تحت رعاية الشيخة المياسة وبالتعاون مع اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان..



" ثقافي الصم " ينظم الملتقى التدريبي الأول لدعم قدرات المرأة الصماء.. الأحد المقبل



الملتقى يشهد مشاركة "13" دولة عربية ونخبة كبيرة من المدربين والمترجمين

"6" دورات تدريبية مختلفة سيتناولها الملتقى على مدار 5 أيام


علي السناري : المرأة الصماء تمتلك مواهب وإمكانات تؤهلها لخوض كافة مجالات الحياة



هيا السناري : تحديات كثيرة تواجه الصماوات و"15" فتاة قطرية من الفئة سيشاركن في الملتقى


حبيب : الملتقى يعد الأول من نوعه وهو خاص بالفتيات ويمثل نواة للأعمال القادمة


الدوسري : "الأعلى للاتصالات" يسعى إلى ربط أفراد المجتمع على اختلاف أعمارهم وفئاتهم بالتكنولوجيا


أبو فريح : الملتقى يدعم قضايا الصم التي هي من صميم قضايا المجتمع


سمية تيشة


تحت رعاية سعادة الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني — رئيس مجلس أمناء هيئة المتاحف — ينظم المركز القطري الثقافي الاجتماعي للصم، الملتقى التدريبي الأول للصم تحت شعار "ثقي بقدراتك"، بالتعاون مع اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان، وذلك خلال الفترة مابين "6 — 10" من الشهر الجاري، وبمشاركة "13" دولة عربية ونخبة كبيرة من المدربين والمترجمين.


ويهدف الملتقى إلى تمكين قدرات المرأة الصماء، من خلال توفير دورات تدريبية،
تسهم في صقل مهاراتها وامكانياتها، حيث سيتم على مدار 5 ايام طرح (6) دورات، يقدمها (7) مدربين على مستوى عال من الخبرة والكفاءة، فضلاً عن مشاركة (10) مترجمين لترجمة تلك الدورات بلغة الإشارة، وسوف تركز الدورات على العديد من المواضيع كدورة "أعرف ذاتك" و"هندسة النجاح" و"اللياقات الست" و"مفاهيم حقوق الإنسان"، و"اختلافنا سر تآلفنا"، إضافة إلى دورة "كيف تبدأ مشروعك" وهي دورة تركز على دعم قدرات الصماوات في المجال الاقتصادي..


"دعم قدرات الصماوات"


وقد أوضح السيد علي عبيد السناري — رئيس مجلس إدارة المركز القطري الثقافي الاجتماعي للصم — خلال مؤتمر صحفي عقد مساء أمس الأول، بفندق هيلتون، أن الملتقى التدريبي للصم يعد الأول من نوعه في الوطن العربي، لتمكين قدرات المرأة الصماء، ولدمجهن بالمجتمع بشكل أكبر، مشيراً إلى أنّ الأصم لديه العديد من القدرات والامكانيات والمهارات التي تؤهله لخوض كافة مجالات الحياة..


ولفت الى أن الملتقى يركز على المرأة الصماء من خلال توفير دورات تدريبية مختلفة لهن، بهدف تطوير قدراتهن وفتح آفاق المعرفة أمامهن، مؤكداً أنّ الملتقى جاء بعد بحث ودراسة طويلة لاحتياجات الصماوات، وانه قد تم اختيار الدورات التدريبية بدقة متناهية للنهوض بالصماوات في كافة المجالات الحياتية، مشيداً بجهود جامعة فرجينيا في تأسيس الأصم القطري وتطوير قدراته لإقامة مثل هذه الملتقيات..


وأكد السناري ان الأصم العربي يمتلك مواهب وامكانيات فهو ليس مهمشا كما يظن البعض، بل لديه القدرة على مجاراة الأصم الغربي، مشيراً إلى أنّ الملتقى سيصاحبه معرضان لإبراز قدرات وابداعات فتيات "الصم"، متوجهاً بالشكر الجزيل لكافة الداعمين وكافة مؤسسات الدولة على دعمهم اللامحدود لهذا الملتقى الذي ينظم لأول مرة بدماء قطرية من فئة الصم..


الصعوبات والتحديات


السيدة هيا السناري — المنسق العام للملتقى — أشارت إلى أنّ الملتقى خصص للمرأة الصماء بهدف تسليط الضوء على قدراتهن، وابرز الصعوبات والتحديات التي تواجههن في حياتهن، موضحة أن الملتقى ترجمة لدراسة اجريت على أرض الواقع تبين من خلالها أنّ الفتاة الصماء في الوطن العربي تواجه العديد من المشاكل والتحديات وهي نفس المشاكل التي تواجه الصماء القطرية، وأنّ 80 % من المشاكل تتعلق بالبيئة التي تعيش فيها، مما كانت الحاجة ملحة لتنظيم مثل هذا الملتقى وطرح دورات تدريبية تعزز ثقة المرأة الصماء بقدراتها وامكانياتها، وتجعلها أكثر قوة لمواصلة الحياة..


