويعطي صاحب المشروع الشعور بالراحة، وتناول عناصر فكرة المشروع الناجح.

أما الأستاذة غادة لارم فقدمت محاضرتين بعنوان «اختلافنا سر تآلفنا»، النظام التمثيلي صورة صوت إحساس، لافتة إلى أن الصورة ترتبط بالبصر، ومن أهم ميزاته سرعة اتخاذ القرار والتفاعل السريع مع المتغيرات السريعة ويتعامل مع الاختبارات السريعة والشفوية بصورة جيدة أما من ميزات الخبرة السمعية فأصحابها بمرور الكلام على عقولهم، وهم أكثر اتزاناً في اتخاذ قراراتهم وينطقون ما يقصدون بينما يتفاعل أصحاب الخبرة الحسية مع الأحداث ولكن بعد أن يشعروا بها، ويحولون الخطط والأفكار إلى واقع ملموس وهم بعيدون عن الأحلام والتنظير والفلسفات.




http://www.al-watan.com/viewnews.asp...enews11&pge=12