ولفتت السناري إلى أنّ (13) دولة عربية ستشارك في الملتقى، وأن عدد الدورات التدريبية التي يتم طرحها (6) دورات، يقدمها (7) مدربين على مستوى عال من الخبرة والكفاءة، فضلاً عن مشاركة (10) مترجمين لترجمة تلك الدورات بلغة الإشارة، موضحة أن عدد القطريات المشاركات في الملتقى (15) فتاة من ذوات الإعاقة السمعية..


من جانبه قال السيد حسين حبيب — مستشار اللجنة العلمية للملتقى — ان فئة الصم تستحق الأفضل، وأضاف ان التحدي كبير من أجل تحقيق الأهداف المرجوة، وإنجاح هذا الملتقى الأول من نوعه، الذي تشارك فيه 13 دولة عربية، بجانب مشاركة دول أوروبية، وأضاف حبيب ان هناك جهودا كبيرة وأيادي تعمل خلف الستار لتقديم نموذج متميز يخدم هذه الفئة، ولفت الى أن الملتقى خاص بالفتيات، ويمثل النواة للأعمال القادمة، باعتباره أول ملتقى ينظم بهذه الآلية..


ربط الصم بالتكنولوجيا


السيدة منيرة الدوسري — مدير مشاريع التدريب المهني لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات بالمجلس الأعلى للاتصالات — أبدت سعادتها بأن يكون المجلس أحد الرعاة الداعمين في المجال التقني لفعاليات الملتقى التدريبي الأول للصم والذي يحمل عنوان "ثقي بقدراتك"، لافتة إلى أنّ مشاركة المجلس الأعلى للاتصالات في هذا الحدث انطلاقاً من هدف المجلس في ربط جميع الأفراد في قطر على اختلاف اعمارهم وفئاتهم بالتكنولوجيا لتمكينهم من تحقيق أهدافهم الشخصية والمهنية فضلاً عن ضمان الوصول إلى تحقيق مجتمع شمولي في الدولة ينتفع به جميع أفراده بمزايا مختلفة.


وأوضحت الدوسري أن المجلس كان ومازال يلعب دوراً مهما في الارتقاء بنوعية حياة ذوي الإعاقة ومساعدتهم على الانخراط بشكل أكبر في المجتمع من خلال ربطهم بالتكنولوجيا، مشيرة إلى أنّ المجلس قام بافتتاح مركز قطر للتكنولوجيا المساعدة (مدى) لتمكين الاشخاص ذوي الإعاقات المختلفة من خلال توفير بيئات تفاعلية تتضمن أحدث تقنيات التكنولوجيا المساعدة فضلاً عن تقديم الاستشارات الملائمة والتدريب لذوي الاعاقات لتمكينهم من استخدام الحلول المتكاملة للتكنولوجيا المساعدة لتسهيل تواصلهم مع الناس في العمل وحتى على مقاعد الدراسة.


وأضافت "كما يستعين المجلس الاعلى للاتصالات بفريق عمل من الخبراء المحليين لكي يقرروا على وجه التحديد أفضل الطرق التي يمكن أن تلعب فيها تكنولوجيا المعلومات والاتصالات دورا حيويا في تحسين حياة ذوي الاعاقة في الدولة"، داعية الجميع لزيارة مركز (مدى) للاطلاع على الخدمات التي يقدمها في مجال ذوي الاعاقة.


"تعزيز حقوق الصم"


وأوضح حمد ابو فريح — رئيس وحدة العلاقات العامة والإعلام باللجنة الوطنية لحقوق الإنسان — إن انعقاد هذا الملتقى بصفته الدورية، تأكيد من قبل الدولة والقائمين على أمر الملتقى على دعم قضايا الصم التي هي من صميم قضايا المجتمع بشكله العام، قائلا "إن انعقاد هذا الملتقى واجب أساسي ويجب استثماره ولتسليط الضوء على ضرورة تعزيز حقوق الصم المضمنة في المعاهدات الدولية التي صادقت عليها قطر إلى جانب حقوقهم المضمنة في دستور الدولة التي تكفل لهم كافة الحقوق للتفاعل مع المجتمع ككتلة واحدة تؤكد روح الانتماء، مؤكدا في الوقت ذاته أن الأشخاص ذوي الإعاقة هم الأكثر قدرة على توصيل احتياجاتهم ومطالبهم.


وأكد ابو فريح ضرورة وجود دور فاعل لوحدات العلاقات العامة والإعلام مبيناً أن لهذه الوحدات بمؤسسات الدولة ومنظمات المجتمع المدني دورا كبيرا ومهما في دعم قضايا الأشخاص ذوي الإعاقة، وأضاف" فمن ناحية يجب على العلاقات العامة أن تقوم بالتحضير الجيد للندوات والمنتديات والمؤتمرات التي تناقش خصوصية هذه القضايا، من حيث استقطاب الشخصيات المتخصصة والخبيرة في هذا المجال وتيسير كل المعوقات اللوجستية التي قد تواجههم من مصدر تحركهم إلى وصولهم وعودتهم والترتيب الجيد لأولويات الأوراق التي تجب مناقشتها في مثل هذه الملتقيات"، مشيراً إلى أن اللجنة تعمل على المتابعة والمراقبة لإنفاذ حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة لتكون حقوقهم متساوية مع كافة المواطنين، وقال: كما هو معلوم فإن المواطنة هي أساس الحقوق المتساوية والواجبات وبما أن المعوقين مواطنون يجب الا يميز ضدهم بسبب الاعاقة التي يمكن أن يولد بها الشخص أو أن تلحق به اثناء حياته لأن ذلك من باب العدالة الاجتماعية التي رعاها الدستور..


"دعم الملتقى"


من جانبه قال السيد عبدالله اليامي — ممثل مؤسسة سواعد قطر لخدمة المجتمع — ان المتطوعين يعملون جاهدين لانجاح هذا الملتقى الذي يعمل على تعزيز ثقة فتيات الصم، لافتاً إلى أن المؤسسة تأسست في الربع الأول من 2011م، ويشارك متطوعو سواعد في جميع الفعاليات والمؤتمرات بالدولة، وفق رؤى تؤكد أن الشباب القطري قادر على العمل في شتى المجالات، وحريص على اتباع عدد من المفاهيم والركائز الأساسية المنبثقة من انتمائهم لأمة عريقة لها طابعها الديني والاجتماعي الذي تتميز به وتنفرد فيه، محافظين من خلالها على الطابع الوطني، والعمل على رفع مستوى الوعي الفكري لدى الشباب القطري من المحلية إلى العالمية.


أما السيد علي شاهين الكواري من إدارة العلاقات العامة ببروة، فأوضح أن مساندة ورعاية بروة لهذا الملتقى تأتي في إطار إيمانها بأهمية ترسيخ مبادئ ومفاهيم المسؤولية الاجتماعية من خلال أنشطتها المختلفة، مشيراً إلى أنّ بروة العقارية كشركة استثمارية رائدة في قطر والعالم، تقوم بالمشاركة في هذا الملتقى ومساهمتها في نهضة المجتمع القطري من خلال ما تقدمه من خدمات مجتمعية ذات طابع خاص، وشدد على حرص بروة على مواصلة جهودها في البحث عن وسائل وحلول مبتكرة لدعم المجتمع من خلال مجموعة متنوعة من الانشطة والمساهمات وسبل الدعم التي لطالما قدمتها للمؤسسات والهيئات الاجتماعية في قطر.


"تدريب المرأة الصماء"


هذا وتحدث في المؤتمر الصحفي نخبة من المدربين الذين يحملون على عاتقهم المسؤولية كاملة لتدريب الفتيات الصم، وعكس مجموعة المدربين تجاربهم مع الصم، من حيث التواصل والتفاعل، واكدوا أن هذه الفئة متعطشة للمعرفة والاستزادة بالمهارات التي تعينها على الحياة، وتساعد على تعزيز الثقة بالنفس وتحمل المسؤولية، لافتين إلى أنّ الأصم يمتلك الكثير من المواهب والابداعات وهو بحاجة إلى فرصة لاظهار تلك الابداعات، والملتقى فرصة لتطوير امكانيات المرأة الصماء وقدراتها وتعزيز ثقتها بنفسها..


وأشاروا إلى أنّه من خلال الورشات التحضيرية التي سبقت الملتقى تبين أن هذه فئة الصم تحرص كثيراً على اقتناص المعلومة والوصول لأدق التفاصيل، وهذه ميزة تحسب لهذه الفئة والتي تعد جزءا لا يتجزأ من المجتمع، موضحين أنّ الملتقى يهدف إلى دمج هذه الفئة بالمجتمع وتعزيز امكانيات الصماوات من خلال اتاحة دورات تدريبية تسهّم في صقل امكانياتهن وقدراتهن، وأنّ التعامل مع هذه الفئة يحتاج إلى فهم لغتهم والوصول إلى افكارهم، وهذا يتطلب جهدا وتحديا لأن الأصم لا يسمع ولا يشعر بلغة الجسد.



http://www.al-sharq.com/articles/more.php?id=289917